مسيرة نجاحات متتالية نادين جابر قصص وحبكات رائعة
من مسلسل «لو» الى مسلسلات «2020» و«للموت» و«لا حكم عليه» مروراً بـ«عروس بيروت» كلّها قصص مليئة بالتشويق والمواقف الإنسانية والأدوار النسائية القوية، حاكتها وصاغت سيناريوهاتها مخيّلة المخرجة والكاتبة نادين جابر لتتحوّل الى مسلسلات ناجحة سلّت ليالينا ورافقت سهراتنا وأخذت حيزاً من أفكارنا ونقاشاتنا.
مما لا شك فـيه بأن نادين جابر كاتبة ومؤلفة موهوبة، متمكنة ومنهجية، تحرص عل تحضير أعمالها بكل دقة، ومتصالحة مع نفسها كما يقال عنها غالبًا، ولا سيما بصفائها وتعلقها بالقيم الإنسانية، وسلاسة تعاملها مع الآخرين. وبالرغم من إنشغالاتها العائلية، وقيود جائحة كورونا منذ ربيع العام ٢٠٢٠، وعدم مرور أكثر من سبع سنوات على إنطلاقتها، فإنها إكتسبت نجومية كبيرة لدى العديد من المشاهدين والمعجبين على مساحة العالم العربي، الذين يترقبون أعمالها دوماً بكثير من الإهتمام.
نشاط لافت وأعمال ناجحة
على الرغم من القيود التي تفرضها جائحة كورونا إلاّ أن العام 2021 كان مليئاً بمشاريع وإنجازات هذه الكاتبة التي تعمل حالياً على الإنتهاء من كتابة مسلسل بعنوان صالون زهرة لإحدى المنصات. وهو مسلسل يتضمن ٥١ حلقة درامية، من تأليفها من حيث النص والسيناريو والحوار، ومن إخراج جو بو عيد، من بطولة نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار وطوني عيسى وزينة مكي ولين غرة، ورشا بلال. . . ويروي المسلسل قصص معاصرة للنساء، وعلاقتهن مع الرجل ومع الأصدقاء بشكل عام. وسيتم التطرق خلاله الى مأساة إنفجار مرفأ بيروت بتاريخ ٤ أغسطس ٠٢٠٢، من زاوية إصابة صالون «زهرة» بالضرر.
وقد كانت انطلاقة هذا العام مليئة بالنشاط إذ بدأ عرض مسلسلها لا حكم عليه، وهو من نوع التشويق والإثارة وهو من إخراج فـيليب أسمر، تشاركت فـي تأليفه مع بلال شحادات. تدور أحداثه حول شاب يدعى نسيم، يتهم زورًا بقتل والدته وزوجها، ويخرج من السجن بعد خمس سنوات لثبوت براءته، فـيصمّم على السعي لمعرفة الحقيقة. المسلسل من بطولة قصي الخولي وفاليري أبو شقرا، إضافة إلى طوني عيسى، وكارول الحاج، وغيرهم.
كذلك دخلت نادين جابر فـي السباق الرمضاني هذا العام بمسلسلين هما للموت و2020 الذي شاركها كتابته بلال شحادات. والجدير بالذكر أن هذا العمل كان مقرراً لعام 2020 إلاّ أن قيود جائحة كورونا فرضت تأجيله. وقد جمع هذا المسلسل الذي استحوذ على نسب مشاهدة عالية، بين الأجواء البوليسية والرومانسية فـي قالب إجتماعي، وبين قصص حب وثأر وخيانة، علمًا بأن الفرضية الدرامية فـي المسلسل مبنية على الرقم ٠٢٠٢.
ويروي المسلسل قصة سما مسؤولة أمنية صارمة فـي عملها، تسعى لفك لغز العديد من الجرائم، ولا سيما للبحث عن أدلة للإيقاع برجل عصابات ماكر، يدعى صافـي الديب، تسبّب بإغتيال شقيقها جبران، ويدبر فـي الخفاء العديد من الأعمال الإجرامية.
