مزيج من العادات والتراث والثقافة والفن
رمضان
بين الطقوس والإنتاجات الترفيهية والإبداعية
يحتفـي عددنا هذا بحلول شهر رمضان، شهر التقوى والإيمان، الذي ينتظره المسلمون سنوياً ويستقبلونه بأروع الطقوس والعادات التي وإن شهدت الكثير من التغييرات والتعديلات على مرّ السنين، إلاّ أنها لا زالت تحتضن فـي طيّاتها روعة التراث العربي والإسلامي الذي يستند على الإيمان الثابت دائماً مهما تغيّرت أساليب الحياة.
يغوص عددنا هذا فـي روعة التراث والتقاليد التي ترافق هذا الشهر الفضيل وكيفـية تغيّرها وتطوّرها على مدى العصور لتتماشى مع تغيّرات نمط الحياة، من طقوس إستقباله إلى تفاصيل أيامه ولياليه التي يغلّفها الإيمان، وتزيّنها اجتماعات العائلة حول وجبات الإفطار والسحور، يتناقشون ويتسلّون بقصص وروايات مسلسلات الشهر الفضيل التي تتنافس على الفوز بقلوب المشاهدين على مختلف أعمارهم.
Pictures:@the_sashanomistيحلّ شهر رمضان ضيفاً عزيزاً ومكرّمًا على الأمّة الإسلامية، حاملاً فـي طيّاته كما فـي كلّ عام، الكثير من الرجاء والأمل والإيمان. ويشكّل هذا الشهر محطّة إيمانية هامة فـي حياة الكثيرين الذين يحرصون على الإلتزام بعهودهم العبادية، فتراهم يحافظون على تأدّية الصلوات فـي وقتها وتلاوة القرآن والتحلّي بالأخلاق التي يوصي بها الدين الإسلامي، وأهمها الشعور مع الفقراء وتقديم المساعدة، فضلاً عن صلة الأرحام والزكاة.
صحيح أن رمضان خضع على مرّ السنين والعصور الى الكثير من التغيّرات التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة ونمط الحياة الاستهلاكي الذي يتأثر كثيراً بالحملات التسويقية، غير أنّ هذه التغييرات اقتصرت على الطقوس والعادات دون المسّ بالجوهر.
يحرص المسلمون على إستقبال هذا الشهر الفضيل بطقوس قد تختلف فـي تفاصيلها بين منطقة وأخرى ولكنّها مفعمة دائمًا بالابتهاج والإيمان والأجواء العائلية التي تسودها المحبّة. وبسبب اختلاف العادات والتقاليد بين الشعوب تختلف مظاهر الإحتفال بالشهر الكريم.
فـي تركيا وبمجرد ثبوت رؤية هلال الشهر الكريم، تنطلق الزغاريد فـي كل بيت لتعبّر عن هذه الفرحة بالبشرى التي زُفت إليهم ببدء الصوم فـي اليوم التالي، ويبدأ السكان برش ماء الورد والعطور على أعتاب أبواب المنازل وفـي الحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام رمضان الكريم، وتعتبر من العادات المتوارثة عبر الأجيال هناك، كما تبدأ السيدات فـي تجهيز أول سحور رمضاني الذي لا بد أن يشتمل على الملبن التركي الشهير، ويُعتبر من أكثر الأطعمة التي يتمّ توزيعها فـي الشوارع، احتفالاً بشهر رمضان الكريم.
أما فـي أندونيسيا فتُقرع الطبول التقليدية المعروفة بإسم «البدوق» إحتفالاً بالشهر الفضيل. وفـي مقاطعة «بادانج» فـي أندونيسيا مثلاً يسبح المسلمون فـي النهر ويأخذون حمامًا بالماء والليمون قبل يوم من حلول شهر رمضان، اعتقادًا بتنظيف الجسد واستعدادًا لصيام الشهر الفضيل. وتشهد هذه العادة السنوية تدفّق الآلاف إلى الأنهار فـي المدن الماليزية، فـي مشهد احتفالي تعوّد عليه سكان البلاد. أما فـي مقاطعة «سيمارانج» فـيخرج السكان فـي مظهر احتفالي عند ثبوت رؤية الهلال، ويبدأون فـي قرع الطبول فـي مهرجان احتفالي فـي رحاب المسجد الكبير، وتُطلق المدفعية طلقاتها ابتهاجًا بحلول الشهر الكريم.
ومن أغرب عادات الشعوب فـي رمضان على الإطلاق، تلك التي تقوم بها مدينة بيشاور الباكستانية التي تشتهر بإقامتها لحفل تجمع فـيه كل الأطفال الذين يقومون بالصوم لأول مرة، لتشجيعهم على أداء هذا الفرض الديني.
وفـي ماليزيا تعكف الإدارات المحلية على تنظيف الشوارع عقب إستطلاع هلال رمضان، ثم تقوم بنشر الزينة الكهربائية فـي الميادين الرئيسة احتفالاً باستقبال الشهر الكريم، ومن العادات الغريبة أيضًا، حرص النساء على الطوف بالمنازل لقراءة القرآن ما بين الإفطار والسحور.
وربما يمتلك شعب موريتانيا العادة الأغرب بين الجميع، إذ يحلق الرجال فـي موريتانيا رؤوسهم قبل الشهر الفضيل بأيام، حتى يتزامن نمو الشعر الجديد مع نهاية الشهر، وتسمّى هذه العادة بإسم «زغبة رمضان» أو «شعر رمضان»، وهي عادة تمزج بين الثقافتين العربية والأفريقية، إذ ترتبط عادة حلق الرأس عند الشعوب الأفريقية بغرض زيادة الرزق وزوال الهم. كذلك تكثر حفلات الزفاف فـي موريتانيا خلال الشهر الفضيل على عكس ما يحصل فـي معظم الدول الإسلامية حول العالم. كذلك يحرص الشعب الموريتاني على محاولة قراءة القرآن الكريم كله فـي ليلة واحدة.
ويتميّز شعب جزر القمر، بواحدة من أجمل العادات الخاصة بهذا الشهر، ففـي الليلة الأولى من شهر رمضان يخرج السكان حاملين المشاعل ويتوجهون إلى السواحل، إذ ينعكس نور المشاعل على المياه ويقرعون الطبول، إعلانًا بقدوم شهر الصوم، ويستمرّ السهر على الساحل حتى وقت السحور.
أما اليمنيون فـيحرصون على طلاء منازلهم قبل شهر رمضان، كإستقبال احتفالي بقدومه، وتظهر بذلك البيوت بأبهى حلّتها وكامل استعدادها لقدوم شهر الخير، كما تنظّم الإفطارات الجماعية فـي شوارع البلاد يوميًا.
من جهتهم يخصّص السعوديون يومًا للاحتفال بـ«شعبانية» أو «شعبنة» أي الاستعداد لشهر رمضان فـي أواخر شهر شعبان، بلافتات ولوحات الترحيب برمضان التى تملأ الشوارع والأسواق، ويجتمع فـي هذا اليوم الأهل والأصدقاء والجيران، ويتمّ تقديم جميع الأكلات الشعبية والحلويات. ويتم التأكّد من دخول شهر رمضان المبارك من خلال رصد الهلال بالطريقة التقليدية بالرغم من تطوّر علم الفلك وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية، إضافة إلى استخدام طرق مختلفة للترحيب برمضان، كطريقة أهل عسير الذين يشعلون النيران الكثيفة على أسطح المنازل استقبالاً لهذا الشهر الكريم.
