المثابرة والعمل الدؤوب سرّ النجاح السوبرانو زينة برهوم «أؤمن بمدّ الجسور بين الثقافات»
بنشاط قلّ نظيره تحضّر مغنية السوبرانو الأردنية الحائزة جوائز عالمية، زينة برهوم لمشاريعها المقبلة، فبعد أن أطلقت سلسلة ألبوماتها Alcantara التي تعتبر بمثابة جسر بين الثقافات، إذ تتضمن أغان بأربع لغات، ها هي اليوم تُنهي استعداداتها للبدء بمهمة جديدة، مهمة السفر عبر الزمن، وستكون أولى محطاتها فـي مدينة البتراء الأردنية من خلال فـيديو موسيقي قصير مصوّر يأخذنا عبر التاريخ الى مملكة الأنباط. وبالطبع لن تتخلى برهوم عن مشروع مهرجان عمان للأوبرا الذي أطلقته عام 2017 وتستعدّ لإعادة إحيائه فـي نوفمبر المقبل بعد أن توقف قسراً بسبب جائحة كورونا.
زينة برهوم مغنّية أوبرا حائزة جوائز عديدة، أسّست مهرجان عمان للأوبرا عام 2017 برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، وهو أول مهرجان للأوبرا فـي العالم العربي. وقد قدّمت عروضًا فـي بعض المسارح والأماكن الأكثر شهرة فـي العالم بما فـي ذلك قصر كينسينغتون، وقصر هوفبورغ، وقاعة كادوغان ومنظمة اليونسكو باريس، وأوبرا ريميني وكامبيدوجليو فـي إيطاليا، والعديد من الأماكن الأخرى فـي النمسا والمملكة المتحدة وفرنسا وأوكرانيا والصين والأردن والإمارات ولبنان. وقدّمت عروضًا مع العديد من الفنانين المشهورين من بينهم، الباريتون الإيطالي والتر ألبيرتي وروبرتو ألجنا، الخليفة المشهور لباڤاروتي وأندريا بوتشيلي
مثلت زينة الأردن فـي ست قارات فـي يوم الأوبرا العالمي لعام 2020 بالتعاون مع أوبرا السلام واليونسكو. كما مثلت الأردن فـي الموسيقى الكلاسيكية وأنواع البوب فـي مهرجان Sound of the Xity الذي شاركت فـيه أكثر من ثلاثين دولة. ونظمّت المهرجان حكومة جمهورية الصين الشعبية عامي 2020 و 2021.
وزينة هي ناشطة ثقافـيًا فـي بلدها الأردن، حيث تعمل على نشر ثقافة الأوبرا والموسيقى بشكل عام من خلال برنامج «العين على الموسيقى» كما أنها متطوّعة مع UNWFP برنامج الغذاء العالمي التابع للولايات المتحدة الأميركية.
االموسيقى، قصة السفر عبر الزمنب
عرض مميّز فـي إفتتاح مسرح أكاديميّة عمان
فـي 15 يونيو 2022، وتحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، افتتح مسرح أكاديمية عمان الجديد بعرض مميّز للسوبرانو ا برهوم، وشاركها المغنّي والممثّل والعازف البريطاني من أصل عربي نديم نعمان والذي اشتهر بأدائه فـي The Phantom of the Opera فـي لندن، ورافقتهما أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى بقيادة محمد صديق، وقد قدّما معًا عرضًا بعنوان «الموسيقى، قصة سفر عبر الزمن». بإدارة الفنان فابيو بونوكور من إيطاليا.
هذا العرض كان أول عرض حي لزينة من بعد جائحة كورونا فـي الأردن، وفكرة العرض هي أخذ الحضور فـي رحلة لسرد قصة السفر عبر الزمن من خلال الموسيقى، تبدأ عند أول مقطع موسيقيّ كُتب فـي تاريخ الموسيقى، وتنتهي فـي العصر الحديث. من أنغام القانون العربي إلى الأندلس، إلى الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، إلى موسيقى الجاز والسول، إلى المسرحيات الموسيقية، وصولًا إلى موسيقى البوب الحديثة.
تحقّق حلمها بغنائها للبتراء
جاء الإلهام لهذه الأغنية من حبّ زينة للبتراء وانبهارها بالحياة التي كانت يوماً ما، فـي ذلك الجزء من الأردن. فبالنسبة لزينة، الفـيديو الموسيقي القصير الذي يوثّق تاريخ الأنباط فـي مدينة بتراء، هو حلم يُصبح حقيقة.
