Bruce Clay

المثابرة والعمل الدؤوب سرّ النجاح السوبرانو زينة برهوم «أؤمن بمدّ الجسور بين الثقافات»

This slideshow requires JavaScript.

بنشاط‭ ‬قلّ‭ ‬نظيره‭ ‬تحضّر‭ ‬مغنية‭ ‬السوبرانو‭ ‬الأردنية‭ ‬الحائزة‭ ‬جوائز‭ ‬عالمية،‭ ‬زينة‭ ‬برهوم‭ ‬لمشاريعها‭ ‬المقبلة،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬أطلقت‭ ‬سلسلة‭ ‬ألبوماتها‮ ‬Alcantara‮ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬جسر‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬إذ‭ ‬تتضمن‭ ‬أغان‭ ‬بأربع‭ ‬لغات،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تُنهي‭ ‬استعداداتها‭ ‬للبدء‭ ‬بمهمة‭ ‬جديدة،‭ ‬مهمة‭ ‬السفر‭ ‬عبر‭ ‬الزمن،‭ ‬وستكون‭ ‬أولى‭ ‬محطاتها‭ ‬فـي‭ ‬مدينة‭ ‬البتراء‭ ‬الأردنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فـيديو‭ ‬موسيقي‭ ‬قصير‭ ‬مصوّر‭ ‬يأخذنا‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬الى‭ ‬مملكة‭ ‬الأنباط‭. ‬وبالطبع‭ ‬لن‭ ‬تتخلى‭ ‬برهوم‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬مهرجان‭ ‬عمان‭ ‬للأوبرا‭ ‬الذي‭ ‬أطلقته‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬وتستعدّ‭ ‬لإعادة‭ ‬إحيائه‭ ‬فـي‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬قسراً‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

زينة‭ ‬برهوم‭ ‬مغنّية‭ ‬أوبرا‭ ‬حائزة‭ ‬جوائز‭ ‬عديدة،‭ ‬أسّست‭ ‬مهرجان‭ ‬عمان‭ ‬للأوبرا‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬برعاية‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬منى‭ ‬الحسين،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬مهرجان‭ ‬للأوبرا‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬وقد‭ ‬قدّمت‭ ‬عروضًا‭ ‬فـي‭ ‬بعض‭ ‬المسارح‭ ‬والأماكن‭ ‬الأكثر‭ ‬شهرة‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فـي‭ ‬ذلك‭ ‬قصر‭ ‬كينسينغتون،‭ ‬وقصر‭ ‬هوفبورغ،‭ ‬وقاعة‭ ‬كادوغان‭ ‬ومنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬باريس،‭ ‬وأوبرا‭ ‬ريميني‭ ‬وكامبيدوجليو‭ ‬فـي‭ ‬إيطاليا،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬الأخرى‭ ‬فـي‭ ‬النمسا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬والصين‭ ‬والأردن‭ ‬والإمارات‭ ‬ولبنان‭. ‬وقدّمت‭ ‬عروضًا‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬المشهورين‭ ‬من‭ ‬بينهم،‭ ‬الباريتون‭ ‬الإيطالي‭ ‬والتر‭ ‬ألبيرتي‭ ‬وروبرتو‭ ‬ألجنا،‭ ‬الخليفة‭ ‬المشهور‭ ‬لباڤاروتي‭ ‬وأندريا‭ ‬بوتشيلي‮ ‬

مثلت‭ ‬زينة‭ ‬الأردن‭ ‬فـي‭ ‬ست‭ ‬قارات‭ ‬فـي‭ ‬يوم‭ ‬الأوبرا‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2020‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬أوبرا‭ ‬السلام‭ ‬واليونسكو‭. ‬كما‭ ‬مثلت‭ ‬الأردن‭ ‬فـي‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬وأنواع‭ ‬البوب‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‮ ‬Sound of the Xity‮ ‬الذي‭ ‬شاركت‭ ‬فـيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬دولة‭. ‬ونظمّت‭ ‬المهرجان‭ ‬حكومة‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و‭ ‬2021‭.‬

‮ ‬وزينة‭ ‬هي‭ ‬ناشطة‭ ‬ثقافـيًا‭ ‬فـي‭ ‬بلدها‭ ‬الأردن،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الأوبرا‭ ‬والموسيقى‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬العين‭ ‬على‭ ‬الموسيقى‮»‬‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬متطوّعة‭ ‬مع‭ ‬UNWFP‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬التابع‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭.‬

