Bruce Clay

سيدتان من الصومال ضمن الأكثر إلهاماً لعام 2021

كالعادة‭ ‬وقبل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬كشفت‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬قائمتها‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬تضمّ‭ ‬أكثر‭ ‬100‭ ‬امرأة‭ ‬ملهمة‭ ‬ومؤثّرة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لعام‭ ‬2021،‭ ‬وسلّطت‭ ‬قائمة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اللواتي‭ ‬يعملن‭ ‬على‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬ضبط‭ ‬الإيقاع‮»‬،‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬يلعبن‭ ‬دورًا‭ ‬فـي‭ ‬إعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬المجتمع‭ ‬والثقافة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬عدد‭ ‬السيدات‭ ‬العربيات‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬فـي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬الى‭ ‬4‭ ‬فقط‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬تعمل‭ ‬بكل‭ ‬طاقتها‭ ‬لتثبت‭ ‬ريادتها‭ ‬وقدراتها‭.‬

ولعل‭ ‬اللافت‭ ‬فـي‭ ‬لائحة‭ ‬2021‭ ‬هو‭ ‬كون‭ ‬نصف‭ ‬السيدات‭ ‬العربيات‭ ‬اللواتي‭ ‬نجحن‭ ‬بدخولها‭ ‬هنّ‭ ‬من‭ ‬الصومال،‭ ‬وكتكريم‭ ‬لهذه‭ ‬الجهود‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬سيرة‭ ‬هاتين‭ ‬السيدتين‭ ‬الملهمتين‭.‬

جميلة‭ ‬غوردون

‮«‬نصائح‭ ‬والدي‭ ‬أوصلتني‭ ‬إلى‭ ‬التميّز‮»‬

This slideshow requires JavaScript.

تُعدّ‭ ‬جميلة‭ ‬غوردون‭ ‬رائدة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬منصة‭ ‬لوماتشين‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬للتوصيل‭ ‬بين‭ ‬الروابط‭ ‬المُعَطَلة‭ ‬فـي‭ ‬سلاسل‭ ‬إمداد‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬الى‭ ‬تتبّع‭ ‬مصادر‭ ‬الغذاء‭ ‬الكترونياً‭ ‬ليتمكّن‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬مصدر‭ ‬ما‭ ‬يأكله‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالمعايير‭ ‬الأخلاقية‭.‬

ولدت‭ ‬جميلة‭ ‬فـي‭ ‬إحدى‭ ‬قرى‭ ‬الصومال،‭ ‬وحين‭ ‬كانت‭ ‬فـي‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬أرسلتها‭ ‬عائلتها‭ ‬إلى‭ ‬كينيا‭ ‬هرباً‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائرة‭ ‬فـي‭ ‬وطنها‭. ‬وانتقلت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا‭ ‬حيث‭ ‬تطوّر‭ ‬لديها‭ ‬الشغف‭ ‬بالتكنولوجيا‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سلاح‭ ‬الفقراء

قبل‭ ‬إطلاقها‭ ‬منصة‭ ‬لوماتشين،‭ ‬شغلت‭ ‬جميلة‭ ‬منصب‭ ‬المديرة‭ ‬الدولية‭ ‬فـي‭ ‬شركة‭ ‬آي‭ ‬بي‭ ‬أم،‭ ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬مسؤولة‭ ‬معلومات‭ ‬لدى‭ ‬خطوط‭ ‬كانتاس‭ ‬الجوية‭ ‬الأسترالية‭.‬

حازت‭ ‬جميلة‭ ‬جائزة‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬العالمية‭ ‬فـي‭ ‬السباق‭ ‬الدولي‭ ‬لريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬الحرة‭ ‬للنساء‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬كما‭ ‬نالت‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬مبتكرة‭ ‬العام‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬أستراليا‭ ‬ونيوزيلندا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬فـي‭ ‬حقل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

وتقول‭ ‬جميلة‭ ‬غوردن‭ ‬‮«‬أؤمن‭ ‬بشدة‭ ‬بقدرة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الفقراء‭ ‬والمهمّشين‭ ‬على‭ ‬تبوأ‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬يستحقونها‭ ‬فـي‭ ‬المجتمع،‭ ‬والإسهام‭ ‬فـي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بإحداث‭ ‬تحولات‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الأعمال‮»‬‭.‬

