مستقبل المجوهرات في 2026: تحول جريء نحو التعبير الفردي والفخامة المتجددة

في ظل تحولات متسارعة يشهدها عالم الموضة، يطل معرض المجوهرات والساعات JWS في أبوظبي بنسخته الأخيرة، التي اختُتمت فعالياتها في 16 نوفمبر 2025، ليقدم رؤية شاملة للتوجهات التي ستشكل صناعة المجوهرات خلال عام 2026. يكشف تحليل معمق لتصريحات خبراء الصناعة والعروض المقدمة في المعرض عن توجه واضح نحو التصاميم الجريئة، العودة القوية للألوان، والدمج المتقن للمعادن الثمينة، وكلها عوامل تصب في تعزيز المجوهرات كأداة أساسية للتعبير عن الذات والشخصية الفريدة. ويُجمع الخبراء على أنّ عام 2026 لن يكون مجرد استمرار للأنماط السائدة، بل نقطة تحول نحو فخامة معاصرة تجمع بين الابتكار والاحتفاء بالجانب الكلاسيكي، مع التركيز على القطع التي تروي قصصاً شخصية وتترك أثراً.
عودة الألوان: لوحة فنية تعيد الروح للقطع

بعد فترة طويلة هيمنت فيها الدرجات الحيادية والرمادية على ساحة الموضة، يبدو أنّ عام 2026 سيشهد ثورة لونية في عالم المجوهرات. يؤكد خبراء الصناعة أنّ الألوان ليست مجرد تفضيل جمالي، بل وسيلة قوية لإحياء المشاعر وإضفاء أبعاد جديدة على القطع. وفي هذا السياق، يشرح فابريزيو سايني، الرئيس التنفيذي لشركة نيفي للمجوهرات، الرؤية الكامنة وراء هذا التوجه قائلاً: “نيفي استلهمت من زهرة الفرانجيباني، رمز التجدد والضياء، لتعيد الألوان إلى الواجهة. ومن خلال جمال اليشم العميق وحضور الزمرد النابض، نهدف إلى استعادة الإحساس بالحيوية والتناغم والأمل، وتقديم تذكير بأنّ العالم ما زال يحتفظ بألوانه المشرقة.” يُظهر هذا التوجه تحولاً في طريقة تعامل العلامات التجارية مع المجوهرات، من كونها مجرد زينة إلى وسيلة للتعبير عن الهوية والمشاعر ورواية القصص الشخصية، ما يعزز الارتباط العاطفي بين المستهلك والقطعة التي يرتديها.
القطع اللافتة: المجوهرات كبيان شخصي وفني

تتجه صناعة المجوهرات نحو إعادة تعريف مفهوم الحجم والتأثير. فمن المتوقع أن تشهد تصاميم 2026 ابتعاداً عن البساطة المفرطة، لتعود القطع اللافتة ذات الحضور القوي لتتصدر المشهد. لم يعد المستهلك يبحث عن مجرد إكسسوار، بل عن قطعة تحمل معنى عميقاً وتترك أثراً بصرياً وعاطفياً. تتبنى شركة سالفادوري هذا النهج من خلال تقديم تصاميم جريئة تحول المجوهرات إلى تجربة فنية. تؤكد مارزيا بنديني، مالكة سالفادوري، على هذه الفلسفة قائلة: “نلاحظ اليوم رغبة واضحة لدى العملاء في اقتناء قطع تحمل طابعاً فنياً. نسعى في كل تصميم إلى تقديم قطعة تتجاوز كونها إكسسواراً، لتصبح وسيلة للتعبير عن الذات وعن أسلوب صاحبها، وتضيف لمسة تُغيّر الإطلالة بالكامل.” يعكس هذا التوجه رغبة المستهلك المتزايدة في التفرّد والبحث عن قطع مميزة لا تتميز بفرادتها فحسب، بل تعكس أيضاً شخصية مرتديها. يتوقع الخبراء أن يستمر هذا الطلب، ما يجعل من المجوهرات اللافتة عنصراً أساسياً في خزانة كل مهتم بالموضة.
تناغم المعادن: الذهب الأبيض والأصفر في تزاوج أنيق