عادات شعبية جميلة
تتميّز ليالي رمضان بغناها بالعادات الشعبية الجميلة، خاصة فـي دول الخليج التي لا تزال تتمسّك بالعادات والتقاليد التراثية الأصيلة، ورغم الأجواء الروحانية التي يتميّز بها الشهر الكريم وتخصيص أكبر وقت ممكن للصلاة والتعبّد وقراءة القرآن الكريم، إلاّ أنه يمتاز أيضاً بصلة الرحم والتزاور والأجواء الاجتماعية الطيبة.
يعتبر المسحراتي أحد الوجوه التراثية لهذا الشهر الفضيل، إذ يقوم المسحر مع أولاد الحي بطرق الطبول والأواني وإنشاد الأناشيد ليصحوا الجميع، وعلى الرغم من أن المسحراتي لم يعد موجوداً فـي الكثير من المناطق حيث استعيض عنه بالمنبّه، إلاّ أن أجواء رمضان لا تكتمل من دونه، وهو بالفعل لا زال موجوداً فـي الكثير من الثقافات التي تحاول الحفاظ على هذا الإرث، ومنها البحرين.
وتُعتبر «الغبقة» والمقصود بها «اللمة» من أبرز عادات رمضان فـي البحرين، وهي وجبة دسمة تقدّم قرب وقت السحور، إذ يزور الرجال والنساء بيوت الأقارب والأصدقاء لتناول أشهى المأكولات ومنها المحمر وهو أرز محلى بالسكر والهريس والثريد والخنفروش والكباب والمحلبي والفالودة والطابي إلى جانب الحلويات الشعبية.
ومن بين العادات والتقاليد الخاصة برمضان فى الكويت، زيارة الأهل والأقارب والحرص على تقديم هدايا من أطباق الحلوى وهي عبارة عن طبق من الحلوى أو التمر تسمى «النكصة».
ولا يمكن الحديث عن عادات رمضان فـي دول الخليج دون الحديث عن الاحتفال فـي ليلة منتصف الشهر المبارك، والتي تختلف تسميتها من دولة خليجية الى أخرى، ففـي حين يطلق عليها العمانيون تسمية ( قرنقشوه) مثلاً يطلق عليها السعوديون اسم قريقعان والكويتيون «الكَركَيعان» بينما يعرفها البحرينيون باسم «القرقاعون» حيث يتجول الأطفال فـي الأحياء السكنية داخل الحارات، ليجمعوا ما يعطيهم ذويهم وجيرانهم من الحلويات والمكسرات والنقود، وهذه العادات هي من الموروثات الشعبية الخليجية التي يحاول الكثيرون الحفاظ عليها رغم صعوبتها فـي العصر الحالي حيث باتت المجتمعات أكثر اختلافاً وأصبح هناك الكثير من الغرباء فـي الأحياء، فباتوا اليوم يجتمعون فـي بيت كبير العائلة، وكل عائلة لديها طفل صغير تُقام له طقوس «الكركيعان».
الفانوس أبرز سمات الأجواء الرمضانية
قصة إرتباطه بشهر رمضان
من أبرز مظاهر رمضان وأهم سمات الأجواء الرمضانية، هي زينة الشهر الفضيل حيث من العادة تزيين المنازل بالفوانيس والمفارش ذات الطبعات الرمضانية، إضافة إلى أدوات التقديم مثل الصحون والفناجين الخاصة بالقهوة العربية وجميعها عليها الألوان المستخدمة فـي رمضان، أما إضاءة أبواب المنازل بالخيوط الكهربائية الملوَّنة وتزيين الأشجار وتعليق الأقمشة المكتوب عليها عبارة رمضان كريم والأدعية الدينية والآيات القرآنية فهي من العادات التي لا تندثر بل تزداد روعة مع قدوم الشهر المبارك.
وسط الصراع الدائم الذي يزداد حدّة بين الحداثة والتراث يبقى حضور «فانوس رمضان» ثابتاً فـي أزقة وساحات المدن والعواصم الإسلامية فـي الشهر الكريم فإذا اكتفى الناس بإنارة بيوتهم وشوارعهم بمصابيح كهربائية عادية طيلة أيام العام، فهم لا يتنازلون فـي رمضان عن ملء أزقتهم بالفوانيس.
وعلى الرغم من كونها كلمة معروفة فـي اللغة العربية ونجدها فـي المعاجم إلا أن أصلها يعود إلى اللغة اليونانية.
أما الحكايات التي نسجت لتروي أصل الفانوس وقصة ارتباطه بشهر رمضان، فهي كثيرة لكن ما تتفق عليه جميعها هو الارتباط الوثيق بين فانوس رمضان ومصر، ولعل هذه العلاقة تفسّر تصدّر المصريين حتى اليوم حرفة تصنيع فوانيس رمضان وتجذّر عادة استخدامه فـي المجتمع المصري.
يُقال فـي إحدى القصص إن المصريين اعتادوا على مرافقة الخليفة خلال جولته فـي المدينة التي يمر فـيها من البوابات القديمة إلى القاهرة وينتهي بجبل المقطم؛ ليثبت رؤيا هلال رمضان، وخلال مروره من الحارات والأزقة كان يقف جميع الأطفال وهم حاملين الفوانيس لينيروا له الطريق ويستقبلون رمضان بالاحتفالات.
وفـي رواية أخرى قيل إنه فـي عهد الفاطميين كان المصريون بانتظار الخليفة المعز بالله الفاطمي ليمرّ بالقاهرة، فأمرهم القائد العسكري للقاهرة آنذاك أن يقفوا فـي الطرقات التي سيمرّ بها الخليفة ليضيئوا طريقه، ومن أجل ضمان عدم انطفاء الشمع صُنعت علب خشبية فـيها شمعة ومغطاة بورق النخيل والجلود الخفـيفة، وبذلك ارتبط الفانوس بإنارة الشوارع خلال شهر رمضان متحولاً إلى رمز أبدي.
والروايات فـي هذا المجال لا تنتهي ولكنها جميعها تتفق على أن بداية صناعة الفوانيس كانت فـي مصر إلاّ أن ارتباطها برمضان مع الوقت جعلها تنتشر فـي كل المدن التي تضم مجتمعات مسلمة ليصبح الفانوس جزءاً أساسياً من شهر رمضان وسلعة رائجة تدرّ مدخولاً جيداً على صاحبها.
ولكن اليوم تحوّل فانوس رمضان إلى ساحة منافسة اقتصادية فمقابل الفوانيس المصنوعة يدوياً وبجهد كبير، غزت الفوانيس المصنّعة فـي الصين الأسواق منافسة بقوة، يد الحرفـيين المحلية الأمر الذي يطرح اليوم أسئلة كثيرة حول الجدوى الاقتصادية من استمرار صناعتها يدوياً.
الفنانيس سمة جديدة
بينما كانت الفوانيس التعبير الوحيد الذي يرمز إلى الأجواء الرمضانية، دخلت فـي العام 2016 الفنانيس، وهي شخصيات إبتكرتها قناة أم بي سي للإحتفال بقدوم رمضان فتحوّلت الى رمز وضرورة، لا تكتمل زينة رمضان من دونها.
فـي عام 2016، استقبلت مجموعة قنوات أم بي سي، شهر رمضان بشخصيات كرتونية رسمت فواصل مميّزة بين الإعلانات والمسلسلات، ولفتت أنظار الجمهور وسرقت قلوب العديد من المشاهدين، فزيّنت شاشات هواتفهم وحساباتهم الرقمية، قبل أن تتحوّل الى زينة للمنازل تعبّر عن الفرحة باستقبال الشهر الفضيل.
