«كان» تكرّمها بجائزة المرأة الأكثر نشاطاً لخدمة قضاياها ميشيل يو ما زالت تصنع أفضل أيام مسيرتها
يبدو أن العام 2023 هو عام التألّق بالنسبة للممثلة الماليزية ميشيل يوه، التي وبعد أن دخلت التاريخ فـي مارس الماضي لكونها أول آسيوية تفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة، عن دورها فـي فـيلم Everything Everywhere All At Once، ها هي تُكرّم اليوم فـي مهرجان «كان» وتتسلّم جائزة «المرأة الأكثر نشاطا لخدمة قضاياها» Women In Motion لعام 2023. ويكرّس هذا التكريم موسماً استثنائياً زاخراً بالمكافآت للممثلة، إذ نالت فـي الأشهر الأخيرة جوائز «غولدن غلوب» و«سبيريت» و«ساغ» (جائزة نقابة الممثلين الأميركيين).
سحرت ميشيل يوه محبّيها بإطلالاتها المميزة على سجادة «كان» الحمراء كما تميّزت بتسلّمها جائزة «المرأة الأكثر نشاطا لخدمة قضاياها» Women In Motion لعام 2023. هذه الجائزة التي تأسّست عام 2015 بهدف لفت الأنظار إلى إبداع ومساهمة المرأة فـي عالم الثقافة والفنون، ومن بين المكرّمات بالجائزة سابقًا فـيولا ديفـيس وجين فوندا وجينا ديفـيس وسوزان ساراندون وإيزابيل هوبرت وباتي جنكينز وجونج لي وسلمى حايك.
وتعدّ هذه الجائزة التكريمية الى جانب الأوسكار الذي حصدته منذ أشهر قليلة، بمثابة تتويج لمسيرة سينمائية استمرّت أريعة عقود شاركت خلالها بأكثر من 50 فـيلماً.. وهي لا تزال اليوم فـي قمّة إبداعها.
أداء مبهر
دخلت ميشيل يو تاريخ السينما، بفوزها بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فـي الفـيلم Everything Everywhere All At Once،إذ أصبحت هذه الممثلة الماليزية أول آسيوية تفوز فـي هذه الفئة.
وأبهرت الممثلة البالغة من العمر 60 عاماً أعضاء أكاديمية الأوسكار بأدائها لشخصية إيفلين وانغ، وهي صاحبة مغسل تتنقّل بين عوالم موازية كثيرة لمواجهة عدوة قوية. وخلال هذه المغامرة الغريبة، تعيد وانغ فـي الفـيلم تقويم زواجها، وتتقرّب من ابنتها وتحاول حل مشكلات ضريبية.
وقالت ميشيل يو بتأثر ظاهر لدى تسلمها الجائزة على المسرح: «لجميع الفتيان والفتيات الذين يشبهونني ويشاهدونني هذه الليلة، هذه الجائزة تشكل بارقة أمل وفرصة»، مضيفة «نحن نكتب التاريخ».
وتوجّهت فـي كلمتها على مسرح الأوسكار إلى النساء قائلة: «لا تدعن أي شخص يخبركن أن أفضل مراحل العمر باتت خلفكن».
و الجدير ذكره أن هذا الترشيح للأوسكار هو الأول لهذه الممثلة الستينية، وقد كانت فعلاً تعتبر على نطاق واسع المرشحة الأولى للفوز. وبالفعل تفوقت ميشيل يو فـي هذه الفئة على كيت بلانشيت (تار)، وأنا دي أرماس (بلوند)، وأندريا ريسبورو (تو ليسلي)، وميشيل ويليامز (ذي فـيبلمانز).
علماً أن «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» للمخرجين دانيال كوان ودانيال شينرت، كان الفائز الأكبر فـي أمسية المكافآت الهوليوودية الأبرز، إذ حصد سبع أوسكارات بينها جائزة أفضل فـيلم.
وحصدت ميشيل يو الثناء على أدائها لشخصية مهاجرة صينية تزداد نضجاً وعمقاً مع تنقّلها بين عوالم موازية واكتشافها جوانب مختلفة من حياتها.
رغم بعض اللمسات العبثية فـي الفـيلم، بينها على سبيل المثال وجود شخصيات لديها نقانق «هوت دوغ» بدلاً من الأصابع، أو تحول شرطيين إلى قصاصات ملونة، أو تبادل صخور ذات عيون بلاستيكية أحاديث عن معنى الحياة، يركّز الفـيلم على ثابتة أساسية تتمثّل فـي تعقيد الروابط الأسرية وقوّتها. وتشكّل العلاقة المضطربة بين الأم وابنتها العمود الفقري للفـيلم.
يوه قد تحدّثت عن أملها بالفوز بالأوسكار لتكسر «السقف الزجاجي اللعين» الذي يحدّ من طموح الممثلين والممثلات الآسيويين وأن «يستمر هذا المنحى ونرى المزيد من الوجوه مثل وجوهنا هناك».
وأشاد رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، بنجاح يوه، وقال إن حياتها المهنية كانت رائعة ومثالية، وستستمر فـي إلهام الماليزيين.
طموح مهني لا زال فـي بدايته
فـي عام 1997، حقّقت ميشيل يو شهرة عالمية بفضل مشاركتها فـي فـيلم جيمس بوند «تومورو نيفر دايز». ثم شاركت فـي أفلام حقّقت نجاحاً جماهيرياً بينها «كراوتشينغ تايغر هيدن دراغن» و«ميموارز أوف إيه غيشا» وأخيراً «كريزي ريتش إيجزان».
ومع أكثر من 50 فـيلماً فـي رصيدها خلال أربعة عقود، تحضّر الممثلة للمشاركة فـي حوالي عشرة أعمال سينمائية، بينها أجزاء جديدة من «أفاتار». فعلى الرغم من مسيرتها المشرقة والتي تكلّلت أخيراً بالكثير من التكريمات والجوائز، غير أن هذه الممثلة المخضرمة تصر على اتباع نصيحتها التي وجهتها لمتابعيها يوم تسلّمها الأوسكار ألا وهي: «لا تدعن أي شخص يخبركن أن أفضل مراحل العمر باتت خلفكن».
وتشارك يوه حياتها منذ سنوات طويلة مع الفرنسي جان تود، الإسم البارز فـي رياضة السيارات العالمية.
مثابرة وطموح
ولدت ميشيل يو فـي السادس من أغسطس 1962 لوالدين صينيين فـي مدينة إيبوه الواقعة على بعد مئتي كيلومتر شمال العاصمة الماليزية كوالالمبور. وتدرّبت على الرقص عندما كانت طفلة، وتخصّصت فـي الباليه فـي إنكلترا. وخلال إجازة لها فـي بلدها، سجلتها والدتها من دون علمها فـي مسابقة ملكة جمال ماليزيا.
وقالت ميشيل يو مازحة: «لقد وافقت على الذهاب إلى هناك لأسكتها». وفازت باللقب. واضطرت بسبب تعرضها لإصابة، إلى التخلي عن فكرة امتهان رقص الباليه. وإثر عودتها إلى آسيا، بدأت البحث عن مسار احترافـي آخر. بدأت حياتها المهنية على الشاشة الكبيرة فـي عام 1984، وشاركت فـي أعمال كان معظمها من نوع أفلام الحركة، مع أبطال من أمثال جاكي تشان أو ماغي تشيونغ.