رحلة ملهمة فـي عالم التمثيل
ليلى العبد الله
«طقوسي فـي رمضان تتضمّن الكثير من التأمّل
والتفكير الذاتي والوقت العائلي والعمل المجتمعي»
على الرغم من عمرها الذي لا يتجاوز الـ23 عاماً استطاعت ليلى العبد الله أن تكون علامة فارقة فـي عالم التمثيل التلفزيوني والمسرحي والسينمائي وأن تُثبت جدارتها كذلك فـي عالم تقديم البرامج، علماً أنها دخلت هذا العالم وهي لا تملك فـي جعبتها سوى موهبتها. . . وحلمها بتحسين حياتها وحياة أسرتها.
ليلى العبد الله ممثلة لبنانية شابة مقيمة فـي الكويت حيث ولدت فـي الثامن من يناير 1996، ولمع نجمها فـي عالم التمثيل وهي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها. وهي شخصية محبوبة فـي كامل أنحاء منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا دول الخليج، وتشتهر بروحها المرحة وقدرتها على أداء أدوار مختلفة. وهي تخطف الأنظار فـي موسم رمضان الحالي من خلال دورها فـي مسلسل «دفعة لندن» الذي يروي قصة مجموعة من الطلاب العرب المغتربين الذين يدرسون الطب فـي إحدى جامعات لندن فـي فترة الثمانينيات. ويحمل كل منهم أفكاراً وقناعات ومبادئ مختلفة عن الآخرين، ويحتك هؤلاء الطلاب بمجموعة مختلفة من الجيران والأصدقاء المنتمين إلى جنسيات مختلفة منها الإيرانية والهندية والعراقية، فـينفتحون على أفكار جديدة.
وعند الانتهاء من التصوير ودّعت ليلى العبد الله تصوير «دفعة لندن» على طريقتها الخاصة إذ كتبت: « وانتهيت من تصوير مسلسل «دفعة لندن» اللي بتشوفونه برمضان إن شاء الله على ام بي سي 1 قاعده اشوف الصور وقلبي يعورني صح كانت أيام حلوة لكن وقتها تحت الضغط والتوتر ما كنا حاسين بطعمها احبكم وايد كلكم تعبتو وعطيتو من قلبكم ومتحمسة اشوفكم تنجحون برمضان كلكم بدعتو احبكم واحد واحد و الله يجمعنا يارب بأعمال حلوه ثانيه».
كذلك تتألّق العبد الله خلال الفترة الحالية بفضل مشاركتها فـي حملة خواطر Messika التي تحتفـي فـيها دار مجوهرات Messika بحلول شهر رمضان المبارك بتكريم المرأة العربية، وذلك عبر تكريم السيدات العربيات احتفاءً بشهر رمضان، حيث انضمّت الى كلّ من لاعبة كرة المضرب السعودية يارا الحقباني إلى جانب المصمّمة الإماراتية مريم الرميثي اللواتي تُشكّل كل منهنّ قدوة لفتيات جيلها، وقد اجتمعت الرائدات الثلاث برعاية من دار مجوهرات ميسيكا ليتأمّلنَ معًا ويسترجعنَ مشوارهنّ الذي أوصلهنّ إلى القمّة.
قصّة ملهمة
فـي عمر صغير وجدت ليلى نفسها مضطرة لترك دراستها كي تساهم فـي إعالة أسرتها غير الميسورة، لا بل الفقيرة جدًا كما صرّحت فـي إحدى المقابلات. فوالدها ووالدتها على السواء من فئة أصحاب الحاجات الخاصة كونهما من الصم والبكم؛ وقد تعلّمت منهما لغة الإشارة، ومن الجدير ذكره أن شقيقتها الصغرى شهد العبد الله خطت خطاها ودخلت مثلها إلى عالم التمثيل.
أحبت ليلى العبد الله التمثيل منذ طفولتها، إذ كانت تشارك فـي الأنشطة المسرحية التي تنظمها مدرستها. وقد دخلت مجال الفن عام 2010، وهي فـي مقتبل العمر، إذ شاركت للمرة الأولى وهي فـي الرابعة عشرة، فـي برنامج التقليد «عيني عينك ٣»، بتشجيع من والديها برغم معارضة أعمامها دخولها هذا الوسط، كما ظهرت كعارضة أزياء فـي «فـيديو كليب» مع الفنان عبد المجيد عبد الله.
مسيرة غنية بالمسلسلات والمسرحيات والأفلام
كانت انطلاقة ليلى العبد الله فـي عالم التمثيل عام 2010، بدور صغير أوكل اليها من قبل المخرج محمد دحام الشمري بناء لإقتراح الفنانة هيا عبد السلام التي شاهدتها صدفة فـي موقع تصوير مسلسل «ساهر الليل». وشاركت فـي العام نفسه فـي مسلسلي «تو النهار» و«شر النفوس ٣».