االموسيقى،‭ ‬قصة‭ ‬السفر‭ ‬عبر‭ ‬الزمنب

عرض‭ ‬مميّز‭ ‬فـي‭ ‬إفتتاح‭ ‬مسرح‭ ‬أكاديميّة‭ ‬عمان

‮  ‬فـي‭ ‬15‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬وتحت‭ ‬رعاية‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬منى‭ ‬الحسين،‭ ‬افتتح‭ ‬مسرح‭ ‬أكاديمية‭ ‬عمان‭ ‬الجديد‭ ‬بعرض‭ ‬مميّز‭ ‬للسوبرانو‭ ‬ا‭ ‬برهوم،‭ ‬وشاركها‭ ‬المغنّي‭ ‬والممثّل‭ ‬والعازف‭ ‬البريطاني‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬نديم‭ ‬نعمان‭ ‬والذي‭ ‬اشتهر‭ ‬بأدائه‭ ‬فـي‮ ‬The Phantom of the Opera‮ ‬فـي‭ ‬لندن،‭ ‬ورافقتهما‭ ‬أوركسترا‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للموسيقى‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬صديق،‭ ‬وقد‭ ‬قدّما‭ ‬معًا‭ ‬عرضًا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الموسيقى،‭ ‬قصة‭ ‬سفر‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‮»‬‭. ‬بإدارة‭ ‬الفنان‭ ‬فابيو‭ ‬بونوكور‭ ‬من‭ ‬إيطاليا‭.‬

هذا‭ ‬العرض‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬حي‭ ‬لزينة‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬فـي‭ ‬الأردن،‭ ‬وفكرة‭ ‬العرض‭ ‬هي‭ ‬أخذ‭ ‬الحضور‭ ‬فـي‭ ‬رحلة‭ ‬لسرد‭ ‬قصة‭ ‬السفر‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموسيقى،‭ ‬تبدأ‭ ‬عند‭ ‬أول‭ ‬مقطع‭ ‬موسيقيّ‭ ‬كُتب‭ ‬فـي‭ ‬تاريخ‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وتنتهي‭ ‬فـي‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭. ‬من‭ ‬أنغام‭ ‬القانون‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬الأندلس،‭ ‬إلى‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬والأوبرا،‭ ‬إلى‭ ‬موسيقى‭ ‬الجاز‭ ‬والسول،‭ ‬إلى‭ ‬المسرحيات‭ ‬الموسيقية،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬موسيقى‭ ‬البوب‭ ‬الحديثة‭.‬

تحقّق‭ ‬حلمها‭ ‬بغنائها‭ ‬للبتراء

جاء‭ ‬الإلهام‭ ‬لهذه‭ ‬الأغنية‭ ‬من‭ ‬حبّ‭ ‬زينة‭ ‬للبتراء‭ ‬وانبهارها‭ ‬بالحياة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يوماً‭ ‬ما،‭ ‬فـي‭ ‬ذلك‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬الأردن‭. ‬فبالنسبة‭ ‬لزينة،‭ ‬الفـيديو‭ ‬الموسيقي‭ ‬القصير‭ ‬الذي‭ ‬يوثّق‭ ‬تاريخ‭ ‬الأنباط‭ ‬فـي‭ ‬مدينة‭ ‬بتراء،‭ ‬هو‭ ‬حلم‭ ‬يُصبح‭ ‬حقيقة‭.‬

وبدأت‭ ‬زينة‭ ‬بكتابة‭ ‬الكلمات‭ ‬والموسيقى،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬قامت‭ ‬بتصميم‭ ‬الملابس‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصمّمة‭ ‬أزياء‭ ‬التراث‭ ‬الأردني‭ ‬انتصار‭ ‬الحبيبة،‭ ‬يناير‭ ‬2022‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬بحث‭ ‬مكثّف‭ ‬والتحاقٍ‭ ‬بمحاضرات‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬الأنباط‭ ‬ولغتهم‭.‬