يظن البعض انه من الضروري ربط الشخصيات «الكرتونية» بالأطفال، إلاّ أنه فـي هذه الحالة إرتبط الكبار بهذه الشخصيات قبل الصغار وحقّقت الفـيديوهات الخاصة بها ملايين المشاهدات والمشاركات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
بدأت فكرة ابتكار هذه الشخصيات من قبل رشا سعادة التي كانت تتولى حينها منصب مديرة قسم العلامات التجارية والعروض فـي مجموعة أم بي سي، التي اقترحت تنفـيذ رسوم متحركة على شاشة المحطة فـي رمضان رغم وجود مخاطرة فـي تنفـيذ الفكرة وتقبّل الجمهور لها، وركّز القائمون على الفكرة فـي جلب السعادة والابتسامة إلى المشاهدين فـي رمضان، وتحديدًا أن تكون غير مملة خاصةً وأنها من أكثر الفواصل التي تتكرّر بشكل مستمر بين المسلسلات.
ورغم وجود حلم تنفـيذ هذه الفكرة منذ سنوات طويلة فإن بناءها كان عام 2015، مع تقديم شخصية «سيلفـي» وهو الرجل العجوز الذي لديه هوس بالموبايل الذي يصطحبه معه إلى كل مكان من أجل التقاط صور السيلفـي، واشترط القائمون على هذه الشخصية الابتعاد عن تقديمه فـي شكل الشاب الصغير الـ»كول» ما أدّى إلى ظهوره بهذا الشكل، وبعد ردود فعل المشاهدين الإيجابية والتي أظهرت حبهم لشخصية «سيلفـي» قرّروا تطوير الفكرة خاصةً مع مرور 25 عامًا على إنشاء مجموعة قنوات أم بي سي.
وبالفعل تمّت إضافة ست شخصيات أخرى إلى جانب شخصية «سيلفـي» وكانت الفكرة الأساسية فـي تنفـيذها وجود ما يضحك المشاهدين، ولكن أكثر شخصية أخذت وقتًا فـي التفكير والتنفـيذ هي شخصية «الرجل السمين» والذي أطلقت عليه رشا سعادة «حبيب قلبي» كما يطلق عليه أصحاب الفكرة «البطل» والشخصية الرئيسة وسط بقية الشخصيات خاصةً أنه خطف الأنظار من الشخصيات الأخرى، وظل محل إعجاب الكثيرين حتى الآن، كما حظي بأعلى إهتمام سواء من الجمهور أم ممن اخترعوه والذين أكدوا انهم بذلوا مجهودًا كبيًرا حتى يخرج بهذا الشكل، سواء فـي تعابير وجهه أم ضحكته أم مشاكساته، كما انه وقبل تنفـيذه تمّ رسمه أكثر من مرة إلى أن شعروا انه قريب من القلب، وكان أول ظهور له على الشاشة عندما كان يأكل «القطائف» بشكل كوميدي وهو ما أشعر أصحاب الفكرة بأنهم يمتلكون شخصية «مميّزة».
وعن مدة التحضير لهذه الشخصيات فـي جميع مراحلها بدءًا من التفكير فـي فكرة جديدة ومرورًا برسمها وتخيّلها انتهاءً بتحريكها قبل العرض مباشرةً، إستغرقت حوالي ستة أشهر إذ إنها صُمّمت على أن تظهر فـي شكل أقرب إلى الحقيقة ويعتبرها القائمون على مجموعة قنوات أم بي سي، بمثابة «أولادهم» ولكنهم تعمّدوا عدم اختيار أسماء محدّدة لهذه الشخصيات تاركين هذا الأمر للمشاهدين.
العصر الذهبي مع شريهان
هل انتهى زمن الفوازير؟
لسنوات طويلة ارتبط شهر رمضان بـ «الفوازير» التي شكّلت لزمن طويل، طقساً من طقوس الشهر ومعلماً من معالمه التلفزيونية. وبالرغم من كثرة وسائل الترفـيه والمسلسلات الرمضانيّة بقيت فوازير رمضان من أكثر الأعمال الفنّيّة التي تعلّق بها الجمهور العربي ومن أهمّ المظاهر الاحتفاليّة بشهر رمضان خصوصاً بالنسبة لجيل الثمانينيّات والتسعينيّات الذي شكّلت الفوازير جزءاً من ثقافته، وتكوينه.
الفوازير فـي مضمونها هي عبارة عن «أحجية» تؤدّى بشكل استعراضيّ، جامعة عدّة فنون فـي قالب فنّيّ واحد؛ فهي تجمع الشعر بالتمثيل، والغناء والرقص بالمعلومة الدينيّة أو التاريخيّة أو الاجتماعيّة.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل انتهى زمن الفوازير؟ تلك الوجبة الترفـيهية لحل الأحجيات والتي أغنت موائد وبرامج الشهر الفضيل من سبعينيات إلى تسعينيات القرن الماضي. صورة ملوّنة جمعت المواهب الاستعراضية والموسيقية ولوحات فنية لا زالت فـي الذاكرة إذ كانت تتهافت المحطات على شراء الفوازير وعرضها فـي الموسم الرمضاني الذي تحول خلال العقد الأخير إلى مسلسلات الدراما بعيداً عن عالم الاستعراض أو «الفزورة» التي دأب المصريون على توظيفها فـي الأعمال والبرامج.
بدأت فكرة الفوازير التي كانت مزيجاً بين الدراما والاستعراض عام 1967، على يد المخرج أحمد سالم وفرقة ثلاثي أضواء المسرح المؤلّفة من: سمير غانم وجورج سيّدهم والضيف أحمد، وكانت أوّل فوازير عربيّة فـي التلفزيون المصريّ.
وبين عامي 1975 و1981 تولّت الممثّلة نيللي تقديم الفوازير.
وفـي عام 1982 ابتكر فهمي عبد الحميد شخصيّة «فطوطة» والتي قدّمها الفنّان سمير غانم حتّى عام 1984. وقد نجح غانم بتقديم شخصية «فطوطة» وقدّم من خلالها صورة فكاهية تماشت مع الاستعراض والاستديوهات. وحتى أزياء «الفوازير» أصبحت تقليداً سنويّاً تُعدُّ له العدة طوال أيام العام، ويتولى عدد من الشعراء والكتّاب تأليف وتركيب السيناريوهات الغنائية التي أغْنَت التجربة والحركة فـي طريقة العرض. وجدير بالذكر بأنّ ثمّة رؤية خاصة تبناها المخرج الراحل فهمي عبد الحميد شكّلت القاعدة لما تلاها من أعمال تشابه أو تقلّد «فوازير» رمضان.
يصحّ القول إنّ الفوازير الرمضانيّة شهدت عصرها الذهبي فـي الثمانينيّات بعد دخول التقنيّات الجديدة إلى عالم التلفزيون واستثمارها بطريقة ذكيّة جدّاً من قبل المخرج فهمي عبد الحميد الذي اكتشف تحديداً الفنانة شيريهان بعد مشوار طويل مع زميلتها نيللي. شيريهان كانت مفاجأة بالنسبة للمتابعين وحتى النقّاد بعدما وُضِعَت فـي قالب أظهر شخصيتها الفنية كثيراً وأغنى خبرتها التمثيلية وكرّس حضورها الاستعراضي، متساوياً مع موهبتها فـي السينما والدراما.
بعد رحيل المخرج فهمي عبد الحميد بداية التسعينيات تسلّم نجله جمال عبد الحميد الدفة لوقت غير طويل واستطاع أيضاً أن يلفت الأنظار من خلال عروض سنوية لفوازير رمضان أعادت نيللي وشيريهان إلى البريق نفسه الذي أحبه الناس فـي ليالي رمضان.