وبدأت زينة بكتابة الكلمات والموسيقى، كما أنها قامت بتصميم الملابس إلى جانب مصمّمة أزياء التراث الأردني انتصار الحبيبة، يناير 2022. وقد جاء ذلك بعد بحث مكثّف والتحاقٍ بمحاضرات على الإنترنت، حول تاريخ الأنباط ولغتهم.
تُعتبر موسيقى «بيترا» مزيجا انتقالياً بين صوت زينة برهوم وجوقة الكورال الذين يخبرون العالم عن مجد مدينة البتراء من خلال قصّة حب تمّ إنتاجها من خلال تكهنات عمّا استُعمل كأدوات موسيقية فـي تلك الحقبة، وصُوّرت بناءً على قطع أثرية معثور عليها، مثل منحوتات ونقوش عُرضت فـي متحف الأردن ومتحف البتراء.
وسيتم نشر هذا المشروع بالتعاون مع علماء وموسيقيين ومؤرخين وعلماء موسيقى ومنتجي فـيديو أردنيين، بالإضافة إلى منتج الموسيقى يوسف بلتاجي.
وقد تصوّرت زينة الأغنية بثلاث لغات مختلفة، اللغة الإنكليزية والعربية والآرامية النبطية، التي يُزعم أنها تأثرت بشكلٍ كبير باللغتين اليونانية واللاتينية، وقيل أيضاً إنها أثّرت على نشوء اللغة العربية. وأخذت زينة بعين الاعتبار سفر الأنباط وذكاءهم فـي التجارة وطلاقتهم البصرية فـي علم الفلك.
أما سيناريو القصة الخيالي فقد كتبته زينة بالرجوع إلى حقائق تاريخية من دون ذكر أيّة حوادث تاريخية أو أي شكل من التأكيد على السمات الشخصية أو السلوك أو العلاقات. فأُخذت كل المعلومات من التاريخ بموجب الأخير، بالاستناد إلى الأبحاث التي أُجريت بهدف التجسيد الحقيقي للعاصمة التي كانت يوماً ما عاصمة مملكة الأنباط فـي الأردن، البتراء.
والجدير بالذكر أن أهم دعائم هذا المشروع ستُصنّع فـي مصنع الأفكار فـي عمّان، بما فـيها نسخ طبق الأصل عن الآلات الوترية والهوائية والإيقاعية.
وقد أُخذت زينة برأي مراجع تاريخية من باحثين ومحاضرين وعلماء آثار مشهورين، لتزويدها بتفاصيل الملابس والمجوهرات والعملة والطعام والمنحوتات والكتابة والعناوين والسلوك الاجتماعي وآداب السلوك والإيماء.
« الموسيقى هي لغة عالمية وعندما يتعلّق الأمر بالإبداع فحدودنا هي السماء «
مجلّة «اليقظة الجديدة» كان لها شرف التعرّف أكثر على شخصية هذه الموسيقية التي تفـيض بالطاقة والنشاط والتي حدّثتنا بحماس عن مسيرتها ومشاريعها.
كيف تعرّفت على موسيقى الأوبرا، وكيف اكتشفت موهبتك؟
عندما كان عمري 12 عاماً، اكتشف أستاذ الموسيقى فـي مدرستي، موهبتي وأخبر أهلي أن لديّ قدرات صوتية تساعدني على الغناء الأوبرالي. وبالتالي سعى أهلي لتطوير مهاراتي ووفروا لي فرصة تعلّم العزف على البيانو ودروساً للصوت لدعم وتطوير موهبتي لأكون جاهزة سواء أحببت فـي المستقبل أن أعمل فـي هذا المجال أم لا.
كما أن الموسيقى الكلاسيكية دائماً ما كانت رفـيقتي خلال نشأتي، فهي دائماً موجودة بين جدران المنزل إذ إنّ أمي تعشق فـيفالدي وشوبان. . . وهذا بالطبع كان ملهماً جداً بالنسبة لي. كما كان لدينا العديد من الأفلام الموسيقية فـي المنزل مثل Sound of Music، الذي أعشق تأدية أغنياته وفـيلم My Old Lady، وغيرها من الأفلام التي كان لها تأثير كبير على حبّي للموسيقى. كذلك حرصت أمي على تعليمي الباليه واصطحبتني الى أول حفل رقص صالونات عندما كنت فـي العاشرة من عمري، وقد أحببت الرقص وكنت شغوفة بكل ما له علاقة بالفن الاستعراضي، من موسيقى وغناء ورقص وتمثيل.
