أكثر من وجهة رائدة للمهرجانات والمؤتمرات والمعارض
مدينة كان سحر خاص ومعالم سياحية بارزة
خلال هذا الشهر وكما فـي كلّ عام تفرش «كان» السجادة الحمراء لإستقبال مشاهير عالم السينما الذين يتقاطبون من مختلف أنحاء العالم للاحتفال بفن صناعة الأفلام وتكريم روّاده.
لكن، ماذا يتبقى عندما يغادرها المشاهير وتُطوى السجادة الحمراء؟
فـي الحقيقة يبقى الكثير، فمدينة «كان» غنية ليس فقط بمهرجانات عالمية تستطقب الآلاف سنويًا، وإنما كذلك بمعالمها السياحية الجذّابة التي تتجاوز بكثير أشجار النخيل التي تملأ واجهتها البحرية الأسطورية وشارع «لا كروازيت».
يتدّفق مليونا سائح سنويًا الى «كان»، التي تعتبر اليوم إحدى المراكز الفرنسية الرائدة فـي مجال السياحة والمعارض والمؤتمرات التجارية. وهي لا تظل خالية من الروّاد والزائرين لفترة طويلة، فبعد مغادرة أكثر من 30 ألفًا من المهتمين بصناعة السينما، يتدفّق إليها الزوار بأعداد كبيرة للمشاركة فـي الأنشطة والفعاليات التالية، ليستمر نبض المدينة بالنشاط.
مدينة المهرجانات المعارض.. والمؤتمرات
تتلألأ «كان» فـي كلّ فصل من فصول السنة من خلال عقد مؤتمرات تتجاوز الـ50 مؤتمرًا، يحضرها أكثر من 300 ألف مشارك، وأنشطة وفعاليات للشركات تُعقد كل عام. فإضافة الى مهرجان «كان» السينمائي الذي يُعتبر من أهم مهرجانات السينما العالمية والذي يستقبل صنّاع وعشّاق السينما كلّ عام بين 14 و15 من مايو، يستقبل «قصر المهرجانات»، 12 ألف و700 من المشاركين والمشترين أو وكلائهم فـي الأنشطة السمعية ـ البصرية (مهرجان
MIPCOM)، وهو أضخم مهرجان عالمي للبرامج التلفزيونية والمسلسلات العالمية، وثلاثة آلاف من الحضور فـي قطاع الموسيقى فـي (MIDEM) و11 ألفاً من منتجي البرامج التلفزيونية خلال (MIP-TV) فـي أوقات مختلفة من السنة.
أضف إلى ذلك مهرجان «أسود كان» للدعاية الذي يُقام فـي 25 يونيو ويحضره 13 ألف و500 مشارك، و«مهرجان كان لليخوت» فـي سبتمبر، والذي يجذب عادة أكثر من 45 ألف زائر، يحضرون عروضه الملوّنة لأحدث النماذج فـي هذا القطاع، وتصبح الشوارع مكتظة بالزوّار.
أماكن ذات جاذبية خاصة
تُعتبر «كان»، مدينة ساحرة فـي جميع الفصول. لا يتوقف الأمر فقط على صفقات التجارة والأعمال المعقودة فـي أماكن أو صالات الاجتماعات. فالتسوّق الراقي أمر مضمون، حيث تتوفّر متاجر البوتيك للمصمّمين المعروفـين، إضافة إلى الاستمتاع بأشعة الشمس على شواطئها الرائعة الجمال أو التنزّه فـي الشوارع الملتوية المرصوفة بالحصى والموجودة فـي الحي القديم، «لو سوكيه»، وتناول الوجبات الشهية واللذيذة.
