أول عارضة أزياء ممتلئة فـي العالم العربي
أماني أسيبي
«إتّبعت شغفـي وآمنت بنفسي ولا يزال يتعيّن عليّ كسر الكثير من المعايير التقليدية»
آمنت بنفسها رغم تعرّضها للرفض 67 مرّة، ووظّفت كلّ طاقتها لتحقيق حلمها دون أي تردّد أو خطط بديلة، إنها التونسية أماني أسيبي، أول عارضة ممتلئة فـي العالم العربي التي لا تزال تعمل يومياً لكسر الصورة النمطية لعارضات الأزياء وتقديم صورة مغايرة للمرأة الأنيقة، صورة تشبهنا أكثر.
Cover Star: Ameni Esseibi
Creative Director & Stylist: Sarah Keyrouz
Photographer: Sandra Chidiac
Hair & Make Up Artist: Jean Keyrouz
Hair Artist: Maggie Semaan
Slimi Studio dress
Tiffany and Co jewellery
L’Afshar bag
لمع نجم عارضة الأزياء التونسية أماني أسيبي كصوت قوي فـي الدعوة إلى النظرة الإيجابية للأجسام بمختلف أحجامها فـي عالم الموضة فـي المنطقة، وأصبحت أول عارضة أزياء ممتلئة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد أصرّت على الإنطلاق بمسيرتها من بلد عربي. ورغم كلّ المصاعب نجحت أماني التي تبلغ اليوم من العمر 25 عاماً، فـي أن تُثبت نفسها فـي عالم عرض الأزياء، لتنطلق من منصّات العرض العربية وصولاً الى العالمية، وقد كانت أولى خطواتها نحو العالمية فـي عام 2022، عندما سارت للمرة الأولى على منصّة عروض أزياء أسبوع الموضة فـي باريس.
ومنذ أن بدأت حياتها المهنية والتي كانت بشروطها الخاصة، دافعت هذه الشابة بلا كلل، عن أهمية حب الذات وتمثيل النساء من جميع الأشكال والأحجام.
ومن الإنجازات الجديرة بالذكر فـي مسيرة أماني أسيبي، هي أنها أول سفـيرة للمقاسات الكبيرة لمجلس الأزياء النسائية والعربية.
Lili Blanc dress
Jean-Louis Sabaji cape
Christian Louboutin shoes
Elisabetta Franchi earrings
«التغيير بدأ بالفعل»
للتعرّف أكثر على هذه العارضة الشغوفة بالموضة والمفعمة بالمبادئ والأمل بتغيير الصور النمطية القائمة، ومحاربة التنمّر الذي يتعرّض له أي شخص مختلف عن الصور النمطية التي يحدّدها المجتمع، كان لنا لقاء غني ومفعم بالتفاؤل مع هذه العارضة التي تشكّل نموذجاً للثقة بالنفس وقوة الشخصية. وقد أخبرتنا خلالها عن نضالاتها ونجاحاتها وطموحاتها مؤكّدة أن التغيير الذي تسعى إليه، قد بدأ بالفعل.
أنت أول عارضة أزياء ممتلئة فـي الشرق الوسط، وهو أمر لم تحقّقيه بالصدفة، إنما بعد سنوات من العمل والإصرار، ما كان هدفك من هذا الإصرار؟
يتجسّد هدفـي فـي تمثيل المرأة العربية فـي المنطقة. إذ إنني أعيش فـي دبي منذ 21 عامًا، وولدت وترعرعت تقريبًا فـي دبي، وأبلغ من العمر 25 عاماً الآن.
لقد نشأت دائمًا وأنا أشعر بالاختلاف، وتعرّضت للتنمّر كثيرًا، فقد كنت بدينة وطويلة وشعري أشعث وبشرتي داكنة، وكنت أدرس فـي مدرسة فرنسية فـي دبي. وفـي ذلك الوقت، كان معظم التلاميذ من الجنسية الفرنسية واللبنانية فـي تلك المدرسة. لذا، كنت أبدو مختلفة للغاية بالنسبة إليهم.
وفـي هذا العمر، أنت لا تدرك بعد أن هذه الاختلافات هي فـي الواقع مصدر قوة، وأنها طريقة تجعل منك إنساناً فريداً من نوعه.
Georges Hobeika dress
Tiffany and Co earrings and rings
هل أنت راضية عمّا وصلت إليه اليوم؟
أنا راضية بالتأكيد، وهذا أمر جيد، ولكنّني لا أقول لنفسي إنني نجحت فـي تحقيق كل ما أريده. سأقول هذه الكلمات عندما أصل إلى مستوى عارضات أزياء مثل ناعومي كامبل، فهي مثلي الأعلى.