وهو من بطولة وتمثيل نادين نسيب نجيم، التي تقوم بدور النقيب سما، التي تتنكر لتتقمص كذلك شخصية المساعدة المنزلية حياة، من أجل التسلل الى داخل عالم المجرم صافـي.
شاركها فـي دور البطولة قصي الخولي، إضافة إلى فادي أبي سمرة وكارمن لبس وبيار داغر ووسام صليبا ورندا كعدي ويوسف حداد وفادي إبراهيم ورامي عياش كضيف شرف وغيرهم من الممثلين.
هذا ومن المرتقب إحياء دور قصي الخولي بشخصية صافـي فـي موسم رمضان ٢٢٠٢، بعد الإعلان أنه لم يمت، بالرغم من الطلقات النارية التي أصابته، بينما كان يهم بتفجير حزام ناسف كان يرتديه، تبين أنه حزام وهمي.
أما مسلسل للموت فقد حاز بدوره الكثير من النجاح منذ لحظة عرضه، وهو يستند فـي حبكته على الكثير من الغموض والتشويق. تدور أحداثه حول فتاتين عاشتا حياة الفقر فـي ماضيهما داخل أحد الملاجىء، وإتفقتا على سلب أموال الرجال الأثرياء. تتعقّد بعدها الأمور بسبب الحبّ وتتحول الصديقتين الى عدوّتين. المسلسل من بطولة وتمثيل ماغي بو غصن ودانييلا رحمة ومحمد الأحمد وباسم مغنية وخالد القيش ورندا كعدي.
مهنية مقرونة بالشغف
منذ سنوات عدّة، تميّزت نادين جابر فـي كتابة العديد من المسلسلات الناجحة، وإعداد حبكتها وسيناريوهاتها، بكثير من البراعة والنجاح؛ وإن كانت تعتبر بأن شروط النجاح المكتمل تكمن على السواء فـي جودة وترابط النص والإنتاج والإخراج والتمثيل.
هذه الكاتبة والمخرجة اللبنانية المثقفة والموهوبة، من مواليد بيروت بتاريخ الأول من يناير ٩٧٩١.
بدأت بدراسة الحقوق بعد الإنتهاء من الثانوية، إذ أن والديها كانا يعارضان ميلها منذ صغرها، نحو عالم التمثيل. وكانت تنشغل دومًا، بكتابة النثر والشعر، حتى أنها أصدرت أحد الكتب، بعنوان «إمرأة بثوب إعصار» عام ٢٠٠٤. إلاّ أنها عادت ودرست الإخراج وفنون الراديو والتلفزيون، فـي «الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا»، وكان بحث تخرجها بعنوان «كيف تكتبين قصة فـيلم»، وإن كانت قد برزت بشكل خاص فـي مجال كتابة المسلسلات الدرامية.
ولطالما قالت وفـي أكثر من مناسبة، إن المهنية المقرونة بالشغف، مسألة أساسية لبلوغ الهدف؛ وهذا ما يميّزها بطبيعة الحال. بدأت مسيرتها فـي مجال كتابة وإعداد المسلسلات والأفلام من خلال تأليف مسلسل «لو» عام ٤١٠٢، بالإشتراك مع الكاتب المسرحي والتلفزيوني السوري بلال شحادات، وهو عمل إجتماعي رومانسي من بطولة عابد فهد ونادين نجيم ويوسف الخال وأدّت أغنية الشارة فـيه إليسا، مع الإشارة الى أنه سبق لنادين أن ساهمت فـي إخراج مسلسل بعنوان «بلا ذاكرة» عام ١١٠٢، من بطولة نادين ويلسون نجيم.
