Bruce Clay

لوحات راقصة باهرة وأداء محترف
“ميّاس”
رجل مبدع و31 شابة لبنانية أدهشن العالم

This slideshow requires JavaScript.

من “آراب غوت تالنت” الى بريطانيا والولايات المتحدة، ليست المرة الأولى التي تبهر فيها فرقة  Mayya’s اللبنانية مشاهديها، لكن إيقاع النجاح على مسرح “أميركاز غوت تالنت” له مذاق آخر. فلم يسبق أن أبهر عرض راقص، لجنة التحكيم، على غرار ما حصل مع فرقة ميّاس  التي حقّقت إنجازاً فنياً لبنانياً تفوّق على جميع المواهب. إذ وقفت 31 راقصة لبنانية أمام لجنة التحكيم، وقدّمن عرضاً مذهلاً وُصف بأنه “الرقص الإبداعي” الأجمل على الاطلاق

على إيقاع الموسيقى الشرقية، تحرّكت أطراف الراقصات لتنسج لوحة إبداعية لم تستطع عدسات الكاميرا التقاطها بكامل تفاصيلها. غير أن ما وصل الى المشاهدين على الشاشات، أثبت أن هناك رؤية مميّزة، وأداء متقن بل محترف سحر العالم.

أخبرن قصة لبنان .. على طريقتهنّ

تتكون فرقة الرقص الاستعراضية اللبنانية “ميّاس” من مجموعة فتيات تتراوح أعمارهن بين 13 و25 عامًا. وقد أسّس هذه الفرقة مدرّب الرقص المعروف نديم شرفان، إذ روادته الفكرة ونفذها في عام 2013.

وبعد الفوز ببرنامج “آراب غوت تالنت” في العام 2019، ومشاركة فرقة “مياس” في برنامج The Champions Britain’s Got Talent، الذي لم تتأهل فيه الفرقة الى النهائيات، (هو برنامج يجمع المشتركين الذين نالوا لقب “Got Talent” في بلدان مختلفة)… خطا نديم شرفان بفرقته الى الحلم في “أميركاز غوت تالنت” في موسمه السابع عشر. وهي أول فرقة رقص لبنانية وعربية تقف على هذا المسرح العالمي. في أبريل الماضي، أعلنت الفرقة عن هذه الخطوة، قائلة إنها تقدمت بالمشاركة “لنظهر مواهبنا ونوصل قدراتنا رغم كلّ الظروف التي يمرّ بها لبنان… لبنان نحن هنا لنخبر قصّتك”.

وبالفعل أخبر نديم شرفان مصمّم اللوحات الراقصة والراقصات الـ31، قصة لبنان بأسلوب جذب انتباه العالم.. بعد تقديم اللوحة الراقصة، أثنى أعضاء لجنة التحكيم على العرض، وعبّروا عن دهشتهم. قالت صوفيا فيرجارا: “هذا رائع! ما من كلمات تعبّر عن مشاعرنا إزاء ما رأيناه، هو أجمل وأبدع عرض راقص أراه في حياتي”. أمّا هايدي كلوم فقالت: “عرضتم لنا جزءاً من ثقافتكم الجميلة جدًّا، كان عرضاً متألقاً، أحبكم جميعًا”.

بدوره، عبّر هوي مانيل عن انبهاره بما رآه من أداء راقص متناغم وحرّ، مقترن بالجهد والوقت المبذول لتقديم هكذا عرض ساحر. ومن ناحيته أكّد سايمون كويل أنّ خطوة المشاركة في هذا البرنامج ستشكل نقطة تحوّل في مسيرة الفرقة على الصعد كافة. كذلك، قال المدرب سايمون كويل “إنها الرقصة الأجمل التي رآها في البرنامج على الإطلاق”. 

تهنئة رسمية

تصدّر اسم فرقة الرقص اللبنانية “ميّاس” مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والعالم بعد فوزها بالنسخة السابعة عشرة من برنامج المواهب الأميركي “America’s got talent”.

وقد هنأ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الفرقة اللبنانية، إذ غرد قائلا: “فوز فرقة “مياس” بأهم برامج المواهب العالمية مدعاة فخر للبنانيين واعتزازهم. هنيئاً لشابات “ميّاس” ومدربهنّ وسائر مسؤولي الفرقة هذا النجاح، وشكراُ لجهودكم وإبداعكم لأنكم زرعتم الأمل والضوء في قلوبنا جميعاً”. وقد أعقب هذه التغريدة تقليد الفرقة وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب تقديراً لعطاءاتها، وعند تسليم الوسام قال الرئيس عون للفرقة: ” قوتكم وأداؤكم المميّز ودقة عملكم مكّنوكم من تقديم لوحات فنية رائعة”.