أما بالنسبة للأوبرا قفد تربّيت على حبّها وقد عزّز هذا الحب معرفتي بأن لديّ القدرات الصوتية لذلك. وبدأ شغفـي للأوبرا بالتزايد سنة بعد سنة، وقرّرت البدء بتعلّمها وقد بدأت بتعلّم الأوبرا الإيطالية لأنني شغوفة جداً باللغة الإيطالية ومدارس الأوبرا الإيطالية.
خلال مراهقتي أمضيت الكثير من الوقت فـي الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً فـي كاليفورنيا، وهناك أصدرت أول ألبوم غنائي عندما كنت فـي الـ 14 من عمري، يضم أغاني بوب إضافة الى أغان عربية، وقد كانت تجربة مميزة بالنسبة لي.
تكتبين بعضاً من أغانيك، أخبرينا أكثر عن هذا الجانب من موهبتك؟
فـي صغري كنت أحبّ الكتابة والتأليف ولكنني لم أنمّي هذه الموهبة نظراً لانشغالي بمسيرتي الغنائية، ولكن منذ وقت قصير وتحديداً خلال جائحة كورونا، استعدت قدراتي على الكتابة، إذ كان لديّ الوقت للعودة الى الكثير من الأشياء التي أحبّها لكن لم يكن لديّ الوقت لتنفـيذها، فبدأت بكتابة أغنيتي الأولى The Wings of Love التي أطلقتها أخيراً وتطوّرت الأغنية لتصبح ألبوماً أعمل على إطلاقه قريباً.
وقد كانت هذه الفترة ملهمة لبدء كتابة موسيقى»بيترا» التي نسوّق لها اليوم. هكذا عاد تأليف الأغاني الى حياتي وأنا سعيدة جداً لذلك, فمن الجميل جداً أن يتسنى لك كتابة ما تُغنّي فهذا يُغني الشغف.
أول سؤال يتبادر الى الأذهان عند الحديث عن سوبرانو عربية، هو لماذا وكيف اخترت هذا النوع من الغناء، علماً أن تقنياته هي الأصعب وليس منتشراً فـي عالمنا العربي؟
أن تكون فناناً من أي نوع، هو تحد كبير، وبالطبع اختيار أن تكون مغني أوبرا فـي العالم العربي ليس بالخيار السهل أبداً، ولكنني أعتقد أنك إذا كنت تحبّ الفن وكنت شغوفاً بما تفعله وتواظب على العمل فإنك ستنجح وتحقّق ما تفكّر به.
وأنا شخص مواظب جدّاً فـي العمل وألاحق ما أريده وأحرص على تحقيقه، كما أنّني أحبّ ما أفعله، أحبّ الموسيقى والغناء وخاصة الأوبرا وقد قدّمت عروضاً فـي الكثير من أنحاء العالم مثل أوستراليا إيطاليا أوكرانيا الصين والكثير غيرها، وقد كانت كل تجربة من هذه التجارب فريدة ومميّزة. كما قدّمت حفلات متنوّعة بين أوبرا كاملة وحفلات موسيقية وأنا أحب القيام بالنوعين، ففـي الحفلات الموسيقية يتسنى لي التواصل مع الجمهور بشكل جيد، بينما فـي عروض الأوبرا الكاملة يتسنى لي التواصل مع طاقم العمل من ممثلين ومغنين. . .
تعملين على نشر ثقافة الموسيقى الكلاسيكية والأوبرالية من خلال برامج تعليمية، أخبرينا أكثر عن هذا المشروع؟
الثقافة هي التي تبني المجتمعات والثقافة تُبنى على مدار سنوات، وصحيح أن ثقافة الأوبرا ليست فـي صلب الثقافة العربية، ولكنها فـي النهاية استعراض يتضمّن الموسيقى والغناء والتمثيل ويروي قصة وهذه القصة يمكنها أن تعبّر عن أي ثقافة كانت وأن تكون بأي لغة من لغات العالم، وهكذا نبني جسوراً بين الثقافات ونتعرّف أكثر على ثقافات الآخرين، كما نعرّف الآخرين على ثقافتنا. بالنسبة لي، عندما يتعلّق الأمر بالإبداع فحدودنا هي السماء لا شيء لا يمكن فعله على المسرح فالموسيقى هي لغة عالمية.
