سياحة أكثر هدوءاً وتميّزاً
عندما نفكّر بالانطلاق برحلة سياحية غالباً ما يتجه تفكيرنا الى المناطق التقليدية مثل باريس ولندن أو حتى شواطئ تركيا وجزر هاواي والمالديف. . . هذه المناطق التي لا يمكننا إنكار جمالها وروعة مناطقها وترف الخدمات التي توفّرها للسياح غير أنها لن تقدّم الكثير من المفاجآت لهم إذ باتت معالمها معروفة وجمالها متوقّعاً كما أن ازدحام السياح فـيها قد تعكَر متعة الهدوء التي غالباً ما ينشدها الفارون من ضغط العمل وضوضاء المدن. فماذا لو غيّرنا عاداتنا هذا الموسم وتوجهنا لاكتشاف مناطق أقل شهرة ولكن أكثر روعة تؤمّن لنا متعة الاكتشاف وتُغني حياتنا بتجارب يصعب توقعها.
خوسية إغناسيو – أوروغواي
يعيش حوالى 300 شخص فقط فـي هذا المكان الذي يستعدّ لافتتاح واحداً من أهم الفنادق اللاتينية الذي سيقدم لزبائنه خدمات راقية ومميزة، لكن حالياً تؤمّن النزل الصغيرة ملاذاً للمشاهير ومحبي الهدوء، الذين يستريحون من صخب الحياة، فـي وقت يستغل هذه المنطقة الفنانون والمشاهير للهروب من كاميرات الباباراتزي المتطفّلة.
وتقدّم مطاعم هذه المنطقة وجبات تقليدية مميزة، منها شرائح لاهيرا من اللحم المحمّص، وأصنافاً مميزة من الأسماك والمأكولات البحرية.
كوه رونغ – كمبوديا
يتم الوصول الى هذه الجزيرة حصراً عبر مجموعة مراكب صغيرة، وهذه الجزيرة لا تحتوي على أي فندق، لكن يمكن استئجار أكواخ مريحة بأسعار مميزة، وتوجد فـيها قرية صيادين صغيرة، يمكن شراء الأسماك الطازجة واللذيذة منها، وتعدّها بعض المطاعم الشعبية، التي تقدّمها بطرق مميزة مع مقبلات معدّة من الأعشاب المحلية الشهية، يقال إن هذه الجزيرة تشبه ما كانت عليه الجزر السياحية فـي تايلند قبل 20 عاماً، وقد بدأت بالفعل أعداد من السياح بارتياد هذه الشواطئ منذ سنوات قليلة، لكنها على العموم مازالت مكاناً هادئاً وخاصاً، لكن مخططات بناء مطار فـيها قد تغيّر كل شيء.
امبرغريس غاي – باليز
باليز هي دولة ملكية دستورية صغيرة تقع فـي أميركا الوسطى، مرشّحة لأن تكون ملتقى الجذب السياحي الجديد فـي أميركا الوسطى، وإن قيّد لها ذلك، ستكون امبرغريس غاي الوجهة الأكثر شهرة، وكان موقع تريب أدفـيزور المتخصص بالسياحة والسفر قد صنّفها العام الماضي كأسرع منطقة تشهد نمواً فـي الشهرة، وذلك بسبب تسارع وتيرة توجّه السياح المهتمين برياضات السباحة والغوص وزيارة الشعب المرجانية.
ريغا – لاتفـيا
ريغا هي أكثر مدينة تحافظ على السر الأوروبي، وهذا ممكن أن يتغيّر قريباً، لأنها اختيرت عاصمة للثقافة الأوروبية خلال العام الحالي، هذه المدينة صنّفت على أنها من المدن الأوروبية الأقل تكلفة، إذ تكفـي 33 دولاراً للسكن وارتياد المطاعم والتنقّل فـي اليوم الواحد، زيارة هذه المدينة اليوم تعتبر تجربة فريدة، وزيارة المعالم التاريخية فـيها ستكون سهلة وغير شاقة بفضل قلة الازدحام، وهذا ما لن يكون متوفراً خلال السنوات القليلة المقبلة.
