كفاءة علمية أهلّتها لريادة الفضاء
ريانة برناوي
أول رائدة فضاء سعودية
من مركز كينيدي للفضاء في أميركا إلى محطة الفضاء الدولية، تسافر السعودية ريانة برناوي، للإلتحاق بمهمة البعثة الدولية AX-2 التي تهدف الى الإسهام في تعزيز البحث العلمي الفضائي.
تُعتبر ريانة برناوي رائدة الفضاء السعودية الأولى التي ستسبح فـي الفضاء، فـي مهمتها الممتدّة لعشرة أيام، التي من المقرّر أن تقضيها البعثة فـي المحطة الدولية. وهي بذلك ستكون حاملة المشعل لأبناء وبنات المملكة، الذين سيسترّشدون بخبرتها وجمعها بين علوم الصحة والفضاء، لتعزيز مكانة المملكة وريادتها فـي المجال الفضائي الى جانب المجال العلمي، علماً أنها إختصاصية أبحاث ومختبرات.
كفاءة فـي علوم الصحة وتفوّق علمي
اختيرت البرناوي لتمثيل المملكة فـي رحلة AX-2، بفضل كفاءتها فـي مجال علوم الصحة، وخبرتها العملية الممتدة على مدار تسع سنوات، علمًا أنها لا زالت فـي الثالثة والثلاثين من عمرها.
برز نجم ريانة برناوي مع تخرّجها من جامعة أوتاجو فـي نيوزيلاندا، حاملة بكالوريوس فـي علم الهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة، وعودتها إلى المملكة لتكمل رحلتها التعليمية ما فوق الجامعية.
فـي عام 2012 كانت برناوي ذات الـ 24 ربيعًا ضمن وفد المملكة إلى الصين لزيارة المستشفـيات ومصانع الأدوية فـي مدينة تيانجين، لتعزيز التعاون فـي المجال الطبي والدوائي بين البلدين، وقد جرى اختيارها لتمثيل السعودية بفضل تفوّقها العلمي.
وخلال تواجدها فـي المملكة، دأبت ريانة على الاجتهاد فـي عملها، وظلت تسع سنوات تعمل كإختصاصية أبحاث ومختبرات فـي مجال الخلايا الجذعية السرطانية.
وقد حصلت على الماجستير فـي العلوم الطبية الحيوية من جامعة الملك فـيصل، ما أهلها لتكون الباحثة الطبية الرئيسة والوحيدة فـي بعثة المملكة إلى الفضاء هذا العام.
تحمل ريانة على عاتقها فـي المهمة المرسلة بها، مسؤولية الاستفادة من وجودها لخدمة الأبحاث العلمية التي تصب فـي صالح البشرية، فـي مجال الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء.
تأهيل كوادر فضائية سعودية
لا بدّ من التوقّف عند البرنامج الذي أطلقته الهيئة السعودية للفضاء، فـي وقت سابق «برنامج المملكة لروّاد الفضاء»، وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرّسة لخوض رحلات الفضاء، والمشاركة فـي التجارب العلمية والأبحاث الدولية، والمهام المستقبلية المتعلْقة بالفضاء، والمساهمة فـي رفع مكانة المملكة، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وتشمل أولى مهمات برنامج السعودية لروّاد الفضاء إرسال أوّل رائد ورائدة فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من عام 2023، إذ إن ريانة برناوي وعلي القرني سيلتحقان بطاقم مهمة AX-2 الفضائية.
وستنطلق الرحلة العلمية من الولايات المتحدة الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية، بحيث يشمل البرنامج تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة، وهما مريم فردوس وعلي الغامدي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
السعودية تعزّز مكانتها وسط السباق العالمي نحو الفضاء
قال رئيس إدارة مجلس الهيئة السعودية للفضاء المهندس عبدالله بن عامر السواحه : «تسعى المملكة من خلال برنامج روّاد الفضاء إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل». مشيراً إلى أن بلاده تعوّل على برنامج روّاد الفضاء فـي تعزيز مكانتها وسط السباق العالمي نحو القطاع واستكشافه ورفع مكانتها على خريطة الدول التي تتسابق إليه وتستثمر فـي علومه المتخصّص.
يأتي برنامج روّاد الفضاء بالتعاون مع مجموعة من الجهات فـي مقدّمتها وزارتا الدفاع والرياضة وهيئة الطيران المدني ومستشفى الملك فـيصل التخصّصي ومركز الأبحاث، إضافة إلى شركة «أكسيوم سبيس» المتخصّصة فـي رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية الفضائية فـي الولايات المتحدة.
يشار إلى أن الهيئة السعودية للفضاء أطلقت فـي وقت سابق برنامج السعودية لروّاد الفضاء وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرّسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة فـي التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهمات المستقبلية المتعلقة بالفضاء والإسهام فـي رفع مكانة البلاد وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
أحلام قديمة ترى النور
عام 1985 كانت أول رحلة للمكوك الفضائي للعرب بمسمى «ديسكفري»، شارك فـيها آنذاك فريق علمي سعودي تخطى عدد أفراده الثلاثين عالماً ورائد فضاء، ويُعتبر الأمير السعودي سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي.
تعود طموحات السعودية نحو الفضاء إلى عام 1977، إذ أنشأت البلاد «المركز الوطني العربي السعودي للعلوم والتقنية» ليضطلع بدوره فـي إجراء البحوث العلمية التطبيقية لخدمة التنمية والتطور حتى تحول مسمى المركز بمرسوم ملكي صدر عام 1985 إلى «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية».
بدورها عملت المدينة على النهوض بهذا القطاع الحيوي، ومنه رسمت خطة نقل وتوطين تقنية الأقمار الاصطناعية عام 1988، عندما التحقت بالمركز الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية مجموعة كبيرة من المتخصّصين فـي مجالات وأقسام هندسية مختلفة تشمل الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والتحكم والضوئيات والبرمجيات وغيرها.
واصلت السعودية اهتمامها بقطاع الفضاء من خلال التعاون مع الجهات العلمية الدولية، بحيث نفّذت «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» تجارب علمية فـي الفضاء بالتعاون مع وكالة «ناسا» وجامعة «ستانفورد» على متن القمر «سعودي سات 4»، وشاركت فـي مهمة استكشاف القمر «تشانغ إي 4» بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018 فـي مهمة نادرة لإستكشاف الجانب غير المرئي من القمر.
ما بين أعوام 2000 إلى 2019 تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمراً اصطناعياً سعودياً إلى الفضاء بإشراف «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» (كاكست)، سجل آخرها القمر السعودي للاتصالات «SGS1» الذي أطلق فـي السادس من فبراير 2019، حاملاً توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كتب عليه عبارة «فوق هام السحب».