أكملت مسيرتها بمسلسلات «زينة الحياة»، و«باب الفرج»، و«لهفة الخاطر»، و«وجع الإنتصار»، و«علمني كيف أنساك» عام 2011؛ و«أكون أو لا»، و«غريب الدار»، و«بنات الجامعة»، و«كنة الشام وكناين الشامية»، و«هجر الحبيب» عام ٢٠١٢؛ و«جار القمر» مع زهرة عرفات وإلهام الفضالة، و«سر الهوى» مع طيف وشجون الهاجري 2013؛ و«أشوفكم على خير»، و«الواجهة»، و«مسكنك يوفـي»، و«كعب عالي»، و«كسر الخواطر» عام 2014؛ و«العم صقر»، و«فـي عينيها أغنية»، و«بنت وشايب» عام 2015؛ و«ساعة الصفر»، و«بعد النهاية» عام 2016؛ و«رمانة»، و«ممنوع الوقوف» عام 2017 و«هم نوايا»، و«الخافـي أعظم»، و«عبرة شارع»، و«روز باريس» عام 2018؛ و«أجندة» و«حضن الشوك» عام 2019.
شاركت الفنان إسماعيل مبارك فـي أغنيته المصورة «مغروم» عام 2015؛ وقامت بتجربة تقديم برامج مسابقات عرضت فـي شهر رمضان عامي 2014 و2019.
لم تكتف ليلى بالمسلسلات، إذ إن حبها الأول كان للمسرح، فشاركت فـي مسرحيات مختلفة منها: «قصة حب» مع يعقوب عبد الله، و«الغول» مع محمود بو شهري عام 2011؛ و«أحلام وطن»، و«قلعة الساحر» عام 2012؛ و«مصنع الكاكاو» عام 2013؛ و«بياع الجرايد» عام 2014؛ و«صرخة الأشباح»، و«حمام روماني» عام 2016؛ و«كيدز آريا» عام 2018، حيث إنها تشير دوماً فـي أحاديثها الى أهمية مسرح الأطفال ودوره فـي تنشئة الأجيال؛ وآخر المسرحيات التي شاركت فـيها «أصدقاء الغيوم» عام 2019.
لم تفتها المشاركة فـي عدد ولو محدود من الأفلام مثل «٠٩٠» عام 2014، و«شقة ستة» عام 2015، و«بيبي» عام 2017، و«دي أتكلم»، و«شباب شياب» عام 2018.
جمال وأناقة
تتميّز ليلى بجمال محياها وتسريحات شعرها المتنوعة دوماً بصورة أنيقة متلائمة، تتراوح بين النمطين الكلاسيكي والحديث، أكان فـي الشكل المنسدل أم المرفوع، المتجدل أم الناعم، والذي تتركه أحياناً يتراخى طويلاً على الكتفـين، كما لا تتردّد فـي قصه قصيراً فـي بعض الأحيان.
يتماهى جمالها الدافىء مع الأزياء اللافتة للأنظار التي ترتديها، وذلك بفضل أناقتها وبساطتها على السواء.
من هواياتها المفضّلة ركوب الدراجات الهوائية والسفر والغناء والتسوّق بعيدًا عن التباهي أو حب الظهور.
ليلى العبد الله
«كنت أرغب بدخول عالم التمثيل منذ كنت
فـي عمر التاسعة وما يزال هناك الكثير لأتعلمه وأحققه»
كان لمجلة «اليقظة الجديدة» فرصة لقاء حصري مع هذه الممثلة الشابة المفعمة بالموهبة والحيوية والتي تتميّز بروحها المرحة. وقد اصطحبتنا خلال اللقاء الى عالمها الخاص، كما شاركتنا طقوسها وعاداتها اليومية وشوّقتنا لانتظار أعمالها المستقبلية التي تتطلّع إليها بشوق، ولكنّها لا تستطيع الافصاح عنها بعد.
أين تقضين معظم وقتك، ما هو المكان الذي تعتبرينه «منزلك»؟
أقضي معظم وقتي فـي منزلي فـي الكويت، و«المنزل» بالنسبة لي هو أينما تكون عائلتي.
أخبرينا عن روتينك وطقوسك اليومية، كيف تحافظين على توازنك أثناء تنقلك وسفرك؟
دائماً ما أبدأ يومي بتمرين التنفّس، فهذا طقس لا يفشل أبداً فـي إرضائي. ودائماً ما أحرص على بداية وإنهاء يومي بهذا الطقس. من الصعب الحفاظ على روتين ثابت فـي خضّم جدول أعمالي المزدحم للغاية، ولكنّني أتأكد من تخصيص وقت ممتع مع أحبائي وتخصيص بعض الوقت للتأمّل.
ما هي طقوسك التي تمارسينها فـي رمضان؟ وأي منها تتطلّعين إليها فـي رمضان 2023؟
تتضمّن طقوسي فـي رمضان الكثير من التأمّل والتفكير الذاتي والوقت العائلي والعمل المجتمعي. فإنه وقت رائع للتواصل مع الذات والله. وأنا أتطلع إلى الوصول إلى مستوى أعلى من السلام الداخلي فـي رمضان 2023.
