Bruce Clay

أكتوبر الوردي: قصة شريط الأمل في مواجهة سرطان الثدي

أكتوبر الوردي: رمز التضامن والتقدم الطبي في معركة سرطان الثدي
أكتوبر الوردي: رمز التضامن والتقدم الطبي في معركة سرطان الثدي

مع حلول شهر أكتوبر من كل عام، تتلون المدن حول العالم باللون الوردي، رمزًا عالميًا للتوعية بسرطان الثدي. تتّحد المبادرات الصحية والمنظمات المجتمعية لنشر الوعي حول هذا المرض، وتشجيع الفحص المبكر، ودعم المصابين. لكن ما هي قصة هذا الشريط الوردي الذي أصبح أيقونة للأمل والتضامن؟ وكيف يتطور فهمنا وعلاجنا لهذا المرض الذي لا يزال يشكل تحديًا صحيًا عالميًا؟

من شريط الخوخ إلى الرمز الوردي: ولادة أيقونة عالمية

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Tiffany/Tia (@tia.pia.bo.bia)

تعود جذور قصة الشريط الوردي إلى أوائل التسعينيات، عندما ابتكرت شارلوت هالي، التي عانت عائلتها من سرطان الثدي، شريطًا صغيرًا بلون الخوخ. وزعت هالي آلاف الشرائط مع بطاقة توعوية جريئة كتب عليها: “الميزانية السنوية للمعهد الوطني للسرطان تبلغ 1.8 مليار دولار، يُخصّص 5% فقط منها للوقاية. ساعدونا على إيقاظ مشرّعينا وأميركا بارتداء هذا الشريط”.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by El Tetival (@eltetival)

سرعان ما انتشرت فكرتها، وحاولت الشركات ووسائل الإعلام التعاون معها، لكنها رفضت بحجة أنّ تلك الجهات تسعى وراء مصالح تجارية. عندها تدخلت مجلة SELF، وبناءً على استشارة قانونية تقضي بتغيير اللون لتجنب النزاعات التجارية، وُلد الشريط الوردي. وفي أكتوبر 1992، طرحت شركة إستي لودر الشريط الوردي لأول مرة في متاجرها، ليتحول إلى رمز جديد للقوة والأمل، ويتجاوز كونه مجرد قطعة قماش ليصبح حركة تضامنية عالمية.

تطور الرمز: ألوان متعددة لأنواع مختلفة

لم يقتصر الشريط الوردي على لون واحد؛ فقد ظهرت لاحقًا درجات وألوان مرتبطة بأنواع مختلفة من المرض، مثل الوردي الساخن لسرطان الثدي الالتهابي، والأزرق المخضر مع الوردي للسرطانات الوراثية، والأزرق والوردي لسرطان الثدي عند الرجال، وألوان مركبة لسرطان الثدي النقيلي. ومع مرور الوقت، تبنت منظمات سرطان الثدي حول العالم هذا الرمز، وسجلت العديد منها شرائط وردية خاصة بها كعلامات تجارية، تخليدًا لجهودها ودعمًا للمصابين. تصف كانديس داي، مديرة التسويق الأولى في المؤسسة الوطنية لسرطان الثدي (NBCF)، الشريط الوردي بأنه “رمز للأمل والتكاتف مع جميع النساء اللواتي تأثرن بسرطان الثدي، ورسالة يجب أن تُنشر طوال العام، لا في أكتوبر فقط”. ويُجسد هذا الشريط اليوم التزامًا جماعيًا بالمضي نحو مستقبل أكثر إشراقًا، يقوم على التوعية المبكرة، ودعم المرضى، وكسر حاجز الوصمة المجتمعية.

طمأنة للمتعافيات: دراسة حديثة حول تكرار الإصابة

في خبر سار للمتعافيات من سرطان الثدي، كشفت دراسة حديثة نشرتها الدورية العلمية بريتيش ميديكال جورنال، أنّ احتمالات تكرار الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للمتعافيات من المرض في سن مبكرة منخفضة نسبيًا، حيث تتراوح ما بين 2% إلى 3% فقط مقارنةً بالنساء اللاتي لم يسبق إصابتهن بالمرض. وقد تساعد نتائج هذه الدراسة في طمأنة كثير من المتعافيات اللاتي يعتقدن أنّ احتمالات إصابتهن بالمرض الخبيث مرة أخرى أعلى مقارنة بغيرهن من النساء. يؤكد العلماء أنه رغم أنّ مخاطر تكرار الإصابة بالسرطان تظل قائمة، إلا أنّ النسبة تتباين من دراسة لأخرى، كما أنّ احتمالات تكرار الإصابة بالمرض تقترن بعوامل أخرى مثل نوعية العلاج وأنماط الحياة الاجتماعية والصحية فضلاً عن عوامل وراثية. استخدم الباحثون بيانات من المركز الوطني لتسجيل بيانات السرطان في إنجلترا، واستندت النتائج إلى حالة 476 ألفًا و373 مريضة بسرطان الثدي خلال الفترة من 1993 حتى 2016 في الشرائح العمرية بين 20 إلى 75 عامًا. وخلال فترة المتابعة، تبيّن أنّ 64 ألفًا و747 امرأة أصيبت بنفس نوع السرطان مرة ثانية، ولكن الدراسة أكدت أنّ هذا المعدل ليس مرتفعًا بشكلٍ كبير مقارنةً بمن لم يسبق لهن الإصابة بالمرض الخبيث.