تُعتبر‭ ‬موسيقى‭ ‬‮«‬بيترا‮»‬‭ ‬مزيجا‭ ‬انتقالياً‭ ‬بين‭ ‬صوت‭ ‬زينة‭ ‬برهوم‭ ‬وجوقة‭ ‬الكورال‭ ‬الذين‭ ‬يخبرون‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬مجد‭ ‬مدينة‭ ‬البتراء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصّة‭ ‬حب‭ ‬تمّ‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكهنات‭ ‬عمّا‭ ‬استُعمل‭ ‬كأدوات‭ ‬موسيقية‭ ‬فـي‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة،‭ ‬وصُوّرت‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬أثرية‭ ‬معثور‭ ‬عليها،‭ ‬مثل‭ ‬منحوتات‭ ‬ونقوش‭ ‬عُرضت‭ ‬فـي‭ ‬متحف‭ ‬الأردن‭ ‬ومتحف‭ ‬البتراء‭.‬

وسيتم‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬علماء‭ ‬وموسيقيين‭ ‬ومؤرخين‭ ‬وعلماء‭ ‬موسيقى‭ ‬ومنتجي‭ ‬فـيديو‭ ‬أردنيين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬منتج‭ ‬الموسيقى‭ ‬يوسف‭ ‬بلتاجي‭.‬

وقد‭ ‬تصوّرت‭ ‬زينة‭ ‬الأغنية‭ ‬بثلاث‭ ‬لغات‭ ‬مختلفة،‭ ‬اللغة‭ ‬الإنكليزية‭ ‬والعربية‭ ‬والآرامية‭ ‬النبطية،‭ ‬التي‭ ‬يُزعم‭ ‬أنها‭ ‬تأثرت‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬باللغتين‭ ‬اليونانية‭ ‬واللاتينية،‭ ‬وقيل‭ ‬أيضاً‭ ‬إنها‭ ‬أثّرت‭ ‬على‭ ‬نشوء‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭. ‬وأخذت‭ ‬زينة‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬سفر‭ ‬الأنباط‭ ‬وذكاءهم‭ ‬فـي‭ ‬التجارة‭ ‬وطلاقتهم‭ ‬البصرية‭ ‬فـي‭ ‬علم‭ ‬الفلك‭.‬

أما‭ ‬سيناريو‭ ‬القصة‭ ‬الخيالي‭ ‬فقد‭ ‬كتبته‭ ‬زينة‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬تاريخية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬أيّة‭ ‬حوادث‭ ‬تاريخية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬السمات‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬السلوك‭ ‬أو‭ ‬العلاقات‭. ‬فأُخذت‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬بموجب‭ ‬الأخير،‭ ‬بالاستناد‭ ‬إلى‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬أُجريت‭ ‬بهدف‭ ‬التجسيد‭ ‬الحقيقي‭ ‬للعاصمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬عاصمة‭ ‬مملكة‭ ‬الأنباط‭ ‬فـي‭ ‬الأردن،‭ ‬البتراء‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬دعائم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ستُصنّع‭ ‬فـي‭ ‬مصنع‭ ‬الأفكار‭ ‬فـي‭ ‬عمّان،‭ ‬بما‭ ‬فـيها‭ ‬نسخ‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬عن‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬والهوائية‭ ‬والإيقاعية‭.‬

وقد‭ ‬أُخذت‭ ‬زينة‭ ‬برأي‭ ‬مراجع‭ ‬تاريخية‭ ‬من‭ ‬باحثين‭ ‬ومحاضرين‭ ‬وعلماء‭ ‬آثار‭ ‬مشهورين،‭ ‬لتزويدها‭ ‬بتفاصيل‭ ‬الملابس‭ ‬والمجوهرات‭ ‬والعملة‭ ‬والطعام‭ ‬والمنحوتات‭ ‬والكتابة‭ ‬والعناوين‭ ‬والسلوك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وآداب‭ ‬السلوك‭ ‬والإيماء‭.‬

‮«‬‭ ‬الموسيقى‭ ‬هي‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭ ‬وعندما‭ ‬يتعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬بالإبداع‭ ‬فحدودنا‭ ‬هي‭ ‬السماء‭ ‬‮«‬

مجلّة‭ ‬‮«‬اليقظة‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬شرف‭ ‬التعرّف‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬هذه‭ ‬الموسيقية‭ ‬التي‭ ‬تفـيض‭ ‬بالطاقة‭ ‬والنشاط‭ ‬والتي‭ ‬حدّثتنا‭ ‬بحماس‭ ‬عن‭ ‬مسيرتها‭ ‬ومشاريعها‭.‬