أما أبرز العناوين السياحية فـي هذه المدينة فهي:
المدينة القديمة
تطفو على سفوح جبل «شوفالييه» فوق الخليج، وتمثّل قرية للصيد، وتعكس التراث الفرنسي. وتضم ساحة «كاستر»، والأخيرة واحدة من الساحات الأشهر فـي «كان»، وتحوي عدداً من المطاعم الهادئة، ما يشكّل عنواناً لافتاً للاسترخاء بعيداً عن صخب المدينة!
متحف «كاستر»
يربض أعلى تلّة تطل على خليج «كان»، ويُعتبر واحداً من الآثار التاريخية العائدة إلى العصور الوسطى. وتحيط به حديقة متوسطية، فـيما هو يضم مجموعة قيّمة من آثار البحر الأبيض المتوسط، والفن البدائي ما قبل كولومبوس. كذلك، يعرض التحف الفنية النادرة من أوقيانوسيا وجبال الهملايا، فضلاً عن مجموعة واسعة من الآلات الموسيقية من جميع أنحاء العالم. يمكن للزائرين الصعود إلى قمة برج المبنى للاستمتاع بإطلالة بانورامية على «كان» والمناطق المحيطة بها. ويوفّر الفناء الداخلي للمتحف أيضاً مكاناً لطيفاً للاسترخاء وسط أجواء طبيعية.
شارع لاكروازيت
يعدّ من الوجهات السياحية الأبرز فـي المدينة، وواحداً من أكثر الشوارع العصرية الواقعة على شاطئ «الريڤـييرا» الفرنسية. ويزخر بالمطاعم والمقاهي والمتاجر الفخمة، فضلاً عن مجموعة من الفنادق التي تجسّد روائع الهندسة المعمارية الفرنسية التي صمّمها تشارلز دالماس، أبرزها «إنتركونتيننتال كارلتون كان». ينتهي الشارع بميناء لليخوت.
الشواطئ الخاصّة
باعتبارها مدينة منتجعات حصرية، تضمّ «كان» مجموعة من الشواطئ الخاصة الراقية. لعلّ أشهر هذه الشواطئ: «ميدي بلاج» المتصل بمطعم لذواقة المأكولات الإقليمية والسمك المشوي على شرفة جميلة. كما يقدّم «ميدي بلاج» شاطئاً رملياً لطيفاً مع كراس ومظلات.
إقامة مترفة
هكذا تتخطّى «كان» كونها مجرّد وجهة لحضور الأحداث العالمية، لتكون الى ذلك وجهة للاستراخاء والرفاهية، فالفنادق الفخمة فـي هذه المدينة معدّة لاستقبال نزلاء مرموقين، ونجوم عالميين تسلّط عليهم أضواء الكاميرات. فما رأيكم بجولة على أهم أجنحة المشاهير فـي هذه المدينة.
فندق ماجيستيك، جناح كريستيان ديور
يُعتبر فندق ماجيستيك تجسيدًا للرونق والأناقة، وهو أيضا أحد أفخم فنادق مدينة «كان»، مكان سحري يقترن فـيه التصميم بالجمال والفن فـي كل أرجاء الفندق. ونظرًا إلى قربه من قصر المهرجانات، (أقل من 100 متر)، يفضّل النجوم أمثال روبيرت دو نيرو وجيرار دوبارديو وكاترين دونوف، الاقامة فـيه والاستمتاع بإطاره الرّاقي، وحديقته وشاطئه الخاص والاسترخاء فـيه بكل أناقة.
ومن أبرز أجنحة هذا الفندق جناح كريستيان ديور الذي يمتدّ على مساحة تقدّر بـ 450 مترًا مربعًا وهو من أروع الأجنحة فـي شارع لا كروازيت. يتمتّع بإطلالة رائعة على البحر المتوسط وقد جاء تصميمه محاكيًا لمفاهيم شركة كريستيان ديور الشّهيرة.
يمزج الديكور بين الأسلوب الحديث والبساطة الأنيقة، حيث يتناغم أثاث لويس السّابع عشر مع قطع من أثاث العصر الحديث. وقد سبق وأن استضاف نجوم وملهمات ديور مثل شارليز ثيرون وكريستيان دانست وبيلا حديد..