وقد قدّمت الفنانة شريهان فوازير «ألف ليلة وليلة» ثمّ كانت فوازير «المناسبات» من بطولة صابرين وهالة فؤاد ويحيى الفخرانيّ.
وفـي عام 1992 قدّمت نيللي فوازير «عجايب صندوق الدنيا» و«أمّ العرّيف» عام 1993، ثمّ كانت فوازير «قيس وليلى» بطولة محمّد الحلو وشيرين وجدي فـي عام 1994، ثمّ «حاجات ومحتاجات» من بطولة شريهان فـي عام 1994.
وفـي سباق الفوازير الرمضانيّة، برزت «فوازير المناسبات» التي قدّمها الممثّل يحيى الفخرانيّ مع الفنّانة صابرين والراحلة هالة فؤاد عام 1988، وفوازير المناسبات كانت أشبه بمسلسل كوميديّ حلقاته منفصلة وبداخلها فزّورة يرتكز موضوعها على المناسبات والأعياد، حيث يتمّ اختيار مناسبة من المناسبات المصريّة والعادات المرتبطة بها فـي كلّ حلقة ليقوم الثلاثيّ بتجسيدها فـي مزيج بين الدراما والاستعراضات.
لا أحد يجادل فـي أن نشأة الفوازير وتألقها كانا فـي مصر ومنها انتقلت إلى بلدان عربيّة أخرى كالسعوديّة وسوريا والكويت ولبنان، إلاّ أنّ التجارب فـي هذه البلدان كانت خجولة مقارنة بما قدّمته مصر فـي هذا المجال.
ظهرت «فوازير مشقاص» وهي أول فوازير فـي المملكة العربية السعودية عام 1986، ابتكر هذه الشخصيّة الفنّان لطفـي زيني وقام بأدائها الفنّان حسن دردير وهو ممثّل ومنولوجيست سعوديّ بدأ بعمل الفوازير المخصّصة للأطفال لا سيما فوازير «مشقاص وجغرافـيا» وقد عُرض هذا العمل على تلفزيون المملكة العربيّة السعوديّة والتلفزيون المصريّ.
ولم تكن سوريا بعيدة عن تأثّرها بفنّ الفوازير؛ ففـي عام 1998 عرض التلفزيون السوريّ «فوازير مين وين» وهي فوازير رمضانيّة سوريّة من تأليف وتمثيل أيمن رضا وباسم ياخور بمشاركة نورمان أسعد. تناولت «فوازير مين وين» موضوع المهن والمدن العربيّة وقد قُدّمت حزّورة رمضان حينها ضمن استعراضات راقصة مميّزة ومبتكرة من خلال مشهدين كوميديّين لفتاة تعمل فـي مكتب السياحة ولديها جاران شابّان تحاولان ملاحقتها وهي تتهرّب منهما بإعطاء معلومات خاطئة عن المدينة التي تريد السفر إليها.
فـي مرحلة التسعينيات ومع انتشار القنوات الفضائية ودخول الخليج العربي على ساحة المنافسة التلفزيونية كان لشركة راديو وتلفزيون العرب تجارب خجولة فـي تقديم وإعداد وجبة مُستنسخة عن «الفوازير» المصرية بقالب افتقد إلى القواعد الأساسية التي بُنيت عليها شهرة هذا العمل التلفزيوني. استُعين بداية بالفنانة هيفا وهبي التي قدّمت «فوازير رمضان» مع الممثل أحمد السّقا. واقتصر الاستعراض على المقدمة والخاتمة بينما جلست وهبي والسقا فـي الاستديو يحاولان طرح الأسئلة على المشاهد والردّ على الاتصالات التي كانت ترد من المشاهدين للفوز بالجائزة. أسْلوبٌ جديدٌ كسر الصورة فـي ذهن المُشاهد عن «الفوازير» الحقيقية وطريقة تقديمها أو الاستسهال فـي عرضها بهذه الطريقة. لكن قناة «ART» نفسها أصرّت على تقديم «الفوازير» بعدها واستعانت بمجموعة من عارضات الأزياء اللبنانيات فكانت ريتا حرب ولاميتا فرنجية فـي العام 1998 ومجموعة من عارضات الأزياء إلى جانب الممثل السوري سامر المصري.
محاولات لإحياء الفوازير
فـي تلك الفترة بدأ مشروع الفوازير ينحصر عن المفكرة المصريّة حتى أصبح غائباً اليوم بشكل كبير لأسبابٍ كثيرةٍ ومنها اعتزال الفنانة شيريهان العمل بعد أزمتها الصحية وتراجع أسهم الفنانة نيللي وغيابها دون تبرير، عن التمثيل. لكن ذلك لم يثن بعض المنتجين الذين تسكنهم فكرة الفوازير عن إعادة الكرّة مجدّداً والبحث عن بديلات لشيريهان ونيللي والعمل على استثمار مشروع «فوازير» مُكلف وعرضه فـي شهر رمضان.
دخلت مقدّمة البرامج الكويتية حليمة بولند عالم الفوازير فـي العام 2007، لكن على الصعيد الفني التقني لم تحقّق أي تقدم. السيناريو قُدّم بطريقة غير محترفة على الرغم من الحملة الدعائية الواسعة التي ملأت شوارع الكويت. استحوذ الخلاف بين حليمة بولند وشركة «روتانا» الذي وصل إلى المحاكم على كل الاهتمام. والسبب هو أن حليمة كانت تعمل فـي محطة «روتانا» كمقدمة برامج واعتبرت أن ما فعلته بولند يتنافى مع طبيعة العقد الموقع بين الطرفـين. لكن بولند وظَّفت الدعوى القضائيَّة لصالحها يومها وقالت إنَّ محاربة «روتانا» لها تزامناً مع عرض «الفوازير» هو اعتراف بنجوميتها وخصوصاً أن الفوازير هي عمل فني وليس برنامجاً مُنوّعاً أو حواريّاً.
وقدّمت الممثلة المغربية المقيمة فـي الإمارات، ميساء مغربي، الفوازير فـي العام 2008، ورغم تميّزها بالاستعراضات الباهرة والديكورات الضخمة والتنوّع بين التمثيل والرقص والغناء باءت بالفشل، واقتصر حضورها على صعيد محطة تلفزيونية واحدة.
فـي عام 2010، قرّرت المغنّية اللبنانية ميريام فارس، خوض تجربة الفوازير، لم تعط فارس نفسها المهلة الكافـية لإعداد أو تأليف فوازير، وخلال أقل من شهر كان كل شيء جاهزاً ويسابق حلول شهر رمضان. ويذكر أحد المنتجين أنه تمّ بناء استديو جُهّز حتّى بغُرف نوم فـي مبنى تابع لتلفزيون إل بي سي اللبناني، كي يُصار إلى تصوير الفوازير بالسرعة القصوى ويتسنى عرضها فـي اليوم نفسه، واصل فريق ميريام فارس العمل ليلاً نهاراً فـي تلك الفترة. وعلى الرغم من كلفة الإنتاج التي بلغت ملايين الدولارات وقتها، لم تحظ فوازير ميريام فارس بالنجاح ولا بنسبة المشاهدة المطلوبة لأسباب كثيرة، منها عرضها حصرياً على قناة «القاهرة والناس» المصرية وفقدانها للسيناريو المشوّق الذي يشد المشاهد رغم استغلال المخرج طوني قهوجي لأهم التقنيات الخاصة بالمسرح الاستعراضي، لكن السرعة التي نُفذ بها العمل كانت ضد نجاحه.