وأنا أعمل ضمن برنامج اسمه An Eye On Music In Education أي العين على الموسيقى فـي التعليم، يقدّم البرنامج دروساً لمحبي تعلّم الموسيقى، وقد استمرّت الدروس ضمن هذا البرنامج خلال فترة كورونا من خلال محاضرات على الانترنت، كما يقدّم البرنامج منحاً دراسية للراغبين بالتخصّص فـي مجال الأوبرا ويصلهم مع أساتذة مختصين خارج الأردن.
فـي عام 2017 أسّست أول مهرجان للأوبرا فـي الأردن أخبرينا أكثر عن هذه التجربة وهل كانت على قدر توقعاتك؟ وماهي مشاريعك المستقبلية؟
أنا أريد أن أنقل تجربتي فـي عالم الأوبرا الى المكان الذي ربيت فـيه أي الأردن علماً أن طفولتي لم تكن بمجملها هنا بل تنقلت كثيراً غير أن الأردن هي موطني. فأحببت أن أسّس مهرجاناً «مهرجان عمان للأوبرا» الذي انطلق فـي العام 2017 بهدف تأمين منصّة وفرصة للمواهب المحلية الشابة سواء فـي مجال الغناء أو الموسيقى أو تنظيم الحفلات ليبرزوا مواهبهم وبالتالي نشر ثقافة جديدة فـي البلد ثقافة الأوبرا. هذه طريقة لردّ الجميل لبلدي وحتى للعالم العربي كون هذا المهرجان هو الأول المخصّص للأوبرا حصراً فـي العالم العربي.
وأنا أصادف فـي عملي هذا الكثير من المواهب التي لم أكن أعلم شيئاً عنها وهذا أمر مذهل. وهو يلفت الأنظار الى ضرورة وجود منصة لدعم هذه المواهب وتسهيل انطلاقها. ولدينا الكثير من مغنّي الأوبرا الذين يطمحون للاحتراف وهم يقصدوننا ليكونوا جزءاً من هذا المشروع، لينموا مواهبهم ويجدوا منصة لعرض أعمالهم وإغناء تجاربهم.
حتى أن مهرجان الأوبرا يفتح عيون المستثمرين والداعمين الذين يطلبون فـي الكثير من الأحيان إجراء ورشات عمل لتعريف الموظفـين لديهم وهم من أعمار كبيرة على تاريخ وثقافة الأوبرا.
وقد نظمنا حتّى الآن 3 نسخ من المهرجان فـي عام 2017 «لاترافـياتا» فـي 2018 «لا بويم» وفـي 2019 «حلاق أشبيلية» أما فـي عام 2020 فتوقفنا قسراً بسبب جائحة كورونا. وقد لفتتنا ردّة فعل الجمهور خلال نسخ المهرجان الثلاثة إذ كان الحضور كثيفاً ومفاجئاً، فـي الحقيقة لقد وجدنا أن الكثير من الناس يحبون موسيقى الأوبرا ولديهم الاستعداد لسماعها والتعرّف على هذه الثقافة، ولم نصطدم بأي ردود فعل سلبية. لقد كان المهرجان رائعاً طوال سنواته الثلاث. واليوم بعد غياب سنتين نعمل على إعادة إحياء المهرجان الذي يفترض ان يعقد هذا العام فـي نسخته الرابعة فـي منتصف نوفمبر تحت عنوان «لاترافـياتا» عنوان أول مهرجان نظّمناه.
