مهرجان صندانس للسينما المستقلّة
أفلام متنوّعة تستحقّ المشاهدة
لا شكّ في أنّ النسخة الأربعين مهرجان صندانس للسينما المستقلة التي أقيمت كالعادة في جبال ولاية يوتاه واستمرّت حتّى 28 يناير، كانت مميزة إذ وفّرت مساحة واسعة لعرض عدد لا يحصى من القصص والفنانين الذين شكلوا الثقافة على مدى أربعةِ عقود. وقد شكل المهرجان منصة إطلاق أساسية للعديد من الأفلام المستقلة والوثائقية التي يبحث أصحابها عن جهات لعرضها.
شهدت الدورة الـ40 من مهرجان صندانس عرض 91 عملاً طويلًا و53 فيلمًا قصيرًا – تم اختيارها من بين 17435 مشاركة. وفي ما يلي جولة على أبِرز الأفلام الفائزة ولمحة عن قصصها.
In The Summers
مسابقة الدراما الأميركية
تم تقديم جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الولايات المتحدة للفيلم الدرامي إلى In The Summers للمخرج وكاتب السيناريو: أليساندرا لاكورازاويتناول الفيلم قصة شقيقتين تنتقلان مع والدهما المحب ولكن المتقلب، خلال زياراتهما الصيفية السنوية إلى منزله في لاس كروسيس، نيو مكسيكو.
وعن هذا الفيلم قالت لجنة التحكيم: “تسلل هذا الفيلم إلينا، كما تفعل العديد من الأفلام الرائعة. لم نكن نعرف إلى أين ستقودنا الرحلة، ولكن بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى الإطار النهائي، علمنا أننا شهدنا شيئًا ساحرًا حقًا“.
Porcelain War
مسابقة الأفلام الوثائقية الأميركية
حاز هذا الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الولايات المتحدة للفيلم الوثائقي وهو من إخراج سلافا ليونتييف وسيناريو بريندان بيلومو.
يروي الفيلم قصة الفنانين الأوكرانيين سلافا وأنيا وأندري الذين اختاروا، تحت هدير الطائرات المقاتلة والضربات الصاروخية، البقاء في الخلف والقتال، متنافسين مع الجنود . إنهم يجدون الجمال وسط الدمار بتحدٍ، ويظهرون أنه على الرغم من أنه من السهل إثارة خوف الناس، إلا أنه من الصعب تدمير شغفهم بالحياة.
وقالت لجنة التحكيم عن الفيلم: “مقاومة العدوان الشمولي أمر ضروري ولكن التمسك بإنسانيتك وسط الهجوم هو السعي النهائي الى تحقيق الخير، انه فيلم مليء بالشفقة والعنف”.
Sujo
مسابقة السينما العالمية الدرامية
جائزة لجنة التحكيم الكبرى للسينما العالمية تمّ تقديمها للعمل الدرامي إلى سوجو / المكسيك، الولايات المتحدة الأميركية و فرنسا، وهو من اخراج وكتابة وانتاج ،أستريد روندرو، فرناندا فالاديز.
يروي الفيلم قصّة سوجو ابن الـ 4 سنوات والذي قٌتل والده الذي كان يعمل كأحد مسلحي الكارتل. يحيط ظل العنف بسوجو خلال كل مرحلة من حياته في الريف المكسيكي المعزول. عندما يصبح رجلا، يجد سوجو أن تحقيق مصير والده قد يكون أمرًا لا مفر منه.
وعن هذا الفيلم قالت لجنة التحكيم:”فيلم مذهل ابتكر مفرداته السينمائية الفريدة – لطفولة ولدت في ظل العنف ولكنها محمية باحتضان النساء والغرباء والعائلة على حد سواء. أصبحت القصة حية من خلال تصوير سينمائي استثنائي استحوذ على كثافة غنائية من الظلام والطبيعة والطموح. لقد جلب لنا صناع الفيلم قصة لم نشهدها بعد، بأصالة وقوة مؤثرة للغاية ومتسامية.”
