Bruce Clay

أول رائدة فضاء عربية إماراتية فـي التاريخ نورا المطروشي عندما تتلاقى الرؤيوية مع قوة التصميم

This slideshow requires JavaScript.

الأحلام‭ ‬ليست‭ ‬دائمًا‭ ‬مجرد‭ ‬أحلام،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬المنال،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬عالم‭ ‬الكواكب‭ ‬والنجوم‭… ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬واقع،‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤيوية‭ ‬والتصميم‭ ‬والإيمان،‭ ‬وتوافر‭ ‬بعض‭ ‬الشروط،‭ ‬ومنها‭ ‬البيئة‭ ‬المجتمعية‭ ‬الحاضنة‭…‬

ونورا‭ ‬المطروشي‭ ‬شابة‭ ‬إماراتية‭ ‬قديرة‭ ‬ومقدامة،‭  ‬تعتبرنموذجًا‭ ‬ملهمًا،‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تطمح‭ ‬اليه‭ ‬وتحققه‭ ‬كل‭ ‬إمرأة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬فقد‭ ‬إختارتها‭ ‬بلادها‭ ‬بإستحقاق،‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬رائدة‭ ‬فضاء‭ ‬إماراتية‭ ‬وعربية،‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثانية،‭ ‬وستتأهل‭ ‬للإنضمام‭ ‬الى‭ ‬برنامج‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‭ ‬لعام ‭ ‬‮١٢٠٢،‭ ‬بموجب‭ ‬إتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭.‬

وتم‭ ‬إختيارها‭ ‬وزميلها‭ ‬محمد‭ ‬الملا‭ ‬أما‭ ‬زميلها‭ ‬محمد‭ ‬الملا‭- ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬عام ‭ ‬‮٨٨٩١،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬كطيار‭ ‬منذ ‭ ‬‮٥١ ‬سنة،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬مدرب‭ ‬طيار‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للطيران‭ ‬المدني‭ ‬الأسترالي،‭ ‬ويشغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التدريب‭ ‬لمركز‭ ‬الجناح‭ ‬الجوي‭ ‬لشرطة‭ ‬دبي‭-  ‬بتاريخ‭ ‬‮١٠‬‭ ‬إبريل‭ ‬‮ ١٢٠٢،‭ ‬من‭ ‬بين ‭ ‬‮٥٠٣٤ ‬مرشحين،‭ ‬لتصبح‭ ‬أول‭ ‬رائدة‭ ‬فضاء‭ ‬ضمن‭ ‬الدفعة‭ ‬الثانية‭ ‬لبرنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‭. ‬وسينضمان‭ ‬الى‭ ‬الرائدين‭ ‬هزاع‭ ‬المنصوري‭ ‬وسلطان‭ ‬النيادي،‭ ‬ليشكّلوا‭ ‬معًا‭ ‬فريقًا‭ ‬رباعيًا،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬برنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطموح‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إستكشاف‭ ‬الفضاء‭.‬

فمن‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬الشابة،‭ ‬وما‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬إختيرت‭ ‬له‭ ‬ومعايير‭ ‬إختيارها،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الإنجازات‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬الإختيار‭ ‬في‭ ‬سياقها،‭ ‬والتدريبات‭ ‬التي‭ ‬ستخضع‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬بلادها‭ ‬وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬وما‭ ‬طبيعة‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬ستوكل‭ ‬إليها؟

نورا‭ ‬المطروشي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬‮ ٣٩٩١،‭ ‬وتنحدر‭ ‬وعائلتها‭ ‬من‭ ‬إمارة‭ ‬الشارقة‭.‬

أظهرت‭ ‬إندهاشها‭ ‬وإهتمامها‭ ‬منذ‭ ‬صغرها‭ ‬بعالم‭ ‬الكواكب‭ ‬والفلك،‭ ‬وكانت‭ ‬تستمتع‭ ‬بالذهاب‭ ‬الى‭ ‬الفعاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمشاهدة‭ ‬النجوم‭.‬