وفـي الوقت عينه، ما أفعله أكثر تعقيدًا، فأنا لا أُعدّ عارضة أزياء ذات حجم نموذجي. فلو كنت أتمتّع بالحجم النموذجي لكانت الأمور أسهل بكثير، وكنت سأتطور بشكل أسرع.
لا يقوم الكثير من المصمّمين بتصميم ملابس مخصّصة للعارضات ذات المقاس الكبير حتى الآن، ولا يزالون حتى اليوم غير منفتحين على فكرة تقبّل مقاس غير مقاس صفر. ولا يزال يتعيّن عليّ كسر الكثير من المعايير التقليدية.
لكنّني سعيدة أنني على الأقل تمكّنت من فتح الباب الأول فـي منطقة الشرق الأوسط، وكسرت الجدار الأول، وأنا أرى الآن فتيات أخريات مثلي، يبرزن ويصبحن عارضات أزياء ذات مقاسات كبيرة أيضًا.
لذا، أنا سعيدة، ولكنّني لست براضية تماماً بعد، لأنني أشعر أنه لا يزال أمامي طريق طويل لأقطعه. إنه عمل مستمر ولكنّني أعلم أنني أسلك الطريق الصحيح.
عبّرت فـي إحدى المقابلات عن عدم حبّك لمصطلح «المقاس الكبير»، ما هو المصطلح الذي تفضّلينه؟ ولماذا؟
لقد كنت ضد مصطلح «المقاس الكبير» لأنه عندما تتحدث إلى عارضة أزياء ذات جسم عادي، فإنك لا تصفها بأنها ذات «مقاس صغير». فلماذا نقول المقاس الكبير، لماذا لا نقول عارضة أزياء، بالحجم الذي تبحث عنه، مثل مقاس 48. لماذا تسمية هذا الحجم، ففـي النهاية كلنا عارضات أزياء. ولا أمانع أن تتّم تسميتي عارضة أزياء ذات مقاس كبير، إذا أطلقنا على الأخريات عارضات أزياء ذات مقاسات صغيرة.
لماذا لم تذهبي إلى الولايات المتحدة أو إلى بلد آخر يوجد فـيه بالفعل طلب على عارضات الأزياء ذات الحجم الكبير؟
صحيح أنني لو ذهبت إلى الولايات المتحدة، لكنت قد تقدّمت أكثر فـي مسيرتي المهنية. لكنّني شخص وطني للغاية، وأنا متعلّقة جداَ بجذوري وثقافتي.
يتمّ التقليل من شأن المرأة العربية كثيراً، وأردت أن أثبت وجهة نظر للعالم، حتى لو استغرق الأمر وقتًا أطول للوصول إلى ما أريد تحقيقه فـي مسيرتي المهنية، فأنا أريد تحقيق ذلك فـي دبي والشرق الأوسط. من السهل جدًا بالنسبة لي الإنتقال إلى الولايات المتحدة، والحصول على الجنسية، ثم أقول إنني أميركية ذات مقاس كبير. ومع ذلك، أنا لست بأميركية، فأنا عربية، وأريد أن أقول إنني نجحت فـي العالم العربي.
أريد بالفعل أن أثبت وجهة نظر، فإذا حقّقت حلمي بأن أصبح عالمية، لا يمكن لأحد أن يقول إن أماني وصلت إلى حلمها من خلال باريس أو مدينة نيويورك. فأنا حقّقت حلمي من خلال بلد عربي، حتى لو استغرق ذلك وقتًا أطول.
Semsem dress
Tryyst earrings
بعد سنوات عدّة من الرفض، ألم تفكري فـي خطة بديلة؟
لقد تمّ رفضي 67 مرة قبل التوقيع مع وكالة عرض الأزياء الأولى. وفـي هذه الفترات أنا أشعر أنني تونسية بحق، فالشعب التونسي لا يتخلّى عن أمر إذا أراده فعلاً. فلا يمكنك أن تقول كلمة لا لتونسي، إذ إننا عنيدون للغاية. كنت أعلم أن هذا الأمر سيستغرق وقتًا لفتح الباب الأول، لكنني وثقت بنفسي وثابرت.