كيف‭ ‬تعرّفت‭ ‬على‭ ‬موسيقى‭ ‬الأوبرا،‭ ‬وكيف‭ ‬اكتشفت‭ ‬موهبتك؟

عندما‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬12‭ ‬عاماً،‭ ‬اكتشف‭ ‬أستاذ‭ ‬الموسيقى‭ ‬فـي‭ ‬مدرستي،‭ ‬موهبتي‭ ‬وأخبر‭ ‬أهلي‭ ‬أن‭ ‬لديّ‭ ‬قدرات‭ ‬صوتية‭ ‬تساعدني‭ ‬على‭ ‬الغناء‭ ‬الأوبرالي‭. ‬وبالتالي‭ ‬سعى‭ ‬أهلي‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬ووفروا‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬تعلّم‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬البيانو‭ ‬ودروساً‭ ‬للصوت‭ ‬لدعم‭ ‬وتطوير‭ ‬موهبتي‭ ‬لأكون‭ ‬جاهزة‭ ‬سواء‭ ‬أحببت‭ ‬فـي‭ ‬المستقبل‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬فـي‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬رفـيقتي‭ ‬خلال‭ ‬نشأتي،‭ ‬فهي‭ ‬دائماً‭ ‬موجودة‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬المنزل‭ ‬إذ‭ ‬إنّ‭ ‬أمي‭ ‬تعشق‭ ‬فـيفالدي‭ ‬وشوبان‭. . . ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬كان‭ ‬ملهماً‭ ‬جداً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الموسيقية‭ ‬فـي‭ ‬المنزل‭ ‬مثل‭ ‬Sound of Music،‭ ‬الذي‭ ‬أعشق‭ ‬تأدية‭ ‬أغنياته‭ ‬وفـيلم ‭ ‬My Old Lady،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬حبّي‭ ‬للموسيقى‭. ‬كذلك‭ ‬حرصت‭ ‬أمي‭ ‬على‭ ‬تعليمي‭ ‬الباليه‭ ‬واصطحبتني‭ ‬الى‭ ‬أول‭ ‬حفل‭ ‬رقص‭ ‬صالونات‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬فـي‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬وقد‭ ‬أحببت‭ ‬الرقص‭ ‬وكنت‭ ‬شغوفة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالفن‭ ‬الاستعراضي،‭ ‬من‭ ‬موسيقى‭ ‬وغناء‭ ‬ورقص‭ ‬وتمثيل‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأوبرا‭ ‬قفد‭ ‬تربّيت‭ ‬على‭ ‬حبّها‭ ‬وقد‭ ‬عزّز‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬معرفتي‭ ‬بأن‭ ‬لديّ‭ ‬القدرات‭ ‬الصوتية‭ ‬لذلك‭. ‬وبدأ‭ ‬شغفـي‭ ‬للأوبرا‭ ‬بالتزايد‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬سنة،‭ ‬وقرّرت‭ ‬البدء‭ ‬بتعلّمها‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬بتعلّم‭ ‬الأوبرا‭ ‬الإيطالية‭ ‬لأنني‭ ‬شغوفة‭ ‬جداً‭ ‬باللغة‭ ‬الإيطالية‭ ‬ومدارس‭ ‬الأوبرا‭ ‬الإيطالية‭.‬

خلال‭ ‬مراهقتي‭ ‬أمضيت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬فـي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وتحديداً‭ ‬فـي‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬وهناك‭ ‬أصدرت‭ ‬أول‭ ‬ألبوم‭ ‬غنائي‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬فـي‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬يضم‭ ‬أغاني‭ ‬بوب‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬أغان‭ ‬عربية،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬مميزة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭.‬

تكتبين‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬أغانيك،‭ ‬أخبرينا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬موهبتك؟

فـي‭ ‬صغري‭ ‬كنت‭ ‬أحبّ‭ ‬الكتابة‭ ‬والتأليف‭ ‬ولكنني‭ ‬لم‭ ‬أنمّي‭ ‬هذه‭ ‬الموهبة‭ ‬نظراً‭ ‬لانشغالي‭ ‬بمسيرتي‭ ‬الغنائية،‭ ‬ولكن‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬وتحديداً‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬استعدت‭ ‬قدراتي‭ ‬على‭ ‬الكتابة،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬لديّ‭ ‬الوقت‭ ‬للعودة‭ ‬الى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬أحبّها‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديّ‭ ‬الوقت‭ ‬لتنفـيذها،‭ ‬فبدأت‭ ‬بكتابة‭ ‬أغنيتي‭ ‬الأولى‭ ‬The Wings of Love‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬أخيراً‭ ‬وتطوّرت‭ ‬الأغنية‭ ‬لتصبح‭ ‬ألبوماً‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬إطلاقه‭ ‬قريباً‭.‬

وقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ملهمة‭ ‬لبدء‭ ‬كتابة‭ ‬موسيقى»بيترا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬نسوّق‭ ‬لها‭ ‬اليوم‭. ‬هكذا‭ ‬عاد‭ ‬تأليف‭ ‬الأغاني‭ ‬الى‭ ‬حياتي‭ ‬وأنا‭ ‬سعيدة‭ ‬جداً‭ ‬لذلك,‭ ‬فمن‭ ‬الجميل‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬يتسنى‭ ‬لك‭ ‬كتابة‭ ‬ما‭ ‬تُغنّي‭ ‬فهذا‭ ‬يُغني‭ ‬الشغف‭.‬

أول‭ ‬سؤال‭ ‬يتبادر‭ ‬الى‭ ‬الأذهان‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سوبرانو‭ ‬عربية،‭ ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬وكيف‭ ‬اخترت‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الغناء،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬تقنياته‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬وليس‭ ‬منتشراً‭ ‬فـي‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي؟

أن‭ ‬تكون‭ ‬فناناً‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع،‭ ‬هو‭ ‬تحد‭ ‬كبير،‭ ‬وبالطبع‭ ‬اختيار‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مغني‭ ‬أوبرا‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬بالخيار‭ ‬السهل‭ ‬أبداً،‭ ‬ولكنني‭ ‬أعتقد‭ ‬أنك‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تحبّ‭ ‬الفن‭ ‬وكنت‭ ‬شغوفاً‭ ‬بما‭ ‬تفعله‭ ‬وتواظب‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬فإنك‭ ‬ستنجح‭ ‬وتحقّق‭ ‬ما‭ ‬تفكّر‭ ‬به‭.‬

وأنا‭ ‬شخص‭ ‬مواظب‭ ‬جدّاً‭ ‬فـي‭ ‬العمل‭ ‬وألاحق‭ ‬ما‭ ‬أريده‭ ‬وأحرص‭ ‬على‭ ‬تحقيقه،‭ ‬كما‭ ‬أنّني‭ ‬أحبّ‭ ‬ما‭ ‬أفعله،‭ ‬أحبّ‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬وخاصة‭ ‬الأوبرا‭ ‬وقد‭ ‬قدّمت‭ ‬عروضاً‭ ‬فـي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬أوستراليا‭ ‬إيطاليا‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الصين‭ ‬والكثير‭ ‬غيرها،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬تجربة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬فريدة‭ ‬ومميّزة‭. ‬كما‭ ‬قدّمت‭ ‬حفلات‭ ‬متنوّعة‭ ‬بين‭ ‬أوبرا‭ ‬كاملة‭ ‬وحفلات‭ ‬موسيقية‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬القيام‭ ‬بالنوعين،‭ ‬ففـي‭ ‬الحفلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬يتسنى‭ ‬لي‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬بينما‭ ‬فـي‭ ‬عروض‭ ‬الأوبرا‭ ‬الكاملة‭ ‬يتسنى‭ ‬لي‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬طاقم‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬ممثلين‭ ‬ومغنين‭. . .‬

تعملين‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬والأوبرالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية،‭ ‬أخبرينا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع؟

الثقافة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تبني‭ ‬المجتمعات‭ ‬والثقافة‭ ‬تُبنى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات،‭ ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬الأوبرا‭ ‬ليست‭ ‬فـي‭ ‬صلب‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬ولكنها‭ ‬فـي‭ ‬النهاية‭ ‬استعراض‭ ‬يتضمّن‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬ويروي‭ ‬قصة‭ ‬وهذه‭ ‬القصة‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ثقافة‭ ‬كانت‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬بأي‭ ‬لغة‭ ‬من‭ ‬لغات‭ ‬العالم،‭ ‬وهكذا‭ ‬نبني‭ ‬جسوراً‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬ونتعرّف‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬ثقافات‭ ‬الآخرين،‭ ‬كما‭ ‬نعرّف‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬ثقافتنا‭. ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬عندما‭ ‬يتعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬بالإبداع‭ ‬فحدودنا‭ ‬هي‭ ‬السماء‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فعله‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬فالموسيقى‭ ‬هي‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭.‬

