رُشحت لأهم الجوائز خلال السنوات الأخيرة
منتجة أهم الأفلام العربية
شاهيناز العقّاد: «أختار الأعمال التي أحبّ
أن أشاهدها وأقدّمها بأفضل طريقة ممكنة»
«ريش»، «أميرة»، «صالون هدى»، «الأزقة» و«برا المنهج»، هذه ليست سوى بعض الأفلام الرائدة التي ساهمت شاهيناز العقّاد بإنتاجها، والتي نجحت فـي الوصول الى أهم المهرجانات العالمية. . والفوز بالعديد من الجوائز.
شاهيناز العقّاد هي الرئيسة التنفـيذية لشركة Lagoonie Production، شركة الإنتاج الرائدة فـي مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي ليست منتجة عادية بل هي صاحبة أهم الأفلام العربية للعام 2021، إذ رشّحت 10 أفلام من إنتاجها لجوائز فـي أهم المهرجانات العربية والعالمية.
تألق مستمرّ
أنتجت العقّاد العديد من الأفلام الناجحة تجارياً مثل، «فرق خبرة» و«رأس السنة»، والفـيلم الكوميدي العائلي «أعز الولد».
هذا وانضم مشروع شركة Lagoonie Production، «إن شاء الله ولد»، من إخراج أمجد الرشيد، إلى النسخة الأخيرة من ورشة البندقية، التي أقيمت فـي مهرجان البندقية السينمائي الدولي بنسخته الـ79. وفاز هناك بثلاث جوائز: جائزة لجنة التحكيم La Biennale di Venezia، وجائزة مهرجان الجونة السينمائي، وجائزة Festival International de Films de Fribourg.
كما فاز الفـيلم بجائزة مرحلة ما بعد الإنتاج من Atlas’ Grand Prize فـي مهرجان مراكش السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزتين من Cairo Film Connection.
هذا وظهر فـيلم شركة Lagoonie «علم»، الذي قامت بتوزيعه الشركة نفسها، خلال مهرجان تورونتو السينمائي الدولي بنسخته الـ47، وفـي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ44، حيث فاز بثلاث جوائز: أفضل فـيلم وأفضل ممثل وجائزة الجمهور.
ومشاريع واعدة
يُعدّ مشروع «القاهرة-مكة»، للمخرج هاني خليفة، أحدث مشاريع Lagoonie، بالإضافة إلى «ساعة إجابة» للمخرج مصطفى أبو سيف. إذ إن الشركة تعمل على مشاريع عدّة، منها «أنف وثلاث عيون»، وهو عمل مقتبس من رواية إحسان عبد القدوس.
شاهيناز العقّاد
«أختار دائمًا القصة الجميلة مهما كانت جنسية العمل»
كان لمجلتنا فرصة لقاء هذه المنتجة الشغوفة بصناعة السينما والتي تجيد اختيار أفلامها، كما تحرص على دعم صناعة السينما العربية من خلال تقديم جوائز لمشاريع الأفلام فـي مهرجانات سينمائية دولية مثل تورونتو والبندقية والجونة والقاهرة، وكان معها الحوار الآتي:
عندما نتحدّث عن شاهيناز العقّاد، فنحن نتحدّث عن صاحبة أهم الأفلام العربية للعام 2021، إذ رشّحت 10 أفلام من إنتاجك لجوائز فـي أهم المهرجانات. علماً أنّ أفلامك فـي العام الماضي لا تقلّ نجاحاً وتميّزاً. فما الذي تحضرينه للعام 2023؟
نحن نعمل الآن، على فـيلم سيتم إطلاقه خلال العيد الصغير، بالإضافة إلى تصوير ثلاثة أفلام لهذه السنة. كما أننا نعمل على فـيلم بطله طفل، وهذا أمر غير اعتيادي أن نجد أفلامًا أبطالها أطفال، وسيشارك 18 نجمًا فـي الفـيلم، ولكنه مُخصّص للأطفال.
تستعدّين لتقديم فـيلم «ساعة إجابة»، أخبرينا أكثر عن هذا الفـيلم وقصته، ولماذا اخترته، وما هي التوقّعات بالنسبة له؟
إخترت هذا الموضوع لأنه جديد ولطيف ويناسب الأطفال كثيراً، كما أنه يناسب الأهل الذين سيأتون مع أطفالهم لمشاهدة الفـيلم، فمن الطبيعي أن يأتي الطفل مع والديه ما يجعل من الفـيلم مناسبًا لكل أفراد العائلة.
تعملين على إعادة إنتاج فـيلم سينمائي مقتبس عن قصّة إحسان عبد القدوس «أنف وثلاث عيون»، أخبرينا أكثر عن هذه المغامرة. لماذا اخترت إعادة تقديم هذه القصة التي قدّمت فـي عمل سينمائي سابق، حتى أنها قدّمت كمسلسل؟
تمّت كتابة هذه القصة منذ زمن طويل، وأنا أحبها. كما أنني رأيت الفـيلم الذي تمّ إطلاقه، ولم أشعر أنه جسّد القصة خير تجسيد. على صعيد الفـيلم، هو فـيلم جميل، ولكنه لا ينقل القصة كما هي، وأحزنني هذا الأمر عند مشاهدته. فأنا لطالما أردت أن أنقل قصة «أنف وثلاث عيون» وأن أقدّمها بطريقة حقيقية، كي يستطيع الجمهور فهم قصة الفـيلم بوضوح. وسنبدأ العمل خلال هذه السنة، والآن، يقوم وائل حمدي بتكييف القصة وكتابة نص جميل جداً.