نصيحة‭ ‬والدي‭ ‬أساس‭ ‬نجاحي

أُبعدت‭ ‬جميلة‭ ‬عن‭ ‬عائلتها‭ ‬قسرًاً‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب،‭ ‬ولكنها‭ ‬تذكر‭ ‬دائمًا‭ ‬نصائح‭ ‬والدها‭ ‬التي‭ ‬ساعدتها‭ ‬على‭ ‬تخطّي‭ ‬المصاعب‭ ‬وإثبات‭ ‬نفسها،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬تألّقها‭. ‬وتقول‭ ‬جميلة‭ ‬إن‭ ‬نصيحة‭ ‬والدها‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أجزاء‭ ‬فهو‭ ‬نصحها‭ ‬أولاً‭ ‬بجعل‭ ‬نفسها‭ ‬مفـيدة‭ ‬فـي‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬تتواجد‭ ‬فـيه‭ ‬وهذا‭ ‬ساعدها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وبناء‭ ‬العلاقات‭ ‬فـي‭ ‬كينيا‭ ‬حيث‭ ‬لجأت‭ ‬كمراهقة‭ ‬هرباً‭ ‬من‭ ‬الحرب‭. ‬وهذه‭ ‬النصيحة‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬فـي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬تجهد‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬فـي‭ ‬إحدى‭ ‬كبريات‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭.‬

أما‭ ‬النصيحة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دائماً‭ ‬النسخة‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تترجمه‭ ‬جميلة‭ ‬بضحكة‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬وجهها‭. ‬وتقول‭ ‬جميلة‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الابتسامة‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬دائماً‭ ‬تجد‭ ‬أشخاصاً‭ ‬ومؤسسات‭ ‬راغبة‭ ‬فـي‭ ‬العمل‭ ‬معها،‭ ‬فهذه‭ ‬الابتسامة‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬وأساسي‭ ‬بتحفـيز‭ ‬المحيطين‭ ‬ونشر‭ ‬أجواء‭ ‬إيجابية‭ ‬فـي‭ ‬العمل‭.‬

تبقى‭ ‬النصيحة‭ ‬الثالثة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬تحلم‭ ‬أحلاماً‭ ‬كبيرة‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬لتصل‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭. ‬وهذه‭ ‬النصيحة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬حفّزتها‭ ‬عند‭ ‬ذهابها‭ ‬إلى‭ ‬استراليا‭ ‬لدراسة‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬علماً‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬لا‭ ‬تتقن‭ ‬اللغة‭ ‬الانكليزية‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬أسّست‭ ‬شركة‭ ‬معلوماتية‭ ‬هدفها‭ ‬سد‭ ‬الثغرات‭ ‬فـي‭ ‬سلسلة‭ ‬توريد‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية‭ ‬وجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬إنسانية‭ ‬وأخلاقاً‭ ‬كما‭ ‬تقدّم‭ ‬التدريبات‭ ‬اللازمة‭ ‬للعاملين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬القدرات‭ ‬اللازمة‭.‬

ومدافعة‭ ‬قوية‭ ‬عن‭ ‬المستضعفـين

تعدّ‭ ‬غوردون‭ ‬من‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬تنوّع‭ ‬وشمولية‭ ‬النساء‭ ‬فـي‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والهندسة‭ ‬والرياضيات‭ ‬وهي‭ ‬تساعد‭ ‬اللاجئين‭ ‬من‭ ‬خلفـيات‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬فـي‭ ‬أستراليا‭. ‬وهي‭ ‬تحارب‭ ‬بقوة‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬إنطلاقاً‭ ‬من‭ ‬تجاربها‭ ‬الشخصية‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬فـي‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬وتشكل‭ ‬محاربة‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬الركن‭ ‬الأساسي‭ ‬فـي‭ ‬عملها‭ ‬التجاري‭ ‬المسؤول‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬لوماتشين‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الموردة‭ ‬للغذاء‭ ‬لا‭ ‬تلجأ‭ ‬الى‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭.‬

وفـي‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬جميلة‭ ‬تطوّعت‭ ‬سابقًا‭ ‬كعضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬فـي‭ ‬CareerSeekers‭ ‬والمنظّمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬CareerTrackers‭. ‬وهي‭ ‬أيضًا‭ ‬سفـيرة‭ ‬عالمية‭ ‬فـي‭ ‬مؤسسة‭ ‬IWEC‭ ‬وتعمل‭ ‬كعضو‭ ‬فـي‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬لـ‭ ‬Questacon‭.‬

حليمة‭ ‬عدن

أول‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬محجبة

‮«‬مهنتي‭ ‬كانت‭ ‬فـي‭ ‬أوجهها‭ ‬ولكنني‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬سعيدة‮»‬‭ ‬

This slideshow requires JavaScript.