يلهمها‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬إنجاز‭ ‬رائد‭ ‬الفضاء‭ ‬الأميركي‭ ‬نيل‭ ‬أرمسترونغ،‭ ‬الرجل‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬مشى‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬بتاريخ‭ ‬‮ ٦١ ‬يوليو‭ ‬‮ ٩٦٩١،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬‮٣٩‬‭ ‬من‭ ‬عمره‭.‬

تحلم‭ ‬المطروشي،‭ ‬بأن‭ ‬يتمكّن‭ ‬رائد‭ ‬أو‭ ‬رائدة‭ ‬من‭ ‬الإمارات،‭ ‬من‭ ‬الهبوط‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب،‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬مكوك‭ ‬إماراتي‭.‬

بعد‭ ‬تخرّجها‭ ‬من‭ ‬الثانوية،‭ ‬إختارت‭ ‬دراسة‭ ‬الهندسة‭ ‬الميكانيكية،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الإمارات‭ ‬عام ‭ ‬‮٥١٠٢،‭ ‬وهي‭ ‬معروفة‭ ‬بإمتلاكها‭ ‬قدرات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الرياضيات‭.‬

وقد‭ ‬حلّت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬‮«‬أولمبياد‭ ‬الرياضيات‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬عام‭  ‬‮١١٠٢،‭ ‬وهي‭ ‬مباراة‭ ‬لتلاميذ‭ ‬الثانويات،‭ ‬تجري‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وكانت‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬أمستردام‭- ‬هولندا،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬تلامذة‭ ‬من‭ ‬‮ ١٠١ ‬دولة‭.‬

تابعت‭ ‬بعد‭ ‬تخرّجها،‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬فاسا‮»‬‭ ‬للعلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬في‭ ‬فنلندا،‭ ‬قسم‭ ‬‮«‬التكنولوجيا‭ ‬والإبتكارات‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬تعمل‭ ‬لغاية‭ ‬تاريخه،‭ ‬كمهندسة‭ ‬في‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬الإنشاءات‭ ‬البترولية‭ ‬الوطنية‮»‬،‭ ‬وتولّت‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الشركة،‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬متتالية،‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬الأميركية‭ ‬للمهندسين‭ ‬الميكانيكيين‭.‬

مثلت‭ ‬شبيبة‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬للشباب،‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عامي‭ ‬‮ ٨١٠٢ ‬و‭ ‬‮٩١٠٢‬‭.‬

وقد‭ ‬تمّ‭ ‬إنشاء‭ ‬موقع‭ ‬خاص‭ ‬بها،‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الأجتماعي،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬تويتر‭ ‬وإنستغرام‭ ‬وفيسبوك‭.‬

‮ ‬‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬يندرج الإختيار‭ ‬في‭ ‬إطارها

يأتي‭ ‬إختيار‭ ‬المطروشي‭ ‬وزميلها‭ ‬الملا،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مجموعة‭ ‬إنجازات‭ ‬فضائية‭ ‬إماراتية‭ ‬متتالية،‭ ‬هي‭:‬

‭- ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للفضاء‮»‬‭ ‬عام‭ ‬‮٤١٠٢.‬

‭- ‬إطلاق‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬إبريل‭  ‬‮٧١٠٢،‭ ‬ضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للفضاء‭.‬

‭- ‬إطلاق‭ ‬القمر‭ ‬الإصطناعي‭ ‬‮«‬خليفة‭ ‬سات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬‮٨١٠٢،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬قمر‭ ‬صناعي‭ ‬عربي‭ ‬صنع‭ ‬بأيد‭ ‬محلية‭.‬

‭- ‬إرسال‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬إماراتي‭ ‬الى‭ ‬الفضاء،‭ ‬هو‭ ‬هزاع‭ ‬المنصوري،‭ ‬ورفعه‭ ‬علم‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬وصل‭ ‬اليها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬‮٩١٠٢،‭ ‬وأمضى‭ ‬فيها‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام،‭ ‬أجرى‭ ‬خلالها‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬العلمية،‭ ‬لمقارنتها‭ ‬مع‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭.‬

