شوبارد تكشف بريق الزمن: معرض L’Heure du Diamant يجوب عواصم الفخامة
من قلب جنيف، حيث تنبض صناعة الساعات السويسرية بأرقى أشكالها، تنطلق دار شوبارد هذا العام في رحلة استثنائية تحمل فيها أكثر من خمسة عشر ساعة مرصعة بالألماس من مجموعة L’Heure du Diamant، لتقدّمها ضمن معرضها المتنقّل، الذي سيتوقف في دبي وكان وباريس مقدّمًا قطعًا تراثية نادرة وأخرى معاصرة. إنه ليس مجرد عرض، بل نافذة على عالم تلتقي فيه الحرفية الميكانيكية مع البريق الخالد.
حيث يلتقي التراث بالابتكار
في عالم يُقاس فيه الوقت غالباً بالدقائق والساعات، قررت شوبارد أن تعيد تعريفه بالبريق. مع أكثر من 15 ساعة مرصعة بالألماس، تنطلق الدار السويسرية في رحلة عالمية تكشف فيها أسرار مجموعتها الأيقونية L’Heure du Diamant، حيث يلتقي التراث الممتد 160 عاماً بروح الابتكار.
تسلّط ساعات المعرض الـ15 الضوء على بصمات شوبارد المميزة، مثل المواني المصنوعة من الأحجار الكريمة، والألماس المثبت بتقنية الترصيع التاجي، والأساور ببنية شبيهة بلحاء الشجر. وقد انطلق هذا المعرض من جنيف ليتجول في وجهات عالمية، بما في ذلك دبي وكان وباريس، حيث ستعرض فيه قطع تراثية مثل L’Heure du Diamant إلى جانب ساعات ومجوهرات معاصرة، مثل مجموعة Precious Hours وساعة L’Heure du Diamant Moonphase التي تعرض منازل القمر.
حين يلتقي وهج الألماس بفن صناعة الساعات
منذ أكثر من قرن ونصف، تكتب دار شوبارد فصولًا من الإبداع والحرفية الفائقة في عالم الساعات الفاخرة، لتصبح اليوم مرادفًا لعبارة “خبيرة الساعات المجوهرة”. ومن بين إبداعاتها الأيقونية، تتألق مجموعة L’Heure du Diamant كقصيدة تحتفي بالألماس والفخامة، ممزوجة بدقة هندسية وتاريخ عريق من الابتكار.
بعيدًا عن أضواء المعرض، تعود قصة دار شوبارد إلى أكثر من 160 عامًا، حين وضع لويس أوليس شوبارد أسس دار تحمل اسمه، قبل أن تلتقي في ستينيات القرن الماضي بعائلة شوفوليه، حاملة معها إرث صياغة المجوهرات من مدينة بفورتسهايم الألمانية. ومنذ تلك اللحظة، أصبحت الساعات المجوهرة قلب هوية شوبارد، تجمع بين دقة السويسريين وذوق صائغي الذهب الألمان.
وقد تميّزت تصاميم العلامة بترصيعات ماسية تعرض تفاعلاً استثنائياً بين الأحجار ذات قطع الباغيت المستطيل وقطع بريلينت المستدير. وفي أواخر الستينيات، اكتسبت الدار شهرة عالمية بفضل إبداعاتها وبراعتها الفنية، لاسيما أنها فازت 15 مرة بجائزة Golden Rose of Baden-Baden، التي اشتهرت في ذلك الوقت بلقب “جوائز الأوسكار” للساعات المجوهرة. كما فازت شوبارد مرتين خلال هذه الفترة بجائزة “الألماس الدولية” Diamond International Award، التي تحظى بمكانة مرموقة للغاية على الصعيد العالمي. وشهدت تلك الفترة أيضاً ظهور شعار “خبراء الساعات المجوهرة” Maîtres de la montre-bijoux في إعلانات شوبارد آنذاك، ما عزز شهرتها المتنامية في هذا المجال.
ألوان حيوية وتقنيات مبتكرة
جلبت سبعينيات القرن العشرين لمسات جمالية جديدة وجريئة، تعكس زخم تلك الحقبة وتطور خبرة شوبارد، فتميّزت الساعات مثل ساعة Concord في عام 1976 بمواني من الأحجار الكريمة وبألوان نابضة بالحيوية وأساور منحوتة، بما في ذلك تصميم “شبكة ميلان” المجدول وتصميم بنية لحاء الشجر – وهي تقنيات كانت عائلة شوفوليه قد أتقنتها منذ زمن طويل. وأصبحت هذه المهارة جزءاً لا يتجزأ من هوية شوبارد البصرية، التي تجمع بسلاسة بين تقاليد صياغة الذهب والدقة السويسرية في صناعة الساعات. وشهدت تلك الحقبة أيضاً إطلاق مجموعة Belle Epoque، التي أعادت تجسيد زخارف الزهور المنحنية من أوائل القرن العشرين برؤية جديدة تلائم الجمهور المعاصر.
