مقتطفات من الشعر العربي القديم والحديث
تماضر بنت عمرو بن الحارث الملقبة بـ «الخنساء»
٥٧٥-٤٦٦ م/٤٤ هجري
تَعَرّقَني الدّهْرُ نَهْساً وَحَزَّا
وَأوْجَعَني الدّهرُ قَرْعاً وغَمْزَا
وافنى رجالي فبادروا معاً
فَغُودِرَ قلبي بهِمْ مُسْتَفَزّا
كأنْ لم يَكونُوا حِمًى يُتّقَى
اذِ النَّاسُ اذْ ذاكَ منْ عزَّبزَّا
وكانُوا سَراة بَني مالِكٍ
وزَيْنَ العَشيرَة بَذْلاً وعِزّا
وهمْ فـي القديمِ اساة العديمِ
والكائِنونَ منَ الخَوْفِ حِرْزَا
وهمْ منعوا جارهمْ والنّسا
يحفِزُ أحشاءَها الخوْفُ حَفْزَا
غداة لقوهمْ بملمومة
رداحٍ تغادرُ فـي الارضِ وكرَّا
ببيضِ الصّفاحِ وسمرِ الرّماحِ
فبالبِيضِ ضَرْباً وبالسُّمرِ وَخْزَا
وخَيْلٍ تَكَدَّسُ بالدّارِعينَ
وتحتَ العَجاجَة يجمِزْنَ جَمزَا
ومن ظنّ ممّنْ يُلاقي الحروبَ
بانْ لا يصابَ فقدْ ظنَّ عجزا
نَعِفّ ونَعْرِفُ حَقّ القِرَى
ونَتّخِذُ الحَمْدَ ذُخراً وكَنْزَا
ونَلْبَسُ فـي الحَرْبِ نَسْجَ الحديد
ونَسحبُ فـي السّلمِ خَزّاً وقَزّا
الأديبة الفلسطينية-اللبنانية ميزيادة- عصر النهضة ٥٩٨١ – ١٤٩١م
فـي النثر
العيون، ألا تدهشك العيون؟
. . . . جميع العيون.
تلك التي تذكرك بصفاء السماء.
وتلك التي يركد فـيها عمق اليموم.
وتلك التي تريك مفاوز الصحراء وسرابها.
وتلك التي تعرج بخيالك فـي ملكوت أثيريٍّ كله بهاء.
وتلك التي تمر فـيها سحائب مبرقة مهضبة.
وتلك التي لا يتحول عنها بصرك إلا ليبحث عن شامة فـي الوجنة.
العيون الضيقة المستديرة، والعيون اللوزية المستطيلة.
وتلك الغائرة فـي محاجرها لشدة ما تتمعن وتتبصر.
وتلك الرحيبة اللواحظ البطيئة الحركات.
العيون التي تشعر.
والعيون التي تفكر.
والعيون التي تتمتع.
والعيون التي تترنم.
وتلك التي عسكرت فـيها الأحقاد والحفائظ.
وتلك التي غرزت فـي شعابها الأسرار.
جميع العيون، ألا تدهشك العيون؟
الشاعرة العراقية «نازك صادق الملائكة»- العصر الحديث ٣٢٩١ – ٧٠٠٢
. . . وما كنت أعلم أنّك إن غبت خلف السنين
تخلّف ظلّك فـي كلّ لفظ وفـي كلّ معنى
وفـي كلّ زاوية من رؤاي وفـي كلّ محنى
وما كنت أعلم أنّك أقوى من الحاضرين
وأنّ مئات من الزائرين
يضيعون فـي لحظة من حنين
يمدّ ويجزر شوقًا إلى زائر لم يجيء
أحمد شفـيق كامل-٩٢٩١-٨٠٠٢
من قصيدة لحنها محمد عبد الوهاب وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم
من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فـيه الخلي
وأصبحت عيني بعد الكرى
تقول : للتسهيد لا ترحل
يا فاتنًا لولاه ما هزني وجد
ولا طعم الهوى طاب لي
هذا فؤادي فإمتلك أمره
وأظلمه إن أحببت أو فأعدل
من بريق الوجد فـي عينيك أشعلت حنيني
وعلى دربك أنى رحت أرسلت عيوني
والرؤى حولي غامت بين شكي ويقيني
والمنى ترقص فـي قلبي على لحن شجوني. . . .