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتزالها‭ ‬عالم‭ ‬عرض‭ ‬الأزياء‭ ‬فـي‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬بعد‭ ‬اقتناعها‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬دينها‭ ‬الإسلامي،‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬حليمة‭ ‬عدن‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬السيدات‭ ‬تأثيراً‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬نظراً‭ ‬لنشاطها‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

تبلغ‭ ‬حليمة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬24‭ ‬عاما،‭ ‬نشأت‭ ‬وترعرت‭ ‬فـي‭ ‬ولاية‭ ‬منيسوتا‭ ‬محاطة‭ ‬بأبناء‭ ‬جاليتها‭ ‬الصومالية‭. ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬ترتدي‭ ‬ثيابًا‭ ‬عادية،‭ ‬ولا‭ ‬تضع‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل‭.‬

يصفها‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬بأنها‭ ‬شخصية‭ ‬رائدة‭ ‬لكونها‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬محجبة،‭ ‬وبأنها‭ ‬أول‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬ترتدي‭ ‬الحجاب‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬غلاف‭ ‬مجلة‭ ‬فوغ‭ ‬الشهيرة‭. ‬لكنها‭ ‬تركت‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وراءها‭ ‬قبل‭ ‬شهرين،‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬صناعة‭ ‬الموضة‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬تديّنها‭.‬

ولكونها‭ ‬ترتدي‭ ‬الحجاب،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حليمة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬انتقائية‭ ‬فـي‭ ‬اختيار‭ ‬القطع‭ ‬التي‭ ‬ترتديها‭. ‬ففـي‭ ‬بداية‭ ‬مسيرتها‭ ‬المهنية،‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬معها‭ ‬حقيبة‭ ‬مملوءة‭ ‬بعدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬أغطية‭ ‬الشعر‭ ‬والفساتين‭ ‬الطويلة،‭ ‬والتنانير‭. ‬وكانت‭ ‬قد‭ ‬ارتدت‭ ‬حجابها‭ ‬الأسود‭ ‬فـي‭ ‬أول‭ ‬حملة‭ ‬دعائية‭ ‬شاركت‭ ‬فـيها‭ ‬وكانت‭ ‬لصالح‭ ‬مجموعة‭ ‬للمغنية‭ ‬ريهانا‭.‬

عام‭ ‬2017‭ ‬وقّعت‭ ‬عقداً‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬IMG،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الشركات‭ ‬فـي‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬عارضات‭ ‬الأزياء،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الهام‭ ‬جدا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬بندا‭ ‬يضمن‭ ‬لها‭ ‬موافقة‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تخلع‭ ‬أبدا‭ ‬حجابها؛‭ ‬فالحجاب‭ ‬يعني‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭.‬

ولكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬قلّت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬بنوع‭ ‬الثياب‭ ‬التي‭ ‬ترتديها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬ارتداء‭ ‬أغطية‭ ‬للرأس‭ ‬كانت‭ ‬ترفض‭ ‬ارتدائها‭ ‬فـي‭ ‬بداية‭ ‬عملها‭. ‬وعن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬وجدتُ‭ ‬نفسي‭ ‬وقد‭ ‬ابتعدتُ‭ ‬عن‭ ‬مساري،‭ ‬ودخلتُ‭ ‬مساحة‭ ‬رمادية‭ ‬متعبة‭ ‬سمحت‭ ‬خلالها‭ ‬لفريق‭ ‬العمل‭ ‬باختيار‭ ‬شكل‭ ‬حجابي‮»‬‭.‬

وفـي‭ ‬آخر‭ ‬سنة‭ ‬لها‭ ‬فـي‭ ‬المهنة،‭ ‬أخذ‭ ‬حجم‭ ‬حجابها‭ ‬يصغر‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر؛‭ ‬وكان‭ ‬أحيانا‭ ‬يُظهرُ‭ ‬رقبتها‭ ‬ومنطقة‭ ‬الصدر؛‭ ‬وفـي‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى‭ ‬لفّت‭ ‬أنواعا‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬حول‭ ‬رأسها‭.‬