بحلول تسعينيات القرن العشرين، اشتهرت شوبارد بساعاتها المجوهرة فأبدعت في عام 1997 أغلى ساعة في العالم، وهي ساعة Chopardissimo الفريدة التي استغرق صنعها 2000 ساعة عمل وتألقت بأحجار ألماس يبلغ عددها 874 ألماسة وإجمالي وزنها 163 قيراطًا. كما عزز إطلاق مجموعة ساعات L’Heure du Diamant، في عام 2012 التراث المشترك بين شوبارد وعائلة شوفوليه في ابتكار “مجوهرات تعرض الوقت”، حتى فاز أحد موديلات المجموعة بجائزة “الساعة المجوهرة” في مسابقة “جوائز جنيف الكبرى للساعات الراقية” في العام التالي.
منذ ذلك الحين، لم تعد الساعات المجوهرة مجرد إكسسوار، بل أصبحت توقيعًا شخصيًا، ورمزًا لحضور لا يُنسى.
ومع L’Heure du Diamant، تصل هذه الحكاية إلى ذروة بريقها. كل حجر ألماس في المجموعة يلتقط الضوء بفضل تقنية الترصيع التاجي الحصرية، حيث تُثبَّت الأحجار على شكل V، فتسمح لوهجها بأن يتنفس بحرية، ويشع في كل اتجاه. في ساعات L’Heure du Diamant، لا يكتفي الألماس بدور الزينة؛ فهو روح الساعة ولغتها. والنتيجة، بريق يأسر العين في النهار كما في الليل.
قصة وراء كل مينا وسوار
لكن القصة لا تكتمل دون المواني التي تشبه لوحات فنية صغيرة: لآلئ متلألئة، وأحجار كريمة مثل الملاكيت الأخضر العميق إلى الأوبال المتلألئ وعين النمر الدافئة، وصولًا إلى تطعيمات اللؤلؤ وزخارف غالوشيه، كلّها تحاكي ألوان الطبيعة وعمقها. أما الأساور فهي بدورها تحفة بحد ذاتها، منقوشة يدويًا ببنية لحاء الشجر، مصنوعة من ذهب أخلاقي 100%، لتمنح الساعة ملمسًا يحكي عن تاريخ صياغة الذهب في ورشات الدار.
المسؤولية الاجتماعية
في عام 2018، أصبحت شوبارد أول دار لصناعة الساعات الراقية والمجوهرات الفاخرة تلتزم باستخدام الذهب الأخلاقي بنسبة 100% في صنع جميع إبداعاتها من الساعات والمجوهرات، بما في ذلك مجموعة ساعات L’Heuredu Diamant، مؤكدة بذلك على نهج “رحلتها نحو الترف المستدام”.
تصاميم متألقة وحركات ريادية
الى جانب تصاميمها المجوهرة اللافتة التي لا تخطئها العين، تتميّز ساعات شوبارد بحركاتها الميكانيكية المبتكرة، ففي قلب هذه الجواهر، تنبض حركات ابتكرتها شوبارد بعناية. في عام 2024، كان إطلاق عيار 10.01-C المخصص لساعة L’Heure du Diamant، بمثابة إنجاز آخر باعتباره أصغر وأنحف آلية حركة مصنوعة ضمن ورشات الدار تطرح في سوق الساعات، حيث يبلغ قطرها 15.70 ملم وسماكتها 2.90 ملم فقط.
كذلك تتألق ساعات شوبارد بعيار 09.02-C الذي يرسم أطوار القمر على المعصم، كلوحة سماوية صغيرة في توازن بين الدقة التقنية والفخامة الجمالية.
وفي عام 2025، تواصل شوبارد الاحتفاء بإرثها في صناعة الساعات المجوهرة من خلال العديد من المبادرات البارزة، حيث تقدم للمرة الأولى آلية تقنية معقدة لعرض منازل القمر ضمن ساعة L’Heure du Diamant، مما أضاف فصلاً جديداً من التطور الميكانيكي إلى فصول المجموعة.
بيلا حديد… الوجه الأيقوني
كوجه عالمي للحملة، تجسّد بيلا حديد روح المجموعة في صور تتأرجح بين الجرأة والأنوثة، بعدسة إيثان جيمس غرين، محاطة بالزهور كرمز للبهجة والحياة، تماماً مثل ساعات L’Heure du Diamant.
وقد ظهرت بيلا حديد، وهي تتزيّن بساعات مرصعة بالألماس وأطقمًا من الذهب الأبيض، حيث يلتقي البريق مع الجرأة في مشهد يختصر روح المجموعة.
في النهاية، L’Heure du Diamant ليست مجرد ساعة، بل وعدٌ بلحظات تُعاش بكامل وهجها، حيث يجتمع الزمن مع الحرفية والألماس ليصنعا معًا أسطورة تُورّث للأجيال.سواء ارتديتها على معصمك أو تأملتها خلف زجاج المعرض، تبقى L’Heure du Diamant وعدًا بأن الوقت يمكن أن يُقاس بالبريق، وأن اللحظات الأجمل هي تلك التي تُعاش بكل وهجها.