لماذا اخترت التعاون مع ميسيكا هذا العام فـي رمضان؟
اخترت التعاون مع ميسيكا فـي رمضان، بسبب قيمنا المشتركة. فدائماً ما تدعم ميسيكا قضية تمكين المرأة وتحرص على منح المرأة صوتاً.
أخبرينا أكثر عن تجربتك فـي المشاركة فـي حملة خواطر ميسيكا رمضان، وكيف جسّدت فـيها روح التأمل الذاتي؟
لدي الكثير من التقارب مع الرسائل التي تكمن وراء هذه الحملة بما أنّني مهتمة كثيراً بالروحانية والتأمل الذاتي، خصوصاً خلال شهر رمضان. وأنا أقدّر جداً أن علامة تجارية عالمية مثل ميسيكا قرّرت أن تتماشى مع هذا الموضوع الذي يتردّد صداه جيداً مع منطقتنا، كما أنه أعطاني أنا ويارا ومريم منصة للحديث عن المسارات التي قادتنا إلى المكان الذي وصلنا إليه اليوم، ومن نحن فـي الوقت الحاضر، وما نطمح أن نكونه ونفعله فـي المستقبل.
ن نكونه ونفعله فـي المستقبل.
ما هي مجوهراتك المفضلة من ميسيكا ولماذا؟
سوار Move Noa الجديد المرصوف بشكلٍ كامل والذي وضعته على معصمي أثناء التصوير. إنه إضافة جميلة إلى خط Move Noa وهي قطعة مميّزة ورائعة لامتلاكها.
ما هي القطع التي تتزينين بها الآن من دار ميسيكا؟
أضع فـي الوقت الحالي خاتم Move Uno المتعدّد الألماس مع عقد Move Uno pave وأقراط من مجموعة Dormeuses Move Uno، وكلّها مصنوعة من الذهب الأبيض.
متى وكيف أدركت أنك تريدين الحصول على وظيفة فـي التمثيل؟ ما كانت اللحظة المحدّدة والحاسمة؟
كنت أعلم أنّني أرغب فـي الحصول على وظيفة فـي التمثيل منذ أن كان عمري تسع سنوات. ودخلت هذا المجال عندما كنت أبلغ من العمر أربعة عشرة عاماً. وأنا أتذكر بدقة المشهد الأول الذي صوّرته فـي ذاك الوقت، وعلمت حينها وعلى الفور، أن هذا ما يفترض عليّ فعله لبقية حياتي.
ما هي مشاريعك المقبلة، ماذا يجب توقعه منك فـي الخطوات التالية؟
لقد انتهيت للتو من تصوير مسلسل يحمل عنوان «دفعة لندن»، ويُعرض خلال شهر رمضان. كما ثمة العديد من المشاريع الجديدة المثيرة التي لا يمكنني الكشف عنها فـي هذه اللحظة. . . أعتقد أنه سيتعيّن عليكم متابعتي لمعرفة الجواب.
أخبرينا أكثر عن تجربتك فـي التمثيل عندما كنت أصغر سناً مقارنةً بالوقت الحالي. كيف تطوّر هذا المجال فـي المنطقة؟
كانت البداية صعبة لأنّني كنت جديدة فـي هذا المجال، ولكن بعد أن عملت لمدة 13 عاماً فـي هذا المجال، يمكنني القول وبكل ثقة، إنّني اكتسبت خبرة كافـية لأتمكن من خوض تجارب جديدة وتولي الأدوار الصعبة بسهولة أكبر. ما يزال هناك الكثير لأتعلمه وأحقّقه، فهذا مجال ليس بثابت أو ممل أبداً. عندما كنت بعمر أصغر، كنت أشعر أن الفرص فـي هذا المجال محدودة، وعدد الأشخاص الذين يمكنهم الوصول والذين يتمتعون بمهارات وموهبة للتفوّق كان محدوداً للغاية. أنا لا أقول إن ما من مواهب بذلت جهوداً كبيرةً لبناء اسم لنفسها، ولكنّني دائماً ما شعرت أن ثمة الكثير من الناس الذين لم يتمكنوا من دخول هذا المجال أو الحصول على فرصة عادلة.
لكن تطوّر هذا المجال بشكل كبير منذ ذلك الحين، واليوم ثمة العديد من النساء الكويتيات اللواتي يعملن فـي هذا المجال وفـي مواقع مختلفة، مثل مصمّمات الأزياء ومصممّات الديكور الداخلي ومساعدات المخرج ومديرات تنفـيذيات وكاتبات ومخرجات وما إلى ذلك، وهذا الأمر يسعدني للغاية لأنني أرى التغيير الإيجابي الذي يحدث.
ما هي النصيحة التي تقدمينها للممثلين الطموحين؟
ألا يتوقفوا أبداً عن التعلم، وألا يستسلموا أبداً، وأن يستمروا فـي عملهم. كما أنصحهم بمشاركة رحلتهم إلى النجاح كي يلهموا الآخرين لمتابعة خطواتهم والإيمان بأحلامهم.