Bruce Clay

علامة فارقة فـي تاريخ السينما العربية والتونسية
المخرجة التونسية كوثر بن هنية
تنافس على السعفة الذهبية

This slideshow requires JavaScript.

حدث‭ ‬سينمائي‭ ‬عربي‭ ‬كبير‭ ‬سجّلته‭ ‬السينما‭ ‬التونسية‭ ‬بدخول‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬بنات‭ ‬ألفت‮»‬‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬وإخراج‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬الى‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬لمهرجان‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬السينمائي‭. ‬وبهذا‭ ‬الحدث‭ ‬تؤكد‭ ‬بن‭ ‬هنيّة‭ ‬قيادتها‭ ‬للمشهد‭ ‬السينمائي‭ ‬التونسي‭ ‬باتجاه‭ ‬التألق‭ ‬العالمي‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬العام‭ ‬الفائت‭ ‬كذلك‭ ‬بالوصول‭ ‬الى‭ ‬التصفـية‭ ‬النهائية‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬أوسكار‭ ‬افضل‭ ‬فـيلم‭ ‬اجنبي‭ ‬غير‭ ‬ناطق‭ ‬بالانكليزية،‭ ‬عن‭ ‬فـيلمها‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‮»‬‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬اختيرت‭ ‬لترأس‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬أسبوع‭ ‬النقاد‭ ‬فـي‭ ‬كان‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. . ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬اسمها‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬فـي‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬عامة‭ ‬والتونسية‭ ‬خاصة‭.‬

نافس‭ ‬فـيلم‭ ‬المخرجة‭ ‬التونسية‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬‮«‬بنات‭ ‬ألفة‮»‬‭ ‬على‭ ‬السعفة‭ ‬الذهبية‭ ‬لمهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي،‭ ‬وأثار‭ ‬اهتمام‭ ‬جميع‭ ‬الحاضرين‭ ‬أثناء‭ ‬عرضه‭ ‬ضمن‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭.‬

وتقول‭ ‬بن‭ ‬هنية‭:‬‮»‬‭ ‬شعرت‭ ‬بسعادة‭ ‬غامرة‭ ‬عندما‭ ‬أخبروني‭ ‬بأن‭ ‬الفـيلم‭ ‬تم‭ ‬اختياره‭ ‬فـي‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية،‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬سمعت‭ ‬أسماء‭ ‬مثل‭ ‬كين‭ ‬لوتش،‭ ‬ويس‭ ‬أندرسون،‭ ‬ويم‭ ‬ويندرس،‭ ‬لا‭ ‬أصدّق‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لي‭ ‬وأنا‭ ‬سعيدة‭ ‬جداً‭ ‬بوجودي‭ ‬هنا‭. ‬‮»‬

ويشكّل‭ ‬الفـيلم‭ ‬مزيجاً‭ ‬هجيناً‭ ‬بين‭ ‬الوثائقي‭ ‬والروائي،‭ ‬ويروي‭ ‬حكاية‭ ‬ألفة‭ ‬الحمروني،‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬تونسية‭ ‬ذاع‭ ‬اسمها‭ ‬فـي‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬سنة‭ ‬2016،‭ ‬بعدما‭ ‬كشفت‭ ‬تطرف‭ ‬ابنتيها‭ ‬وانضمامهما‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إثر‭ ‬ثورة‭ ‬الياسمين‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بالرئيس‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬فـي‭ ‬2011‭. ‬‮ ‬

وتوضّح‭ ‬المخرجة‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬الصغيرة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالحكاية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لتونس‮»‬،‭ ‬وتضيف‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬مفتونة‭ ‬بالتأثير‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬هؤلاء‭ ‬النساء،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬بطلة‭ ‬الفـيلم،‭ ‬ألفة،‭ ‬تقود‭ ‬ثورتها‭ ‬الخاصة‭ ‬أيضاً،‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬وترحل‭ ‬كي‭ ‬تعيش‭ ‬حياتها‭ ‬بحريّة‮»‬‭.‬

منذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الفـيلم،‭ ‬تمتزج‭ ‬الشهادات‭ ‬الحقيقية‭ ‬بأخرى‭ ‬يعاد‭ ‬تكوينها،‭ ‬بين‭ ‬ألفة‭ ‬وابنتيها‭ ‬وطاقم‭ ‬ممثلات‭ ‬محترفات،‭ ‬ونرى‭ ‬ألفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وهي‭ ‬توجّه‭ ‬الممثلة‭ ‬التي‭ ‬تؤدّي‭ ‬دورها‭. ‬وفـي‭ ‬بعض‭ ‬المشاهد،‭ ‬تظهر‭ ‬المخرجة‭ ‬وهي‭ ‬تتلقى‭ ‬أسئلة‭ ‬من‭ ‬الممثلين،‭ ‬ونرى‭ ‬أيضاً‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬التلفزيونية‭ ‬تتناول‭ ‬القضية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجسّد‭ ‬مشاهد‭ ‬فريدة‭ ‬صنعها‭ ‬طاقم‭ ‬مكوّن‭ ‬فـي‭ ‬غالبيته‭ ‬من‭ ‬النساء‭.‬