شعور‭ ‬بالمسؤولية

كانت‭ ‬حليمة‭ ‬تحرص‭ ‬دومًا‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬بند‭ ‬فـي‭ ‬جميع‭ ‬عقودها‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالسماح‭ ‬لها‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬لتبديل‭ ‬ملابسها‭ ‬كي‭ ‬تضمن‭ ‬الخصوصية‭. ‬لكنها‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬عارضات‭ ‬الأزياء‭ ‬المحجبات،‭ ‬اللاتي‭ ‬مشين‭ ‬على‭ ‬خطاها،‭ ‬لم‭ ‬يحظين‭ ‬بمعاملة‭ ‬مماثلة‭ ‬تضمن‭ ‬لهن‭ ‬قدرًا‭ ‬مماثلاً‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭. ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬وهو‭ ‬يأمرهن‭ ‬بتبديل‭ ‬ملابسهن‭ ‬فـي‭ ‬الحمام‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أزعجها‭ ‬إذ‭ ‬اعتبرت‭ ‬نفسها‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬فهنّ‭ ‬دخلن‭ ‬المجال‭ ‬متبعين‭ ‬خطاها،‭ ‬وكانت‭ ‬تتوقّع‭ ‬أن‭ ‬تعامل‭ ‬زميلاتها‭ ‬المحجبات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مماثل‭ ‬لها،‭ ‬وزاد‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬شعورها‭ ‬بضرورة‭ ‬حمايتهن‭: ‬‮«‬كثيرات‭ ‬منهن‭ ‬فـي‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬مجالاً‭ ‬مخيفًا‭. ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬ألعب‭ ‬دور‭ ‬الأخت‭ ‬الكبرى‭ ‬حتى‭ ‬فـي‭ ‬الحفلات‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نحضرها،‭ ‬كنتُ‭ ‬أنادي‭ ‬إحدى‭ ‬العارضات‭ ‬المحجبات‭ ‬لأني‭ ‬قد‭ ‬أراها‭ ‬محاطة‭ ‬برجال‭ ‬يتجمعون‭ ‬حولها‭ ‬ويلاحقونها‭. ‬كنت‭ ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬‮«‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطبًا‭ ‬ما،‭ ‬إنها‭ ‬مجرد‭ ‬طفلة،‭ ‬فكنت‭ ‬أناديها‭ ‬وأسألها‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‮»‬‭.‬

قلقة‭ ‬على‭ ‬قيمها

فـي‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء،‭ ‬تزايدت‭ ‬مخاوف‭ ‬حليمة‭ ‬بخصوص‭ ‬عملها‭ ‬كعارضة‭ ‬أزياء؛‭ ‬فبسبب‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬للعمل‭ ‬معها،‭ ‬قل‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تمضيه‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬وكذلك‭ ‬قلت‭ ‬مشاركتها‭ ‬فـي‭ ‬الأعياد‭ ‬والمناسبات‭ ‬الإسلامية‭. ‬‮«‬فـي‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عملي،‭ ‬كنتُ‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬وقت‭ ‬للعيد‭ ‬ورمضان،‭ ‬ولكن‭ ‬فـي‭ ‬آخر‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬كنت‭ ‬أسافرُ‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬أحيانًا‭ ‬ست‭ ‬أو‭ ‬سبع‭ ‬مرات‭ ‬فـي‭ ‬الأسبوع‭. ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‮»‬‭.‬

فـي‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬تصدّرت‭ ‬غلاف‭ ‬مجلة‭ ‬كينغ‭ ‬كونغ،‭ ‬وبدت‭ ‬فـي‭ ‬صورتها‭ ‬تضع‭ ‬ظلال‭ ‬العيون‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬والأخضر‭ ‬الفاقع‭ ‬وقطعة‭ ‬مجوهرات‭ ‬ضخمة‭ ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬كانت‭ ‬أشبه‭ ‬بقناع‭ ‬غطى‭ ‬كل‭ ‬وجهها‭ ‬عدا‭ ‬أنفها‭ ‬وفمها‭. ‬‮«‬كان‭ ‬الماكياج‭ ‬بشعاً‮»‬،‭ ‬تقول‭ ‬حليمة‭.‬