A New Kind of Wilderness
مسابقة الأفلام الوثائقية العالمية للسينما
حصل هذا الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى للسينما العالمية، وهو فيلم من النرويج من إخراج: سيلجي إيفينسمو جاكوبسن، ويروي قصة عائلة تعيش أسلوب حياة منعزل في غابة في النرويج، في محاولة لأن تكون برية وحرّة، لكن حدثًا مأساويًا يغيّر كل شيء، ويضطرون إلى التكيف مع المجتمع الحديث.
وعن الفيلم قالت لجنة التحكيم: “كانت هيئة المحلفين لدينا منغمسة في هذه القصة من البداية إلى النهاية. الفيلم مليء بالإنسانية العميقة والحساسية، والضعف الذي لا ينحرف أبدًا إلى العاطفة. تم تحريره بمهارة، وتم تصويره بشكل جميل “.
Little Death
جائزة المبتكر التالي
تمّ منح جائزة NEXT Innovator Award المقدمة من Adobe إلى Little Death.
المخرج وكاتب السيناريو هو جاك بيجرت، وكاتب السيناريوهو داني جوفستين. يروي الفيلم قصة مخرج سينمائي في منتصف العمر على وشك تحقيق إنجاز كبير،وطفلين يبحثان عن حقيبة ظهر مفقودة وكلب صغير بعيد عن المنزل.
وعن الفيلم قالت لجنة التحكيم: “في المهرجان، على عكس السوق، يمكنك مشاهدة الأفلام بدون أموال التسويق والتدوير، ما يسمح لك بتجربتها في أنقى صورها. بقيادة مخرج أفلام ماهر، نسير في طريق ينحني وينحرف”.
Daughters
جائزة المهرجان المفضلة
تم اختيار جائزة المهرجان المفضلة من خلال تصويت الجمهور على الأفلام الطويلة التي تم عرضها في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2024، وكانت الجائزة من نصيب فيلم Daughters من الولايات المتحدة الأميركية وهو من إخراج أنجيلا باتون وناتالي راي. يروي الفيلم قصة أربع فتيات صغيرات يستعدن لرقصة الأب والابنة الخاصة مع آبائهن المسجونين، كجزء من برنامج أبوة فريد من نوعه في أحد سجون واشنطن العاصمة.
الذكاء الاصطناعي نجم المهرجان
سرق الذكاء الاصطناعي الأضواء خلال دورة هذا العام من مهرجان صندانس للسينما. وقد شكّل المهرجان منصة إطلاق أساسية للعديد من الأفلام المستقلة والوثائقية التي يبحث أصحابها عن جهات لعرضها.
من بين 90 عملاً اختير ضمن برنامج المهرجان هذا العام، احتل موضوع التبدّلات الحاصلة في العالم بفعل الذكاء الاصطناعي مكاناً خاصاً. ولعله أمر طبيعي بعد أشهر قليلة من الإضرابات التي شلّت هوليوود، والتي شكّل انتشار هذه التكنولوجيا محركاً رئيسياً فيها، إذ أضرب الممثلون وكتّاب السيناريو في هوليوود خشية أن تحل الروبوتات مكانهم.
فما رأيكم بجولة على بعض الأفلام المميزة التي عرضت والتي تستحق المشاهدة رغم أنها لم تفز بإحدى الجوائز الرئيسية للمهرجان.
Love Machina و Eternal You
هل يتغلّب الذكاء الاصطناعي على الموت؟
يتتبّع الفيلم الوثائقي Love Machina، جهود زوجين لإدامة الحب الذي يربطهما إلى ما بعد الموت، عن طريق نقل وعيهما إلى روبوت.
ويعتبر مخرج العمل بيتر سيلين نفسه “محظوظاً” لأن توقيت انتهاء هذا المشروع، الذي بدأ عام 2017، يتزامن مع “الوعي العام بالذكاء الاصطناعي”، الذي احتل صدارة المشهد بفضل التقدم التقني الذي أحرزته روبوتات المحادثة مثل تشات جي بي تي .