وقالت‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬ليورونيوز‭: ‬‮«‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أحيط‭ ‬نفسي‭ ‬بفريق‭ ‬نسائي‭ ‬كي‭ ‬أستدرجهن‭ ‬إلى‭ ‬اعترافات‭ ‬حميمة،‭ ‬كان‭ ‬التصوير‭ ‬بمثابة‭ ‬مختبر‭ ‬علاجي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬وأنثوي‭ ‬للغاية‮» ‬وتضيف‭: ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نوفّر‭ ‬مساحة‭ ‬آمنة،‭ ‬حيث‭ ‬الجميع‭ ‬متعاطفون‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يطلق‭ ‬أحكاماً‭ ‬مسبقة،‭ ‬‮ ‬حتى‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬فـي‭ ‬موقع‭ ‬التصوير،‭ ‬حرصت‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬ودودين‭ ‬وبعيدين‭ ‬عن‭ ‬الذكورية‮»‬‭.‬

على‭ ‬كف‭ ‬عفريت‭:‬ فـيلم‭ ‬عالمي

This slideshow requires JavaScript.

كانت‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬أول‭ ‬مخرجة‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬تمثل‭ ‬بلدها‭ ‬فـي‭ ‬حفلة‭ ‬توزيع‭ ‬جوائز‭ ‬الأوسكار‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬مع‭ ‬فـيلمها‭ ‬‮«‬على‭ ‬كف‭ ‬عفريت‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬شارك‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬‮«‬نظرة‭ ‬ما‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬2017،‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬كذلك‭ ‬قضية‭ ‬نسائية‭ ‬تستند‭ ‬الى‭ ‬قصة‭ ‬واقعية‭ ‬هزّت‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬فـي‭ ‬تونس‭. ‬إذ‭ ‬يروي‭ ‬الفـيلم‭ ‬قصة‭ ‬مريم‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬21‭ ‬عاماً‭ ‬والتي‭ ‬بعد‭ ‬تعرّضها‭ ‬للاغتصاب‭ ‬بدأت‭ ‬معانات‭ ‬أكبر‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الأبوي‭ ‬وفساد‭ ‬الشرطة‭ ‬والنظام‭ ‬الصحي،‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالنظام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الكامل‭ ‬لتونس‭ (‬أو‭ ‬أيّ‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭).‬

الفصول‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬‮«‬على‭ ‬كف‭ ‬عفريت‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬طرح‭ ‬أخيراً‭ ‬على‭ ‬نتفليكس،‭ ‬تمنح‭ ‬الفـيلم‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬باليأس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭. ‬حتى‭ ‬النهاية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الأمل،‭ ‬كانت‭ ‬ضبابية،‭ ‬لأنّ‭ ‬الموضوع‭ ‬قديم،‭ ‬ولم‭ ‬ولن‭ ‬ينتهي‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬الفـيلم‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الفـيلم‭ ‬خاضت‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬أولى‭ ‬تجاربها‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬الإنتاج‭ ‬المشترك،‭ ‬وفـي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تحدّثت‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬فنية‭ ‬وتقنية‭ ‬عالمية‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬السينما،‭ ‬مشدّدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التكلفة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لإنتاج‭ ‬فـيلم‭ ‬يُلبي‭ ‬طموحاتها،‭ ‬تفرض‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول؛‭ ‬لذلك‭ ‬تحبّذ‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬إشعاع‭ ‬أكبر‭ ‬للعمل‭ ‬السينمائي‭.‬

وأضافت‭ ‬أنّ‭ ‬فـيلمها‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬سينمائية‭ ‬فـي‭ ‬رصيدها،‭ ‬يلتقي‭ ‬خلالها‭ ‬تقنيون‭ ‬وفنانون‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬مدير‭ ‬تصوير‭ ‬سويدي‭ ‬رغبت‭ ‬فـي‭ ‬التعاون‭ ‬معه،‭ ‬كما‭ ‬تندرج‭ ‬مشاركة‭ ‬مونيكا‭ ‬بلوتشي‭ ‬فـي‭ ‬فـيلمها‭ ‬الأخير،‭ ‬فـي‭ ‬إطار‭ ‬متطلّبات‭ ‬الدور‭ ‬وكانت‭ ‬النجمة‭ ‬العالمية‭ ‬متفاعلة‭ ‬ومتعاونة‭ ‬مع‭ ‬رؤيتها‭ ‬للشخصية‭ ‬فـي‭ ‬الفـيلم‭.‬

الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‭ :‬إنجاز‭ ‬تاريخي

This slideshow requires JavaScript.