وأنا‭ ‬أعمل‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬اسمه‭ ‬An Eye On Music In Education‭ ‬أي‭ ‬العين‭ ‬على‭ ‬الموسيقى‭ ‬فـي‭ ‬التعليم،‭ ‬يقدّم‭ ‬البرنامج‭ ‬دروساً‭ ‬لمحبي‭ ‬تعلّم‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وقد‭ ‬استمرّت‭ ‬الدروس‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاضرات‭ ‬على‭ ‬الانترنت،‭ ‬كما‭ ‬يقدّم‭ ‬البرنامج‭ ‬منحاً‭ ‬دراسية‭ ‬للراغبين‭ ‬بالتخصّص‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬الأوبرا‭ ‬ويصلهم‭ ‬مع‭ ‬أساتذة‭ ‬مختصين‭ ‬خارج‭ ‬الأردن‭.‬

فـي‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬أسّست‭ ‬أول‭ ‬مهرجان‭ ‬للأوبرا‭ ‬فـي‭ ‬الأردن‭ ‬أخبرينا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬وهل‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬توقعاتك؟‭ ‬وماهي‭ ‬مشاريعك‭ ‬المستقبلية؟

أنا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أنقل‭ ‬تجربتي‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الأوبرا‭ ‬الى‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬ربيت‭ ‬فـيه‭ ‬أي‭ ‬الأردن‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬طفولتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بمجملها‭ ‬هنا‭ ‬بل‭ ‬تنقلت‭ ‬كثيراً‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأردن‭ ‬هي‭ ‬موطني‭. ‬فأحببت‭ ‬أن‭ ‬أسّس‭ ‬مهرجاناً‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬عمان‭ ‬للأوبرا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬فـي‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬بهدف‭ ‬تأمين‭ ‬منصّة‭ ‬وفرصة‭ ‬للمواهب‭ ‬المحلية‭ ‬الشابة‭ ‬سواء‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬الغناء‭ ‬أو‭ ‬الموسيقى‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬الحفلات‭ ‬ليبرزوا‭ ‬مواهبهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬فـي‭ ‬البلد‭ ‬ثقافة‭ ‬الأوبرا‭. ‬هذه‭ ‬طريقة‭ ‬لردّ‭ ‬الجميل‭ ‬لبلدي‭ ‬وحتى‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‭ ‬كون‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬المخصّص‭ ‬للأوبرا‭ ‬حصراً‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬

وأنا‭ ‬أصادف‭ ‬فـي‭ ‬عملي‭ ‬هذا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعلم‭ ‬شيئاً‭ ‬عنها‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مذهل‭. ‬وهو‭ ‬يلفت‭ ‬الأنظار‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬منصة‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬المواهب‭ ‬وتسهيل‭ ‬انطلاقها‭. ‬ولدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مغنّي‭ ‬الأوبرا‭ ‬الذين‭ ‬يطمحون‭ ‬للاحتراف‭ ‬وهم‭ ‬يقصدوننا‭ ‬ليكونوا‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬لينموا‭ ‬مواهبهم‭ ‬ويجدوا‭ ‬منصة‭ ‬لعرض‭ ‬أعمالهم‭ ‬وإغناء‭ ‬تجاربهم‭.‬

حتى‭ ‬أن‭ ‬مهرجان‭ ‬الأوبرا‭ ‬يفتح‭ ‬عيون‭ ‬المستثمرين‭ ‬والداعمين‭ ‬الذين‭ ‬يطلبون‭ ‬فـي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إجراء‭ ‬ورشات‭ ‬عمل‭ ‬لتعريف‭ ‬الموظفـين‭ ‬لديهم‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬أعمار‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬وثقافة‭ ‬الأوبرا‭.‬