يشهد عام 2026 ازدهاراً ملحوظاً في استخدام مبدأ التناغم في تصميم المجوهرات، مع تزايد اعتماد مزيج الذهب الأبيض والأصفر. هذا الدمج لا يمثل مجرد صيحة عابرة، بل يعكس رغبة المستهلكين في قطع متعددة الاستخدامات تجمع بين صفاء الذهب الأبيض ودفء الذهب الأصفر، ما يوفر توازناً بصرياً أنيقاً. وقالت مانويلا سكولكو، الرئيسة التنفيذية لـ Balloo Gioielli Firenze، عن هذه الظاهرة : “تعكس مجموعتنا الأخيرة دفء الذهب الأصفر، مع طبقات من الذهب الأبيض وعناصر بارزة مثل اللؤلؤ وألوان ناعمة أخرى، بهدف إضافة عمق وتباين وجاذبية بصرية تتماشى مع تطلعات مستهلكي اليوم.” يُقدم هذا الأسلوب ثنائي اللون مرونة لا مثيل لها، تسمح بالانتقال السلس بين الإطلالات المختلفة مع الحفاظ على طابع موحد ومميز، مما يؤكد على تفضيل المستهلكين للتصاميم الخالدة ذات القدرة على “التكيف الأنيق”.
اللؤلؤ المعاصر: أيقونة لا تنتهي بتصاميم متجددة

يُعيد اللؤلؤ اكتشاف نفسه في عام 2026، ليستعيد مكانته كأحد أكثر العناصر تعبيراً وأناقة في تصميم المجوهرات، ولكن هذه المرة بلمسة عصرية جريئة. لم يعد استخدام اللؤلؤ مقتصراً على الأشكال الكلاسيكية فحسب، بل يُعاد تقديمه بطرق مبتكرة تشمل الطبقات المتعددة، الأحجام الأكثر جرأة، والتكوينات الحديثة التي تضفي حيوية جديدة على هذا الحجر التقليدي. وفي هذا السياق، يوضح أكشيت جوخرو، مؤسس جيم إكسبيرينس، أهمية هذا التطور: “لطالما تميّز اللؤلؤ بأناقته الخالدة، لكننا نشهده اليوم يُقدَّم بأساليب أكثر جرأة وتعبيراً. يتيح لنا جماله الطبيعي ابتكار قطع تجمع بين الطابع الكلاسيكي واللمسات المعاصرة، في تذكير دائم بأن الأناقة الحقيقية لا ترتبط بوقت.”
تصاميم حديثة متعددة الأبعاد
View this post on Instagram
يعكس نهج علامات مثل “جيم إكسبيرينس” توجهاً أوسع في القطاع، حيث يعيد المصممون صياغة اللآلئ التقليدية ضمن تصاميم حديثة متعددة الأبعاد تحمل حضوراً بصرياً وعمقاً عاطفياً. ومع تزايد توجه المستهلكين نحو مجوهرات تحمل قيمة ومعنى يتجاوزان صيحات الموضة السريعة، يبرز اللؤلؤ كمادة أساسية لعام 2026، بوصفه عنصراً يجمع بين التراث والتعبير العصري عن الذات.
View this post on Instagram
يُظهر عام 2026 تحولاً نوعياً في عالم المجوهرات، حيث تتجاوز القطع وظيفتها التقليدية لتصبح تعبيراً فنياً وشخصياً. من الألوان الجريئة والقطع اللافتة إلى الدمج الأنيق للمعادن وإعادة اكتشاف اللؤلؤ بأسلوب عصري، تؤكد هذه التوجهات على أنّ المستهلك يبحث عن ما هو أعمق من مجرد الجمال المادي. إنه يبحث عن القصة، عن الهوية، وعن قطعة تحمل قيمة ومعنى يتجاوزان الزمن. وقد شكّل معرض JWS في أبوظبي منصة محورية للكشف عن هذه الرؤى المستقبلية التي ستحدد ملامح صناعة المجوهرات لسنوات مقبلة.
