سيّدة أعمال، مصمّمة وجامعة أعمال فنّية
مانا جلاليان
«الثقافات والميزات الفريدة لكل بلد أقمت به شكلت أسلوبي فـي التصميم»
تُعيد مانا جلاليان، وهي سيدة أعمال ومصمّمة داخلية وشخصية بارزة فـي المجتمع فـي منطقة الشرق الأوسط، تعريف حدود الفن والتصميم من خلال دمج العناصر الفنية والأثاث العملي فـي مكان واحد، ما يخلق مساحات يمكن للأفراد من خلالها التفاعل مع أثاثهم كما يفعلون مع القطع الفنية الرائعة المعلّقة على الحائط.
قصة شغف وتفاني وموهبة فـي عالم الفن التشكيلي، ترويها مانا جلاليان من خلال مسيرتها المهنية التي تقضيها فـي بلدان عدة مثل كندا وأذربيجان والإمارات العربية المتحدة، ما فتح أمامها أبوابًا للقاءات ثقافـية مختلفة أضافت على أسلوبها المميّز ونهجها فـي الفن والتصميم.
تأسيس Moissonnier Home فـي دبي
يعتبر تأسيس Moissonnier Home فـي الإمارات العربية المتحدة، أحدث مشاريع مانا فـي عالم الفنّ والتصميم. علماً أن هذه الشركة الفرنسية المختصة بالأثاث الراقي والفخم تشتهر بصناعة القطع الفريدة والفنية والمفصّلة حسب الطلب منذ عام 1885.
وتعود علاقة مانا بهذه العلامة التجارية الى سنوات مضت، وقد أثمرت العديد من التعاونات الناجحة والمشاريع المخصّصة، ومنها حصول مانا على حقوق التوزيع الحصرية للعلامة التجارية فـي أميركا الشمالية، ما مهّد الطريق لافتتاح أول صالة عرض رئيسية لها فـي عام 2016 فـي فانكوفر، كندا.
وقد تمّ تصميم صالة العرض الرئيسة فـي دبي لتشعّ بأجواء دافئة وترحيبية حيث تتميّز كل غرفة بالتصاميم والترتيبات والأساليب المتنوّعة للعلامة التجارية ما يعرض براعة Moissonnier الفريدة.
وتتميّز صالة العرض أيضًا بالمفروشات الفخمة والكتب والأكسسوارات والمنحوتات واللوحات المنسّقة بعناية، والتي تؤكّد بسلاسة على تكريم العلامة التجارية لفن الحياة وطريقة المعيشة الفرنسية. فترحب بالزوار ليغمروا أنفسهم فـي جو متميّز وملهم.
أكثر من 400 عمل فنّي أصلي
إضافة الى ذلك ينعكس شغف مانا بالفن من خلال حرصها على جمع الأعمال الفنية، فعلى مدار الـ 16 عامًا الماضية جمعت مانا مجموعة تضم أكثر من 400 عمل فني أصلي بما فـي ذلك اللوحات والمنحوتات المخزنة حاليًا بين دبي وبازل وطهران وفانكوفر. وتمّ عرض العديد منها فـي متاحف شهيرة فـي جميع أنحاء العالم، مثل
La Biennale di Venezia وMusée d’Art Moderne de Paris ومتحف MAXXI فـي روما ومتحف Davis فـي بوسطن ومتحف Hirshhorn وحديقة Sculpture فـي واشنطن.
مانا جلاليان
«هدفـي مساعدة العملاء فـي الحفاظ على الطابع الفريد لمنازلهم»
للتعرّف أكثر على مانا جلاليان كان لمجلتنا مقابلة معها أطلعتنا خلالها على أهم مشاريعها الحالية والمستقبلية، كما حدّثتنا أكثر عن شغفها بالفنّ، ولم تبخل ببعض النصائح لتصميم منازل إستثنائية تتماشى مع شخصيتنا.
أسّست Moissonnier فـي دبي بعد أن افتتحت فرعاً لها فـي كندا. أخبرينا ماذا ستضيف هذه العلامة الفرنسية العريقة على المنازل العربية. وكيف تجدين الأصداء حتى الآن؟
تأسست شركة Moissonnier عام 1885، وقد نجحت فـي الحفاظ على طابعها الفريد مع احتضان عناصر التصميم المعاصرة والانتقائية. وتشمل هذه الألوان الزاهية، والأعمال الفنية المتخصّصة، الخزانات والطاولات والزخارف المميّزة لدينا، التي تمنح كل قطعة أثاث مظهرًا عتيقًا.
بعد انتقالي من فانكوفر إلى دبي، لاحظت وجود فراغ فـي السوق العربي لصالح علامة تجارية مثل Moissonnier – غنية بالتاريخ لكنها خالدة، وتختلف بشكل حاد عن علامات الأثاث الأخرى. منذ ظهورنا لأول مرة، كان الاستقبال إيجابيًا بشكل استثنائي. يتواصل العديد من زوار صالة العرض الخاصة بنا على الفور مع عروضنا.
تشتهر Moissonnier بتصنيع الأثاث حسب الطلب. هل توفّرون هذه الخدمة فـي أسواق الشرق الأوسط وكيف تتم العملية؟ علماً أنك مصمّمة داخلية الى أي مدى تتدخلين فـي إعطاء النصائح للزبائن؟
بالتأكيد! قطع الأثاث لدينا كلها فريدة من نوعها، كل منها مصنوع يدويًا. وهذا يتيح لنا متعة التعاون مع العملاء فـي تصميمات مخصّصة، والتي يتم إنتاجها بعد ذلك فـي ورشة العمل الخاصة بنا.
