سامر زيات «البيروتي» تجربة لبنانية برؤية مختلفة. . فـي دبي
أخيراً وبعد سنوات من التطوير، إفتتح رائد الأعمال اللبناني سامر زيات مطعم «البيروتي»، الذي يشكّل جوهرة التاج لمجموعة كراون كونسيبت. ويهدف هذا المشروع الجديد الذي إفتتح أبوابه فـي دبي الى إعادة تعريف مشهد المطاعم/ المقاهي اللبنانية على مستوى العالم.
بعد أن بدأ رحلته فـي مجال ريادة الأعمال مبكرًا، أسّس سامر زيات أول أعماله، وهي شركة بيع بالتجزئة، فـي سن 18. وبعد فترة وجيزة، وجد نفسه مفتونًا بعالم الإستثمارات، الذي غامر به من خلال تأسيس شركة كراون كابيتال إنفستمنتس فـي بيروت عام 2010.
فـي عام 2012، قام زيات بتوسيع شركة كراون كابيتال للإستثمار فـي دبي، حيث نمت بشكل كبير من خلال الإستثمارات فـي عدد من الشركات العاملة فـي العديد من القطاعات بما فـي ذلك الضيافة والتجارة والتجزئة والتمويل فـي جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط.
بمجرد وصوله إلى دبي، انبهر زيات على الفور بمشهد الضيافة المتطوّر فـي المدينة، ورأى فرصة فـي ما يتعلق بالمطبخ الوطني الخاص بالدولة. أدى ذلك إلى قيامه بتأسيس مجموعة Crown Concepts، وهي مجموعة ضيافة تعمل على تطوير وتملّك وتشغيل مفاهيم متعدّدة، وأول أفكارها كانت «لقمة»: مطعم إماراتي وخليجي حديث حقق نجاحًا فوريًا وأصبح الآن نقطة استقطاب رئيسية فـي دبي.
واصل زيات استكشاف ما يخبئه له عالم الضيافة، وبدأ مشروعًا تلو الآخر. فنمت محفظة المجموعة لتشمل العديد من العلامات التجارية، ولكل منها مواقع عدّة، كما أسس وكالة استشارات إبداعية تقدّم حلولاً لمحترفـي الصناعة الآخرين.
وعلى الرغم من الشكوك المستمرة التي يمرّ بها العالم فـي ظل جائحة كورونا، لا تزال خطط زيات كبيرة، ومنها تخطيطه لافتتاح «لقمة» فـي المملكة العربية السعودية وأبو ظبي أوائل عام 2021، إلى جانب موقع ثان للبيروتي.
وللتعرف أكثر على سامر زيات وعلى مفهومه الجديد الذي يقدّمه فـي «البيروتي» كان لنا معه هذا اللقاء.
من أين أنت فـي الأصل ومتى دخلت مجال المطاعم؟
انا لبناني الأصل من بيروت. بصفتي مؤسس شركة Crown Capital Investments، وهي شركة إستثمارية فـي دبي، قرّرت استكشاف أعمال المطاعم فـي عام 2014، بعد إهتمامنا بتنويع المأكولات والمشروبات. ومن هنا تأسست مجموعة Crown Concepts Group للضيافة التابعة لنا. دفعني الشغف الذي اكتسبته إلى العودة إلى الدراسة فـي مجال المأكولات والمشروبات بعمق حيث التحقت بمدرسة الطهي. اليوم، أصبحت مجموعة Crown Concepts هي المحور الأساسي لمجموعتنا.
ما الذي أتى بك إلى دبي؟
جئت إلى دبي فـي عام 2010 لتوسيع شركتي الإستثمارية بين لبنان والإمارات العربية المتحدة.
من أين وكيف جاءت فكرة مفهومك؟
كانت فكرة البيروتي هي إنشاء تمثيل طبيعي وحقيقي لمطعم لبناني اليوم. شعرنا أن التمثيل المثالي لـ Restaurant-Café Hybrid لم يكن موجودًا. تم تطوير مطعم «البيروتي» من خلال وضع ثقافته الخاصة من خلال الجمع بين العناصر التي يبحث عنها المرء سواء فـي مطعم مثالي أم فـي مقهى منزلي.
