مونديال السيدات 2023
كرة القدم النسائية تثبت جدارتها
بعد أن أسدل الستار عن مونديال قطر الذي حمل فـي طيّاته الكثير من الإثارة والمفاجآت، بدأت الاستعدادات لبطولة العالم لكرة القدم للسيدات التي ستنطلق فـي 20 يوليو والتي تستضيفها كلّ من نيوزيلندا وأستراليا.
ستضم بطولة العالم للسيدات هذا العام، لأول مرة، 32 فريقاً بدلاً من 24، ما يدل على الاستثمار الضروري فـي كرة القدم النسائية حول العالم. وستشارك دول عدة لأول مرة، بما فـي ذلك فـيتنام، التي تواجه المنتخب الوطني الأميركي للسيدات فـي مباراتها الافتتاحية فـي دور المجموعات فـي 22 يوليو فـي إيدن بارك فـي أوكلاند.
أكثر من مليار شخص شاهد كأس العالم للسيدات 2019، وقد كانت هذه المباراة من أكثر مباريات كأس العالم مشاهدة للسيدات على الإطلاق، بمتوسط 82.2 مليون مشاهدة، بزيادة 56فـي المئة عن نهائي 2015، مع الإشارة إلى أن بطولة 2023 لديها توقّعات أعلى، علمًا أن أستراليا ونيوزيلندا ستستضيفان النسخة التاسعة من البطولة، التي ستشمل 64 مباراة فـي 10 ملاعب مختلفة.
وأصدرت الفـيفا تصنيفاتها العالمية المحدّثة لكرة القدم النسائية. ولا تزال الولايات المتحدة هي الفريق الأول، ولكن بفارق ضئيل مع وجود ألمانيا فـي أعقابها فـي المرتبة الثانية.
حامل اللقب أميركا يواجه الوصيف هولندا
وقعت القرعة على منتخب الولايات المتحدة، حامل اللقب، والباحث عن لقب ثالث تواليًا، فـي مجموعة واحدة مع هولندا وصيف النسخة الأخيرة.
وتعدّ هذه النسخة التاسعة من المونديال، الأولى التي يشارك فـيها 32 منتخبًا، والأولى التي تقام فـي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، والأولى أيضًا بتنظيم مشترك من بلدين.
وستعرف هوية كامل المشاركين فـي النهائيات فـي فبراير، عقب منافسات ملحق قاري يحدّد آخر ثلاثة متأهلين، وبصرف النظر عن الملحق، ستشارك خمسة منتخبات للمرة الأولى هي (المغرب، الفلبين، جمهورية إيرلندا، فـيتنام وزامبيا).
وتملك الولايات المتحدة الرقم القياسي بعدد الألقاب (4)، أعوام 1991 و1999 و2015 و2019، مقابل لقبين لألمانيا (2003 و2007)، ولقب لكل من النرويج (1995) واليابان (2011).
وكان المنتخب الأميركي قد تغلّب فـي نهائي النسخة الماضية الأخيرة على هولندا 2 – 0.
ووقعت القرعة على منتخب الولايات المتحدة حامل اللقب، فـي المجموعة الخامسة مع هولندا والوافدة الجديدة فـيتنام، ومتأهّل من الملحق ستعرف هويته فـي فبراير المقبل (البرتغال أو الكاميرون أو تايلاند)، وتقام مباريات المجموعة فـي أوكلاند، دونيدين، هاميلتون وولينغتون بنيوزيلندا.
وستفتتح نيوزيلندا، المضيفة مع أستراليا، النهائيات فـي 20 يوليو فـي ملعب إيدن بارك التاريخي فـي أوكلاند حيث أرض رياضة الرغبي، أمام النرويج ضمن المجموعة الأولى التي ضمت أيضًا الفـيليبين وسويسرا.
أما المضيفة الثانية أستراليا، فتتواجه فـي المجموعة الثانية مع جمهورية إيرلندا ونيجيريا وكندا.
إسبانيا وانكلترا فـي مجموعات سهلة
من جهته، منتخب إسبانيا بقيادة حاملة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة فـي العالم أليكسيا بوتياس المصابة حاليًا، فجاء مع كوستاريكا وزامبيا واليابان فـي المجموعة الثالثة التي تقام مبارياتها فـي نيوزيلندا.