على سبيل المثال، قمت ذات مرة بتعديل الخزانة ذات الأدراج الصفراء الشهيرة لدينا، وهي واحدة من المفضلة لدي، إلى طاولة DJ مميّزة أثارت الجدل وأحبها الناس. لقد قمت أيضًا ذات مرة بتحويل وحدة أدراج أخرى فـي صالة العرض الخاصة بنا إلى حوض غسيل مزدوج لحمام الضيوف. هذا النهج المخصّص يميّزنا عن غيرنا، وقد حظيت دائمًا بتقدير كبير من قبل عملائنا لأنه يمكّنهم من إطلاق العنان لخيالهم وإنشاء قطع لها صدى عميق لديهم.
تمّ تصميم عملية التخصيص، على الرغم من أنها تتطلّب مستوى عالٍ من المهارة – من فريق ورشة العمل لدينا، لتكون تجربة بسيطة وممتعة لعملائنا. ويقومون باختيار العناصر التي يرغبون فـيها، ويساعدهم فريق التصميم الداخلي لدينا فـي وضع اللمسات النهائية على كل التفاصيل - سواء كانت الألوان أم الأنماط أم الأحجام أم الأعمال الفنية. سواء كان الأمر يتعلق بإعادة تصور قطعة موجودة أم الحصول على الإلهام من قطعة أخرى، فإن النطاق الإبداعي مع Moissonnier لا حدود له.
كمصممة ديكور، هدفـي هو مساعدة العملاء فـي الحفاظ على الطابع الفريد لمنازلهم. أنا أستمتع حقًا بمساعدتهم فـي اختيار القطع الفردية التي يتردد صداها شخصيًا معهم.
أقمت فـي بلدان عدّة ذات ثقافات غنية، إذ تنقّلت بين الإمارات وكندا وأذربيجان. الى أي مدى تأثر عملك وفنّك بهذه الثقافات؟
بعد أن أمضيت طفولتي فـي الشرق الأوسط، انتقلت إلى كندا لمتابعة دراستي الأكاديمية. بعد التخرّج، قادتني مسيرتي المهنية إلى أذربيجان وأخذتني رحلات العمل المتكرّرة إلى بلدان مثل فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، حيث اشتريت الأثاث والأعمال الفنية والأكسسوارات.
وفـي نهاية المطاف، جعلت من دبي موطني. من المؤكد أن الثقافات والميّزات الفريدة لكل من هذه الأماكن قد شكّلت أسلوبي فـي التصميم والذي يتجلّى فـي مساحة المعيشة الخاصة بي، مع مزيج من فن الشرق الأوسط مع الأثاث المعاصر والكلاسيكي.
على مدى 16 عاماً جمعت أكثر من 400 عمل فني وشاركت بالكثير من المعارض العالمية. أخبرينا كيف نشأ شغفك بجمع بالأعمال الفنية؟ وعلى أي أساس تختارين الأعمال التي تشترينها؟
حصلت على تعليمي فـي التصميم الغرافـيكي وتاريخ الفن والتصميم الداخلي، ولديّ أساس جيد فـي المشهد الفني.
تعرّفت مبكرًا على عالم التصميم والفن من خلال عمي، المهندس المعماري. قضيت ساعات طويلة فـي الدراسة منغمسة فـي مجموعته من كتب الفن والتصميم. إن التفاصيل ورؤية التفاصيل فـي الفن هو مهارة مصقولة، وقد قمت بصقلها خلال سنوات من زيارات المتاحف، والاستكشافات الفنية، وتواجدي فـي المعارض الفنية. لقد أدّى تعليمي، جنبًا إلى جنب مع هذه الخبرات العملية، إلى زيادة اهتمامي وخبرتي فـي مجال الفن.
تركّز مجموعتي الفنية فـي الغالب على الفن الحديث والمعاصر من الشرق الأوسط. ونظرًا للقائمة المحدودة للفنانين من العصر الحديث، فقد أصبحت على دراية جيدة بمعظم أسمائهم وأعمالهم الأساسية. هذه المعرفة تدفعني للبحث عن القطع الأكثر تميّزًا لكل فنان، وكذلك لاكتشاف الإبداعات الجديرة بالملاحظة من الفنانين الناشئين.
بمجرد أن تغوص فـي هذا العالم، فإن الرغبة فـي النمو المستمر وتنويع مجموعتك، تصبح مقنعة تقريبًا.
هل ستشاركين قريباً فـي أي معرض؟
أحتفظ برؤية محدّدة لمجموعتي الفنية، والتي تتجاوز مجرد عرضها فـي منزلي. هدفـي النهائي هو تقديم فن الشرق الأوسط لجمهور أوسع.
أقوم كل عام بعرض قطع مختارة من مجموعتي الفنية فـي مجموعة متنوعة من العروض والمعارض. وقد اكتسبت العديد من هذه الأعمال اعترافًا عالميًا، حيث ظهرت فـي المتاحف والبيناليات المرموقة حول العالم.
فـي الآونة الأخيرة، أتيحت لي الفرصة لعرض إحدى أعمالي الثمينة للفنان الشرق أوسطي الرائد بارفـيز تانافولي فـي معرضه الأخير، «شعراء، أقفال، أقفاص» فـي معرض فانكوڤر للفنون فـي كندا. تم عرض مجموعتي أيضًا فـي أماكن مرموقة مثل بينالي فـينيسيا، ومتحف الفن الحديث فـي باريس، ومتحف ماكسي فـي روما، ومتحف ديفـيس فـي بوسطن، ومتحف هيرشهورن وحديقة النحت فـي واشنطن العاصمة، ومؤسسة متحف بريشيا فـي بريشيا. إيطاليا.