فـي‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬وصل‭ ‬فـيلم‭ ‬كوثر‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬التصفـية‭ ‬النهائية‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬أوسكار‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬أجنبي‭ ‬غير‭ ‬ناطق‭ ‬بالإنكليزية،‭ ‬لتحقّق‭ ‬بذلك‭ ‬سابقة‭ ‬تاريخية‭ ‬للسينما‭ ‬التونسية،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬بذلك‭ ‬ثاني‭ ‬مخرجة‭ ‬عربية‭ ‬تبلغ‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭ ‬للأوسكار،‭ ‬بعد‭ ‬اللبنانية‭ ‬نادين‭ ‬لبكي‭ ‬وفـيلمها‭ ‬‮«‬كفر‭ ‬ناحوم‮»‬‭.‬

وأعربت‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية،‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬لوصول‭ ‬فـيلمها‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭ ‬لأوسكار‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬ناطق‭ ‬بلغة‭ ‬أجنبية،‭ ‬باعتباره‭ ‬التوقيت‭ ‬الأنسب‭ ‬للعمل‭ ‬حتى‭ ‬يحظى‭ ‬بفرصته،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬تجربتها‭ ‬السابقة‭ ‬فـي‭ ‬ترشيح‭ ‬‮«‬على‭ ‬كف‭ ‬عفريت‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬2019‭ ‬للأوسكار،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجدية‭.‬

وشدّدت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬موزّع‭ ‬أميركي‭ ‬متحمّس‭ ‬للفـيلم‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬إمكانات‭ ‬ضخمة‭ ‬ليكون‭ ‬الفـيلم‭ ‬صاحب‭ ‬حظوظ‭ ‬وفرص‭ ‬لمواصلة‭ ‬سباق‭ ‬الأوسكار،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬كافـية‭ ‬بخفايا‭ ‬سباق‭ ‬الأوسكار،‭ ‬لذلك‭ ‬تعتبر‭ ‬وجود‭ ‬فـيلمها‭ ‬ضمن‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة،‭ ‬سابقة‭ ‬تاريخية‭.‬

يروي‭ ‬الفـيلم‭ ‬قصة‭ ‬الشاب‭ ‬السوري‭ ‬سام‭ ‬علي،‭ ‬الذي‭ ‬اضطر‭ ‬بعد‭ ‬تعرّضه‭ ‬للتوقيف‭ ‬اعتباطيًا‭ ‬إلى‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬بلده‭ ‬سوريا‭ ‬الغارق‭ ‬فـي‭ ‬الحرب،‭ ‬تاركاً‭ ‬هناك‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭ ‬ليلجأ‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭. ‬ولكي‭ ‬يتمكّن‭ ‬سام‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬بلجيكا‭ ‬ليعيش‭ ‬مع‭ ‬حبيبته‭ ‬فـيها،‭ ‬يعقد‭ ‬صفقة‭ ‬مع‭ ‬فنان‭ ‬واسع‭ ‬الشهرة‭ ‬تقضي‭ ‬بأن‭ ‬يقبل‭ ‬بوشم‭ ‬ظهره‭ ‬وأن‭ ‬يعرضه‭ ‬كلوحة‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬ثم‭ ‬يباع‭ ‬فـي‭ ‬مزاد،‭ ‬ما‭ ‬يفقده‭ ‬روحه‭ ‬وحريته‭.‬

‮ ‬ويؤدّي‭ ‬أدوار‭ ‬البطولة‭ ‬فـي‭ ‬الفـيلم‭ ‬الممثل‭ ‬السوري‭ ‬يحيى‭ ‬مهايني‭ ‬والفرنسية‭ ‬ديا‭ ‬ليان‭ ‬والبلجيكي‭ ‬كوين‭ ‬دي‭ ‬باو‭ ‬والإيطالية‭ ‬مونيكا‭ ‬بيلوتشي‭. ‬‮

ودعت‭ ‬المخرجة‭ ‬وكاتبة‭ ‬السيناريو‭ ‬الأربعينية‭ ‬سلطات‭ ‬بلدها‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالسينما،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬فـي‭ ‬أن‭ ‬يشكّل‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التميّز‭ ‬حافزًا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬السينما‭ ‬والإحاطة‭ ‬بالسينمائيين‮»‬،‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬غالبية‭ ‬أعمالنا‭ ‬ننجزها‭ ‬تقريبا‭ ‬بمفردنا‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬تونس‭.‬

سينما‭ ‬جديدة

‮ ‬تنتمي‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬المولودة‭ ‬فـي‭ ‬27‭ ‬أغسطس‭ ‬1977‭ ‬فـي‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬وسط‭ ‬تونس،‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬السينمائيين‭ ‬التونسيين‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬نقلوا‭ ‬إلى‭ ‬الشاشة‭ ‬الكبيرة‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬وسياسية‭ ‬كانت‭ ‬تخضع‭ ‬للرقابة‭ ‬المشدّدة‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬2011،‭ ‬وقدموها‭ ‬فـي‭ ‬طرح‭ ‬جريء،‭ ‬مساهمين‭ ‬فـي‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬سينما‭ ‬جديدة‮»‬‭.‬

وتُعدّ‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المخرجين‭ ‬الشباب‭ ‬فـي‭ ‬السينما‭ ‬التونسية‭ ‬والأكثر‭ ‬إنتاجاً،‭ ‬إذ‭ ‬تتميّز‭ ‬بغزارة‭ ‬أعمالها‭ ‬رغم‭ ‬تجربتها‭ ‬القصيرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بسينمائيين‭ ‬سبقوها‭ ‬‮ ‬بسنوات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المهنة،‭ ‬وتحظى‭ ‬أعمالها‭ ‬بدعم‭ ‬مؤسسات‭ ‬السينما‭ ‬فـي‭ ‬تونس‭ ‬وخارجها‭.‬

وتحصد‭ ‬بن‭ ‬هنية،‭ ‬التتويجات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬جديد‭ ‬تقدمه‭ ‬للسينما‭ ‬التونسية،‭ ‬فهي‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬‮«‬التانيت‭ ‬الذهبي‮»‬‭ ‬لأيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬دورة،‭ ‬ونالت‭ ‬فـي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬تتويجات‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭.‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المخرجة‭ ‬التونسية،‭ ‬من‭ ‬صانعات‭ ‬السينما‭ ‬العربيات‭ ‬والإفريقيات‭ ‬القلائل‭ ‬الحاضرات‭ ‬فـي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬فـي‭ ‬المهرجانات‭ ‬السينمائية‭ ‬العالمية‭ ‬فـي‭ ‬المسابقات‭ ‬والفعاليات‭ ‬الرسمية‭.‬

الجوائز‭ ‬ليست‭ ‬هدفها

تنفـي‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬ما‭ ‬يُشاع‭ ‬بأنها‭ ‬تصنع‭ ‬أفلاماً‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬المهرجانات‭ ‬فقط،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬كل‭ ‬فـيلم‭ ‬فـي‭ ‬مسيرتها‭ ‬حالة‭ ‬تعيشها‭ ‬بالكامل،‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬أعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‮»‬‭ ‬نافس‭ ‬90‭ ‬فـيلماً‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة،‭ ‬كونه‭ ‬نال‭ ‬إعجاب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬أكاديمية‭ ‬الأوسكار،‭ ‬فنحن‭ ‬كصُنّاع‭ ‬فـيلم،‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إمكانات‭ ‬كبيرة‭ ‬لفرض‭ ‬عملنا‭ ‬سوى‭ ‬طموحنا‭ ‬الفني‭ ‬لتقديم‭ ‬فـيلم‭ ‬جيد‮»‬‭.‬

وأقرت‭ ‬بأهمية‭ ‬الجوائز‭ ‬فـي‭ ‬حياة‭ ‬الفـيلم،‭ ‬فهذه‭ ‬التتويجات‭ ‬تجعل‭ ‬العمل‭ ‬السينمائي‭ ‬يعيش‭ ‬أكثر،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬أضرت‭ ‬كثيراً‭ ‬بقطاع‭ ‬السينما،‭ ‬متابعة‭: ‬‮«‬إنتاج‭ ‬فـيلم‭ ‬فـي‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬بمثابة‭ ‬أسوأ‭ ‬خيار،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تمكن‭ ‬فـيلمي‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬بمشاركته‭ ‬فـي‭ ‬مهرجانات‭ ‬مختلفة‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬إنّ‭: ‬‮«‬جائزتا‭ ‬فنيسيا،‭ ‬والجونة‭ ‬السينمائي،‭ ‬تتويج‭ ‬أفضل‭ ‬إنتاج‭ ‬مشترك‭ ‬فـي‭ ‬حفل‭ ‬أكاديمية‭ ‬الأنوار‭ ‬بباريس،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬أنقذت‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‮»‬،‭ ‬ومنحته‭ ‬مساراً‭ ‬مميّزاً‭ ‬فـي‭ ‬جولته‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