‭- ‬إقرار‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الفضاء‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬عشرة‭ ‬أمثلة‭ ‬لمجالات‭ ‬أنشطة‭ ‬فضائية‭ ‬جديدة‭ ‬وناشئة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬السياحة‭ ‬الفضائية،‭ ‬وإمتلاك‭ ‬الموارد‭ ‬الفضائية‭ ‬وإستخدامها،‭ ‬وبناء‭ ‬المستوطنات‭.‬

‭-‬إطلاق‭ ‬‮«‬مسبار‭ ‬الأمل‮»‬‭ ‬الإماراتي،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬تانيجاشيما‮»‬‭ ‬الفضائي‭ ‬في‭ ‬اليابان،‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬لدراسة‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للمريخ،‭ ‬في‭ ‬‮٥١ ‬يوليو‭ ‬‮٠٢٠٢،‭ ‬ووصوله‭ ‬بنجاح‭ ‬الى‭ ‬مدار‭ ‬‮«‬الكوكب‭ ‬الأحمر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮٩‬‭ ‬فبراير‭ ‬‮١٢٠٢.‬

فيما‭ ‬يجري‭ ‬التخطيط‭ ‬لإنزال‭ ‬مركبة‭ ‬فضائية‭ ‬غير‭ ‬مأهولة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬عام‭ ‬‮ ٤٢٠٢،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬إقامة‭ ‬مستعمرة‭ ‬بشرية‭ ‬إماراتية‭ ‬في‭ ‬المريخ‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬العام‭ ‬‮ ٧١١٢؛‭ ‬وهي‭ ‬كلها‭ ‬بمثابة‭ ‬إستثمار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬قطاعات‭ ‬العلوم‭ ‬والتعليم‭ ‬والصناعة‭. ‬كما‭ ‬سيساهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المشاركة‭ ‬العلمية‭ ‬العربية،‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الحضارة‭ ‬والمعرفة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وصناعة‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للبشرية‭.‬

تجدر‭ ‬الأشارة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬الوطني‭ ‬للفضاء‮»‬،‭ ‬ويموّلها‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والأتصالات‮»‬،‭ ‬التابع‭ ‬لهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأتصالات،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬الى‭ ‬دعم‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬الأمارات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تكامل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭.‬

وقد‭ ‬تمّ‭ ‬تصميم‭ ‬البرنامج،‭ ‬لإعداد‭ ‬وتدريب‭ ‬الشباب‭ ‬الإماراتي،‭ ‬للسفر‭ ‬الى‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية،‭ ‬للقيام‭ ‬بمهام‭ ‬علمية‭.‬

التدريبات التي‭ ‬ستخضع‭ ‬لها

ستتابع‭ ‬المطروشي‭ ‬مع‭ ‬زميلها‭ ‬محمد‭ ‬الملا،‭ ‬برنامجًا‭ ‬تدريبيًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للفضاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬ثم‭ ‬يلتحقان‭ ‬بزميليهما‭ ‬هزاع‭ ‬المنصوري‭ ‬وسلطان‭ ‬النيادي‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬‮١٢٠٢،‭ ‬حيث‭ ‬سيستفيدان‭ ‬من‭ ‬خبرتهما‭ ‬ومهاراتهما‭ ‬المكتسبة،‭ ‬ومن‭ ‬رعايتهما‭ ‬على‭ ‬صعيدي‭ ‬التأقلم‭ ‬والتدريب‭.‬

ستستمر‭ ‬التدريبات‭ ‬في‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬جونسون‭ ‬للفضاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬في‭ ‬هيوستن،‭ ‬تكساس،‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬ونصف،‭ ‬إعتبارًا‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأميركية‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‭ ‬لعام‭ ‬‮١٢٠٢،‭ ‬وذلك‭ ‬تمهيدًا‭ ‬للمهمات‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬ستحدّد‭ ‬لهما،‭ ‬مثل‭ ‬إدارة‭ ‬المحطة‭ ‬الدولية‭ ‬وتشغيلها‭ ‬وصيانتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تمكّن‭ ‬منه‭ ‬لغاية‭ ‬الآن،‭ ‬الرائد‭ ‬المنصوري‭ ‬وزميله‭ ‬النيادي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مهمات‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا،‭ ‬تحاكي‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭.‬