فندق مارتينيز
يتألّق فندق مارتينيز بطابع الآرت ديكو، وشاطئه الخاص فضلاً عن إطلالته على البحر المتوسط، وهو يُعتبر أحد الفنادق الفخمة الأكثر رمزية فـي شارع لا كروازيت، فقد أدرج منذ العام 2001 فـي القائمة العامة للتراث الثّقافـي، وهو جزء لا يتجزأ من أسطورة «كان»!
يُعتبر فندق مارتينيز الفندق الأكبر فـي شارع لاكروازيت حيث يبلغ عدد غرفه 409 غرف و99 جناحًا وشقتين بشرفة تبلغ مساحة كل منهما 500 متر مربع. أما جناح بنتهاوس الذي يمتد على 1670 مترًا مربعًا، فهو أروع جناح فـي الفندق ومن أكبر الأجنحة فـي أوروبا. يقع فـي الطّابق السّابع وله إطلالة على البحر و منظر ساحر على جزر ليران.
فندق كاب إدن روك
يقع فندق إدن روك خارج مدينة «كان» وبعيدًا عن صخبها، وبالتحديد فـي جنوب كاب انتيب، فـي قلب غابات الصنوبر التي يزيد عمرها عن أكثر من قرن، ويعدّ واحدًا من أشهر الفنادق التي يرتادها مشاهير السينما.
يجذب هذا الفندق الكثير من الشخصيات المرموقة فـي عالم الفن حيث استضاف منذ تأسيسه فـي سنة 1870، الكثير من النجوم اللامعين أمثال إيرنيست هيمنغواي، نيكول كيدمان، ريتا هاي وورث، ليز تايلور، جون لينون وشارون ستون. وقد ألهم هذا الفندق بمسبحه المنحوت مباشرة فـي الصّخرة والذي يُملأ بالماء المالح، العديد من الفنانين مثل فرانسيس جورج فـيتجيرالد الذي استلهم منه روايته المعروفة «ذا غريت غاتسبي».
أما جناح إدن روك فهو يقع فـي الطّابق الأخير من مبنى إدن روك، وهو أكثر أجنحة الفندق فخامة. يتميّز بديكور فـي منتهى الروعة وله إطلالة تحبس الأنفاس على البحر المتوسط وجزر ليران. يتكوّن الجناح من قاعة استقبال، وحمامان كبيران وغرفة تبديل الملابس بحجم كبير وحوض استحمام ساخن فـي الهواء الطلق.
فندق كارلتون
شُيّد فندق كارلتون سنة 1911، وهو من دون شك، الفندق الذي يجسّد جمال وبريق مهرجان كان للسينما، فقد استضاف أكبر وألمع أسماء هوليوود أمثال شين كونري، ليز تايلور، وغريتا غاربو… وأخيرًا كوينتين تارنتينو، براد بيت، أوما ثيرمان الذين يقيمون فـيه بصفة منتظمة أثناء المهرجان. فإسم فندق كارلتون مقترن بصورة دائمة بالفن السّابع، حيث صوّر المخرج ألفريد هيتشكوك مشاهد من فـيلم «أن تمسك لصاً» بطولة غريس كيلي وكاري غرانت، حيث سمي أحد أجمل أجنحة الفندق باسم غريس كيلي التي أصبحت بعد ذلك أميرة موناكو.
يقع جناح غريس كيلي فـي الطابق السّابع من الفندق وتبلغ مساحته 280 مترًا مربعًا. قام بأعمال الديكور المصمم الشهير نيكولا باباميلتياد وهو ديكور أنيق ورصين فـي الوقت نفسه، وهو تصميم بديع استعمل صور بالأبيض والأسود أخذت من المجموعة الخاصة للقصر الأميري فـي موناكو.