ڤاليري ميسيكا «Messika by Kate Moss هي مزيج آسر بين فنّ الآرت ديكو والمجوهرات الهندية والڤينتاج المشغولة بلمسة حديثة»
فـي إطار شراكة عنوانها الإبداع، يُكرّس هذا الثنائي الخلاّق شغفه اليوم وأكثر من أي وقت مضى، لإبتكار مجوهرات تنبض بالألوان ويسهل وضعها كل يوم، فعارضة الأزياء العالمية، تؤمن بأنّ المجوهرات يجب أن تعكس شخصيّة المرأة التي تضعها، فـيما تحرص مصمّمة المجوهرات الباريسية على تصميم مجوهرات تليق بإطلالة المرأة اليومية.
وجديد هذا الثنائي المبدع هو الكشف عن مجموعة ثانية من المجوهرات الراقية من وحي عشقهما للحياة، وتتألّق الإبداعات الجديدة بطيف من الألوان وتنبض بالجرأة والتميّز، وتضمّ ستًا وثلاثين قطعة حصرية، تزدان بحجر الملاكيت وعرق اللؤلؤ الأبيض والفـيروز والمرمر، فتنبض بالحياة والألوان، وتتغنّى بالتلاعب المبهر بين المواد، والتباين بين الذهب وألوان الأحجار، والتصاميم الجريئة التي تراعي أدقّ التفاصيل وتعكس أسلوب ميسيكا الحديث.
وحرصت كل من ڤاليري وكايت، على تصميم قطع متناغمة ومتكاملة، ولم تكتفـيا بإبتكار المجوهرات للعنق والأذنين والمعصم والأصابع، بل أيضًا للرأس واليدين والجسم. معًا، تتحدّى السيّدتان كل القيود فـي مجال المجوهرات وتقلبان قواعد اللعبة رأسًا على عقب.
لمعرفة المزيد عن مجوهرات ميسيكا وتعاونها مع كايت موس ومشاريع الدار المستقبلية، إلتقينا ڤاليري ميسيكا مؤسسة هذه العلامة المميّزة وكان هذا الحوار.
كيف تصفـين هاتَين المجموعتَين من ميسيكا المصمّمتَين بالتعاون مع كايت موس؟
تُشكّل مجموعة مجوهرات Messika by Kate Moss بإصدارَيها، مزيجًا آسرًا بين فنّ الآرت ديكو والمجوهرات الهندية والمجوهرات الڤـينتاج المشغولة بلمسة حديثة، كما أنّها تجمع بين ذوق كايت وذوقي الخاص. دخلتُ عالم كايت بأسلوب معاصر إلى أقصى الحدود.
تُشكّل المجموعة الثانية امتدادًا للمجموعة الأولى، والقاسم المشترك بينهما هو علبة مجوهرات كايت وذوقها الخاص وتمرّدها على القواعد والعادات. فأتت النتيجة لتعكس الأوجه الكثيرة لأنوثتها وحريّتها وستايلها.
لماذا اخترتِ التعاون مع كايت موس، وكيف حدث الأمر؟
بصراحة، جاء القرار بطريقة عفوية. التقيت بها عام 2019 فـي فندق الريتز، وتفاجأت بأنّها تضع الكثير من المجوهرات. شعرتُ بالفضول لمعرفة القصص المختلفة وراء مجوهراتها. هكذا اكتشفت أنّ كايت مولعة بالمجوهرات، ولا سيّما الراقية منها. اقتنصتُ الفرصة وسألتها ما إذا كان يهمّها المشاركة فـي تصميم مجموعة من المجوهرات الراقية بالتعاون معي. لم تُفكّر بالأمر، بل قبلت على الفور. ثمّ أخبرتني عن أهمّ لحظات حياتها من خلال المجوهرات – عن ذكرياتها، الصعبة منها والجميلة، واستمتعتُ بالإصغاء إليها بصفتي مصمّمة مجوهرات أروي الحكايات من خلال تصاميمي. اكتشفتُ فـيها روحًا بوهيميّة وولعًا مطلقًا بالمجوهرات. وصرت أعرف أنّها تفضّل الذهب الأصفر، والزمرّد والأحجار المستطيلة. اكتشفت فـيها أيضًا امرأة تهوى السفر وتجذبها الثقافة الهندية تحديدًا، ومن هنا استمدّينا الوحي لمجموعتنا.
