مقتطفات من الشعر العربي القديم والحديث
١- عنترة بن شداد
(العصر الجاهلي) : «رمت الفؤاد مليحة عذراء»؛
)من غناء هيام يونس):
رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ
بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ
مَرَّت أَوانَ العيدِ بَينَ نَواهِدٍ
مِثلِ الشُموسِ لِحاظُهُنَّ ظُباءُ
فَاِغتالَني سَقَمي الَّذي في باطِني
أَخفَيتُهُ فَأَذاعَهُ الإِخفاءُ
خَطَرَت فَقُلتُ قَضيبُ بانٍ حَرَّكَت
أَعطافَهُ بَعدَ الجَنوبِ صَباءُ
وَرَنَت فَقُلتُ غَزالَةٌ مَذعورَةٌ
قَد راعَها وَسطَ الفَلاةِ بَلاءُ
وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ
قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ
بَسَمَت فَلاحَ ضِياءُ لُؤلُؤِ ثَغرِه
فيهِ لِداءِ العاشِقينَ شِفاءُ
سَجَدَت تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايَلَت
لِجَلالِها أَربابُنا العُظَماءُ
يا عَبلَ مِثلُ هَواكِ أَو أَضعافُهُ
عِندي إِذا وَقَعَ الإِياسُ رَجاءُ
إِن كانَ يُسعِدُني الزَمانُ فَإِنَّني
في هِمَّتي بِصُروفِهِ إِزراءُ
—————————————
٢- أبو فراس الحمداني (العصر العباسي(
مقتطفات من قصيدة «أراك عصي الدمع»،
كما وردت في أغنية أم كلثوم
وفق لحن جديد لرياض السنباطي عام ٤٦٩١:
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ!
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
(..)
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
(..)
تسائلني: “ منْ أنتَ ؟ “، وهي عليمة ٌ
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى:
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
(..)
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
(..)
فقالتْ: «لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا»! فقلتُ: «معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ»
(..)
—————————————
٣- نزار قباني: «كلمات»
)العصر الحديث):
كما غنتها ماجدة الرومي
من تلحين إحسان منذر:
يُسمعني حينَ يراقصُني
كلمـاتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطرُ الأسودُ في عيني
يتساقطُ زخاتٍ زخات
يحملني معهُ، يحملني
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
وأنا كالطفلةِ في يدهِ
كالريشةِ تحملها النسمات
يهديني شمساً، يهديني صيفاً
وقطيعَ سنونوَّات
يخـبرني أني تحفتهُ
وأساوي آلافَ النجمات
وبأني كنزٌ وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
كلمـات، كلمـات
يروي أشياءَ تدوخني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلمـاتٍ تقلبُ تاريخي
تجعلني امرأة في لحظات
يبني لي قصراً من وهمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطاولتي
لا شيءَ معي إلا كلمات..
كلمات ليست كالكلمات..