تميّز فـيلم «علم» الفلسطيني كثيراً فـي المهرجانات خلال 2022، ونال العديد من الجوائز. أخبرينا أكثر عن هذا الفـيلم وهل كان نجاحه متوقّعاً؟
أنا لا أتوقع أي نجاح أو جوائز، فعندما أقوم بعمل معيّن مع الفريق، نقوم باختيار أعمال تجسّد أذواقنا الشخصية ونختار أعمالاً نحن نحب أن نشاهدها، ولكننا نقدّمها بأفضل طريقة ممكنة. ومن الواضح أن الأفلام التي عملنا عليها لاقت إعجاباً كبيراً من قبل فئة كبيرة من الناس.
لا يمكن الحديث معك دون التطرّق إلى فـيلم «أميرة» الذي أثار جدلاً واسعاً وحتى توقف عرضه، ما جديد هذه القضية؟
لقد ظُلم هذا الفـيلم كثيراً، لأنني أنا، وكمنتجة عربية، متعاطفة مع الجنس البشري، وكمنتجة مصرية اخترت هذا الفـيلم للناحية الفلسفـية فحسب، لأجسّد فـيه قوة وتحمل المرأة. ولكن للأسف، لم يتم فهمه من هذه الناحية، فهذا الفـيلم هو من الخيال، وآمل أن يتم فهمه بالطريقة الصحيحة يوماً ما.
كل ما أردنا قوله فـي هذا الفـيلم والرسالة التي أردنا إيصالها، هي أن البيئة تؤثّر على الإنسان، بالإضافة إلى المجتمع الذي يعيش فـي محيطه.
إلى جانب الأفلام المصرية دخلت عالم إنتاج الأفلام الأردنية والفلسطينية. هل لديك مشاريع أخرى لدخول أسواق عربية جديدة مثل الخليج أو لبنان وسوريا؟
أنا دائماً أختار القصة الجميلة مهما كانت جنسية العمل. فعلى سبيل المثال، نحن نعمل الآن على فـيلم، كاتبته سورية الأصل واسمها لنا الجندي، وهو عمل جميل جداً من الكوميديا الرومانسية. كما أننا عملنا على فـيلم قصير من إخراج وبطولة شخصيات سورية.
تتمتّع الأفلام المصرية بسوق أوسع من باقي الأفلام العربية. فلماذا إصرارك على دخول عالم إنتاج أفلام من جنسيات عربية متنوّعة؟
يُعد بيع التذاكر أمراً لا يمكن توقّعه. ولكن الأفلام العربية الأخرى لا تلاقي فرصتها لدى الجمهور. وهذا ما حاولنا فعله فـي فـيلم «بنات عبدالرحمن»، إذ إنه حصد نجاحاً كبيراً فـي الأردن، ولكن لم يحصد كمية بيع تذاكر فـي السعودية ومصر. وكانت هذه أول تجربة لي، فكان على الفـيلم أن يأخذ وقته وفرصته. وعندما نعمل على أي فـيلم، نأخذ فـي الاعتبار فرصة عدم حصد نسبة جيدة من بيع التذاكر، فهذا هو الواقع. ويعد هذا الفـيلم من أكثر الأفلام التي لاقت نجاحاً جماهيرياً ومادياً.
فـي إحدى مقابلاتك التلفزيونية قلت: «إن الأفلام التي تطرح ولا تحقّق مكاسب لا تخسر، لأنها تحمل رسالة مهمة للجمهور»، هل تحرصين دائماً على تحميل أفلامك رسائل؟
بالطبع أنا يهمني أن تصل الرسالة إلى الجمهور، ولكنني أيضاً أريد أن تصل هذه الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الناس وأن أستمر فـي عملي فـي إيصال هذه الرسائل. لذلك، تعدّ حسابات المكسب والخسارة أمراً هاماً جداً فـي هذه العملية.
تعتبرين من المنتجين الذين لا يخافون من إثارة الجدل. هل تعتبرين أن إثارة الجدل تسهم فـي النجاح الجماهيري للفـيلم، أم أنك تتعمّدين إثارة الجدل لتحفـيز النقاشات حول قضية معيّنة، علماً أنك ضمن لائحة الأكثر تأثيراً فـي الصناعة السينمائية العربية؟
لو كنت لتسأليني هذا السؤال منذ عام، لقلت لك إنني لا أخاف، ولكن اليوم، وبعصر وسائل التواصل الاجتماعي، فأجل، أنا أخاف من الجدل وردود الأفعال عندما أقوم بعمل جديد.
شغفك فـي السينما واضح. ولكن هل هذا كاف لاتخاذ قرار اقتحام هذا العالم من باب الإنتاج؟ ولماذا لم تختاري الإخراج أم التمثيل مثلاً؟
أنا لم أدخل عالم الإخراج والتمثيل لأنه يتطلّب مواهب معيّنة. وأنا أعلم كيف أختار المواضيع، فهذا ما أجيده.
كيف ترين مستقبل السينما العربية عامةً، والمصرية خاصةً؟
أنا لا أتوقع شيئاً، ولكن لدي أمال كبيرة. نحن اليوم نناضل فـي هذا الوقت الصعب، ولكن لدينا الآمال العالية والمواهب، والكثير من النماذج التي تستحق أن تُعرف وتصل إلى النجومية.
ما النصيحة التي توجهينها إلى الذين يطمحون لتأسيس مستقبل فـي عالم السينما؟
ألا يضجروا. فالشخص الذي يدخل هذا المجال يعلم صعابه، ويجب عليه أن يتكيّف مع هذه الصعوبات ويتعلم كيف يريح نفسه خلالها.