وحل منتخب إنكلترا المتوج أخيرا بلقب كأس أوروبا والمرشح القوي للمنافسة على اللقب، مع الدنمارك والصين ومتأهّل من الملحق (السنغال أو هايتي أو تشيلي)، فـي المجموعة الرابعة التي تقام مبارياتها فـي أستراليا.
المغرب البلد العربي الوحيد المتأهّل
جاء منتخب المغرب وصيف بطل إفريقيا، وأول منتخب عربي يصل إلى كأس العالم فـي المجموعة الثامنة مع منتخب ألمانيا وصيف كأس أوروبا وكولومبيا وكوريا الجنوبية، وسيخوض مبارياته فـي أستراليا.
بدوره منتخب فرنسا الباحث دوماً عن لقب عالمي أول، سيلعب مع منتخبات جامايكا والبرازيل ومنتخب متأهل من الملحق ضمن المجموعة السادسة فـي أستراليا.
وضمّت المجموعة السابعة التي ستلعب مبارياتها فـي نيوزيلندا منتخبات السويد والأرجنتين وإيطاليا وجنوب إفريقيا.
لاعبات ذات مستويات مميّزة
بالطبع لا تتقدّم كرة القدم النسائية إلا بوجود لاعبات محترفات طوّرن أساليبهنّ وأصبحن من الأسماء التي تستحقّ المتابعة:
ألكسيا بوتياس، إسبانيا
تتعافى الفائزة بالكرة الذهبية مرتين من إصابة بينما يتجه فريقها إلى نهائيات كأس العالم 2023. وكانت بوتياس كابتن برشلونة والمنتخب الإسباني قد غابت عن بطولة اليورو هذا الصيف، كما غابت عن المباراة الودية ضد الولايات المتحدة فـي أكتوبر بعد أن تعرّضت للإصابة فـي دوري أبطال آسيا، لكن الأرقام تلعب دورًا كبيرًا بمجرد أن تصبح بصحة جيدة. بوتياس هي المفضّلة لدى الجماهير فـي برشلونة، حيث حطّم ناديها رقمين قياسيين. هناك أيضًا لوحة جدارية لها وهي ترتدي ملابس Superwoman فـي La Placa d’En Joanic فـي المدينة وأصدرت أمازون برايم أخيراً سلسلة وثائقية من ثلاثة أجزاء باللغة الإسبانية حول رحلتها.
آدا هيغربيرغ، النرويج
عادت آدا هيغربيرغ الفائزة السابقة بالكرة الذهبية ومهاجمة نادي ليون إلى النرويج بعد غيابها عن كأس العالم 2019، بسبب خلاف مع اتحادها بشأن مخاوف من أن فريق السيدات فـي النرويج لم يُمنح نفس الفرص مثل الرجال. وهيغربيرغ هي هدّافة البطولة فـي تاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وقد أصيبت آدا البالغة من العمر 27 عامًا بتمزق فـي الرباط الصليبي الأمامي فـي يناير 2020، ثم أصيبت بكسر فـي قصبة الساق. لكنها عادت الآن، وسجلت الأهداف فـي نهائيات دوري أبطال أوروبا – مثلما فعلت فـي وقت سابق من هذا العام لمساعدة ليون على الفوز على برشلونة 3-1.
صوفـيا سميث، الولايات المتحدة الأميركية
قد تظل كل عيون أميركا على المحاربين القدامى المعروفـين أليكس مورغان وميغان رابينو، لكن النجمة صوفـيا سميث آخذة فـي الارتفاع. مهاجمة بورتلاند ثورنز البالغة من العمر 22 عامًا هي لاعبة قوية تريد فقط تسجيل الأهداف لتصبح يومًا ما الأفضل فـي العالم. إنها فـي طريقها الى ذلك، بعد أن قادت فريق بورتلاند ثورنز إلى لقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم هذا الموسم، كما أن سميث هي أصغر لاعبة يتم اختيارها كأفضل لاعبة، وقد حصلت على هذا اللقب بعد أن سجلت 14 هدفًا فـي 18 مباراة لصالح فريق Thorns، وهو رقم قياسي فـي موسم واحد.
لورين هيمب، إنكلترا
أصبحت لورين هامب البالغة من العمر 22 عامًا نجمة فـي إنكلترا فـي الوقت المناسب لكأس العالم 2023. تصف نجمة مانشستر سيتي نفسها بأنها لاعبة «مبدعة» و«مباشرة»، كما أنها فازت أربع مرات بجائزة PFA لأفضل لاعبة شابة للعام وسجلت 21 هدفًا مع 10 تمريرات حاسمة لناديها العام الماضي.