وقال مدرّب الفرقة نديم شرفان، الذي ردّ بكلمة شكر فيها الرئيس عون على تكريمه الفرقة ومنحها الوسام: “هذا الأمر يبرهن أننا كلبنانيين، إذا اجتمعنا رغم كل الاختلافات، وتخطينا الفروقات ووقفنا الى جانب بعضنا البعض، نستطيع أن نصل الى هذه النتيجة. وأهدي هذا الوسام الى كل أم وأب وأخ وأخت وجدة وجدّ في هذا البلد، يتعبون ويشقون ويبكون كي يمنحوا اولادهم حياة كريمة ولا يتركوا هذا البلد”. وتابع شرفان: “أنا أمنحكم هذا الوسام لأنكم أنتم من يستحقه. فلبنان من دون شعبه لا يساوي شيئاً، كما أن الشعب بلا بلده، لا يساوي شيئاً. وتعدكم “مياس” بأن تبقي أرزة لبنان وعلمه على رأسها وأنها ستكمل هذا المشوار ولن تقف عند هذا الحد و”كرمالك يا لبنان”.

وتوجّه شرفان الى الصبايا أعضاء الفرقة بالقول:” أنتنّ تعلمن مدى حبي لكنّ، وأقول لأهلكنّ، أنا أشكركم على الثقة التي منحتموني اياها منذ اليوم الأول، لأسافر وأقطع البحار مع بناتكم. وقد عاملتموني كأنني إبن من ابنائكم وأشكركم على ذلك وأهدي هذه الجائزة لكل شخص منكم”.

كذلك هنأ رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، الفرقة، وغرد عبر حسابه الرسمي: “مجددًا يتجلى الإبداع اللبناني بعرض رائع لفرقة “ميّاس” في الولايات المتحدة الأميركية، على أمل أن يكون النجاح ملازمًا دائمًا لها. مبروك الفوز وإلى المزيد من التألق”.

وكتب رئيس حكومة لبنان الأسبق سعد الحريري: “فرقة “ميّاس” … أجمل الناس … مبروك”.

ومن جهتها هنأت “قيادة الجيش اللبناني فرقة “ميّاس” بمدربيها وأعضائها على فوزها في مسابقة America’s got talent، حاملةً إلى العالم رسالة لبنان المُشرق النابض بالحياة. نحو مزيد من التألق والنجاح”.

وبدورها، غرّدت وزارة السياحة اللبنانية عبر حسابها الرسمي: “حلم جديد وأمل جديد عم نعيشو مع فرقة ميّاس اليوم يلّي بفوزها خلّتنا نرجع رغم كل الظروف لمجد لبنان وصورته الحلوة بعقول العالم كله. مبروك ميّاس. رفعتو اسم لبنان بالعالم ورفعتو رأس كل لبناني ببلدنا”.

وبعد الفوز الباهر لفرقة ميّاس اللبنانية، غرّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري: “فِرْقَةُ ميّاس والتي أبْهرتِ العالمَ قد منحتْنا صورةَ لُبنانَ الذي نُحبّ لبنانُ العُمْلةُ النّادرةُ والتي ستبقى جوهرةَ العرب…”.

وفرحة شعبية في لبنان

وبعد إعلان النتائج، اجتاحت الشوارع اللبنانية موجة من الفرح، اعتبرها البعض حاجة ملحة في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية ومعيشية صعبة تشهدها البلاد.

وقد قال الفنان اللبناني باسم مغنية: “لبنان بلد التناقضات، هل يعقل لبلد فيه كل هذه الأزمات وعدد سكانه أربعة ملايين نسمة ومساحته لا تتعدى 2 في المئة من مساحة بعض الدول، وأزمة اقتصادية ليس لها مثيل في التاريخ وانفجار هز الكون، أن ينتج في شهر، تأهل لكأس العالم في كرة السلة والنجاح العالمي لفرقة ‫مياس؟”

كذلك هنأ عدد من الفنانين اللبنانيين والممثلين والوجوه الإعلامية الفرقة بالفوز، ومن ضمنهم الفنانة نجوى كرم، التي عبّرت عن فرحها بالقول: “شي بيكبّر القلب، هيدا انتصار ومجد للبنان. ألف مبروك ميّاس”.

ومن جهته، قال الفنان اللبناني رامي عياش: “نجاح اللبناني غالبًا بيكون بمجهود خاص، ‏ميّاس بتمنالكم مستقبل مشرق ومسيرة ناجحة وطويلة”.