ويقتضي‭ ‬ذلك،‭ ‬التدرّب‭ ‬على‭ ‬رحلات‭ ‬الفضاء‭ ‬البشرية،‭ ‬والبحوث‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬الفضاء،‭ ‬وتدريب‭ ‬الطواقم‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بمهام‭ ‬في‭ ‬المدار‭ ‬المنخفض‭ ‬بواسطة‭ ‬نظام‭ ‬مشروع‭ ‬المحاكاة‭ ‬التماثلية‭ ‬لأبحاث‭ ‬الإستكشاف‭ ‬البشري،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬يبحث‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬البعثات‭ ‬مع‭ ‬فترات‭ ‬الحجر‭ ‬أو‭ ‬العزلة‭ ‬القصوى،‭ ‬أو‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدة‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬الأستكشاف‭.‬

وتشمل‭ ‬التدريبات‭ ‬كذلك،‭ ‬تأهيل‭ ‬الرائدين‭ ‬الإماراتيين‭ ‬لأدارة‭ ‬مهام‭ ‬دقيقة،‭ ‬كالسير‭ ‬الفضائي‭ ‬خارج‭ ‬المحطة،‭ ‬والبقاء‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬داخلها،‭ ‬لأجراء‭ ‬إختبارات‭ ‬ومهمات‭ ‬أخرى،‭ ‬تؤهلهما‭ ‬كي‭ ‬يصبحا‭ ‬مشغلين‭ ‬للمحطة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أنظمتها‭ ‬والتحكّم‭ ‬في‭ ‬الروبوتات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬الحواسيب‭ ‬وتخزين‭ ‬المعدات‭ ‬وتحديد‭ ‬مواقعها‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المحطات‭ ‬الأرضية‭ ‬وتمارين‭ ‬النجاة‭ ‬على‭ ‬اليابسة‭ ‬والماء،‭ ‬ودراسة‭ ‬علم‭ ‬الديناميكية‭ ‬الهوائية‭ ‬والفيزياء‭ ‬وعلم‭ ‬وظائف‭ ‬الأعضاء‭ ‬وأساليب‭ ‬متابعة‭ ‬سفن‭ ‬الفضاء‭ ‬والجيولوجيا،‭ ‬وتركيب‭ ‬وصيانة‭ ‬وإصلاح‭ ‬المعدات‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬قدرات‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬التي‭ ‬سيحتاجونها‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬قسم‭ ‬روسي‭ ‬في‭ ‬المحطة،‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬تدريبات‭ ‬متشعّبة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬تتطلب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والمقدرة‭ ‬وقوة‭ ‬الشخصية‭ ‬لأنجازها‭.‬

حاكم‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحدث

الإعلان‭ ‬الأول‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وحاكم‭ ‬دبي،‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬تغريدة‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬نعلن‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬اليوم،‭ ‬عن‭ ‬إثنين‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬الأماراتيين‭ ‬الجدد،‭ ‬بينهما‭ ‬أول‭ ‬رائدة‭ ‬فضاء‭ ‬عربية،‭ ‬نورا‭ ‬المطروشي‭ ‬ومحمد‭ ‬الملا،‭ ‬تم‭ ‬إختيارهما‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬متقدّم،‭ ‬وسيبدأ‭ ‬تدريبهما‭ ‬قريبًا،‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‭…‬نبارك‭ ‬للوطن‭ ‬بهما‭…‬ونعول‭ ‬عليهما‭ ‬لرفع‭ ‬إسم‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬السماء‮»‬‭. ‬وتوجه‭ ‬اليهما‭ ‬قائلاً‭ ‬‮«‬أنتما‭ ‬اليوم‭ ‬تمثلان‭ ‬الوطن‮»‬‭.‬