من جهة أخرى، ينغمس الفيلم الوثائقيEternal You في العالم المبهم والمزدهر للشركات الناشئة في السوق المرتبطة بمستلزمات الحداد على الموتى، من خلال إتاحة التحدث مع صور رمزية قادرة على محاكاة أحد أفراد الأسرة المتوفين بفضل الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على مقتطفات صوتية أو مقاطع مسجلة قديمة له.
على صعيد الأعمال الروائية، فإن نجمة أفلام “توايلايت” السابقة كريستين ستيوارت تؤدي دور البطولة في اثنين من أكثر الأفلام التي أثارت ضجة في المهرجان.
كريستين ستيوارت بطلة فيلمين روائيين
في فيلم Love Lies Bleeding، تؤدي الممثلة دور مديرة قاعة لرفع الأثقال تقع في حب لاعب كمال أجسام ثنائي الميول الجنسية، في قصة حب تواجه صعوبات من خلال سلسلة من الأحداث العنيفة.
كما أنها تؤدي دور البطولة في فيلم Love Me، وهو عمل وُصف بشكل غامض على أنه قصة حب عبر الإنترنت بين “عوامة وقمر اصطناعي” في عالم ما بعد الإنسان.
Freaky Tales بطولة بيدرو باسكال
افتُتح المهرجان ، بعرض فيلم Freaky Tales الذي يؤدي فيه الممثل بيدرو باسكال دور البطولة في سلسلة قصص تدور أحداثها في يوم واحد من عام 1987، وتتقاطع فيها أحداث حول مراهقين من تيار البانك وأشخاص حليقي الرؤوس ومعركة بين موسيقيي الراب ونجمة في كرة السلة.
Thelma مغامرات جدّة
فيلم آخر طال انتظاره عرض خلال المهرجان هو العمل الكوميدي “ثيلما” الذي تدور أحداثه حول جدّة تخوض مغامرات مثيرة، في ما بشبه نسخة عن “ميشن إيمبوسبل” لكن في مرحلة الشيخوخة.
وقالت الممثلة الرئيسية في الفيلم جون سكويب (93 عاماً): “آمل أن يحصل عملنا على توزيع من جهة تسمح لنا بالعرض أولاً في قاعات السينما، ثم عبر الإنترنت“.
ستيفن سودربيرغ وريتشارد لينكلايتر
كما شارك في المهرجان مخرجان معتادان على هذا الحدث، هما ستيفن سودربيرغ وريتشارد لينكلايتر اللذان قدّما أحدث مشاريعهما. وشارك الأول مع Presence، وهو فيلم إثارة مخيف مع لوسي ليو في منزل مسكون، بينما قدّم الثاني قصة عن مسقط رأسه في السلسلة الوثائقية God Save Texas.
War game الألعاب قريبة جداً من الواقع
يقدّم فيلم “وور غيم” قصّة تمرين بين كبار ضباط الاستخبارات والساسة الأميركيين ينخرطون خلاله بلعبة تقوم على تبادل الأدوار، لتخيّل ما يمكن لإدارتهم فعله إذ ما حصل انقلاب بعد انتخابات رئاسية متنازع على نتائجها.
وقال مدير مهرجان صندانس الجديد، يوجين هيرنانديز، إنه في خضم هذا العام الذي سيشهد انتخابات رئاسية أميركية، “من المثير للقلق بالتأكيد أن نعرف أن الألعاب يمكن أن تكون قريبة جداً من الواقع“.
Black Box Diariesتجارب صحافية مع التحرّش
قدّمت الصحافية اليابانية شيوري إيتو، وهي شخصية بارزة في الحركة التي مكّنت من إصلاح قانون العقوبات الياباني لتوسيع تعريف الاغتصاب، عملاً بعنوان “بلاك بوكس دايريز”، وهو عبارة عن مذكرات عن اتهاماتها بالاغتصاب ضد مدير إحدى القنوات التلفزيونية، وكفاحها ضد كراهية النساء لتحسين تعامل النظام القضائي في قضايا العنف الجنسي.
وقالت قبل بث فيلمها الوثائقي: “لا أعرف ما أتوقعه، لكن هذه أميركا، لذا آمل أن أتمكن من مقابلة أشخاص سيشاركون تجاربهم أيضاً“.