Bruce Clay

ريادة نسائية: المايسترا أمل القرمازي تتألق مع أوركسترا مزيكا في الكويت

المايسترا أمل القرمازي تتألق في الكويت: إعادة تعريف الريادة النسائية في الموسيقى العربية
المايسترا أمل القرمازي تتألق في الكويت: إعادة تعريف الريادة النسائية في الموسيقى العربية

في ليلةٍ استثنائيةٍ ستبقى محفورةً في ذاكرة الموسيقى العربية، قادت المايسترا التونسية أمل القرمازي أوركسترا مزيكا العالمية على خشبة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت. جاء هذا الحدث ضمن فعاليات الدورة الـ25 من مهرجان الموسيقى الدولي، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليقدم أمسيةً ساحرةً بعنوان أنغام من المغرب العربي، من المحيط إلى الخليج، ويشكل علامة فارقة في مسيرة القيادة النسائية في عالم الموسيقى.

لحظة تاريخية للقيادة النسائية

This slideshow requires JavaScript.

تجاوزت الأمسية كونها مجرد حفل موسيقي لتصبح رمزاً للريادة النسائية العربية. فقد أثبتت المايسترا أمل القرمازي، التي تتمتع بسمعة عالمية في قيادة الأوركسترا على أهم المسارح الأوروبية والعالمية، قدرتها الفائقة على إدارة عرض موسيقي بهذا الحجم والتعقيد. بحضورها الآسر وعصاها التي نسجت إيقاعاً يجمع بين الأصالة والابتكار، أكّدت القرمازي أنّ الموسيقى ليست مجرد لغة عالمية، بل هي أيضاً مرآة تعكس التغيير الثقافي والاجتماعي، وتمنح إرثاً فنياً عريقاً حياةً جديدة بروح عصرية.

رحلة موسيقية من المحيط إلى الخليج

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (@kw_nccal)

تميزت الأمسية، التي أقيمت تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بتنوعها واحترافيتها. فقد قدمت أوركسترا مزيكا برنامجاً فنياً غنياً تضمّن أعمالاً أعيد توزيعها خصيصاً للأوركسترا، مستحضرةً أصواتاً ورموزاً موسيقية من المغرب العربي، من تونس والجزائر والمغرب. تماوجت الألحان الشعبية مع النفَس السمفوني الراقي، مقدمةً باقة من الأغاني الخالدة مثل قال جاني بعد يومين لسميرة سعيد، وعز الحبايب لصابر الرباعي، ولولا الملامة لوردة، ووحياتي عندك لذكرى، إلى جانب روائع مثل مزيانة، يا رايح، سيدي منصور، علّي جرى، بنت بلادي، وعبد القادر. وقد أثرى الحفل أداء الفنان مهدي عياشي بصوته المخملي، والفنانة لمياء جمال التي ألهبت الجمهور بأدائها الذي جمع بين الشجن والقوة، في تناغمٍ بديع مع الأوركسترا.

أوركسترا مزيكا: جسر ثقافي عالمي

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Mazzika Orchestra (@mazzika_orchestra)

لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولا الرؤية المؤسسية المبدعة للدكتور شادي حاكمة، المؤسس والمدير العام لأوركسترا مزيكا. فمنذ تأسيسها عام 2017، نجحت مزيكا في التحول إلى علامة فارقة في المشهد الموسيقي العالمي، مزجت بين الجماليات المعاصرة والهوية العربية الأصيلة، لتشكل جسر عبور ثقافي يتخطى كل الحدود. بقيادة الدكتورة أمل القرمازي منذ عام 2019، بات اسم أوركسترا مزيكا مرادفاً للجودة الفنية والابتكار، حيث تعاونت مع أكثر من 25 فناناً من العالم العربي، وقدمت عروضاً ضخمة لاقت ترحيباً واسعاً في باريس ونيويورك ومونتريال وغيرها من المدن العالمية، معيدةً تقديم الإرث الموسيقي العربي برؤية أوركسترالية حديثة.

رسالة الفن التي توحّد وتلهم

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (@kw_nccal)

أكدت أوركسترا مزيكا من خلال هذا الحفل الباهر في الكويت رسالتها الثابتة في إبراز الموسيقى العربية كفن حي ونابض وقادر على ملامسة الأرواح أينما كانت. كانت الأمسية رحلة فنية نابضة جمعت بين التراث المغاربي والرؤية الأوركسترالية الحديثة، نقلت الجمهور من شواطئ الأطلسي إلى ضفاف الخليج، حيث امتزج عبق الأصالة بروعة التوزيع السمفوني. وفي ختام الأمسية، وقف الجمهور بتحية وتصفيق حار امتد لدقائق طويلة، لم يكن فقط تقديراً لأداء متقن، بل لرسالة إنسانية عميقة مفادها أنّ الموسيقى قادرة على أن تكون جسراً للحوار، واحتفالاً بالهوية المشتركة. بهذا الحفل، كتبت أوركسترا مزيكا فصلاً جديداً في روزنامة مشوارها الموسيقي الدولي، مؤكدةً أنّ النغمة العربية، حين تُعزف بروح عالمية، قادرة على أن تُبهر، وتوحِّد، وتلهم.