Bruce Clay

حفل “حنّاء” وإطلالة خلابة للآنسة رجوة آل سيف قبل زفافها

This slideshow requires JavaScript.

أقامت الملكة رانيا العبدالله، مساء الاثنين، حفلة حناء في “مضارب بني هاشم” بالعاصمة الأردنية عمّان، بمشاركة عدد من أميرات العائلة الملكية، وما يقارب 600 سيدة حضرن من أرجاء محافظات الأردن وقراها وبواديها، كأولى الاحتفالات الملكية بزواج ولي عهد المملكة الأمير الحسين بن عبدالله على الآنسة رجوة آل سيف، المقرر في الأول من حزيران/يونيو المقبل.

وقد طغى على الحفل الطابع الأردني الممزوج بالتراث العربي والحجازي والزغاريد الشعبية الأصيلة. 

وفي مقصورة هندسية الشكل، صمّمت خصيصا للاحتفال في الهواء الطلق فيما يعرف بمضارب بني هاشم، اكتست العليّة بسنابل القمح الذهبية المجففة والمصابيح المتلألئة، كما انتشر عبق القهوة العربية والبخور بين الحضور وأظهرت التصاميم الخشبية المزركشة بالحبال ترابية اللون والمجدلّة طوليا، والمشغولات اليدوية بفن المكرميّة عدا عن أطباق القش الملونّة بالأحمر والأزرق والترابي، بهجة أردنية جمعت إبداعات وفرحة من صنعوها.

هذا وزُفّت رجوة بعد وصول الملكة رانيا العبدالله وأفراد العائلة الملكية بمن فيهم الأميرة إيمان والأميرة سلمى، مع منثور الورد الجوري وعلى أنغام أهزوجة تراثية كتبت خصيصا وغنّتها الأردنية نداء شرارة.

وتألقت العروس بفستانها الأبيض المزين بتطريزات ذهبية، وتوشحّت بغطاء أبيض كذلك، إذ حملت إطلالتها توقيع المصممة السعودية هنيدة الصيرفي. ويعكس التصميم التقاليد مع التراث الغني المشبع بالعناصر العربية ولمسات الجمال الثقافي للمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، إذ وُلد ابتكار التصميم من تمازج جميل وتوليفة رائعة من جمال شخصية رجوة وطلتها الأنيقة الساحرة، ومن وحي التراث الأصيل بروح معاصرة، فجمع الثوب السحابي برقي تطريزه وإبداع تصميمه بين الفخامة والأناقة الملكية الحالمة مع جانب بارز من شخصية العروس وتفانيها للتفاصيل الدقيقة.

وكان لافتًا ما تداوله الجمهور لعبارة ” أَراك فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ” وهي عبارة تمّ تطريزها في تصميم فستان الحناء الذي ارتدته رجوة، وهي تعود لقصيدة تحمل العنوان نفسه للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي.

أحيت الاحتفال، الذي بدأت تحضيراته قبل نحو شهرين ونصف، فرقة “حليم للموسيقى” التي استحضرت روح الشرق والتراث العربي بآلاتها الوترية، كما شاركت بمغناة فنيّة كلا من ديانا كرزون وزين عوض بصحبة فرقتين نسائيتين للتراث الشعبي.

وخلال حفل العشاء البهيج، رحبّت الملكة رانيا بضيفاتها ملقيةً كلمة مؤثرة خاطبت فيها العروس رجوة قائلة: “وأخيرا صار عندي كنّة… رجوة هي رجائي إلى الله للأمير حسين”، وتابعت: “بتعرفوا البنت من أمها وأم فيصل جوهرة… فيه أحلى من هالعروس … رجوة بعيوننا”.

ولم تُخفِ الملكة الأردنية تأثرها بزواج ابنها الأمير قائلة: “حسين هو فرحتي الأولى وابني البكر وكنت دائما أحلم أشوفه عريس”.

واستذكرت الملكة رانيا العبدالله خلال كلمتها، وعداً كانت قد قطعته على الراحل الملك الحسين بن طلال، بأن ينشأ الحسين الابن على نهج الحسين الجدّ، وقالت: “لقد وفيتُ بوعدي”.

وطافت 9 من الشابات في أرجاء ليلة الحنّاء، محمّلات بسلال القش والحنة بمختلف أنواعها ليزيّن أيادي النسوة بنقش الحنّة. وقالت باسمة دعنا المعروفة برسم الحناء منذ سنوات واحترفته من خلال سوق “جارا” الأردني السنوي، إن الشابات حضرن من عدة محافظات أردنية، وجميعهن يحترفن النقش بالحنّاء.

This slideshow requires JavaScript.

وعن هذه المشاركة تقول دعنا، إن “اختيار هذه المجموعة كان مفاجأة خاصة، وأن لكل شابة عملها الخاص، وكلهن حاصلات على تعليم عال”، وأضافت: “لقد كانت فرحة مضاعفة بالمشاركة لنا وللحضور”.

أما الأردنية ابتهال منصور صاحبة مشروع “لمسة حرير” لفن “المكرميّة”، فلم تكن الفرحة قد وسعتها عندما اختيرت قبل حفل الحناء بفترة وجيزة، لتصنع منسوجات المكرمية المشغولة يدوياً من خيوط القطن السميكة، لتتزين بها سلال القش وخواتم حامل مناديل الطعام، التي نُسجت على شكل سنبلة.

كما زيّنت جلسات الحضور وطاولات العشاء، الأواني النحاسية المنقوشة وسلال القش وورود الجوري المنثورة وبتلات الفرنقل الأبيض، عدا عن أوراق نبتة الكركديه المجففة، وحبّات الورد المحمّدي الليلكي اللون، وكذلك أغصان شجر الزيتون وأعواد القرفة العطرة.