Bruce Clay

مقتطفات من الشعر العربي
 القديم والحديث

إبن الرومي -العهد العباسي
في وصف المغنية “وحيد”

يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ

فَفُؤادي بها مُعَنَّىً عَمِيدُ

غادةٌ زانها من الغُصْن قَدٌّ

ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ

وزهاها من فَرْعِها ومن الخد يْنِ

ذاك السَّوادُ والتَّوْريدُ

فَهْيَ برْدٌ بخدِّها وسلامٌ

وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ

تتغنَّى كأنها لا تُغَنِّي

من سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ

لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ

لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ

من هُدُوٍّ وليس فيه انْقِطاعٌ

وشُجُوٍّ وما به تبليدُ

مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا فٍ

كأنفاس عاشقيها مَديدُ

وأرقَّ الدلالُ والغُنْجُ منه

وبَراهُ الشَّجا فكاد يبيدُ


الشاعرة العراقية نازك الملائكة
1923م/ 1342 هـ

الليلُ يسألُ من أنا

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

ولففتُ قلبي بالظنونْ

وبقيتُ ساهمةً هنا

أرنو وتسألني القرونْ

أنا من أكون؟

والريحُ تسأل من أنا

أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ

أنا مثلها في لا مكان

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

فإذا بلغنا المُنْحَنى

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإِذا فضاءْ!

والدهرُ يسألُ من أنا

أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ

وأعودُ أمنحُها النشورْ

أنا أخلقُ الماضي البعيدْ

من فتنةِ الأمل الرغيدْ

وأعودُ أدفنُهُ أنا

لأصوغَ لي أمسًا جديدْ

غَدُهُ جليد

والذاتُ تسألُ من أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَل يحجُبُه سراب

وأظلّ أحسبُهُ دنا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ

الشاعرة التونسية
سمية اليعقوبي

فعلاً كبرتُ
ودميتي بحجابها
جاءت تخمّر رحلتي
في مجمرة

فعلاً كبرتُ
وعلكتي بحقيبة
لمرارة الأيام
أضحت تذكرة

حتى صديقي
كم لعبتُ بكفه
واليوم يمضي
حرص كفي أنكره

وثيابُ أمي
إستكبرت عن قبضتي
فكبرتً قسرًا
في مرايا .. مُجبره

ورأيتُ شيبًا
في السوادِ ملوحًا
كنوارس حامت بأفقٍ ثائره

ورأيتُ غصني
ينحني كخرافة
تروى لطفلً ذاهل كي تبهرُه

أغمضتُ عينَ العمرِ
مرودها افترى
وفتحت عينَ طفولةٍ مستبشره

وسألتُ مرآتي ومشطي والدمى
من قال شاخت طفلتي كي أكسره

الشاعر عبد الله الفيصل

مقاطع من كلمات أغنية “أم كلثوم” “من أجل عينيك”

من أجل عينيك عشقت الهوى

بعد زمان كنت فيه الخليّ

وأصبحت عينى بعد الكرى

تقول للتسهيد لاترحل

يا فاتنا لولاه ما هزّني وجدُ

ولا طعمُ الهوى طاب لي

هذا فؤادي فامتلِكْ أمرَهُ

فأظلمه إن أحببتَ أو فاعدلِ

من بريق الوجدِ في عينيك أشعلتَ حنيني

وعلى دربك أنًىَ رحُت أرسلت عيونى

والرؤى حولى غامت بين شكي و يقيني

والمنى ترقص فى قلبي على لحن شجونىِ