ثلاثة أفلام مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي ترفع راية السينما العربية عالمياً
في تألّقٍ سينمائي يعكس قوة الإبداع ودعم المواهب، سطعت ثلاثة أفلام مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي الدولي في مهرجان برلين السينمائي، وهي رؤوس محترقة، والقلب عضلة، ويلا باركور، حيث نجحت في خطف الأضواء وانتزاع جوائز مرموقة، مُرسّخةً بذلك حضورها القوي في واحد من أرقى المحافل السينمائية العالمية.
يُبرز عمق وتنوع الأفلام الحائزة على الجوائز مدى التزام مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بدعم المواهب الاستثنائية من خلال تبنّي صندوق البحر الأحمر للمشاريع السينمائية المميّزة. وفضلاً عن تكريم المواهب والإمكانات الإبداعية الاستثنائية لصنّاع الأفلام، تؤكد هذه الجوائز على دور المؤسسة في إيصال الأصوات غير المسموعة، ودعم القصص المؤثّرة، والمساهمة في صياغة مستقبل السينما العالمية.
القلب عضلة… رحلة بين ظلال الماضي ووهج الحقيقة
حصد فيلم القلب عضلة جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم في قسم البانوراما، ليؤكّد حضوره القوي في عالم السينما.
تتمحور أحداث الفيلم حول ريان، الأب الذي يعيش لحظة من الذعر عندما يختفي ابنه، البالغ من العمر خمس سنوات، لفترة وجيزة أثناء حفل شواء. إلّا أنّ ردّة فعله العنيفة على هذا الحدث البسيط ، تشعل فتيل سلسلة من التطورات المتسارعة، لتكشف عن أسرار دفينة كانت مطمورة في أعماق الماضي. وبينما تتشابك الخيوط، يجد ريان نفسه في رحلة غير متوقعة، ليس بحثاً عن الحقيقة فحسب، بل أيضاً عن ذاته، في تجربة سينمائية تحاكي صراعات الإنسان الداخلية وتعكس هشاشته أمام تقلبات الحياة.
يلا باركور… قفزً فوق الركام نحو الحرية والصمود
حصد فيلم يلا باركور المركز الثاني في جائزة الجمهور للأفلام الوثائقية ضمن قسم البانوراما، ليحصد إعجاب المشاهدين بواقعيته المؤثّرة وسرده العميق.
في أول تجربة لها في الإخراج الروائي الطويل، تعود عريب زعيتر إلى غزة، تلك المدينة التي وطأت أرضها للمرة الأولى في طفولتها، عندما زارتها برفقة والدتها الفلسطينية وهي في الرابعة من عمرها. لكن بعد وفاة والدتها، اجتاحها حنين جارف إلى هذا المكان الذي أصبح جزءاً من هويتها العاطفية، حتى صادفت مقطع فيديو لشباب من غزة يتحدّون الركام والدمار بممارسة رياضة الباركور، متنقلين بخفة وسط مشاهد الفوضى والانفجارات. هذه اللحظة لم تكن مجرّد مصادفة، بل كانت شرارة أشعلت رغبتها في العودة، لتروي عبر عدساتها قصة تنبض بالحياة، تجمع بين الإرادة والصمود والفن كوسيلة للتحدي والحرية.
رؤوس محترقة… تنويه خاص
حصل فيلم رؤوس محترقة على تنويه خاص كأفضل فيلم في قسم جيل 14 بلس، الذي يسلّط الضوء على قضايا الشباب.
يروي الفيلم قصة إيا، الفتاة الني تبلغ من العمر 12 عاماً، والتي تجد نفسها في مواجهة صراع داخلي عميق بعد فقدان أخيها الأكبر يونس بشكلٍ مفاجئ. وبينما تتأرجح بين الألم والحزن، تجد إيا القوة في قدرتها على التكيّف، وتستمد الدعم من أصدقاء يونس الذين يقفون إلى جانبها. مع مرور الوقت، تتمكّن إيا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، لتبدأ في إعادة بناء عالمها الذي تهدّم. الفيلم يجسّد بشكلٍ مؤثر رحلة الشفاء والتحدي، ويعكس عمق الصراع النفسي في مواجهة الفقد.
الشمس ترى كل شيء… تكريم الإبداع في مهرجان برلين ودعم السينما المستقلة
فاز فيلم الشمس ترى كل شيء، من إخراج وسام طانيوس وإنتاج كريستيان عيد، بجائزة إستراتيجيات الجمهور من صندوق السينما العالمي ضمن سوق الإنتاج المشترك في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
وبهذه المناسبة قالت شيفاني بانديا مالهوترا، المديرة العامة لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: “أهنئ هؤلاء المخرجين الرائعين على تكريم رؤاهم الإبداعية الفريدة من منصة مرموقة مثل مهرجان برلين السينمائي الدولي. ويؤكد نجاحهم هذا على التأثير القوي للقصص العظيمة، ويعزز كذلك التزامنا برعاية السينما المستقلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. ونحن في مؤسسة البحر الأحمر السينمائي نفخر بمساهمتنا في تمكين صنّاع الأفلام، ونتطلع إلى مواصلة تقديم قصص متنوعة وجذابة لجماهير جديدة حول العالم”.