وداخل‭ ‬ذلك‭ ‬العدد،‭ ‬رأت‭ ‬صورة‭ ‬رجل‭ ‬عار‭. ‬وتعلّق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬اعتقدت‭ ‬المجلة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬صورة‭ ‬امرأة‭ ‬مسلمة‭ ‬محجبة،‭ ‬ثم‭ ‬تضع‭ ‬صورة‭ ‬رجل‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬التالية؟‮»‬‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬آمنت‭ ‬بها‭.‬

تقول‭ ‬حليمة‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬تنتبه‭ ‬لصورها‭ ‬على‭ ‬أغلفة‭ ‬مجلات‭ ‬فـي‭ ‬المطارات،‭ ‬أثناء‭ ‬سفرها‭ ‬من‭ ‬جلسة‭ ‬تصوير‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬وكانت‭ ‬بالكاد‭ ‬تميّز‭ ‬صورتها‭. ‬‮«‬لم‭ ‬أكن‭ ‬متحمسة‭ ‬أبدًا؛‭ ‬فلم‭ ‬أكن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬وجهي‭. ‬هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيلي‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية؟‭ ‬فـي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬بي‭ ‬أن‭ ‬أشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬والامتنان‭ ‬وأن‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬صورتي،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬كذلك‭ ‬أبدا‭. ‬كانت‭ ‬تبدو‭ ‬مهنتي‭ ‬وكأنها‭ ‬فـي‭ ‬أوجها،‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬سعيدة‭ ‬نفسيًا‮»‬‭.‬

كما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭ ‬أخرى‭ – ‬التساهل‭ ‬بخصوص‭ ‬القواعد‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالحجاب‭ ‬وطريقة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬العارضات‭ ‬المحجبات،‭ ‬ولقد‭ ‬توضّح‭ ‬لها‭ ‬الأمر‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الوباء؛‭ ‬فبسبب‭ ‬الوباء‭ ‬تأجّلت‭ ‬جلسات‭ ‬التصوير‭ ‬وعروض‭ ‬الأزياء‭ ‬فعادت‭ ‬إلى‭ ‬مدينتها‭ ‬وأمضت‭ ‬وقتها‭ ‬مع‭ ‬أمها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قريبة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كبير‭. ‬وتقول‭ ‬حليمة‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬تنتابني‭ ‬نوبات‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬لأنني‭ ‬أحببت‭ ‬البقاء‭ ‬فـي‭ ‬البيت‭ ‬مع‭ ‬عائلتي‭ ‬وأصدقائي‮»‬‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬يفسّر‭ ‬سبب‭ ‬قرارها‭ ‬التخلّي‭ ‬عن‭ ‬عملها‭ ‬كعارضة‭ ‬أزياء‭ ‬وكسفـيرة‭ ‬لليونسف‭ ‬فـي‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وتقول‭: ‬‮«‬ممتنة‭ ‬لهذه‭ ‬الفرصة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬منحني‭ ‬إياها‭ ‬كوفـيد‭. ‬كلنا‭ ‬أعدنا‭ ‬النظر‭ ‬بمهننا‭ ‬وبمسارنا‭ ‬فـي‭ ‬الحياة‭ ‬وسألنا‭ ‬أنفسنا‭: ‬هل‭ ‬يجلب‭ ‬لي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬السعادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والمرح؟‮»‬‭.‬

بيئة‭ ‬محافظة

عندما‭ ‬كانت‭ ‬فـي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬واجهت‭ ‬حليمة‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬أمها‭ ‬بعدما‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬محجبة‭ ‬تنال‭ ‬لقب‭ ‬أكثر‭ ‬الطلاب‭ ‬شعبية؛‭ ‬إذ‭ ‬كسرت‭ ‬لها‭ ‬أمها‭ ‬التاج‭ ‬وقالت‭ ‬لها‭: ‬‮«‬أظن‭ ‬أنك‭ ‬تركزين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬على‭ ‬أصدقائك‭ ‬وعلى‭ ‬مباريات‭ ‬الجمال‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬شاركت‭ ‬حليمة‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬ملكة‭ ‬جمال‭ ‬مينسوتا‭ ‬عام‭ ‬2016؛‭ ‬وكانت‭ ‬مجددًا‭ ‬أول‭ ‬محجبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأخيرة‭.‬

