كيف يؤثر إضراب هوليوود على مهرجاني تورونتو والبندقية السينمائيين
تواجه الدورة الــ 80 من “مهرجان البندقية السينمائي” التي تنطلق الأربعاء المقبل، بغياب نجوم هوليوود الذين منعوا من المشاركة بسبب إضراب الممثلين، خطر التعرض لانتقادات بعد اختيار مخرجين مثيرين للجدل تستهدفهم اتهامات عدة، مثل رومان بولانسكي ووودي آلن.
واضطر منظمو المهرجان إلى التخلي عن فيلم الافتتاح “تشالنجرز” للمخرج لوكا غوادانيينو، من بطولة زندايا وجوش أوكونور ومايك فايست، مستبدلين إياه بفيلم إيطالي أكثر تواضعاً.
أما فيلم “فيراري” لمايكل مان (80 عاماً)، فسيكون أحد أبرز الأعمال المعروضة في المسابقة. ويفيد هذا العمل، وهو سيرة ذاتية لمؤسس ماركة السيارات إنزو فيراري يحمل توقيع صاحب فيلمي “هيت” و”كولاتيرال”، من استثناء منحته النقابة، ما قد يسمح لممثليه آدم درايفر وبينيلوبي كروز، بالمجيء إلى البندقية للمناسبة.
وقالت وكالة “فرانس برس” إن المهرجان السينمائي الأعرق عالمياً والمحبب من أوساط هوليوود التي جعلته منصة إطلاق لأفلامها قبل موسم الجوائز، هو أول حدث كبير في مجال الفن السابع يتأثر مباشرة جراء الإضراب التاريخي الذي يشلّ السينما الأميركية منذ أشهر.
وانضم الممثلون الهوليووديون الشهر الماضي إلى كتّاب السيناريو في حركتهم الاجتماعية، مطالبين بتحسين الأجور ووضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتمنع نقابتهم “ساغ – أفترا” جميع أعضائها، حتى الأكثر شهرة منهم، من تصوير أي أعمال أثناء الإضراب، ولكن أيضاً من المشاركة في الترويج للأفلام.
وبالتالي، إلا إذا حصلت أي مفاجأة، يغيب نجوم الأفلام الأميركية المشاركة في المهرجان هذه السنة عن السجادة الحمراء، من أمثال جيسيكا تشاستين وبرادلي كوبر ومايكل فاسبندر.
هذا ولم يقتصر الأمر على مهرجان البندقية السينمائي فحسب، بل امتد إلى مهرجان تورنتو الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 7 إلى 17 أيلول/سبتمبر، بعد ما أعلنت أماندا سيفريد قرار عدم حضور عرض فيلمها «Seven Veils» في المهرجان، بالرغم من حصولها على إذن من قبل نقابة ممثلي الشاشة، للترويج للفيلم الكندي المستقل، إلا أنها ترى أن من غير المناسب التوجه إلى المهرجان في ضوء الإضراب، قائلة: “أنا فخورة جدًا بهذا الفيلم ويؤلم قلبي عدم التواجد بجانب الأشخاص الرائعين الذين ساعدوا في صنع هذا الفيلم الاستثنائي”.
وعلى الرغم من الإضراب، أعلنت إدارة مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عن المجموعة الأولى من اختياراتها الرسمية للأفلام التي تقرر عرضها على شاشات المهرجان.
ويعتبر السينمائيون في العالم مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بمثابة بروفة لجوائز الأوسكار التي تأتي نتائجها دائما مطابقة لقوائم الفائزين في المهرجان لكن الإضراب الهوليودي قد يحرم تورنتو من ميزته الخاصة، وذلك عبر حرمانه من عرض بعض الأفلام التي قامت شركات الإنتاج بتأجيلها لما بعد الإضراب.
وأكد كاميرون بيلي، الرئيس التنفيذي للمهرجان، في بيان له على موقع المهرجان، على تميز قائمة الأفلام رغم الظروف، وقال: “نستعد لتجربة احتفال لا تنسى بالفيلم ومهرجان لا يُنسى ومليء بالنجوم، ويعرض أفضل ما في السينما العالمية لمحبي الأفلام”.
هذا ويصل عدد الأفلام المعلن عنها إلى 60 فيلما، تمثل 70 دولة حول العالم. وتفتقر المجموعة المختارة -حتى الآن- إلى أفلام العروض الأولى لشركات الإنتاج والأستوديوهات مثل “ديون 2” (Dun 2) والفيلم الذي تم تعديله ليصبح موسيقيا “اللون البنفسجي” (The Color Purple) والمأخوذ عن النسخة الأصلية التي قدمها ستيفن سبيلبرغ عام 1985، وهي إشارة إلى مخاوف ما زالت قائمة من تغير مواعيد إطلاق هذه الأفلام إذا امتد إضراب الممثلين وكُتاب السيناريو في هوليود.
وتخشى الشركات المنتجة من إطلاق الأفلام للعرض من دون أن يستطيع الأبطال الحضور لترويجها طبقا لتعليمات اتحاد ممثلي الشاشة الأميركية وكُتاب السيناريو.
ويسعى بعض كبار النجوم للحصول على إذن من نقابة “اتحاد ممثلي الشاشة” (SAG-AFTRA)، لترويج الأفلام المستقلة التي لا تمول من الشركات الكبرى التي يختصمها الاتحاد وأعضاؤه.
ولم تستأنف النقابات والأستوديوهات المحادثات بعد، بغرض الوصول إلى اتفاق بحلول الوقت الذي يجب أن ينفض فيه النجوم الغبار عن جوازات سفرهم للتوجه شمالًا إلى تورونتو.