عبير الصغير
سحر التراث والموضة. . بنكهة عربية
تتصدّر صانعة المحتوى عبير الصغير التي يتابعها أكثر من 20 مليون شخص على وسائل التواصل، محركات بحث غوغل، خاصة بعد فوزها بجائزة المؤثّرة المفضّلة لدى الجمهور فـي حفل «صنّاع الترفـيه» الذي أقيم فـي السعودية. وتنتشر فـيديوهات هذه الشابة اللبنانية البالغة من العمر 23 عاماً على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما تطبيقÅتيك توك وانستغرام، ويتداولها مستخدمو مواقع التواصل عربياً وعالمياً.
تجمع فـيديوهات عبير الصغير بين الموضة والطبخ والتراث العربي وهي تتميّز بطريقة تصوير محتواها بأسلوب ساحر ومتقن وهي تظهر فـي جميع فـيديوهاتها بملابس تشبه الأميرات، علماً انها تنفذ جميع مراحل الفـيديو، من طبخ وتصوير وإخراج وموسيقى وملابس وديكور بنفسها، ويستغرق تصوير فـيديو كامل معها ما بين 3 أو 8 ساعات، وهي تحرص على إنتاج فـيديو يومياً.
أميرة ديزني العربية
يتميّز محتوى هذه الشابة فـي عرض طرق مبتكرة فـي تحضير الطعام، الأمر الذي جعل مشاهير التطبيق فـي أميركا ودول أجنبية أخرى يطلقون عليها لقب «أميرة ديزني العربية»، لانبهارهم بهذه العروض للمحتوى، الذي وصفه بعضهم بالخيالي، رغم بساطته.
وعن شعورها تجاه هذا اللقب قالت عبير فـي مقابلات صحفـية عدّة، إنها تفرح كثيراً عندما تقرأ هذا اللقب فـي التعليقات: «لأنني أشعر بأن الناس ينتبهون للتفاصيل التي أعمل عليها، فأنا أحرص دوماً على تنسيق ملابسي مع طبيعة الطبخة التي أحضّرها ومع الأغنية والحركات وكلّ شيء».
وتقول عبير إنّ الأفكار التي تقدّمها هي بالأساس مرآة لما تشعر به داخل مطبخها، مشيرة الى أنها تحقّق راحتها وسعادتها من خلال تحضير الطعام، لذا فهي تحبّ أن تصحب متابعيها الى عالمها.
وحول تفضيل نشر محتواها على تطبيق تيك توك، قالت إنها كانت تصوّر المقاطع عبر هاتفها الشخصي لتنشرها بعد ساعات من العمل عليها، قبل أن تقتحم عالم تيك توك الذي سهّل عليها الكثير بتقنياته.
وأوضحت أن تيك توك منحها شهرة فـي وقت وجيز بسبب ارتفاع عدد المشاهدات، مؤكدة أنه رغم تنوع المحتوى وشهرته كتطبيق للمراهقين، إلاّ إنه يمنح فرصًا كبيرة لأصحاب المواهب فـي عرضها.
عمل متقن بأدقّ التفاصيل
تحبّ عبير المأكولات على أنواعها شرقية كانت أم غربية، أجنبية أم عربية، وهي تختار يومياً وصفة جديدة من بلدان مختلفة أو حلوى مميزة تجهّزها لتصوّرها، فتنتقي ملابس وموسيقى تتناسب معها، حتى أنّ أدوات المطبخ التي تستعملها تختلف بشكلها وألوانها من طبخة الى أخرى، بهدف الوصول الى الفـيديو المثالي.
هذا السيناريو بدءاً من عملية اختيار الطبق وصولاً الى المونتاج يتطلب الكثير من الجهد ويستغرق يوماً كاملاً ولا سيما أنها تنفذ فـيديواتها بنفسها من دون أي مساعدة.
وغالباً ما تختار عبير ملابسها من متجرها الذي افتتحته بعد إنهائها دراستها الجامعية، والذي يضم بعض القطع التي صممتها بنفسها. وفـي حال لم تتناسب القطع التي لديها مع الفـيديو الذي تنوي تصويره، عندها تتسوّق من متجر آخر أو تصمّم الزي المناسب بمساعدة خيّاط خاص.
سحر التراث
يتنوّع المحتوى الذي تقدّمه على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعرض طريقة تحضير الوجبات التقليدية، كما تقدم محتوى يدعم التراث العربي، ويسلّط الضوء على القضية الفلسطينية.
وعن تمسكها بالمحتوى العربي والتراثي فـي المطبخ، تقول عبير إنها تعتبر أن كل ما هو قديم وأثري ساحر، وأنّ الأجواء التراثية تعطي دفئًا لتراثنا، «قعد ات النسوان عالكبة (اجتماع النساء لعمل الكبة) والمحاشي، الصاج والخبز، وهالشغلات تعطي دفئا وحب أيام زمان الحلوة».
بين الطبخ والموضة والسياحة
عبير خريجة هندسة ديكور وتعيش فـي لبنان، وتتردد على تركيا لدعم مشروعها التجاري، إذ تملك متجراً لبيع الملابس فـي لبنان. وقد فضلت اقتحام عدة مجالات عملية بعيدًا عن دراستها لشغفها بتحقيق نجاحات على أرض الواقع. ولها الكثير من الفـيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقدم فـيها وصفاتها وقضاياها العربية.
وبالإضافة الى فـيديوهات الطبخ نشرت عبير أخيراً فـيديو عبر منصة تيك توك من أمام الأهرامات وأبرزت خلاله الأماكن السياحية فـي محافظتي القاهرة والجيزة من المناطق الأثرية كمتحف الحضارة والمتحف المصري إلى تصويرها المأكولات الشعبية وعلى رأسها الفول والطعمية، ودعت متابعيها لزيارة مصر قائلة: «حبيبي come to Egypt».
فهل تنتقل من عالم المطبخ الى السياحة؟
…طموح لا يتوقّف
تتمتع هذه الشابة اللبنانية بطاقة كبيرة وتحمل فـي مخيلتها الكثير من المشاريع التي تطمح الى تنفـيذها، ومنها تطوير فـيديواتها لنشرها على نطاق أوسع مظهرةً عالم الطبخ بطريقة مميزة وشهية، فضلاً عن مشروع إطلاق مجموعة أزياء من تصميمها تخص المطبخ حصراً. كذلك، تطمح لافتتاح مطعم تنتقل خلاله متابعيها من الناس من مرحلة مشاهدة أطباقها إلى مرحلة تذوّقها.