الفرحة بفوز ميّاس لم تقتصر على اللبنانيين، إذ اعتبر كثيرون أن فوزها “يمثل الشعوب العربية قاطبة”.

وعبّرت النجمة العالمية، صوفيا فيرغارا، عن إعجابها الشديد بأداء فرقة مياس في العرض الأخير من برنامج المواهب الأميركي، وقالت في تغريدة: “أنا فخورة جداً بكم، تستحقون الفوز”.

واجتاح اسم صوفيا مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، ونوه كثيرون بدعمها للفرقة ، وتفاعل مغردون مع القلادة الذهبية التي وضعتها حول عنقها، والتي قدّمتها لها الفرقة اللبنانية والتي حملت فيها أرزة لبنان.

مليون دولار أميركي!

لم تفز “مياس”معنوياً فقط إنما ربحت كذلك جائزة مليون دولار أميركي بالإضافة الى فرصة تصدّر عرض في لاس فيغاس. وبالرغم من أن المليون دولار لم تكن الهدف من الاشتراك في المسابقة غير أنها تشكّل دعماً قوياً لهذه الفرقة التي يبدو أنه ينتظرها مستقبل واعد. وعند سؤاله عن الجائزة المالية قال نديم شرفان: “لم نذهب إلى الولايات المتحدة للمشاركة في برنامج America’s Got Talent من أجل الرّبح وكسب الأموال”.

وقال في حديثٍ لـOneTV، “ما رحنا كرمال المليون دولار. ونسبة كبيرة منها رح تروح Tax”، مشدّداً على أنّ “مياس شاركت في البرنامج من أجل لبنان، ونحن نحارب بما يمكننا فعله”

 وقد نشرت الفرقة على موقعها على إنستغرام: “لبنان أنت أحلى بلد، منحبّك ومنوعدك ما خلصت هون”.

نديم شرفان: الرجل المبدع

This slideshow requires JavaScript.

يعتبر نديم شرفان الشخصية الأبرز في فرقة ميّاس التي حصلت على شهرة واسعة عقب تحقيقها الفوز ببرنامج المواهب الشهير America’s got talent، وبدأ الجميع يبحث عن الشخص المحرّك والمدرّب لهذه الفرقة والذي يشكّل السبب الرئيسي لفوزها واكتسابها هذه المهارة العالية في الاستعراض الذي قدّمته.

نديم هو راقص ومدرّب رقص استعراضي لبناني الجنسية، كما أنه قد عمل في مجال عرض الأزياء لفترة من حياته، وعلى الرغم من عدم توافر الكثير من المعلومات عن هذا الشخص، إلا أنه قد ذاع صيته في الفترة الأخيرة بعدما أسس فرقة ميّاس اللبنانية، عام 2013، وقام بتدريب العضوات فيها حتى وصلن إلى أعلى مستويات الخفة في الرقص الاستعراضي.

أحبّ نديم الرقص منذ صغره، كما أنه قد تعلّم الكثير عنه، وأخذ الكثير من الدورات التدريبية، ولقد وصلت شهرة نديم إلى العالمية بعد فوز فرقته “ميّاس” بالمرتبة الأولى في برنامج “أميريكاز غات تالنت”، حيث أدّت الفرقة لوحات راقصة ساحرة بل باهرة خاطها شرفان. وتنطلق جميع اللوحات من فكرة تعبيرية استثنائية وجريئة، وهي تصوّر امرأة بألف يد، وهي فكرة مأخوذة من آلهة في الهند تدعى “شيفا”. وهو يدمج في لوحاته الرقص الفولكلوري الآسيوي من الصيني إلى الهندي الـExotic على أنغام الموسيقى الشرقية. 

ويصر شرفان على أن تكون أعضاء الفرقة من النساء. وفي تصريح سابق، أكد أنه يوجه رسالة إلى المجتمعين العربي واللبناني، حيث لا تستطيع المرأة الإعلان عن مهنتها كراقصة محترفة من دون التعرّض للتنمّر. قال: “نحن نرقص للتعبير عن الفرح والحزن والغضب”.

ويؤكد شرفان أن الفرقة تخضع لتمارين مكثفة ومتعبة، “لأن أي لوحة هي نتاج جهد فريق عمل متكامل، فلا تُسلّط الأضواء على شخص دون آخر في الفرقة”. ذلك أن الفريق “يندمج مع بعضه البعض كأنه جسد واحد، ما يتطلب دقّة وتمارين، وصبر الفتيات على الوقوف لساعات تحت الضغط للتكرار”. وشاركت الفرقة في احتفالات رسمية وفنية عالمية، كما قدمت عروضاً في دول أوروبية.