وتغريدة‭ ‬نورا‭ ‬المطروشي

ومن‭ ‬جهتها‭  ‬غرّدت‭ ‬نورا‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ : ‬‮«‬الوطن‭ ‬قدّم‭ ‬لها‭ ‬يوم‭ ‬إختيارها‭ ‬لحظات‭ ‬لن‭ ‬تفارق‭ ‬ذاكرتها‮»‬،‭ ‬ووعدت‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬ستجتهد‭ ‬لتقدم‭ ‬له‭ ‬لحظات‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬أبنائه‭ ‬وفي‭ ‬سجل‭ ‬إنجازاته‮»‬‭.‬

ووجهت‭ ‬الشكر‭ ‬الى‭ ‬قيادة‭ ‬الإمارات‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وفريق‭ ‬برنامج‭ ‬الأمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء،‭ ‬وأشارت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬التحضيرات‭ ‬للعمل‭ ‬والمهمات‭ ‬المقبلة‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬تتالت‭ ‬رسائل‭ ‬التهنئة‭ ‬والتقدير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإختيار،‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين،‭ ‬والعلماء،‭ ‬والمواطنين‭ ‬العاديين‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬أخرى،‭ ‬الذين‭ ‬إعتبروا‭ ‬بأن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬باتت‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬العلمي‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وتثبت‭ ‬رؤيتها‭ ‬للمستقبل،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مواهب‭ ‬وقدرات‭ ‬الشباب‭ ‬وأصحاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬والخبرة‭.‬

كما‭ ‬أبرزت‭ ‬الخبر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ولافت،‭ ‬جميع‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية،‭ ‬مؤكّدة‭ ‬على‭ ‬أهميته‭ ‬وطابعه‭ ‬التاريخي،‭ ‬وتفاعل‭ ‬معه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الأجتماعي‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

معايير‭ ‬إختيارها

يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرد‭ ‬في‭ ‬بال‭ ‬البعض،‭ ‬أن‭ ‬معايير‭ ‬إختيارها‭ ‬قد‭ ‬تأقلمت‭ ‬ربما،‭ ‬مع‭ ‬الحاجة‭ ‬أو‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬إضافة‭ ‬إمرأة‭ ‬الى‭ ‬فريق‭ ‬الرواد‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭.‬

والواقع‭ ‬أن‭ ‬الإختيار‭ ‬يخضع‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬موضوعية‭ ‬محضة،‭ ‬كما‭ ‬يتبين‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬التقدم،‭ ‬ومما‭ ‬أوضحه‭ ‬‮«‬سالم‭ ‬المري‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‮»‬‭.‬

‭-‬المعايير‭ ‬العامة‭:‬

كان‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للفضاء‮»‬‭ ‬قد‭ ‬أطلق‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬الإمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬‮ ٩١٠٢،‭ ‬حيث‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬التسجيل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬الكفاءة‭ ‬والجدارة‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬فوق‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬ويتقنون‭ ‬اللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنكليزية،‭ ‬وحاصلين‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬جامعية‭.‬

وجاء‭ ‬التقييم‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬دراسة‭ ‬ملف‭ ‬كل‭ ‬مرشح‭ ‬وأهليته،‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬العلمية‭ ‬الموضوعية‭ ‬التقنية‭ ‬والشخصية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬لجهة‭ ‬العمر‭ ‬ونوعية‭ ‬التخصّص‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والخبرة‭ ‬العملية،‭ ‬ما‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬عدد‭ ‬المتقدّمين‮ ‬‭ ‬الى‭ ‬‮ ٩٩٠٢. ‬وتضمّنت‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬إختبارات‭ ‬الذكاء‭ ‬العالمي‭ ‬والمهارات‭ ‬الشخصية،‭ ‬فأفضت‭ ‬التصفيات‭ ‬الى‭ ‬بقاء ‭ ‬‮٠٠٠١ ‬مرشح،‭ ‬وتقلص‭ ‬العدد‭ ‬الى‭ ‬‮١٢٢‬‭ ‬نتيجة‭ ‬إختبارات‭ ‬إضافية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الى ‮١٦،‭ ‬خضعوا‭ ‬لفحوصات‭ ‬طبية‭ ‬متقدّمة‭. ‬ولم‭ ‬ينتقل‭ ‬الى‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬سوى‭ ‬‮ ٠٣ ‬شابًا‭ ‬وشابة،‭ ‬خضعوا‭ ‬الى‭ ‬مقابلات‭ ‬نهائية،‭ ‬إختير‭ ‬منهم‭ ‬‮٩‬‭ ‬مرشحين‭ ‬و‭ ‬‮٥‬‭ ‬مرشحات،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭  ‬إختيار‭ ‬فائزين‭ ‬إثنين،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمجمل‭ ‬النتائج‭. ‬وهكذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭  ‬تمّ‭ ‬إختيار‭ ‬هزاع‭ ‬المنصوري‭ ‬وسلطان‭ ‬النيادي‭ ‬حينها،‭ ‬وقد‭ ‬أنجزا‭ ‬ما‭ ‬كلفا‭ ‬به‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية،‭ ‬وكانا‭ ‬معًا،‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬اللجنة‭ ‬المتخصّصة‭ ‬المولجة‭ ‬بالتقييم‭ ‬وإختيار‭ ‬رواد‭ ‬الدفعة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬الأمارات‭.‬

‭-‬معيار‭ ‬إختيار‭ ‬المطروشي‭:‬

إنطبقت‭ ‬المعايير‭ ‬العامة‭ ‬للإختيار‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬على‭ ‬إختيار‭ ‬نورا‭ ‬المطروشي‭. ‬إلاّ‭ ‬أنه‭ ‬نظرًا‭ ‬لبعض‭ ‬التساؤلات،‭ ‬قام‭ ‬مساعد‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشؤون‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للفضاء،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لبرنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬لرواد‭ ‬الفضاء‭ ‬‮«‬سالم‭ ‬المري‮»‬،‭ ‬بتوضيح‭ ‬الأمور‭ ‬بما‭ ‬مفاده‭:‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬إختيار‭ ‬نورا‭ ‬المطروشي،‭  ‬رسالة‭ ‬للمرأة‭ ‬الإماراتية‭ ‬والعربية،‭ ‬يفيد‭ ‬بإمكانية‭ ‬إنجازها‭ ‬لأي‭ ‬عمل‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬إختيارها‭ ‬تمّ‭  ‬وفقًا‭ ‬لمعايير‭ ‬دولية‭ ‬محددة‭ ‬وصارمة‭. ‬فقد‭ ‬جرى‮ ‬‭ ‬إستلام‭ ‬الطلبات‭ ‬وتقييمها‭ ‬وفقًا‭ ‬لهذه‭ ‬المعايير،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬الأناث‭ ‬اللواتي‭ ‬تقدمن‭ ‬للبرنامج‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‮٣٣‬‭  ‬في‭ ‬المئة‭. ‬ثم‭ ‬جرت‭ ‬مراحل‭ ‬تقييم‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬إختيار‭ ‬أفضل‭ ‬المرشحين،‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬لحظة‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إسمي‭ ‬الرائدين‭ ‬الفائزين‭.‬

وقد‭ ‬شمل‭ ‬التقييم‭ ‬إختبارات‭ ‬أهلية‭ ‬بدنية‭ ‬ونفسية‭ ‬لمهمات‭ ‬ضاغطة‭ ‬تتسم‭ ‬بالدقة‭ ‬والخصوصية،‭ ‬وتقييم‭ ‬لمعدلات‭ ‬الذكاء‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التأقلم،‭ ‬وخضوع‭ ‬المرشحين‭ ‬لمقابلات‭ ‬تقييمية‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأميركية‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬رائدة‭ ‬الفضاء‭ ‬الاميركية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬سويدي‭  ‬جيسيكا‭ ‬مير،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬أول‭ ‬أميركية‭ ‬تحط‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر‭ ‬عام ‭ ‬‮٤٢٠٢،‭ ‬وزميلتها‭ ‬‮«‬آن‭ ‬ماكلين‮»‬‭.‬