لم يتخلّ المنتجون والفنانون بعد عن بريق وروعة الفوازير رغم فشلهم خلال فترة السنوات العشر الماضية بإنتاج أي عمل يستحقّ الذكر. فهناك الكثير من الممثلات اللواتي عبّرن عن حماسهنّ لتقديم الفوازير وعلى رأسهنّ الممثلة المصرية دنيا سمير غانم التي قالت فـي أكثر من مناسبة إنها تنتظر الفرصة المناسبة لتقديم الفوازير. كذلك عبّرت الممثلة ميس حمدان عن حماسها لتقديم الفوزير وقالت فـي إحدى المقابلات: «أنا أصلح واحدة فـي مصر تعمل فوازير دنيا سمير غانم أكيد جميلة وبتعمل مسلسلاتها، ولكن أنا بتكلم على الفوازير وعايزة أعملها وبشوف نفسي الأنسب لعمل الفوازير»
فـي هذا الوقت تعمل دينا الشربيني فعلياً على إحياء الفوازير ضمن عمل كان مفترض عرضه رمضان 2023، لكنه أوجل للمشاركة فـي رمضان 2024، ليعود ويتأجل الى رمضان 2025، فهل سينجح فـي الوصول إلى المشاهدين ونيل إعجابهم؟
أما عن سبب تأجيل الفوزاير فـيعيده القيّمون على المشروع إلى التحضيرات الضخمة التي تشمل أغاني واستعراضات وتمثيل، ويستغرق هذا الأمر وقتًا طويلاً، لذا قرّروا تأجيل الفوازير إلى رمضان المقبل حتى تخرج بشكل جيد.
ويشارك فـي بطولة فوازير دينا الشربيني عدد كبير من الفنانين أبرزهم رنا رئيس محمود الليثي توني ماهر عبدالباسط حمودة وآخرين، إذ لم تستقر الجهة المنتجة على اسم للمشروع حتى الآن.
أغاني رمضان
تراث يبثّ البهجة فـي قلوب الصغار والكبار
ترتبط الأغاني الرمضانية فـي ذاكرة الجميع، وهي من أشهر مظاهر الاحتفال بقدوم شهر الخير، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأغاني الرمضانية التي يتمّ إصدارها كلّ عام، إلاّ أن أغاني رمضان القديمة تحتفظ بسحرها وقيمتها على الرغم من مرور السنين عليها، ولهذا تحرصُ القنوات الفضائية على إذاعتها خلال شهر رمضان لبث البهجة فـي قلوب الجمهور.
وتُعبّر أغاني شهر رمضان المبارك عن مشاعر الفرحة والبهجة التي يشعر بها الكبير قبل الصغير فـي هذا الشهر الفضيل، وتنوّعت أغاني رمضان عبر الزمن من الأغاني الكلاسيكية القديمة مثل «رمضان جانا» و«مرحب شهر الصوم» إلى الأغاني الحديثة مثل «رمضان كريم» و«رمضان فـي مصر حاجة تانية».
على النطاق العربي هناك الكثير من الأغاني الدينية والرمضانية على وجه الخصوص والتي تعلّقَ بها الجمهور العربي فـي الشهر الفضيل، وخاصة أغنية «رمضان جانا» للراحل محمد عبد المطّلب وتُعتبر هذه الأغنية من أشهر الأغاني الرمضانية التي تحرصُ الفضائيات على بثها، كما يفضّلها الكثير، وهي من كلمات الشاعر حسين طنطاوي وألحان محمود الشريف،. كما أصبحت أغنية الفنانة شريفة فاضل «والله لسه بدري» هي خطاب الوداع الذي يودعُ به الناس شهر رمضان.
وهناك كذلك أغنية «والله بعودة يا رمضان» وهي من أغاني رمضان الشهيرة من تأليف محمد عبد الوهاب وألحان جمال سلامة وغناء محمد قنديل. ومن كلمات الأغنية :»رمضان رمضان.. والله بعودة يا رمضان.. يا شهر العبادة والخير والسعادة والرضا والغفران.. يا مجمع قلوبنا على سنة حبيبنا».
وتعدُّ أغنية «مرحب شهر الصوم» من أغاني رمضان التي ذاعَ صيتها والأغنية من غناء المطرب الراحل عبد العزيز محمود ومن تأليف محمد علي أحمد. ومن كلمات الأغنية :«مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت فـي أمان بعد انتظارنا وشوقنا إليك.. جيت يا رمضان.. مرحب بقدومك.. ونعيش ونصومك».
واعتادَ الناس فـي مجتمعاتنا العربية على استقبال شهر رمضان الكريم بالكثير من الأغاني ابتهاجًا وفرحًا بهذا الشهر الكريم، وبمجرد أن تحلّ نسائم رمضان تبدأ المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية العربية فـي إذاعة هذه الأغاني الراسخة فـي وجداننا والتي أصبحت علامات مميّزة وحتى لو لم يتم التغنّي بشهر رمضان ذاته فإن الأغاني الدينية عمومًا التي بها الكثير من الروحانيات تكونُ الأقرب إلى قلوب الجمهور فـي هذه الأيام، وهناك الكثير من الأغاني الدينية القديمة التي تعلقَ بها الناس وكذلك الأغنيات المتعلقة بالتراث.
ويعدّ الموسيقار الراحل عبد العزيز ناصر أبرز من اهتمَ بالتراث الشعبي القطري وقدم أعمالاً غنائية مميّزة مثل: أم الحنايا والكركيعان «القرنقعوه». كما قدمَ أعمالاً من وحي التراث العربي وكان للموسيقار الراحل أيضًا اهتمام خليجي وعربي، إذ لحنَ الكثير من الأغاني التي تبرز العزة للعالم العربي وكذلك الدول العربية، كما اهتمَ الفنان الراحل بالأغنية الدينية ومنها أغنية «محمد يا رسول الله».
ويعتبر الفنانان أحمد قعبور وعبد الكريم الشعار أبرز من اهتم بالأغاني الرمضانية فـي لبنان وإن اختلفت تجاربهما. الشعار الآتي من طرابلس قدّم الأغاني الصوفـية بصوته الرائع أما قعبور فكان أقرب الى تقديم الحكاية الرمضانية المغنّاة بأصوات الأطفال خصوصًا أغنية «علو البيارق» التي يردّدها الكبار والصغار فـي لبنان، وهي بمثابة أغنية للذاكرة الرمضانية يعرفها القاصي والداني.
أما الفنان اللبناني عبد الكريم الشعار فقدّم مدائح لله وأناشيد كثيرة كان آخرها خلال برنامج سجله فـي مدينته طرابلس بعنوان «يا رب» لقناة «الساعة».
و الأغنية الرمضانية اللبنانية لا تأتي لتعبّر عن الشهر الفضيل فحسب، بل لتحكي حال المدينة وجراحات الوطن.
أغاني الإعلانات فـي رمضان… أنغام جذّابة ورسائل إنسانية
عمرو دياب وتامر حسني.. أبرز الفنانين المشاركين فـي إعلانات رمضان 2024
خلال السنوات الأخيرة بدأت كبريات الشركات تعمد الى إنتاج أغان مؤثّرة ذات نغمات جذّابة وتصوير محترف، تحمل فـي طيّاتها الكثير من الرسائل الإنسانية، ويؤدّيها مشاهير عالم الفنّ. ويبدو أنّ هذه الوسيلة تؤتي ثمارها، إذ تذكّر المشاهدين بمنتجات هذه الشركات، كما يتشجعون لشرائها نظراً لإيمانهم بالقيم الإنسانية التي تحاول الشركة نشرها، ما يخلق ارتباطاً عاطفـياً قوياً بين المشاهد والشركة مهما كان المنتج الذي تصنعه.