ينتظر جمهورك قريباً إطلاق أوبرا «Petra» التي تطلّبت منك جمع فريق من العلماء والخبراء لإنجازها. أخبرينا أكثر عنها؟
فـي نهاية العام الماضي بدأت بكتابة أوبرا «بترا»، وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنني من محبي قراءة التاريخ وأجد قصصه ملهمة ومذهلة. وعندما أزور أي معلم سياحي أتمنى أن أُعايش تاريخه وأنا أنظر الى نفسي كفنانة تسافر عبر الزمن. ومدينة «البيتراء» هي من الأماكن التي سحرتني وبما أنها موجودة فـي وطني الأردن، بدأت بكتابة سيناريو لفـيلم قصير وأحببت الغوص أكثر فـي قصة هذه المدينة، وقد أتت الأغنية من هذا السيناريو. ولكتابة هذه الأغنية كان عليّ الغوص فـي تفاصيل تاريخ الأنباط: مملكتهم، لغتهم، تجارتهم. . . لتكون الأغنية وفـية لتاريخ هذا المكان. وأنا اليوم مستعدّة لمشاركة هذه الأغنية وتصويرها كفـيلم موسيقي قصير. والأغنية عبارة عن قصّة حبّ بين ملك وملكة وتستعرض حال سكان المملكة. قصة الأغنية ليست صحيحة 100 فـي المئة، ولكنها قريبة جداً وتعكس تفاصيل حياة الأنباط وهي تستند على الأبحاث التي أجريتها فضلاً عن المحاضرات التي شاركت بهان للغوص فـي أعماق هذه الحقبة من التاريخ.
شكّل ألبوم Alcantara جسراً بين الثقافات إذ جمع الكثير من اللغات، أخبرينا أكثر عن هذا الألبوم وكيف انطلقت فكرته؟
أنا أؤمن بمدّ الجسور بين الثقافات لأنها تقّرّب العالم أكثر، وأغنية Wings of Love هي بمثابة رسالتي الى العالم، وهي تتحدث عن الحب والاتحاد والأمل بمستقبل أفضل. وأنا أرى نفسي كمواطنة عالمية. وقد عبّرت عن هذه الفكرة مع ألبوم «القنطرة 1» وبعدها كان ألبوم «القنطرة2» وكل ألبوم من هذه الألبومات يجمع بين 3 الى 4 لغات.
ويركّز الألبوم الثاني على التعاون مع الصين لأنها إحدى البلدان التي أديت عروضاً، فـيها وقد جذبني تاريخها، كما تلقّيت الكثير من العروض للغناء هناك وهكذا كان حتى أنّني غنّيت باللغة الصينية، وقد كانت تجربة الغناء الأولى بالنسبة لي بهذه اللغة.
بعد مسيرتك فـي عالم الغناء الاوبرالي فـي العالم العربي، هل تنصحين محبي هذا النوع من الغناء خوض هذا المجال؟
لطالما يتم سؤالي عن نصيحتي للأجيال الشابة التي تحب دخول مجال غناء السوبرانو، فـي الحقيقة نصيحتي للجميع فـي أي مجال كانوا، عليهم المثابرة وإعادة التجربة أكثر من مرّة حتى يحققوا ما يريدونه، فالنجاح لا يأتي من التجربة الأولى، علينا أن نقع ونقف مرات عديدة قد تصل الى الـ 10 أو الـ20 مرة، قبل أن ننجح فـي تحقيق ما نتمناه. المهم هو العمل الدؤوب، فلا شيء يأتي بسهولة فـي الحياة. أضف الى ذلك التخطيط الجيد والدراسة اللازمة.
مشاريعك كبيرة وكثيرة، هل من دعم تتلقينه لتتمكني من إنجاز كلّ هذا؟
إذا كان الشخص يتمتّع بهدوء نفسي ويملك القدرة والإرادة ليبقى وراء ما يريده، وهذه هي القوة الأساسية والدعم الأساسي التي يحتاجه أي كان لتحقيق كل ما يريد، فالقوة تنبع من الداخل. الدعم والمساعدة يأتيان بعدها عندما تكون فـي صدد تنفـيذ أعمالك وأهدافك.
الدعم العاطفـي كذلك أهم من الدعم المادي، ووالديّ هما أهم ما فـي حياتي وخاصة أمي التي هي بالنسبة لي القوة التي تقودني، فهي التي تشجعني دائماً وتبعدني عن الإحباط.
أنت متطوّعة مع برنامج منظمة الأغذية العالمي، أخبرينا أكثر عن طبيعة عملك معها؟
أنا أعمل مع منظمة الغذاء العالمي على زيادة الوعي وتحقيق الأهداف التي تضعها ضمن أولوياتها للسنوات المقبلة. وتعمل هذه المنظمة بشكل أساسي على محاربة الجوع فـي مختلف أنحاء العالم، وأنا أساعدها على تحقيق أهدافها من خلال تأدية العروض أو العمل على مشاريع معاً لزيادة الوعي كما أقوم بزيارة المخيمات والعمل مع اللاجئين ودعمهم. . وأنا متطوّعة مع هذه المنظمة منذ سنتين وسأكمل المسيرة معهم.