ما هي القيّم والرؤية المشتركة بين ميسيكا وكايت موس؟
كايت موس امرأة حرّة لا تتقيّد بالقواعد والعادات، بل تتّبع قواعدها الخاصة، والأهمّ من ذلك، حدسها. تُجسّد صورة للأنوثة، قويّة وجبّارة. لا يهمّها إن ارتكبت الأخطاء. كايت امرأة أيقونة فـي عالم الموضة، تتمتّع بروح لا يحدّها الزمن، وتُبدّل جلدها بكل بساطة، بين الأسلوب البوهيمي وأسلوب الروك أند رول والأسلوب الجذّاب. فلا عجب فـي أنّها الملهمة لكثيرين فـي مجالات الفنّ والموضة والتصميم.
لطالما كانت كايت مُلهمة ومصدرًا للوحي، وأنا معجبة بطريقة مقاربتها للأمور. فقد عاشت طوال حياتها على هواها، وتقبّلت النتائج مهما كانت. أكثر ما يُلهمني فـيها هو حدسها.
فأنا وهي نستمع إلى حدسنا، ولا أحد يقيّدنا لأنّنا نرفض التقيّد بالقواعد!
لمع اسمك فـي مجال الألماس. لماذا لجأتِ إلى الأحجار الكريمة فـي هذه المجموعات الجديدة؟
أواصل استخدام الألماس لأنّه الحجر الوحيد المصقول فـي مجوهراتي. لكنّني أزيّن تصاميمي الذهبية بأحجار المرمر والفـيروز والملاكايت وعرق اللؤلؤ لأضفـي الحجم واللون على مجوهراتي المرصّعة بأغلبيّتها بالألماس الأبيض. أبحث عن المجوهرات الساطعة والمرِحة، من دون المساس بالتزام العلامة، وهو أنّ الحجر الوحيد الذي يُضفـي البريق على المجوهرات هو الألماس.
أستخدم هذه الأحجار أيضًا نظرًا لما تنبض به من طاقة من خلال لونها. لدى كل منّا لونه المفضّل. وجدت فـي المرمر طريقة لإضفاء طابع الروك أند رول إلى المجوهرات، على غرار الجلد فـي الأزياء. يُساعدني قياس الألوان على الاقتراب أكثر من الموضة، وذلك بإضفاء الطاقة والنور إلى أطقم المجوهرات.
أخبرينا عن العملية الإبداعية التي تتّبعينها عند تصميم مجموعة جديدة؟
أنطلق عند تصميم كل مجوهراتي من صفحة بيضاء، على عكس دور المجوهرات العريقة فـي ساحة ڤاندوم التي تملك أرشيفًا غنيًّا عمره مئات السنوات يزخر بالقطع المميّزة. ففـي ميسيكا، مع كل مجموعة جديدة نقفز إلى المجهول، لكن أعترف بأنّني مولعة ببعض أساليب صياغة المجوهرات. أبدأ عمليّة التصميم دائمًا من دون تعليمات دقيقة. غالبًا ما أستمدّ الوحي من أحدث صيحات الموضة. أتخيّل المجوهرات «الكوتور» وكأنّها أكسسورارات. تُلهمني أيضًا الثقافة والهندسة المعمارية أينما ذهبت. أتنبّه دائمًا إلى ما يحيط بي وإلى مصادر الوحي من حولي.
كيف تصفـين العملية الإبداعية والتفاعل والعمل المشترك بينك وبين كايت موس أثناء تصميم هذه المجموعات؟
استمتعنا كثيراً بالعمل معاً على ابتكار هذه المجموعة. التقينا أكثر من مرّة فـي مكاتبنا بين لندن وباريس، وفـي منزلها، فضلاً عن اللقاءات الافتراضية عبر تطبيق Zoom.