«يشتري الناس أغراضهم لأسباب عاطفـية». هذه القاعدة المستقرة فـي عالم الإعلانات كانت وراء ظاهرة الاستعانة بنجوم الغناء المصري للترويج لمنتجات وخدمات متنوعة عبر أغنيات جذابة قد لا تكون لها علاقة مباشرة بالمنتج أو الخدمة المعلن عنها.
مع إنطلاق السباق الرمضاني لعام 2024، الجميع متشوّق ليس لاكتشاف إنتاجات الدراما لهذا العام وأهم القصص التي ستعالجها فحسب، وإنما ينتظرون كذلك إعلانات كبار شركات الاتصالات والمستشفـيات التي تحرص دائماً على تقديم أغان بل أعمال فنية متكاملة، يقدّمها نجوم من الصفّ الأول، لتضفـي على ليالي رمضان الكثير من التألّق والبهجة وتعزّز روح المبادرة وحسّ الإنسانية.
ودائما ما تعلّق هذه الإعلانات فـي أذهان الجمهور فإذا بحثنا نجد أن الجمهور يفضّل ويستمع إلى الإعلانات الرمضانية السابقة رغم مرور سنوات عديدة عليها.
ويبدو أن رمضان 2024، لن يخذل محبّي هذه الأغاني، إذ من المتوقّع عرض العديد من الإعلانات التي سيقدّمها نجوم الفن الكبار. وفـي حين تبقى المعلومات فـي هذا الإطار سرية حتّى آخر لحظة، إلاّ أن كلاً من الهضبة عمرو دياب ونجم الجيل تامر حسني قد أعلنا عن تواجدهما فـي إعلانات رمضان لهذا العام.
إذ أعلن عمرو دياب عن مشاركته فـي إعلانات رمضان لهذا العام لصالح أحدى شركات الإتصالات ويضع حاليًا اللمسات الأخيرة على ذلك الإعلان.
كذلك أعلن تامر حسني عن مشاركته فـي إعلانات رمضان لهذا العام، وذلك من خلال صفحته الرسمية على «فـيسبوك» حيث نشر صورًا من الكواليس وعلق عليها قائلاً: «بمناسبة الإعلانات أنا حالاً بصورلكم إعلان لرمضان ان شاء الله يعجبكم بنمسي عليكم انا وأخويا حسام وفريق العمل قولوا بقى انتوا … تفتكروا انا بصور اعلان ايييييه؟؟».
ومن المتوقّع أن يكشف فنانون آخرون عن مشاركتهم فـي إعلانات موسم رمضان الحالي.
أغاني مميّزة لم تسلم من الإنتقاد
2023 منافسة محتدمة
كان موسم رمضان الماضي قد شهد ازدحاماً بتلك النوعية من الإعلانات.
إذ شارك محمد منير بأربع أغان أو أربعة إعلانات: إعلان لشركة مواد غذائية وآخران لشركتي تطوير عقاري بالإضافة إلى رابع لأحد البنوك. ورغم الاستقبال الإيجابي لأغاني النجم المحبوب إلاّ أن ذلك لم يمنع من تمرير بعض التعليقات الساخرة من كثافة الحضور وخصوصاً أن منير قدّم إلى جانب ذلك شاراتي مسلسلين فـي ذلك العام هما : «سرّه الباتع» و«عملة نادرة».
فـي ظل استحواذ أهل المغنى على القسم الأكبر من إعلانات الموسم الرمضاني قدّم محمود العسيلي ثلاث أغان هي «زهرة هي» مع الممثلة اللبنانية رزان جمّال لإحدى شركات العقارات و«جوايا نور ما بينطفـيش» مع حمزة نمرة لصالح أحد البنوك و«شبر ونص» مع أنغام لمؤسسة مجدي يعقوب. بينما قدمت الأخيرة أغنية «أحلامنا» مع فرقة «كايروكي» لصالح إحدى شركات التطوير العقاري ليتصدّر أمير عيد نجم الفرقة إعلانا آخر لأحد البنوك بالاشتراك مع علي لوكا والممثل آسر ياسين.
فـي وسط هذا الزخم الغنائي تصدّرت أغنية عمرو دياب «تعالى مدينتي» التي شارك فـيها لاعب كرة القدم محمد صلاح بمصاحبة أسرته. أصبحت «تعالى مدينتي» من الأكثر تداولاً على «تويتر» بعد طرحها بساعات وإن كان ذلك لم يمنع سخرية بعضهم من الأغنية بسبب تكرار الجملة اللحنية «تعالى» بطريقة مبالغ بها.
وكانت مفاجأة رمضان الموسم الماضي اشتراك الموسيقار عمر خيرت فـي إعلان إحدى شركات الاتصالات وتقديمه جملاً موسيقية من مؤلّفاته الشهيرة بينما يشاركه الظهور الرابر ويجز وهو أمر لاقى احتفاءً واسعاً من محبّي المغني الشاب إذ اعتبروه اعترافاً بما أنجزه من نجاح فـي الساحة الغنائية.
وللمرة الثانية على التوالي استعانت إحدى شركات الاتصالات بالمغني الإماراتي حسين الجسمي ليقدم لها أغنية «باب رزق» بعد النجاح الكبير لأغنيته فـي العام الماضي «رمضان فـي مصر حاجة تانية» بينما حرصت شركة الأدوات الكهربائية الشهيرة على الاستعانة بالنجمة روبي لتقدم هي الأخرى إعلان الشركة للسنة الثانية.
فـي ظل هذه السيطرة شبه الكاملة لأهل المغنى على إعلانات رمضان قدّمت دنيا سمير غانم أغنية «هنرمضن رمضان» لإحدى شركات الاتصالات فـي حين تصدّر محمد حماقي أغنية «رمضان نور» لإحدى المؤسسات الخيرية بينما قدّم بهاء سلطان «اللي يحبنا يعمل زيّنا» لإحدى شركات التكييف وقدم رامي صبري «سحرها حقيقي» لشركة مشروبات غازية.
الماراثون الدرامي فـي ظلّ التطوّر الرقمي ومنصّات العرض حسب الطلب
لطالما شكّلت المسلسلات أساس المحتوى الإعلامي فـي رمضان، حتّى أن هذا الشهر بات الموسم المنتظر لكافة شركات الانتاج لطرح أفضل أعمالها. إلاّ أنّ مشهد الماراثون الرمضاني تغيّر فـي السنوات الأخيرة وذلك بفعل تأثيرات الأزمة المالية التي فرضتها كورونا، فضلاً عن التّطوّر التكنولوجي الذي نشهده فـي ظلّ انتشار منصّات العرض الرقمية التي سرقت الى حد كبير جمهور الدراما التلفزيزنية وفرضت محتويات مختلفة إن من حيث الشكل أم المضمون.
لم يعد إنتاج وتوزيع وتصميم المحتوى الإعلامي فـي ظل التطوّر الرقمي مقتصرًا على وسائل الإعلام فقط وإنما أصبح ممكنًا للقائمين على المنصّات الرقمية وكذلك الجمهور المستهلك. وقد أجبرت المفاهيم الجديدة التي ظهرت وصاحبت التطوّر الرقمي للوسائل الإعلامية، المنتجين وصنّاع المحتوى الإعلامي على تعديل وتطوير الأعمال المنتجة لتتوافق مع احتياجات الجمهور ورغباته، وتتناسب مع التوسّع الهائل فـي تكنولوجيا صناعة وإنتاج المحتوى الدرامي.
