عيوننا في خطر.. التحديق بالشاشات يهدد البصر ويكشف أسرار الإجهاد الرقمي!

هل تعلم أنّ مجرد ساعة واحدة يوميًا من التحديق في شاشة هاتفك الذكي قد تكون كافية لتهديد صحة عينيك؟ دراسة علمية حديثة تدق ناقوس الخطر، كاشفة أنّ الأمر لا يتعلق فقط بالوقت الذي نقضيه أمام الشاشات، بل بنوع المحتوى الذي نستهلكه، وتحديدًا المقاطع القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي.
View this post on Instagram
مع تزايد اعتمادنا على الهواتف الذكية، حيث يمتلك نحو 90% من مستخدمي الهواتف المحمولة جهازًا واحدًا على الأقل، تتصاعد المخاوف بشأن تأثير هذه الأجهزة على صحة العين والرؤية. فإجهاد العين الرقمي، الذي يتجلى في أعراض مثل تشوش الرؤية، ازدواجية النظر، وزيادة إفراز الدموع، أصبح ظاهرة عالمية تستدعي الانتباه.
سر التعب البصري: الرمشات تكشف المستور!
View this post on Instagram
في محاولة لفهم أعمق لهذه المخاطر، أجرى فريق من الباحثين في الهند، حيث معدلات استخدام الهواتف الذكية مرتفعة بشكل لافت، دراسة رائدة شملت 30 شابًا. استخدم العلماء نظامًا محمولًا مبتكرًا لمراقبة العين، يعتمد على جهاز Raspberry Pi وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، لتتبع مؤشرات حيوية مثل معدل الرمش، قطر البؤبؤ، والفواصل الزمنية بين الرمشات. وجاءت النتائج صادمة، حيث انخفض معدل الرمش لدى المشاركين بنسبة تتراوح بين 54% و61% خلال ساعة واحدة فقط من استخدام الهاتف! وفي المقابل، زادت الفواصل الزمنية بين الرمشات بنسبة تتراوح بين 39% و42%. هذا يعني أنّ أعيننا تبقى مفتوحة لفترات أطول بكثير ما هو طبيعي، وهو مؤشر واضح وقوي على التعب البصري المتزايد.
تيك توك وريلز: المحتوى القصير هو الجاني الأكبر!

لم تكتفِ الدراسة بالكشف عن انخفاض معدل الرمش، بل تعمقت في تحديد نوع المحتوى الأكثر ضررًا. خلال جلسات استخدام استمرت ساعة واحدة على هواتف Realme 6 Pro، قام المشاركون بأنشطة متنوعة: قراءة كتب إلكترونية، مشاهدة فيديوهات، وتصفح مقاطع قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وحسب نتائج الدراسة، فإنّ تصفح المقاطع القصيرة على المنصات الاجتماعية تسبب في أعلى مستويات الإجهاد البصري مقارنة بقراءة الكتب أو مشاهدة الفيديوهات. يفسر الباحثون ذلك بأنّ التغيرات المستمرة في المحتوى وسطوع الشاشة أثناء تصفح وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى إجهاد بصري أكبر. فالتنقل السريع بين المقاطع، وتغير الألوان والإضاءة بشكل مستمر، يضع ضغطًا هائلاً على العينين.
لماذا هذه الدراسة مختلفة؟ نظرة أعمق على الاستخدام اليومي

تكمن أهمية هذه الدراسة في تجاوزها للقيود التي واجهتها الأبحاث السابقة. فمعظم الدراسات السابقة اقتصرت على مراقبة التعب البصري لفترات قصيرة جدًا (من 3 إلى 15 دقيقة)، وهو ما لا يعكس الاستخدام الفعلي للهواتف في حياتنا اليومية. أما هذه التجربة، فقد اعتمدت على فترة أطول وأكثر واقعية (ساعة كاملة)، وإن كانت لا تزال أقل بكثير من متوسط استخدام الأفراد للهواتف يوميًا. هذا ما يجعل نتائجها أكثر دقة وقابلية للتطبيق على نطاق واسع.
دعوة للوعي: حماية أعيننا مسؤوليتنا

يرى الباحثون أنّ هذه النتائج يجب أن تكون بمثابة دعوة عاجلة لإطلاق مبادرات توعية واسعة النطاق للصحة العامة. الهدف هو حث المستخدمين على حماية أعينهم عبر تقليل وقت التصفح، خصوصًا على تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على المحتوى القصير والمتغير باستمرار. كما أشار الباحثون إلى أنّ النظام المحمول منخفض التكلفة الذي طوروه لمراقبة العين قد يمثل أداة فعالة لمراقبة هذه المشكلة الصحية المتنامية ومعالجتها. ففي عالم يزداد فيه اعتمادنا على الشاشات، أصبح فهم هذه المخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية أمرًا لا غنى عنه للحفاظ على صحة بصرنا.
View this post on Instagram
هل أنت مستعد لتغيير عاداتك الرقمية لحماية أغلى ما تملك؟ عيناك تستحقان ذلك!