بالطبع‭ ‬أثارت‭ ‬حليمة‭ ‬هلع‭ ‬والدتها‭ ‬عندما‭ ‬قرّرت‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ – ‬تلك‭ ‬المهنة‭ ‬التي‭ ‬شعرت‭ ‬والدتها‭ ‬أنها‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬حليمة‭ ‬كشخص‭: ‬فهي‭ ‬لاجئة‭ ‬مسلمة‭ ‬سوداء‭ ‬البشرة‭. ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬مشت‭ ‬على‭ ‬منصّات‭ ‬أكبر‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء،‭ ‬ظلت‭ ‬والدتها‭ ‬تنصحها‭ ‬بأن‭ ‬تجد‭ ‬‮«‬عملاً‭ ‬مناسبا‮»‬‭.‬

جانب‭ ‬إنساني

الجانب‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬مهنة‭ ‬حليمة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ساعدها‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬أمها‭ ‬بأن‭ ‬الموضوع‭ ‬يستحق؛‭ ‬فباعتبارها‭ ‬لاجئة‭ ‬مشت‭ ‬12‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬الصومال‭ ‬نحو‭ ‬كينيا‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬أفضل،‭ ‬تدرك‭ ‬حليمة‭ ‬تمامًا‭ ‬قيمة‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬فـي‭ ‬ضيق‭.‬

تقول‭ ‬حليمة‭: ‬‮«‬قالت‭ ‬لي‭ ‬أمي‭: ‬مستحيل‭ ‬أن‭ ‬تصبحي‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬عملك‭ ‬لرد‭ ‬الجميل‭. ‬لذا‭ ‬وفـي‭ ‬أول‭ ‬اجتماع‭ ‬لي‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬IMG‭ ‬طلبت‭ ‬منهم‭ ‬تعريفـي‭ ‬على‭ ‬اليونيسف‮»‬‭.‬

دعمت‭ ‬شركة‭ ‬IMG‭ ‬حليمة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬وأصبحت‭ ‬حليمة‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬سفـيرة‭ ‬لليونيسف‭. ‬وركّزت‭ ‬عملها‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬نظراً‭ ‬لأنها‭ ‬كطفلة‭ ‬عاشت‭ ‬فـي‭ ‬مخيم‭ ‬لاجئين‭.‬

تقول‭ ‬حليمة‭: ‬‮«‬لم‭ ‬تنظر‭ ‬لي‭ ‬أمي‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬أني‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬أو‭ ‬فتاة‭ ‬غلاف،‭ ‬بل‭ ‬لطالما‭ ‬اعتبرتني‭ ‬منارة‭ ‬أمل‭ ‬للفتيات‭ ‬الصغيرات،‭ ‬وكانت‭ ‬دائمًا‭ ‬تذكرني‭ ‬بأن‭ ‬أبقى‭ ‬قدوة‭ ‬لهن‮»‬‭.‬

أرادت‭ ‬حليمة‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬حول‭ ‬وضع‭ ‬الأطفال‭ ‬النازحين‭ ‬وأن‭ ‬تعلم‭ ‬الأولاد‭ ‬بأنهم‭ ‬مثلها‭ ‬لهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يجدوا‭ ‬طريقهم‭ ‬خارج‭ ‬المخيم‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬اليونسف‭ ‬بمستوى‭ ‬طموحها‭.‬

عام‭ ‬2018،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬سفـيرة‭ ‬لليونسف،‭ ‬زارت‭ ‬مخيم‭ ‬كاكوما‭ ‬لتشارك‭ ‬فـي‭ ‬خطاب‭ ‬تحفـيزي‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬Ted Talk‭. ‬ولكن‭ ‬وضع‭ ‬الأطفال‭ ‬لم‭ ‬يعجبها‭ ‬وشعرت‭  ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسيف‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬اسمها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اهتمامها‭ ‬بتعليم‭ ‬الأطفال،‭ ‬فقرّرت‭ ‬ترك‭ ‬اليونيسف،‭ ‬ورغم‭ ‬تركها‭ ‬اليونيسف‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬حليمة‭ ‬ستوقف‭ ‬عملها‭ ‬الخيري‭. ‬‮«‬لن‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬التطوع‭. ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بحاجتي‭ ‬كعارضة‭ ‬أزياء‭ ‬أو‭ ‬كشخصية‭ ‬مشهورة،‭ ‬بل‭ ‬يحتاجني‭ ‬كحليمة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬كاكوما‭ – ‬كشخص‭ ‬يفهم‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لكل‭ ‬بنس‭ ‬والقيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للجاليات‮»‬‭.‬