ما القصة وراء اسم العلامة التجارية وشعارها؟
تكريماً لهذا الإسم، يجسّد «البيروتي» كل ما هو بيروت ويجلب روح المدينة التي لا يمكن إنكارها أينما ذهبت، ويخدم الذكريات والتطلّعات بينما يمزج القديم مع الجديد. وقد شكّل الحنين الى الماضي وبالتحديد الى عمل والدي فـي مجال الأجهزة المنزلية فـي وسط بيروت خلال العصر الذهبي لبيروت، مصدر إلهام لشعار المقهى باللونين الأبيض والأسود.
ما الذي يجعل علامتك التجارية مختلفة عن منافسيك؟
نعتقد أن المزيج المثالي لتجربة مقهى ومطعم لبناني يميّزنا حقًا عن منافسينا.
ما هي الصفات الأساسية التي تبحث عنها فـي عمل المطاعم؟
لتشغيل مطعم ناجح، كل صفات الضيافة ضرورية. أعتقد أن الأولوية ستكون الاهتمام الشديد بالتفاصيل والاستمرارية بالتميّز.
كم من الوقت يستغرق، فـي المتوسط، عملك لتحقيق إستثماراتكم؟
حوالي سنتين الى ثلاث سنوات.
ما هو التحدّي الأكبر الذي واجهته فـي حياتك المهنية، وكيف تغلبت عليه؟
التحدّي الأكبر الذي ما زلت أواجهه حتى الآن فـي مسيرتي المهنية هو تداعيات فـيروس Covid-19، التي أدّت إلى الإغلاق الكامل لجميع عمليات المنافذ لمدة ثلاثة أشهر مع استمرار وجود نفقات مستمرة. لقد تغلّبت على هذه الفترة من خلال اعتمادي استراتيجية إدارة الأزمات الجاهزة فـي جميع المجالات والتركيز على إعادة النظر فـي كل مدخلات من نموذج أعمالنا يقود الى إعادة هيكلة تنظيمية كاملة.
كيف تنتقي الموقع المناسب لمطعمك؟
يقع أول فرع للبيروتي فـي أم الشيف، شارع الشيخ زايد. نعتقد أن موقعنا مركزي للغاية ويسمح لنا بجذب الضيوف من شمال وجنوب دبي.
نعلم جميعًا أن الخدمة هي المفتاح. كيف تحفّز موظفـيك على الحفاظ على أخلاقيات الخدمة المستمرة؟
نحن نحفّز موظفـينا من خلال تزويدهم بمؤشرات الأداء الرئيسة بناءً على المقاييس العالمية جنبًا إلى جنب مع خطط التطوير الوظيفـي عبر جميع مواقع الهيكلة التنظيمية.
ما هي أفضل لحظة فـي حياتك طوال مسيرتك المهنية؟
على الرغم من افتتاح الكثير من الشركات والمطاعم طوال مسيرتي المهنية، إلا أن افتتاح «البيروتي» من حيث ما يمثّله، كان إلى حد بعيد من أفضل اللحظات حتى الآن.
أين ترى علامتك التجارية فـي السنوات الخمس المقبلة؟
أطمح إلى أن تصبح هذه العلامة التجارية رائدة إقليمياً ودولياً والأكثر شهرة والتي ترمز إلى ثقافة المطعم اللبناني.
قد يكون تأسيس مطعم مكلفًا ويستغرق الكثير من الموارد. ما النصيحة التي تقدّمها لمن لديه حلم بفتح مطعم؟
تعدّ طبيعة عمل المطاعم واحدة من أكثر الأعمال تطلبًا والتي توفّر توازنًا منخفضًا بين العمل والحياة، لذلك يجب على أي شخص يرغب فـي استكشاف هذه الصناعة أن يكون واثقًا جدًا من أخلاقيات العمل. ثانيًا، عليه الحرص على ضع أرقامه فـي نصابها الصحيح، فمعظم المطاعم تفشل بسبب التخطيط المالي غير الدقيق. أخيرًا وليس آخرًا، لا يمكن التعامل مع المطاعم على أنها عمل جانبي أو مشروع استثماري ثانوي، إذا لم تخصّص كل وقتك لإدارة هذا العمل، فسوف يتحول فـي وقت من الأوقات الى هواية باهظة الثمن.