وقد‭ ‬نظمنا‭ ‬حتّى‭ ‬الآن‭ ‬3‭ ‬نسخ‭ ‬من‭ ‬المهرجان‭ ‬فـي‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬‮«‬لاترافـياتا‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬2018‭ ‬‮«‬لا‭ ‬بويم‮»‬‭ ‬وفـي‭ ‬2019‭ ‬‮«‬حلاق‭ ‬أشبيلية‮»‬‭ ‬أما‭ ‬فـي‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬فتوقفنا‭ ‬قسراً‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬وقد‭ ‬لفتتنا‭ ‬ردّة‭ ‬فعل‭ ‬الجمهور‭ ‬خلال‭ ‬نسخ‭ ‬المهرجان‭ ‬الثلاثة‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬كثيفاً‭ ‬ومفاجئاً،‭ ‬فـي‭ ‬الحقيقة‭ ‬لقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يحبون‭ ‬موسيقى‭ ‬الأوبرا‭ ‬ولديهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لسماعها‭ ‬والتعرّف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة،‭ ‬ولم‭ ‬نصطدم‭ ‬بأي‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬سلبية‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬المهرجان‭ ‬رائعاً‭ ‬طوال‭ ‬سنواته‭ ‬الثلاث‭. ‬واليوم‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬سنتين‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬المهرجان‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬ان‭ ‬يعقد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬فـي‭ ‬نسخته‭ ‬الرابعة‭ ‬فـي‭ ‬منتصف‭ ‬نوفمبر‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬لاترافـياتا‮»‬‭ ‬عنوان‭ ‬أول‭ ‬مهرجان‭ ‬نظّمناه‭.‬

ينتظر‭ ‬جمهورك‭ ‬قريباً‭ ‬إطلاق‭ ‬أوبرا‭ ‬‮«‬Petra‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تطلّبت‭ ‬منك‭ ‬جمع‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والخبراء‭ ‬لإنجازها‭. ‬أخبرينا‭ ‬أكثر‭ ‬عنها؟

فـي‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بدأت‭ ‬بكتابة‭ ‬أوبرا‭ ‬‮«‬بترا‮»‬،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬الى‭ ‬أنني‭ ‬من‭ ‬محبي‭ ‬قراءة‭ ‬التاريخ‭ ‬وأجد‭ ‬قصصه‭ ‬ملهمة‭ ‬ومذهلة‭. ‬وعندما‭ ‬أزور‭ ‬أي‭ ‬معلم‭ ‬سياحي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أُعايش‭ ‬تاريخه‭ ‬وأنا‭ ‬أنظر‭ ‬الى‭ ‬نفسي‭ ‬كفنانة‭ ‬تسافر‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭. ‬ومدينة‭ ‬‮«‬البيتراء‮»‬‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬سحرتني‭ ‬وبما‭ ‬أنها‭ ‬موجودة‭ ‬فـي‭ ‬وطني‭ ‬الأردن،‭ ‬بدأت‭ ‬بكتابة‭ ‬سيناريو‭ ‬لفـيلم‭ ‬قصير‭ ‬وأحببت‭ ‬الغوص‭ ‬أكثر‭ ‬فـي‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬وقد‭ ‬أتت‭ ‬الأغنية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭. ‬ولكتابة‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬كان‭ ‬عليّ‭ ‬الغوص‭ ‬فـي‭ ‬تفاصيل‭ ‬تاريخ‭ ‬الأنباط‭: ‬مملكتهم،‭ ‬لغتهم،‭ ‬تجارتهم‭. . . ‬لتكون‭ ‬الأغنية‭ ‬وفـية‭ ‬لتاريخ‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭. ‬وأنا‭ ‬اليوم‭ ‬مستعدّة‭ ‬لمشاركة‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬وتصويرها‭ ‬كفـيلم‭ ‬موسيقي‭ ‬قصير‭. ‬والأغنية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قصّة‭ ‬حبّ‭ ‬بين‭ ‬ملك‭ ‬وملكة‭ ‬وتستعرض‭ ‬حال‭ ‬سكان‭ ‬المملكة‭. ‬قصة‭ ‬الأغنية‭ ‬ليست‭ ‬صحيحة‭ ‬100‭ ‬فـي‭ ‬المئة،‭ ‬ولكنها‭ ‬قريبة‭ ‬جداً‭ ‬وتعكس‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬الأنباط‭ ‬وهي‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬أجريتها‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المحاضرات‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬بهان‭ ‬للغوص‭ ‬فـي‭ ‬أعماق‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭.‬

شكّل‭ ‬ألبوم‭ ‬Alcantara‭ ‬جسراً‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬إذ‭ ‬جمع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللغات،‭ ‬أخبرينا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الألبوم‭ ‬وكيف‭ ‬انطلقت‭ ‬فكرته؟

أنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بمدّ‭ ‬الجسور‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬لأنها‭ ‬تقّرّب‭ ‬العالم‭ ‬أكثر،‭ ‬وأغنية‭ ‬Wings of Love‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬رسالتي‭ ‬الى‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬والاتحاد‭ ‬والأمل‭ ‬بمستقبل‭ ‬أفضل‭. ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬نفسي‭ ‬كمواطنة‭ ‬عالمية‭. ‬وقد‭ ‬عبّرت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬مع‭ ‬ألبوم‭ ‬‮«‬القنطرة‭ ‬1‮»‬‭ ‬وبعدها‭ ‬كان‭ ‬ألبوم‭ ‬‮«‬القنطرة2‮»‬‭ ‬وكل‭ ‬ألبوم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الألبومات‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬الى‭ ‬4‭ ‬لغات‭.‬

ويركّز‭ ‬الألبوم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬لأنها‭ ‬إحدى‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬أديت‭ ‬عروضاً،‭ ‬فـيها‭ ‬وقد‭ ‬جذبني‭ ‬تاريخها،‭ ‬كما‭ ‬تلقّيت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬للغناء‭ ‬هناك‭ ‬وهكذا‭ ‬كان‭ ‬حتى‭ ‬أنّني‭ ‬غنّيت‭ ‬باللغة‭ ‬الصينية،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬الغناء‭ ‬الأولى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬بهذه‭ ‬اللغة‭.‬

بعد‭ ‬مسيرتك‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الغناء‭ ‬الاوبرالي‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬هل‭ ‬تنصحين‭ ‬محبي‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الغناء‭ ‬خوض‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟

لطالما‭ ‬يتم‭ ‬سؤالي‭ ‬عن‭ ‬نصيحتي‭ ‬للأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ ‬تحب‭ ‬دخول‭ ‬مجال‭ ‬غناء‭ ‬السوبرانو،‭ ‬فـي‭ ‬الحقيقة‭ ‬نصيحتي‭ ‬للجميع‭ ‬فـي‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬كانوا،‭ ‬عليهم‭ ‬المثابرة‭ ‬وإعادة‭ ‬التجربة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرّة‭ ‬حتى‭ ‬يحققوا‭ ‬ما‭ ‬يريدونه،‭ ‬فالنجاح‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقع‭ ‬ونقف‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬أو‭ ‬الـ20‭ ‬مرة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ننجح‭ ‬فـي‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭. ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يأتي‭ ‬بسهولة‭ ‬فـي‭ ‬الحياة‭. ‬أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬التخطيط‭ ‬الجيد‭ ‬والدراسة‭ ‬اللازمة‭.‬

مشاريعك‭ ‬كبيرة‭ ‬وكثيرة،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬تتلقينه‭ ‬لتتمكني‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬كلّ‭ ‬هذا؟

إذا‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬يتمتّع‭ ‬بهدوء‭ ‬نفسي‭ ‬ويملك‭ ‬القدرة‭ ‬والإرادة‭ ‬ليبقى‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬يريده،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬الأساسية‭ ‬والدعم‭ ‬الأساسي‭ ‬التي‭ ‬يحتاجه‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬لتحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريد،‭ ‬فالقوة‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الداخل‭. ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬يأتيان‭ ‬بعدها‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬فـي‭ ‬صدد‭ ‬تنفـيذ‭ ‬أعمالك‭ ‬وأهدافك‭.‬

الدعم‭ ‬العاطفـي‭ ‬كذلك‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المادي،‭ ‬ووالديّ‭ ‬هما‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬فـي‭ ‬حياتي‭ ‬وخاصة‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تقودني،‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تشجعني‭ ‬دائماً‭ ‬وتبعدني‭ ‬عن‭ ‬الإحباط‭.‬

أنت‭ ‬متطوّعة‭ ‬مع‭ ‬برنامج‭ ‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي،‭ ‬أخبرينا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬عملك‭ ‬معها؟

أنا‭ ‬أعمل‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬ضمن‭ ‬أولوياتها‭ ‬للسنوات‭ ‬المقبلة‭. ‬وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬الجوع‭ ‬فـي‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأنا‭ ‬أساعدها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأدية‭ ‬العروض‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬معاً‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬كما‭ ‬أقوم‭ ‬بزيارة‭ ‬المخيمات‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬اللاجئين‭ ‬ودعمهم‭. . ‬وأنا‭ ‬متطوّعة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬وسأكمل‭ ‬المسيرة‭ ‬معهم‭. ‬