لم‭ ‬تتعثّر‭ ‬المطروشي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الإختبارات‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬لها،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬جدارتها‭ ‬وأهليتها‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬رائدة‭ ‬فضاء،‭ ‬وفقًا‭ ‬لجميع‭ ‬المعايير‭.‬

إسم‭ ‬سيذكره‭ ‬التاريخ

سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬بأن‭ ‬السوفياتي‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬يوري‭ ‬غاغارين‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬يقوم‭ ‬برحلة‭ ‬الى‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬في‭ ‬‮ ٢١ ‬إبريل‭ ‬‮ ١٦٩١،‭ ‬وأن‭ ‬زميلته‭ ‬الرائدة‭ ‬‮«‬ڤالنتينا‭ ‬تيريشكوفا‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬رائدة‭ ‬دارت‭ ‬منفردة‭ ‬في‭ ‬كوكب‭ ‬حول‭ ‬الأرض‭ ‬بتاريخ‭  ‬‮٦١ ‬يونيو‭ ‬‮ ٣٦٩١،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬نيل‭ ‬آرمسترونغ‮»‬‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬أميركي‭ ‬مشى‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬بتاريخ‭ ‬‮ ٦١ ‬يوليو‭ ‬‮٩٦٩١.‬

و‭ ‬سيسجل‭ ‬لاحفًا،‭ ‬أن‭ ‬نورا‭ ‬المطروشي‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬رائدة‭ ‬فضاء‭ ‬إماراتية‭ ‬وعربية‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬وسيسجل‭ ‬لها،‭ ‬بعد‭ ‬إختيارها‭ ‬والإنتهاء‭ ‬من‭ ‬تدريباتها،‭ ‬قيامها‭ ‬بأول‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الفضاء،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬إنجازات‭ ‬تاريخية‭ ‬لاحقة‭ ‬أخرى‭.‬

هنيئًا‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولقادتها‭ ‬ورعاة‭ ‬مسيرتها‭ ‬العلمية‭ ‬والتنموية‭ ‬الرؤيويين،‭ ‬وللمرأة‭ ‬الإماراتية‭ ‬والعربية‭ ‬الأبية،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬الملهم،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬لافت‭ ‬وحيد،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬علمي‭ ‬ومستقبلي‭ ‬متكامل‭ ‬ومفيد،‭ ‬نشعر‭ ‬جميعًا‭ ‬بالإنتماء‭ ‬اليه،‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬الوجدانية‭ ‬والقومية،‭ ‬ونتمنى‭ ‬له‭ ‬الإستمرارية‭ ‬وكامل‭ ‬النجاح‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حبها‭ ‬لمراقبة‭ ‬النجوم‭ ‬والكواكب‭ ‬منذ‭ ‬صغرها،‭ ‬فهي‭ ‬تهوى‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬والرسم‭ ‬وركوب‭ ‬الخيل‭ ‬ومتابعة‭ ‬بعض‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬اللازمة‭. ‬وهي‭ ‬تتميّز‭ ‬بميلها‭  ‬إلى‭  ‬الأعمال‭ ‬التطوعية،‭ ‬أكان‭ ‬لصالح‭ ‬قضايا‭ ‬الشباب‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬أم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬أم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬الطابع‭ ‬منها،‭ ‬أم‭ ‬تعزيز‭ ‬العلوم،‭ ‬أو‭ ‬التعاضد‭ ‬الإجتماعي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬عام‭ ‬‮ ١١٠٢ ‬للإنخراط‭ ‬في‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬الإمارات‮»‬‭ ‬للرعاية‭ ‬والتكاتف‭ ‬الأجتماعي‭.‬