وهنا تبرز المتغيـّرات السـريعة والدراميـة فـي صناعـة الترفـيه التلفزيونـي وخدمـات الفـيديـو وظهور مـا يعـرف بخدمـات البـث المباشـر، فهناك الآن عـدد مـن النمـاذج التجاريـة المختلفـة التـي تنطبـق علـى تلك الخدمـات، منها خدمـة المشاهدة حسـب الطلـب (VOD) وهـي الخدمـة التـي تتيـح للمسـتهلك أن يتابع مسلسله المفضّل أين ما يشاء وعندما يرغب.
وتتميّز الدرامــا المقدّمــة عبــر منصّــات المشــاهدة حســب الطلــب، بعــدد مــن المميــّزات، منهــا قِصــر عــدد الحلقــات والاعتمــاد علــى المواســم المتعــدّدة فـي حال نجــاح العمــل، إلــى جانـب الخـروج مـن حيـّز المسلسلات الطويلـة ذات الثلاثيـن حلقـة، بالإضافـة إلـى الاهتمـام بالتفاعليـة التـي فرضهـا نمـط الدرامـا المقدّمـة.
بالإضافة إلى ذلك أعطت منصّــات العرض حســب الطلــب لصنـّـاع الدرامــا، جـرأة أكبـر فـي السـرد وطـرح الموضوعـات المختلفـة، إذ إن هـذه المنصّـات تقـدم بعـض الأفـكار التي تعد خطوطًا حمراء بالنسـبة للتلفزيـون.
وقد تأثّرت الدراما التلفزيونية بالتغييرات التي فرضتها هذه المنصّات فباتت مواضيعها أوسع، حتّى أن الكثيرين من منتجي الدراما التلفزيونية استبدلوا مسلسلات الـ30 حلقة التي درجت عليها العادة فـي الموسم الرمضاني، واستبدلتها بمسلسلات الـ15 حلقة.
شكّل اجتياح المسلسلات القصيرة للموسم الرمضاني بعد سنوات طويلة التي لا كلمة تعلو فـيها فوق كلمة المسلسلات ذات الـ30 حلقة والتي تملأ أيام وليالي الشهر الكريم حتى مطلع عيد الفطر، ظاهرة تفشّت تدريجياً حتى باتت تسيطر على الوضع الدرامي العام خلال رمضان وخارجه، ولشدّة سطوتها أثارت كثيراً من التساؤلات حول تطورها ومدى سرعتها فـي التفوّق على المسلسلات الطويلة.
وتعود أسباب سيطرة ظاهرة تقليص عدد الحلقات إلى عوامل عدّة، مثل رغبة النجوم فـي تصوير وقت أقل وضمان إيقاع مشدود وعدم مط وحشو الأحداث، إضافة إلى مواكبة العصر حيث لم يعد الجمهور يميل لمتابعة 30 حلقة وقد ينصرف وسط أسابيع العرض، وهي نقطة هامة أصبحت تؤرق النجوم على وجه الخصوص فكل نجم يريد أن يقدّم عملاً ويلمس رد الفعل فـي حلقات متلاحقة ومكثفة تنتهي سريعاً، ويركّز فـيها بصورة كبيرة بدلاً من إرهاق أشهر طويلة فـي تصوير أحداث غير مهمة ونتائجها ليست مضمونة أو مؤثرة، كما أن قلة وقت التصوير هام جداً فـي توفـير الطاقات الفنية والتمثيلية والإنتاجية لتنفـيذ أعمال أخرى متنوعة وتحمل أفكاراً مختلفة ومغامرات قد تثري الممثل وتروق الجمهور وتوفّر مبالغ طائلة للشركات المنتجة من أجل مشروعات فنيّة أخرى، وكل هذا يتيح الفرصة للتنوع والمغامرة وتقديم ممثلين آخرين وصنّاع فن ودراما جدد فـي وقت يحتاج الفن لكل دم جديد وفكر وخطط غير مألوفة.
صحيح أن مسلسلات الـ 15 حلقة ظهرت بداية فـي محاولة لإنقاذ موسم رمضان من أزمة وباء كورونا وما صاحبه من مشاكل فـي الإنتاج. خاصة بعد أن نجحت مسلسلات كثيرة عربية وعالمية فـي لفت انتباه المشاهد خارج أي سباق موسمي على منصّات المشاهدة المدفوعة.
غير أنّ نجاحها أهّلها للاستمرار، فلا يمكن تجاهل النجاح الكبير لدراما النصف شهر لمسلسلات رمضان 2023، ومع توقع زيادة عدد هذا النوع من المسلسلات خلال السنوات المقبلة سواء أكانت فـي الموسم الدرامي الرمضاني أو خارجه وذلك لتعدّد الأسباب الإيجابية لهذه الظاهرة.
ولعل أبرز دليل على نجاح مسلسلات الحلقات الـ15 هو استمرارها وتطوّرها، فاليوم ونحن على أعتاب رمضان 2024، نرى أنها تحتل مكاناً مميّزاً على لائحة المسلسلات المشاركة فـي الماراثون الدرامي.
الماراثون الدرامي فـي ظلّ التطوّر الرقمي ومنصّات العرض حسب الطلب
لطالما شكّلت المسلسلات أساس المحتوى الإعلامي فـي رمضان، حتّى أن هذا الشهر بات الموسم المنتظر لكافة شركات الانتاج لطرح أفضل أعمالها. إلاّ أنّ مشهد الماراثون الرمضاني تغيّر فـي السنوات الأخيرة وذلك بفعل تأثيرات الأزمة المالية التي فرضتها كورونا، فضلاً عن التّطوّر التكنولوجي الذي نشهده فـي ظلّ انتشار منصّات العرض الرقمية التي سرقت الى حد كبير جمهور الدراما التلفزيزنية وفرضت محتويات مختلفة إن من حيث الشكل أم المضمون.
لم يعد إنتاج وتوزيع وتصميم المحتوى الإعلامي فـي ظل التطوّر الرقمي مقتصرًا على وسائل الإعلام فقط وإنما أصبح ممكنًا للقائمين على المنصّات الرقمية وكذلك الجمهور المستهلك. وقد أجبرت المفاهيم الجديدة التي ظهرت وصاحبت التطوّر الرقمي للوسائل الإعلامية، المنتجين وصنّاع المحتوى الإعلامي على تعديل وتطوير الأعمال المنتجة لتتوافق مع احتياجات الجمهور ورغباته، وتتناسب مع التوسّع الهائل فـي تكنولوجيا صناعة وإنتاج المحتوى الدرامي.
وهنا تبرز المتغيـّرات السـريعة والدراميـة فـي صناعـة الترفـيه التلفزيونـي وخدمـات الفـيديـو وظهور مـا يعـرف بخدمـات البـث المباشـر، فهناك الآن عـدد مـن النمـاذج التجاريـة المختلفـة التـي تنطبـق علـى تلك الخدمـات، منها خدمـة المشاهدة حسـب الطلـب (VOD) وهـي الخدمـة التـي تتيـح للمسـتهلك أن يتابع مسلسله المفضّل أين ما يشاء وعندما يرغب.