راوتن – هندوراس
راوتن ليست فـي قائمة الأماكن المفضّلة لدى سياح الجزر الكاريبية، وذلك بسبب كونهم لم يسمعوا بها بعد، فبعض سفن الرحلات بين الجزر الكاريبية بدأت بالتوقّف هنا منذ 9 سنوات فقط، وذلك بسبب مزاعم حول خطورة هذه المنطقة وكون بعض القراصنة يسكنونها، لكن فـي الحقيقة سيكون السياح على هذه الجزر فـي أمان بالدرجة نفسها لأي مكان سياحي معروف وشائعات وجود قراصنة كاذبة، والرمال الذهبية الرائعة لشواطئ المنطقة تثير غيرة أصحاب المنتجعات فـي الجزر القريبة، زيارة هذه الجزيرة تتيح لك أن تكون الشخص الوحيد الذي يجلس على الرمال طوال النهار، لكن المشكلة الوحيدة للوصول إلى هذه الجزيرة تتمثّل فـي قلة الرحلات الجوية إليها.
يورك – بريطانيا
هي مدينة بريطانية قديمة بني معظمها منذ 1000 عام أيام سيطرة قراصنة الفايكينغ، أراد ريتشارد الثاني أن يجعل من المدينة عاصمة لانكلترا، لكن خلعه حال دون ذلك.
تتميز المدينة بقلاعها وأبنيتها التراثية القديمة والمتاحف والزنازين القديمة، ويمكن استئجار غرفة فـي نزل قديم بني منذ مئات السنين، الطراز المعماري المميز للمدينة يجعل منها قطعة آتية من القرون الماضية لكن هذا لم يمنع سكانها من تطوير مؤسسات الضيافة كالمطاعم والمقاهي، وهي موجودة فـي مبانٍ تراثية وقديمة.
وتتمتع يورك بشوارع معبّدة للمشاة حيث يسهل على الزوار اكتشافها سيراً على الأقدام، أضف إلى ذلك الزخم الوافر من برامج الجولات السياحية فـي المواقع الأثرية والمطاعم المطلة على الأنهار وتاريخ السكك الحديدية وجولات التسوق فـي أكثر من 2000 محل تجاري.
أبوليا – إيطاليا
من يظن أنه يعرف المدن والمناطق السياحية الإيطالية حق المعرفة عليه مراجعة معلوماته، فأبوليا ستغيّر كل شيء، رغم أنها ليست معروفة اليوم، إلا أنها مرشّحة لتكون قرية للضيافة فـي القريب العاجل، فهي تتميز بشواطئها الجميلة والهادئة ولا يوجد فـيها فنادق، لكن يمكن استئجار أكواخ خشبية على الشواطئ أو فـي حقول القمح، وأجمل ما يمكن الحصول عليه فـي هذه المنطقة هو الطعام الإيطالي التقليدي، فالجزيرة تنتج زيت الزيتون والأرضي شوكي والمقددات والأجبان وأنواعاً محلية من الخبز المنكّه، ويتم طهوها بطرق مميزة خاصة بسكان الجزيرة.
فو كووك
هذه الجزيرة الفـيتنامية هي الترياق المثالي للهروب من زحمة خليج ها لونغ، إن كنت تريد الإحتفال بالطبيعة وزيارة المناطق الطبيعية الأكثر هدوءاً، فو كووك هي المنطقة التي ستتمكّن من قيادة دراجة هوائية فـي ربوعها والغطس فـي مياهها الشفافة، لكنها مرشّحة لتكون من أكثر المناطق جذباً للسياح، وحتى ذلك الوقت، مازالت فـي مستوى متدن على قائمة المناطق السياحية فـي فـيتنام.
كيب – كمبوديا
تترنّح كيب على حافة المناطق السياحية فـي العالم، امتلكت أهمية استثنائية كوجهة سياحية خلال الازدهارفـي بداية القرن الماضي، لكنها الآن ورغم تراجع شعبيتها تعدّ أكثر من مكان للمتعة، والواجهة البحرية فـيها قد تكون المنطقة التي تمضي فـيها كل عطلتك، وتؤمّن زيارة أسواق الأسماك وشراء الثمار البحرية، ثم نقلها إلى طهاة متخصصين فـي المطاعم التي تنتشر على طول الشاطئ، متعة فريدة وتجربة مميزة لعشاق المأكولات البحرية.
بوسان – كوريا الجنوبية
سيول ليست وجهة سياحية رائدة، لكن عندما يطلب السياح فـي هذه المدينة مكاناً هادئاً، يقود بهم سائقو الأجرة إلى بوسان، حيث يتوفّر لهم الاسترخاء فـي حقول الأرز وزيارة متحف الفنون وشراء الأسماك الطازجة التي يتم طهوها أماهم مباشرة. إنها استراحة مميزة لزائري شبه الجزيرة، لكن فعلياً لا ينصح بالتوجّه إلى كوريا لزيارة هذه المنطقة فقط، لكنها مكاناً جميلاً يجب التوجّه إليه قبل مغادرة شبه الجزيرة.