أنجزنا كل قطعة يداً بيد، بدءًا من رسم لوحة الأفكار وصولاً إلى تصنيع قوالب الشمع وتصميم القطع النهائية. لفتتني حشريّتها ومدى انخراطها فـي كل خطوة من مراحل التصميم. كما قد تتخيّلون، كانت دقيقة جداً، وراق لي ذلك، لأنّني أنا أيضاً دقيقة جداً بتصميم المجوهرات.
بصفتك مؤسّسة العلامة ومديرتها الإبداعية، كيف تصفـين ثقافة شركتك؟
ثقافة الشركة تنبض بالطاقة والحياة. فنحن علامة حيويّة جدًا، نجاري السوق بسرعة ومرونة، وحتّى ونحن فـي طور النمو، نستطيع اتّخاذ القرارات بسرعة نسبية. إنّنا محظوظون لأنّنا نعمل بوظائف متبادلة ونتّبع إجراءات سريعة. باختصار، نعمل بعقليّة «الشركات الناشئة» التي تقوم على المرونة وسهولة الوصول.
هناك أيضًا الجانب الأنثوي فـي الشركة من ناحية احترام المرأة. فثقافة الشركة عائلية، لأنّ المرأة تُدير العمل بعاطفتها. بالتالي تسود الأجواء العاطفـية على الشركة.
ماذا يُمكن أن نتوقّع منك فـي المستقبل؟ مجموعة جديدة مع كايت موس أم أنّك تنوين التعاون مع نجمة أخرى؟
أنا شخص عفوي جدًا. أقتدي بما أمرّ به فـي حياتي كي أتّخذ القرارات فـي المستقبل. حكايتي مع كايت تبلورت ببساطة على فنجان شاي. الفكرة كانت وليدة اللحظة. لا أملك أدنى فكرة اليوم عن هذا السؤال، لكنّني أكيدة بأنّني سأجد الجواب. أودّ كثيرًا أن أتعاون مع شخص آخر لابتكار مجموعة جديدة.
أخبرينا عن خططك ومشاريعك للشرق الأوسط؟
نحضّر للكثير من المشاريع المشوّقة فـي الشرق الأوسط. فقد افتتحنا للتوّ متجرًا فـي دبي مول فـي شهر سبتمبر الماضي، وننوي افتتاح متاجر جديدة فـي غاليريا مول فـي أبوظبي، ومركز الخيّاط فـي جدّة، وبلاس فندوم فـي قطر، وجراند أتريوم فـي دبي مول. فتابعوا آخر أخبارنا!
برأيك، هل توجد أوجه شبه بين العملاء فـي فرنسا والعملاء فـي الشرق الأوسط؟ وما هي، إن وُجدت؟
هناك فوارق كبيرة بين العملاء فـي الشرق الأوسط وفرنسا. تربط علاقة ناضجة بين العملاء فـي الشرق الأوسط والمجوهرات والموضة، ويُعزى ذلك إلى علاقتهم التاريخية بالمجوهرات وإقبالهم الكبير عليها.
تُشكّل المجوهرات جزءًا من الحياة اليومية لغالبيّة عملائنا فـي الشرق الأوسط.
فـي المقابل، فإنّ هذه المكانة للمجوهرات المعاصرة والثمينة جديدة على السوق الفرنسية وتبقى امتيازًا لفئة صغيرة من العملاء الفرنسيين.
لكنّنا نلاحظ أيضًا أوجه شبه كثيرة، منها الولاء للعلامة إلى حدّ كبير. فـي المنطقتَين، يوجد الكثير من الناس المولعين بالمجوهرات الذين يهوون جمع تصاميمنا. واللافت أيضًا أنّ التصاميم الأفضل مبيعًا هي ذاتها فـي المنقطتَين.