سام كير، أستراليا
سام كير قائدة منتخب أستراليا البلد المضيف لديها سيرة ذاتية طويلة، فهذه المهاجمة البالغة من العمر 28 عامًا لعبت مع المنتخب الأسترالي منذ أن كانت فـي الخامسة عشرة من عمرها، حيث كانت هدّافته على الإطلاق، كما أنها استلمت قيادة الفريق منذ عام 2019. وقد فازت كير بالحذاء الذهبي فـي ثلاث بطولات دوري مختلفة، ووقعت عقدًا ضخمًا مع تشيلسي وهي أول امرأة تظهر على غلاف لعبة فـيديو فـيفا 23، جنبًا إلى جنب مع النجم الفرنسي كيليان مبابي. فهل ستتمكّن من أخذ أستراليا إلى عمق كأس العالم على أرضها لأول مرة على الإطلاق؟
ويندي رينارد، فرنسا
المدافعة الفرنسية ويندي رينارد هي قوة مهيمنة لا يستهان بها. إنها تهديد على الخط الخلفـي وفـي الكرات الثابتة، حيث تضع رأسها على أي شيء وكل شيء ويساعدها بذلك طولها ومهاراتها. رينارد هي كابتن نادي ليون الفرنسي، وتتضمّن سيرتها الذاتية ثمانية انتصارات فـي نهائي دوري أبطال أوروبا وتسعة كؤوس فرنسية و 14 لقباً فـي الدوري، لكن الفوز بكأس أوروبا أو كأس العالم للمنتخبات لا يزال بعيدًا عنها. وفـي عمر 32 عامًا، قد تكون بطولة 2023 هي آخر بطولة تكون فـيها القائدة الحقيقية للمنتخب الأزرق مع الكثير من المواهب الصاعدة حولها.
فـيفـيان ميديما، هولندا
تعتبر مهاجمة أرسنال من أفضل المهاجمات فـي العالم. وهي تحمل أرقامًا قياسية فـي تسجيل الأهداف لهولندا (فـي كل من جانبي الرجال والنساء) وفـي الدوري الممتاز للسيدات. قادت فريقها الوطني إلى نهائي كأس العالم فـي عام 2019، حيث خسرت أمام الولايات المتحدة.
فران كيربي، إنكلترا
تعد إنكلترا من المرشحين للفوز بكأس العالم بعد هيمنتها على بطولة أوروبا فـي وقت سابق من هذا العام، وفران كيربي هي أحد أسباب ذلك. هي واحدة من أفضل المهاجمات فـي العالم، تلعب كيربي جنبًا إلى جنب مع كير فـي تشيلسي حيث كانت هدافة النادي. إنها لاعبة شرسة بروح لا تنكسر ويرجّع ذلك جزئيًا إلى مواجهة الشدائد فـي وقت مبكر من الحياة بعد وفاة والدتها. توقفت فـي البداية عن لعب كرة القدم، لكنها أعادت إحياء حبها للعبة وعادت أقوى عقليًا وجسديًا. كيربي خطيرة على الجناح أو فـي منتصف الملعب، وهي معروفة بتقنياتها ومهاراتها بالإضافة إلى قدرتها على التهديف – سجلت كيربي هدفـين خلال بطولة أوروبا الصيف الماضي.
أليكس مورغان، الولايات المتحدة الأميركية
فـي سن الـ33 (ستبلغ من العمر 34 عامًا قبل كأس العالم)، أصبحت مورغان فـي أفضل حالاتها. فازت الأم الخارقة بجائزة الحذاء الذهبي فـي NWSL، حيث سجلت 15 هدفًا، والتي كانت أكبر عدد من الأهداف التي سجلتها على الإطلاق فـي موسم واحد فـي دوري كرة القدم الأميركية. شاركت مورغان فـي كل نهائيات كأس العالم منذ 2011، لكن هل يمكن أن تكون 2023 هي الأخيرة لها؟ إذا كان الأمر كذلك، فهي تريد أن تخرج فـي القمة، وتساعد منتخب الولايات المتحدة على الفوز بثلاثة ألقاب متتالية غير مسبوقة.