Bruce Clay

المخرجة المغربية مريم توزاني على اللائحة القصيرة لمرشحي أوسكار 2023

This slideshow requires JavaScript.

بالكثير من الشغف والحب للسينما تواصل المخرجة المغربية مريم توزاني مسيرتها نحو التألق والتميّز من خلال إخراج أفلام ذات جودة سينمائية عالمية تعالج قضايا حسّاسة بل مثيرة للجدل، على أمل أن تثير حولها “نقاشاً صحياً وضرورياً” على حدّ تعبيرها. واليوم تتصدّر مريم الساحة الفنية العربية لا بل العالمية من خلال فيلمها “أزرق القفطان” الذي تأهل أخيراً للقائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم أجنبي ضمن جوائز الأوسكار.

وصول فيلم مريم توزاني الى المرحلة ما قبل النهائية من السباق الى أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ليس تفصيلاً صغيرا،ً بل هو إنجاز ضخم للسينما المغربية، إذ بات “أزرق القفطان” ثاني فيلم مغربي يتأهل الى المرحلة ما قبل النهائية من السباق إلى أوسكار أفضل فيلم أجنبي بعد فيلم “عمر قتلني” للمخرج الفرنسي المغربي رشدي زم في 2011. وبالمناسبة قالت توزاني لوكالة الأنباء الفرنسية “إنه لشرف كبير لي أن أمثل المغرب وأحمل علمه في هذه المرحلة” من السباق إلى الأوسكار.

واعتبرت أن اختيار فيلمها لتمثيل المغرب “يشكل تقدّمًا، والرمزية (التي ينطوي عليها اختياره) جميلة وقوية”. ورأت أن ترشيحه “يترجم رغبة في الانفتاح والحوار”.

ولاحظت أن هذا التقدّم يكمن في أن لجنة رسمية تضم عددًا من الاختصاصيين العاملين في مجال السينما هي التي اختارت الفيلم لتمثيل المغرب. 

فيلم جريء

يتطرّق فيلم “أزرق القفطان” الذي يعتبر الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرجة مريم توزاني، إلى مواضيع محظورة، وتدور أحداثه في واحدة من أقدم المدن المغربية، ويروي قصّة الزوج والزوجة حليم (صالح بكري) ومينا (لبنى عزبال) اللذان يديران متجرًا تقليديًا للقفطان وهما بحاجة ماسة إلى المساعدة. قام الاثنان بتوظيف شاب موهوب اسمه يوسف – وسرعان ما اكتشفوا أن وجوده له تأثير عميق على حياتهما.
عُرض «القفطان الأزرق» للمرّة الأولى عالميّاً في قسم «نظرة ما»، في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان “كان” السينمائي ، خلال شهر مايو الماضي، وهو فيلم روائي طويل يتحدّث عن التحوّل والتقاليد والحب بمعناه الواسع، وهو إنتاج مشترك بين نبيل عيوش وأمين بنجلون. وتدور القصة حول شخصيتَي حليم (صالح بكري) ومينة (لبنى أزابال)، وهما زوجان يديران متجراً للقفاطين في مدينة سلا، تنضم إليهما شخصية «يوسف»، تلميذ شاب يشاركه «المعلم حليم» الشغف الكبير نفسه لمهنة الخياطة. علماً أنّ قائمة الأبطال تشمل أيضاً: أيوب ميسيوي ومونيا لمكيميل وحميد الزوقي وغيرهم.

وعبّرت مريم توزاني عن أملها في أن يساهم فيلمها “أزرق القفطان” في “إثارة نقاش صحي وضروري” في المغرب. علماً أن الفيلم فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش السينمائي وجائزة النقاد العالميين في مهرجان كان.

من الصحافة الى السينما

ولدت توزاني عام 1980 في طنجة. وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام والصحافة من لندن عام 2003، ثم بدأت حياتها المهنية كصحافية مع التركيز على السينما.

اقتحمت عالم السينما ككاتبة سيناريو ومخرجة في الوقت نفسه في بعض الأفلام القصيرة والوثائقية. في عام 2011 ، قامت بإخراج الفيلم  القصير Quand ils dormant الذي حصل على 17 جائزة ، بما في ذلك جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان هويسكا السينمائي الدولي، وهو مهرجان مؤهل لجوائز الأوسكار.

وفي عام 2014، صنعت مريم أول فيلم وثائقي لها Sous Ma Peau Vieille الذي ذاع صيته في المغرب ، حيث ناقش موضوع الدعارة في المغرب. مع نجاح هذا الفيلم الوثائقي ، حولته إلى فيلم روائي طويل بعنوان Much Loved الذي صدر عام 2015 وقد أخرجه زوجها نبيل عيوش بينما اكتفت هي بكتابة السيناريو.

في أواخر عام 2015 ، قامت بعمل فيلمها القصير الثاني Aya va à la plage. يدور الفيلم حول جانب اجتماعي آخر، هذه المرة حول استغلال الأطفال الصغار كخدم في المنازل.

في عام 2017 كتبت فيلم “رازية” مع زوجها المخرج نبيل عيوش وقد لعبت في الفيلم دور البطلة “سليمة”.

 ثم في عام 2019، أخرجت توزاني فيلمها الروائي الطويل ، “آدم” الذي تم اختياره لمهرجان “كان” السينمائي في قسم Un Certain Regard . ثم لاحقًا في المهرجان الدولي الثاني عشر للفيلم الفرنكوفوني دي نامور في أنغوليم كما تمّ اختياره كإدخال مغربي لأفضل فيلم روائي طويل دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 92 ، لكنه لم يتم ترشيحه، كما أنها أصبحت عضوًا في أكاديمية الأوسكار عام 2019 كذلك.