أرقام مبشّرة للمتعافيات

وخلال 20 عامًا، أصيبت 13.6% من المتعافيات بأنواع أخرى من السرطان غير سرطان الثدي، ولاسيما سرطان الرحم والرئة والأمعاء، بزيادة نسبتها 2.1% مقارنةً بمن لم يسبق لهن الإصابة بالسرطان، كما أصيبت 5.6% من المتعافيات بسرطان الثدي المقابل مرة أخرى، بزيادة نسبتها 3.1% مقارنة بمن لم يصبن بالمرض من قبل. وبالنسبة للنساء اللاتي أصبن بالمرض في سن الأربعين، بلغت نسبة احتمال تكرار الإصابة بالسرطان مرة أخرى في سن الستين 6% مقابل 2% إلى 4% بالنسبة لمن لم يسبق لهن الإصابة بالمرض. يقول فريق الدراسة إنّ ما يقدر بـ7% من حالات تكرار الإصابة بسرطان الثدي ربما تكون ناجمة عن وسائل العلاج المساعدة بعد العلاج الأولي مثل الجراحات، ولكنهم يؤكدون بالرغم من ذلك على أهمية هذه الوسائل العلاجية المساعدة في جميع الحالات المرضية تقريبًا عندما ينصح الأطباء باللجوء إليها.

علاج جديد يعيد الأمل: بصيص نور لمريضات  HER2 الضعيف

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Dr Mouza Al Ameri (@dr.mouzaalameri)

رغم تطور العلاجات لمرض السرطان، لا تزال هناك حالات معينة تكون فيها الاختيارات محدودة، خصوصًا في مراحل متقدمة. لكن يأتي علاج جديد ليعيد الأمل لمريضات سرطان الثدي من نوع معين. يُعدّ سرطان الثدي مرضًا في غاية الصعوبة على المرأة. وإذ تشدد التوصيات الطبية على أهمية الكشف المبكر، من المحتمل اكتشاف المرض في مراحل متأخرة ما يزيد من صعوبة العلاج والتعافي. لكن يأتي علاج جديد ليعيد الأمل بالشفاء إلى مريضات يواجهن المرض في مراحل متأخرة بسبب التشخيص المتأخر. هو علاج موجه مبتكر للحالات المتقدمة من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات HER2 الذي لطالما كانت توقعات التعافي منه متدنية واختيارات العلاج محدودة.

كيف يعمل العلاج الجديد؟

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by CNBC-TV18 (@cnbctv18india)

يعدّ العلاج الموجه للحالات المتقدمة من سرطان الثدي الإيجابي والضعيف لمستقبلات HER2، الذي طورته شركة أسترازينيكا، أول علاج من نوعه صُمّم خصيصًا لاستهداف كلٍ من سرطان الثدي الإيجابي الضعيف/ وألترا ضعيف لمستقبلاتHER2. وهو يستخدم تكنولوجيا متقدمة عبر ارتباطه بمستقبلات HER2 على الخلايا السرطانية وإطلاق العلاج الكيماوي داخل الخلية مباشرة، ما يزيد الفعالية ويحد من الأضرار على الأنسجة السليمة المجاورة. بالنسبة إلى المرضى والأطباء، يمثل هذا العلاج خطوة جديدة نحو علاجات شخصية ومستهدفة للنساء اللواتي يحتجن إلى بصيص أمل وفرصة لحياة أطول وأفضل، خصوصًا أنهن يواجهن المزيد من التحديات مع هذا النوع من المرض الذي لا علاج له. وقد أُثبتت فعالية هذا العلاج من خلال تجارب سريرية عالمية، حيث ظهرت مكاسب كبيرة في منع تقدم المرض وفي استمرار العيش لمرضى HER2الإيجابي وHER2 ألترا ضعيف مقارنةً بالعلاجات القياسية. ويشكّل إدخال هذا العلاج تطورًا مهمًا في رعاية سرطان الثدي، لكونه يرتكز على أدلة علمية قوية ويتوافق مع التوصيات العالمية.

آلية العلاج والآثار الجانبية

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by AstraZeneca (@astrazeneca)

يحدد الطبيب وحده ما إذا كانت حالة المريضة ملائمة لتلقي هذا النوع من العلاج، خاصة إذا كانت مصابة بسرطان الثدي الإيجابي HER2 الذي يعد أكثر عدوانية من باقي أنواع سرطان الثدي، حيث أنّ جميع التجارب السريرية على العلاج تتعلق بهذا النوع تحديدًا. يعطى العلاج في المستشفى أو في المراكز المتخصصة. أما الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج منه فمشابهة لباقي أنواع علاجات السرطان، لكن من الممكن السيطرة عليها بحسب كل مريض. والآثار الجانبية الناتجة عنه محدودة مقارنةً بغيره من العلاجات لأنه موجه، إضافة إلى أنها تختلف بين مريضة وأخرى.