مسلسلها الثاني عام ٤١٠٢، هوعمل إجتماعي بقالب كوميدي بعنوان «غزل البنات»، يستعرض حياة أربع صديقات، من خلال ما يتعرضن له يوميًا من أوضاع أو مشاكل فـي علاقاتهن العاطفـية والشخصية والزوجية.
هذا، وقد قامت بكتابة فـيلمها السينمائي الأول، بعنوان «لاونج بيروت»، فـي سبتمبر ٥١٠٢، من إنتاج «أونلاين بروداكشون»، تدور قصته حول ثلاث سيدات يواجهن ظروف الحياة وهواجسها.
هذا الفـيلم لم يبعد نادين عن المسلسلات إذ كتبت فـي العام نفسه المسلسل الدرامي الرومانسي قصة حب الذي أحبته كثيرًا، من إخراج فـيليب أسمر. وهو يحكي قصة رجلين يقعان فـي حب إمرأة واحدة، ويتنافسان على حبها. من بطولة باسل خياط بدور وماجد المصري ونادين الراسي وغيرهم.
وصدر لها كذلك مسلسل «بلحظة» عام ٧١٠٢، من إخراج السوري أسامة الحمد. تدور أحداثه حول حياة عائلتين جمعتا ثروة طائلة، بطرق غير مشروعة، وتتصارعان بصورة عنيفة على النفوذ، ما يوقعهما فـي دوامة عمليات ثأر متبادل، الى أن تقررا، بمسعى من كبير الضيعة، إنهاء النزاع، والتقرب من بعضهما البعض، عن طريق فرض تزويج إبن إحدى العائلتين، الى إبنة العائلة الأخرى، ما يتحول بدوره الى فتيل لخلافات أخرى.
ومن مسلسلاتها التي لاقت نجاحاً واسعاً مسلسل «عروس بيروت»، وقد شاركها بلال شحادات فـي إعداد السيناريو والحوار علمًا بأن شحادات يحب إجمالاً الأكشن، كما تقول، بينما تميل هي نحو الأحداث الاجتماعية.
المسلسل من بطولة ظافر العابدين وكارمن بصيبص، إضافة إلى محمد الأحمد وتقلا شمعون، وغيرهم.
«بيتوتية» تهوى القراءة والرياضة
تنحدر نادين جابر من عائلة عريقة فـي بلدة النبطية الجنوبية، تزوجت فـي٥١ يونيو ٢١٠٢، من أنطوان إيلي الخوري، ورزقت منه بطفل بتاريخ ٢١ يناير ٥١٠٢، أسمياه «داني».
تهوى القراءة ومتابعة الأعمال الفنية، وهذا ما يندرج بطبيعة الحال فـي صميم شغفها الشخصي، وإهتمامها المهني والثقافـي على السواء.
وبشكل عام فهي تفضل الكتابة لساعات طويلة فـي فترة الليل، سعيًا لإنتاجية أفضل، بعيدًا من الهاتف والإنشغالات العائلية والإجتماعية، علمًا بأنها تعتبر نفسها «بيتوتية»، ولم تزعجها كثيرًا على الصعيد الشخصي مستلزمات تقليص الأنشطة الاجتماعية.
تميل إلى التأليف للشاشة الصغيرة، أكثر من ميلها للتأليف للشاشات الكبيرة أو للمنصات، وهي لم تكتب للمسرح ولم تفكر بالتمثيل لغاية الآن.
من بين الفنانين المعاصرين الذين تعجب بموهبتهم وأعمالهم، الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، والكاتب اللبناني أمين معلوف، والكاتبة اللبنانية منى طايع، وفـيروز وجوليا فـي عالم الطرب، والقدير دريد لحام، وغيرهم من كبار الأدباء والفنانين. . .
تحب الحيوانات الأليفة، وتمارس رياضة التنس، وتصطحب إبنها برفقة زوجها الى الجبال العالية فـي فصل الشتاء، لممارسة رياضة التزلج، أو الى البحر، ويريحها العزف من حين الى آخر على البيانو.