عرّابتي هي مصمّمة المجوهرات نادين قانصو، وكانت جدتي رسامة، لذلك، نشأت بأجواء الفن من حولي طوال الوقت، وهنا تطوّر شغفـي بالفن والموضة. لكنني أردت القيام بهذه الأمور بشكل مختلف. لذلك عندما كنت أقابَل بالرفض، بالطبع كنت أشعر بالحزن، ولكن بعد ذلك كنت أثابر على الهدف الراسخ فـي ذهني، أن أفعل الأشياء بشكل مختلف، وأن أتبّع شغفـي. وكل ذلك من أجل الفتاة الصغيرة التي كانت تتعرّض للتنمّر فـي المدرسة.
كما لدي هدف آخر فـي هذه المهنة، وهو أن أكون ذات صلة. ولهذا السبب أيضًا أنشر تفاصيل من حياتي اليومية الطبيعية على حسابي على إنستغرام، فأنا أريد أن أكون «بنت الشعب». وأنا أدرك أن الناس بحاجة إلى هذا النوع من الاطمئنان.
Marina Rinaldi dress
JHK rings
Elisabetta Franchi earrings
هل بدأتِ تلاحظين تغييراً فـي نظرة الناس إلى النساء ذوات القوام الممتلئ فـي الشرق الأوسط؟
تغيير بسيط، لقد بدأ بالفعل. على سبيل المثال، فـي أسبوع الموضة فـي دبي، أصبحت سفـيرة، وهذه كانت المرة الأولى، وهي بالفعل خطوة كبيرة.
بالإضافة إلى منصّات التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت مثل Ounass وNet A Porter، فقد بدأت ترى بعض الخيارات المخصّصة للسيدات ذوات القوام الممتلئ مثل Skims وDima Ayad. هذه أمور صغيرة، وخطوات صغيرة، ولكن هذا أمر جيد جداً بالفعل.
وفـي أسبوع الموضة فـي دبي أيضًا، أنا أعد جزءًا من لجنة اختيار العارضات، وأرى المزيد والمزيد من النساء الممتلئات يقدّمن أنفسهن للمشاركة فـي أسبوع الموضة، وهذا يجعلني سعيدة للغاية.
كما تقوم الآن العلامات التجارية للأزياء السريعة مثل Splash وNamshi وMax بتصوير صور التجارة الإلكترونية الخاصة بها فـي دبي، من خلال عارضات ذات مقاسات كبيرة، لذا فقد بدأ التغيير بالفعل.
ما أود رؤيته بعد ذلك، هو مجلات من الشرق الأوسط تعرض صور عارضات أزياء بمقاسات كبيرة، إذ حتى الآن، أنا أعدّ العارضة الوحيدة التي تمّ عرض صورها فـي المجلات.
ومع ذلك، ثمة الكثير من التغيير الذي يجب إحداثه. إذ وليومنا هذا، عندما أذهب للتسوّق فـي دبي مول، ما أزال أشعر أنني محدودة للغاية من حيث اختيار الملابس التي يمكنني شراؤها.
كيف تجدين الملابس التي تعبّر عنك؟ وكيف تتغلّبين على قلّة الخيارات؟ وما هي النصائح التي تقدّمينها للنساء الممتلئات؟
تكمن المشكلة بأنني بقدر ما أعارض الموضة السريعة، لأسباب تتعلّق بالاستدامة، إلاّ أنني ما زلت بحاجة إلى الشراء من علامات الأزياء التجارية السريعة بسبب قلّة الخيارات.
بخلاف ذلك، لدي مارينا رينالدي، وديما عياد يمكنني التسوّق منهما. أو ألجأ إلى الموضة السريعة، فما من حل وسط فـي العلامات التجارية، مثل Sandro، Maje إذ لا وجود له بعد. ودائماً ما ينتهي بي الأمر بطلب الكثير من الملابس عبر الإنترنت من متاجر الولايات المتحدة الأميركية.
وفـي الوقت عينه، أنا محظوظة بالعمل مع مصمّمين عظماء بالفعل، الذين يصمّمون ملابسي خصيصًا لعروض الأزياء، ثم أحتفظ بها لأنها مصنوعة خصيصًا لي.
كسفـيرة لمجلس الأزياء العربي، أخبرينا عن مهمتك معهم؟
تُعدّ مهمتي مشاركة عدد أكبر من العارضات ذات المقاس الكبير فـي مجال صناعة الأزياء. والتمتّع بالمزيد من التنوّع والشمول فـي اختيار العارضات اللواتي سيشاركن فـي العروض. بحيث تغيّر العلامات التجارية والمصمّمين عقليتهم.
Lili Blanc dress
Jean-Louis Sabaji cape
Christian Louboutin shoes
Elisabetta Franchi earrings