وتتميّز الدرامــا المقدّمــة عبــر منصّــات المشــاهدة حســب الطلــب، بعــدد مــن المميــّزات، منهــا قِصــر عــدد الحلقــات والاعتمــاد علــى المواســم المتعــدّدة فـي حال نجــاح العمــل، إلــى جانـب الخـروج مـن حيـّز المسلسلات الطويلـة ذات الثلاثيـن حلقـة، بالإضافـة إلـى الاهتمـام بالتفاعليـة التـي فرضهـا نمـط الدرامـا المقدّمـة.
بالإضافة إلى ذلك أعطت منصّــات العرض حســب الطلــب لصنـّـاع الدرامــا، جـرأة أكبـر فـي السـرد وطـرح الموضوعـات المختلفـة، إذ إن هـذه المنصّـات تقـدم بعـض الأفـكار التي تعد خطوطًا حمراء بالنسـبة للتلفزيـون.
وقد تأثّرت الدراما التلفزيونية بالتغييرات التي فرضتها هذه المنصّات فباتت مواضيعها أوسع، حتّى أن الكثيرين من منتجي الدراما التلفزيونية استبدلوا مسلسلات الـ30 حلقة التي درجت عليها العادة فـي الموسم الرمضاني، واستبدلتها بمسلسلات الـ15 حلقة.
شكّل اجتياح المسلسلات القصيرة للموسم الرمضاني بعد سنوات طويلة التي لا كلمة تعلو فـيها فوق كلمة المسلسلات ذات الـ30 حلقة والتي تملأ أيام وليالي الشهر الكريم حتى مطلع عيد الفطر، ظاهرة تفشّت تدريجياً حتى باتت تسيطر على الوضع الدرامي العام خلال رمضان وخارجه، ولشدّة سطوتها أثارت كثيراً من التساؤلات حول تطورها ومدى سرعتها فـي التفوّق على المسلسلات الطويلة.
وتعود أسباب سيطرة ظاهرة تقليص عدد الحلقات إلى عوامل عدّة، مثل رغبة النجوم فـي تصوير وقت أقل وضمان إيقاع مشدود وعدم مط وحشو الأحداث، إضافة إلى مواكبة العصر حيث لم يعد الجمهور يميل لمتابعة 30 حلقة وقد ينصرف وسط أسابيع العرض، وهي نقطة هامة أصبحت تؤرق النجوم على وجه الخصوص فكل نجم يريد أن يقدّم عملاً ويلمس رد الفعل فـي حلقات متلاحقة ومكثفة تنتهي سريعاً، ويركّز فـيها بصورة كبيرة بدلاً من إرهاق أشهر طويلة فـي تصوير أحداث غير مهمة ونتائجها ليست مضمونة أو مؤثرة، كما أن قلة وقت التصوير هام جداً فـي توفـير الطاقات الفنية والتمثيلية والإنتاجية لتنفـيذ أعمال أخرى متنوعة وتحمل أفكاراً مختلفة ومغامرات قد تثري الممثل وتروق الجمهور وتوفّر مبالغ طائلة للشركات المنتجة من أجل مشروعات فنيّة أخرى، وكل هذا يتيح الفرصة للتنوع والمغامرة وتقديم ممثلين آخرين وصنّاع فن ودراما جدد فـي وقت يحتاج الفن لكل دم جديد وفكر وخطط غير مألوفة.
صحيح أن مسلسلات الـ 15 حلقة ظهرت بداية فـي محاولة لإنقاذ موسم رمضان من أزمة وباء كورونا وما صاحبه من مشاكل فـي الإنتاج. خاصة بعد أن نجحت مسلسلات كثيرة عربية وعالمية فـي لفت انتباه المشاهد خارج أي سباق موسمي على منصّات المشاهدة المدفوعة.
غير أنّ نجاحها أهّلها للاستمرار، فلا يمكن تجاهل النجاح الكبير لدراما النصف شهر لمسلسلات رمضان 2023، ومع توقع زيادة عدد هذا النوع من المسلسلات خلال السنوات المقبلة سواء أكانت فـي الموسم الدرامي الرمضاني أو خارجه وذلك لتعدّد الأسباب الإيجابية لهذه الظاهرة.
ولعل أبرز دليل على نجاح مسلسلات الحلقات الـ15 هو استمرارها وتطوّرها، فاليوم ونحن على أعتاب رمضان 2024، نرى أنها تحتل مكاناً مميّزاً على لائحة المسلسلات المشاركة فـي الماراثون الدرامي.
يضم موسم دراما رمضان 2024، مفاجآت عديدة أبرزها أن نجمًا كبيرًا غائبًا منذ سنوات مثل يحيى الفخراني قرّر تقديم عمل من 15 حلقة فقط وهي المرة الأولى فـي تاريخه الرمضاني تقريباً ويقدّم الفخراني هذا العام مسلسل «عتبات البهجة».
كذلك تنافس نيللي كريم فـي سياق الـ15 حلقة أيضاً بمسلسل كوميدي جديد عنوانه «فراولة» ويدور فـي إطار كوميدي حول شخصية فراولة وهي ابنة حارس عقار تحترف عمل فـيديوهات عبر الإنترنت وتتحول إلى أحد المؤثرين وتنجح فـي الصعود إلى طبقة أعلى بعد تحولها إلى سيدة أعمال ثرية إثر تغلّبها على كثير من المواقف والصعاب.
كما تعود الفنانة ياسمين صبري بعد غياب نحو ثلاث سنوات إلى الموسم الرمضاني 2024، بمسلسل يحمل اسم «رحيل» وهي المرة الأولى التي تقدّم مسلسلاً من 15 حلقة فقط، بعد أكثر من تجربة فـي سياق الـ30 حلقة مثل «فرصة تانية» و«طريقي» و«حكايتي».
ولأول مرة أيضاً يخوض الفنان أكرم حسني المنافسة الرمضانية بمسلسل أقل من 30 حلقة حيث شارك على مدار السنوات السابقة بمسلسلات طويلة مثل «ريح المدام» و«الوصية» و»مكتوب عليا» ويشارك فـي موسم رمضان 2024 بمسلسل 15 حلقة هو «بابا جه».
الى ذلك تشارك روجينا فـي سباق دراما رمضان ذي الـ15 حلقة بمسلسل «سر إلهي» ويشارك هشام ماجد بمسلسل 15 حلقة بعنوان «أشغال شاقة» وهي المرة الأولى له أيضاً من حيث المشاركة بمسلسل قصير.
أما ياسر جلال الذي شارك العام الماضي بمسلسل 15 حلقة هو «علاقة مشروعة» فـيكرر التجربة هذا العام بمسلسل «جودر» الذي كان يحمل اسم «ألف ليلة وليلة».
ويشارك آسر ياسين لأول مرة بتجربة الـ15 حلقة فـي رمضان 2024، من خلال مسلسل «بدون سابق إنذار» وتدور الأحداث فـي إطار تشويقي حول رجل متزوج تنقلب حياته هو وزوجته رأساً على عقب بعد أن ينجب مولوده الأول.
ويقدم شيكو وكريم محمود عبد العزيز مسلسلاً قصيراً فـي رمضان بعنوان «خالد نور وولده نور خالد» ويدور فـي إطار كوميدي حول الخلافات الزوجية.
ومن المسلسلات التي ستشارك فـي رمضان بـ15 حلقة فقط «جريمة منتصف الليل» ومسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» كذلك مسلسل «لحظة غضب» ومسلسل «صلة رحم».
وأخيراً تشارك الفنانة دينا الشربيني فـي السباق الرمضاني للسنة الثانية على التوالي، بمسلسل «كامل العدد 2» وهو 15 حلقة وشاركت العام الماضي بالجزء الأول من المسلسل نفسه.