أسبوع باريس للموضة صيحات من الأناقة الجريئة
بعد أن تنقلت عروض أزياء موسم خريف وشتاء 2019−2020 بين عواصم الموضة العالمية جميعها، بدايةً من نيويورك ومرورًا بلندن وميلان، ها هي تنهي محطاتها فـي باريس مع أسبوع باريس للموضة الذي يشكّل فرصة لمتابعة المجموعات الجديدة للدور الفرنسية العريقة للألبسة الجاهزة ويكمل صورة ميول الموضة العالمية المنتظرة.
وكان لعروض باريس هذا العام، مذاق مختلف لم يخلُ من المرارة، فقد فتحت عاصمة الموضة ذراعيها لأسبوع عروض الأزياء الجاهزة فـي غياب كارل لاغرفـيلد، الذي رحل فـي 19 فبراير بعد مسيرة إبداعية دامت 50 سنة.
وكان الكثيرون يترقبون كيف سيكون عرض دار شانيل بعد غياب القيصر وتسلُّم فـيرجيني فـيار منصب المديرة الإبداعية لهذه الدار خلفًا للراحل الكبير.
وقد شمل أسبوع الموضة الباريسي كالعادة عروضاً لأرقى دور الأزياء فقدمت ديور مجموعة رائعة مفعمة بالأنوثة وممزوجة بلمسات شبابية عصرية.
بينما استوحت دار إيف سانت لوران تشكيلتها من حقبة الثمانينيات، مع بعض اللمسات ذات الطابع البوهيمي.
كذلك عرضت Lanvin، وMugler، مجموعتيهما المتميّزتين، وقد كان للمصمّم اللبناني إيلي صعب موقعه فـي أسبوع الموضة الباريسي، حيث عرض مجموعته التي ركّزت على التصاميم المطرّزة، مع حضور قوي لطبعات القلوب والتطريزات المعدنية المرصعة بالمجوهرات.
وخلال عروض أسبوع الموضة شاهدنا عددًا كبيرًا من صيحات الموضة المميزة والغريبة. إذ برزت الكثير من التصاميم التي بدت وكأنها مُستعارة من خزانة الرجل، ولاسيما المعاطف الشتوية الثقيلة، والبدلات الرسمية والتايورات ذات الطابع الجدي، وهنا أظهرت دور الأزياء حرفـية عالية فـي الخياطة وفـي التنفـيذ، وقد تم التركيز فـيها على قصات الأكمام والأكتاف بشكل خاص.
والى جانب ذلك لعبت الأقمشة المطبّعة دورًا كبيرًا فـي المجموعات المعروضة، إن كانت تلك المطبعة برسومات الورود والتي اتخذت طابعًا رومانسيًّا، أو المطبّعة برسومات مبتكرة ذات طابع شبابي.
وترافقت المجموعات بتشكيلة كبيرة من الاكسسوارات من الأحذية وحقائب اليد، وأحزمة الخصر والقبعات، والنظارات الشمسية والمجوهرات، لإطلالة متكاملة ترضي ذوق المرأة العصرية.
مصممون جدد
شهد هذا العام التحاق دار جديدة بالبرنامج الرسمي للعروض، وهي دار “روك” البريطانية، حيث كشف “روك يانغ”، مديرها الإبداعي الشاب، عن تصاميمه لأول مرة. كما قدّمت ثلاث دور أخرى أزياءها تحت راية مدراء إبداعيين جدد، وهم المصمم Bruno Sialelli الذي قدم أول عرض له تحت سقف دار “لانفان”، والمصممة البريطانية Louise Trotter التي قدّمت أول عرض لها لدى دار “لاكوست”، والثنائي Rushemy Botter وLisiHerrebrugh اللذان قدما أول عرض لهما تحت راية دار “نينا ريتشي”
اليوم الأول من العروض خُصّص لدور أزياء غير معروفة أو حديثة النشأة، ومنها دار Ottolinger، التي أسست سنة 2015 من قبل المصممتين Christa Bosch وCosima Gradient. وقد عكست الأزياء التي عرضتها هذه الدار نظرتها غير التقليدية للموضة. من جهته قدّم “سيمون بورت” مؤسس ومصمم دار “Jacquemus” الفرنسية، عرضًا مرحًا يوحي بالحرية، وغلبت عليه الأزياء ذات القصات الفضفاضة وخاصة الجاكيتات “الأوفرسايز”، والمعاطف الطويلة ذات الأكتاف العريضة، فضلًا عن الفساتين الطويلة ذات الفتحات الجانبية.