تقرير بين آند كومباني يكشف عن الملامح المستقبلية في قطاع التجزئة
في وقت تتعامل فيه شركات التجزئة حول العالم مع أزمات فورية كارتفاع الرسوم الجمركية وتغير سلوك المستهلك، أطلقت شركة بين آند كومباني تقريرًا جديدًا يدعو إلى رفع مستوى الجاهزية لمواجهة ستة تحولات عميقة ستُعيد تشكيل قطاع التجزئة خلال السنوات العشر المقبلة، وتفتح الباب لما سمّته الشركة عصر النهضة في قطاع التجزئة.
الاستعداد للتحوّل الشامل في قطاع التجزئة
التقرير، الذي حمل عنوان مستقبل التجزئة: ستة اضطرابات قد تشكّل العقد المقبل، تمّ نشره قبيل انطلاق المنتدى العالمي للسلع الاستهلاكية في أمستردام، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 13 يونيو 2025. وتضمّن التقرير تحذيراً من الأزمات اليومية التي قد تحجب الرؤية الاستراتيجية. وقال مارك-أندريه كاميل، الشريك والرئيس العالمي لقسم التجزئة في شركة بين: “التجزئة تقف على أعتاب تحوّل شامل. هذه التغيرات ليست نظرية، بل تحدث الآن. من لا يستعد لها سيكون خارج المنافسة”.
التحولات الستة التي سترسم ملامح العقد المقبل
أورد تقرير بين آند كومباني ستة تحولات من شأنها أن تساهم في رسم الملامح المستقبلية خلال العقد المقبل وهي:
الذكاء الاصطناعي والأتمتة ستدير أعمال التجزئة: عمليات مثل التسعير والعروض والترويج ستُدار بالكامل عبر الخوارزميات والروبوتات، ما يعني أنّ الشركات التي لا تعتمد على هذه التقنيات ستخسر نقاطًا ثمينة من أرباحها.
وكلاء التسوق بالذكاء الاصطناعي سيُغيّرون قواعد ولاء العملاء: مع تسليم المستهلكين قرارات الشراء لوكلاء افتراضيين لا يهتمون بالعلامة التجارية، ستتراجع فعالية استراتيجيات الولاء التقليدية والإعلانات الرقمية ما لم تتطوّر بسرعة.
القيمة لم تعد في السعر فقط بل في اللحظة: النجاح في المستقبل يعتمد على تقديم قيمة مخصّصة وسياقية في الوقت الحقيقي. الشركات الرائدة ستستخدم بيانات دقيقة لرسم سلوك المستهلك الكامل وتحليله لحظيًا.
العلامات التجارية الخاصة ستقود تحوّل متاجر البقالة: نحو 50% من المتسوقين في أميركا وأوروبا باتوا يفضّلون المنتجات ذات العلامات الخاصة، ما يحوّل البائعين إلى منتجين وينقل القوّة التنافسيّة إلى من يقدّم منتجات حصرية لا يمكن الحصول عليها في أي مكان آخر.
إعادة التفكير في عدد المتاجر الفعلية: قد لا تحتاج الشركات إلى نفس عدد المتاجر التقليدية، بل يجب التفكير في استخدامات بديلة للمساحات التجارية كالتأجير أو الامتيازات.
التوسّع خارج الحدود هو المستقبل: الاكتفاء بالنطاق المحلي لم يَعد كافيًا. النمو في السوق يتطلب الآن اندماجات واستحواذات دولية، إضافةً إلى شراكات استراتيجية وتمويل رقمي لتحفيز الابتكار.
ارتفاع مساهمة الإيرادات ما بعد البيع
يُشير التقرير إلى أنّ كبرى شركات التجزئة بدأت بالفعل تنويع مصادر دخلها، متوسعة إلى قطاعات مثل: الإعلام التجاري والأسواق الإلكترونية والخدمات المالية واللوجستيات. وقد شكّلت هذه الإيرادات غير التقليدية 15% من المبيعات و25% من الأرباح في عام 2024، مقارنة بـ10% فقط في عام 2021. وأوضح كاميل في هذا الإطار إلى أنّ الفائزون في التجزئة سيكونون هم من يفكرون في ما بعد دورة الأرباح الفصلية. من يخطط الآن ويستثمر بذكاء، سيقود العصر المقبل من التفوق في السوق.
عصر جديد من التجزئة يبدأ الآن
إذا كان العقد الماضي شهد صعود التجارة الإلكترونية، فإن العقد المقبل سيكون عصر التكامل الذكي بين التقنية والسلوك البشري والربحية. وفي تقريرها الجديد، تدق شركة بين آند كومباني ناقوس التغيير وتُقدّم للشركات خارطة طريق واضحة: “من لا يتحرك اليوم، قد لا يكون له مكان غدًا”.