مطعم ومقهى البيروتي
مفهوم جديد لتجربة الضيافة اللبنانية
يرسّخ مطعم ومقهى البيروتي ثقافة خاصة به ليكون عنواناً متميّزاً يلبّي كافة المتطلّبات، بحيث يجمع بين أجواء المطعم الأنيقة وأجواء المقهى المفعمة بالدفء. فما إن تطأ قدماك عتبته حتى تعرف أنّ تجربةً فريدةً بانتظارك حيث ستجد الضيوف يدردشون فـيما يدغدغون براعم ذوقهم بأطباق لبنانية كلاسيكية محضّرة بإتقان لا غبار عليه، ومطبخاً مفتوحاً نابضاً بالحيوية حيث يندمج الطهاة فـي تجربة الطعام، وأخيراً وليس آخراً، حفاوة الضيافة اللبنانية المعروفة عالمياً مع انتباه منقطع النظير لأدقّ التفاصيل لتشعر بأنّك فـي منزلك. يشكّل البيروتي جزءاً من مجموعة كراون كونسيبتس غروب.
ما إن تطأ قدماك عتبة المطعم، حتى تلاحظ أنّ «البيروتي» استطاع ترسيخ ثقافة خاصة به ليكون عنواناً متميّزاً يلبّي كافة المتطلبات.
يزوّد البيروتي ضيوفه بتجربة منقطعة النظير تعكس الثقافة اللبنانية على أكمل وجه، حيث سيتنعّمون بحفاوة الضيافة اللبنانية وسط أجواء من الألفة والودّ، ليشعروا وكأنّهم سافروا إلى قلب بيروت من دون أن يغادروا دبي إطلاقاً.
ينفرد البيروتي بتصميم رحب أكان فـي الداخل أو فـي الهواء الطلق، وتتخلّله لمسات معاصرة استثنائية تحاكي المفهوم الأصيل الذي تسعى هذه الوجهة الجديدة إلى تقديمه.
علاوةً على ذلك، يَصحب المطبخ المفتوح (وهو مفهوم غير مسبوق على ساحة المطاعم اللبنانية) الضيوف بتجربة تفاعلية تناشد الحواس حيث يشاهدون الطاهي يحضّر الطعام فـيما يتلذّذون بوجبتهم. فالمازات المحضّرة على أكمل وجه، والمشاوي على الفحم والشاورما الطازج المحضّرة على الطريقة التقليدية وغيرها من الأطباق المتميّزة المحضّرة فـي مساحة مفتوحة، تجذب ذواقة الطعام وعشّاق التصميم على حد سواء.
تقدّم هذه الوجهة التي تستقبل زوّارها طوال اليوم، خدماتٍ متنوعةً لإرضاء كافة الأذواق. فهنا بانتظار الضيوف من مختلف الأعمار والجنسيات تجربة لم يشهدوا لها مثيلاً، مع قائمة طعام شهية متاحة طوال اليوم. ومن أبرز الأطباق المتميّزة نذكر: الحمّص بالزعتر، وراس العصفور بالخردل، وكبّة البيروتي، وبطاطا البيروتي المقلية وغيرها. كما يمكنك الاستمتاع بأروع الصبحيات مع المناقيش الطازجة التي تأتيك مباشرةً من الفرن، وبفنجان من القهوة اللبنانية اللذيذة على ترّاس البيروتي عند المغيب، وبوجبات غداء مع العائلة، وبعصرونيات مع الأصدقاء على وقع أصوات لعبة الطاولة، وبأمسيات مليئة بالاسترخاء مع الشيشة المحضّرة بإتقان على يد موظف تقديم الشيشة لدى المطعم.
أما بالنسبة إلى التصميم فتجسّد القناطر المصنوعة من الفولاذ مع البلاط المزخرف، والخرسانة، والأثاث المريح الذي يحاكي الأجواء المنزلية الدافئة من جهة أخرى، همزة الوصل التي يقدّمها البيروتي بين العناصر المعمارية اللبنانية التقليدية والعناصر الصناعية المعاصرة.
لا يعكس البيروتي السمات الجمالية والثقافة والأطباق التي تتباهى بها بيروت فحسب، لا بل يبيع أيضاً منتجات لبنانية محلية عالية الجودة لا يستطيع الضيوف إيجادها فـي أي مكان آخر فـي دبي.