راقصة الباليه يارا الحاصباني تضفي الحياة على معالم باريس المقفرة
مشهد راقص كسر الجمود والصمت الذي يلف أبرز المعالم السياحية في باريس. ففي ظل إجراءات الحجر المشدّدة المفروضة على باريس كما على معظم مدن العالم، والتي تهدف إلى إحتواء فيروس كوفيد 19، قرّرت راقصة الباليه السورية يارا الحاصباني، المقيمة في باريس أن تؤدّي رقصات باليه تُحيي الساحات والمتاحف والنصب السياحية الباريسية المقفرة.
تصوير: سمير الدومي لوكالة فرانس برس
بعد أن رقصت يارا الحاصباني في ساحات فرنسية محاطة بجموع من الفضوليين، وجدت نفسها هذه المرة وحيدة تؤدّي خطوات رقصة الباليه وهي تضع كمامة بيضاء أمام عدسة مصور وكالة فرانس برس.
وقد إختارت حاصباني الرقص أمام هرم متحف اللوفر وكنيسة ساكري كور أو قصر غارنييه الذي لم يعد يستقبل راقصي الباليه حاليًا، كما رقصت أمام ملهى “مولان روج” وقوس النصر إضافة الى كاتدرائية نوترودام وبرج إيفل.
ورقصت يارا كذلك على بلاط ساحة حقوق الإنسان المطلة على ساحة تروكاديرو. علماً أن هذه الساحة كانت قد شهدت أول لقاء لهذه الفنانة مع جمهور أجنبي قبل سنوات قليلة من خلال تصميم رقصة تحيي ذكرى مئات الأطفال الذين قضوا في هجوم كيميائي قرب دمشق في اغسطس 2015.
وعن ما دفعها إلى هذه الخطوة تقول حاصباني: “رؤية هذه النصب والمعالم مقفرة يولّد شعورًا غريبا”.
وأكدت أن مشاعر متناقضة تتملكها قائلة: “أنا أستمتع بالمدينة من دون ضجيج ومن دون السياح لكنها في الوقت عينه حزينة كما لو أنها مهجورة”.
راقصة ومصمّمة رقص محترفة
يارا الحاصباني هي راقصة باليه ومصمّمة رقص لم تتجاوز الـ26 من عمرها، ولدت وترعرعت في الشام حتى العشرين من عمرها، لتُضطر إلى الهروب إلى تركيا وبعدها الإستقرار في فرنسا، حيث نجحت بأن تكمل حلم الرقص الذي لطالما رافقها؛ حلم بدأ منذ صغرها إذ التحقت بناد لتعليم الرقص في صحنايا في سوريا منذ أن كانت في 12 من عمرها ثم درست في المعهد العالي للفنون المسرحية ثلاث سنوات.
وعلى الرغم من إضطرارها إلى مغادرة بلدها هرباً من الحرب، إلاّ أنها لم تتوقف عن الرقص وما إن وصلت الى باريس حتى إلتحقت بمؤسسة “بيير كلافير“.
كماأنهاإنضمتإلى “ورشة الفنانين في المنفى” وبدأت تتدرّب معهم وتتعرف على عالم الرقص لتقدّم عرضًا “غير قابل للتوقف” الذي قدمته ضمن “مهرجان ربيع الرقص العربي” الذي نظّمه معهد العالم العربي ثم في مسارح أخرى.
يارا ستايل
أفكار عروضها غالبًا ما تنبع من تجاربها، حتى أنها طوّرت أسلوبًا خاصًا لها تُطلق عليه «يارا ستايل» إذ تمزج المسرح بالرقص. أسلوب خاص بها تحوّل إلى طريقتها في التعبير.
ويبقى حلمها الأكبر هو العودة لتقدم عرضًا في وطنها مشدّدة: “لا أحلم بل هذا الأمر سيتحقق، حتى لو كان عمري 50 سنة، سأعلّم أو أرقص في سوريا“.