Bruce Clay

فيلم “الحب بحسب دالفا”
يكشف النقاب عن نجمتين واعدتين

This slideshow requires JavaScript.

على الرغم من أن فيلم “الحبّ بحسب دالفا” لم يعرض بدور السينما بعد، غير أن نجاهه الباهر في المهرجانات العالمية يشي بتميّزه، خاصة وأنه حاز جوائز وتنويهات عديدة، علماً أنه الفيلم الطويل الأول للمخرجة الفرنسية إيمانويل نيكو التي نجحت خلال هذا الفيلم ليس بلفت الأنظار الى تقنياتها الإخراجية المتقنة فحسب، وإنما بالكشف عن موهبتها في انتقاء الممثلين كذلك، إذ إن زيلدا سمسون الفتاة التي اختارتها لأداء دور “دالفا” نافست نجمات عالميات و حازت أخيراً جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة الدولي علماً أنها سبق وأن حازت جائزة أفضل ممثلة صاعدة في “كان” وأفضل ممثلة شابة في مهرجان هونغ كونغ وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل ممثلة في مهرجان ساو باولو.

يبدأ الفيلم بمشهد لا نفهمه على الفور: فوضى صراخ الشرطة تفصل بين شخصين في أروقة شقة ضيقة. يتم عزل أحدهما عن الآخر، ثم تستقر الكاميرا ونكتشف امرأة ذات مظهر مشبوه، وعمرها غير معروف، ترتدي زي مغنية في فترة ما بعد الحرب. يمكن أن تبلغ من العمر 20 أو 40 أو 100 عام…. إلا أنها في الواقع كانت تبلغ من العمر 12 عامًا وقت التصوير. زيلدا سامسون، هذا اسمها، وقد أبدعت في تأدية دور البطولة في هذا الفيلم الصعب. إذ أدّت دور فتاة صغيرة تحت تأثير استغلال والدها لها وتواجه الصعوبات في تقبّل الانفصال عنه وتكتشف تدريجيا أن الحب الذي تحمله لوالدها ليس كما ظنت.

زيلدا سامسون

 لؤلؤة نادرة

This slideshow requires JavaScript.

ولدت زيلدا في ليون، وتعيش في بروكسل حيث كانت تتلقى دروسًا في المسرح منذ سن الثامنة، أما سرّ حبّها للتمثيل فهو قصص “هاري بوتر ” وتعديلاتها المتعدّدة في الأفلام ، وبشكل أكثر تحديدًا شخصية هيرميون، هي التي جعلتها ترغب في الاقتراب من فنّ السينما إذ حلمت بأن تصبح مخرجة ، وكاتبة سيناريو، ثم ممثلة.

مما لا شكّ فيه أن أداء دور “دالفا” كان محورياً  لا بل أساسياً لنجاح الفيلم، علماً أنه من أصعب الأدوار إذ تتخبّط الشخصية بأفكارها وقناعاتها. ولتجسيد ذلك ، وجدت المخرجة لؤلؤة نادرة في شخص زيلدا سامسون.

أما عن كيفية اختيارها للدور فتقول زيلدا إنها رأت إعلاناً لاختيار ممثلين فقرّرت التقديم، خاصة وأنها تتابع دوساً في التمثيل لكنها لم تكن تتخيّل أنها ستقبل بالدور خاصة وأنها لا تملك أي خبرة فعلية في عالم التمثيل.

وعن الدور تقول زيلدا إنه جعلها تفهم نفسها والعالم المحيط بها أكثر. أما عن رغبتها في أن تصبح ممثلة فتؤكد زيلدا أنها متحمّسة لأداء أدوار جديدة لكنها لن تأخذ التمثيل كمسار مهني مستقبلي.

 أما عن أكثر ما أحبّته في تجربة التمثيل فتقول زيلدا، وجود أشخاص يهتمون بملابسها وماكياجها وإطلالتها. أما عن خوفها من خوض هكذا مغامرة فتعلّق زيلدا: “لم أكن أشعر بأنني متوترة لكن كلّ من حولي شعروا بأني كنت كذلك”. وتشرح زيلدا أن أجمل شعور بالنسبة لها كان عندما حضرت الفيلم، فهي لم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء تأثراً عندما صفق الجمهور مع نهاية الفيلم.

أما عن تواجدها في “كان” لعرض الفيلم خلال أسبوع النقاد فتقول إنه  كان أشبه بحلم وأنها شعرت أنها في عالم آخر. فهنا الملابس مميّزة والمتاجر راقية جداً، إنه عالم لم تكن تعرف عنه شيئاً.

إيمانويل نيكو

تقنيات إخراجية متقنة ورؤية فذّة في إختيار الممثلين

This slideshow requires JavaScript.

على الرغم من إنه  فيلمها الطويل الأول، إلاّ أن مخرجة  الفيلم الفرنسية إيمانويل نيكو كانت قد أبرزت موهبتها بإخراج أفلام قصيرة أبرزها RAE عام 2012 والذي حقق نجاحًا كبيرًا في المهرجانات، كما أخرجت فيلم A l’arraché في عام 2016 الذي تم اختياره في أكثر من ستين مهرجانًا (بما في ذلك مهرجان Angers European First Film Festival) ، وفاز بـ 17 جائزة. وهي متخصّصة في اختيار الممثلين المفتوح “Wild Casting” ، وهو شغف حقيقي يتجلى أيضًا في أفلامها الخاصة. وقد كانت أبرز تجلياته اختيارها لزيلدا سامسون لدور دالفا.

وبالفعل حاز الفيلم على الكثير من ردود الفعل الإيجابية في المهرجانات، خاصة خلال أسبوع النقاد في “كان” كما فازت إيمانويل نيكو عنه بجائزة الهرم الفضي لأفضل إخراج خلال مهرجان القاهرة السينمائي أخيراً.

وعن فكرة فيلم “الحب بحسب دالفا” تقول نيكو:”لقد سبق لي أن استكشفت موضوع التحكم كثيرًا في أفلامي القصيرة. ثم انغمست في مركز استقبال للطوارئ ، حيث تم وضع الشباب في الرعاية بسبب سوء المعاملة. لقد تم إبعادهم عن عائلاتهم ، ومع ذلك استمروا في الوقوف مع والديهم في مواجهة العدالة. كان الإنكار قوياً للغاية”.

وعند الحديث عن التحكم تتحدّث نيكو عن الشخص ذي السلطة الذي يفرض على من حوله رؤيته للعالم، والتي يتبناها الآخرون كما لو كانت رؤيتهم. ولا يمكن إدراك هذه الحالة إلا عند الخروج منها .

وتتحدّث نيكو عن أهمية ملابس دالفا في الفيلم: “عندما أتت دالفا إلى الملجأ ، كانت ترتدي ملابس سيدة راقية. كان من المهم بالنسبة لي ألا تكون دالفا لوليتا. ليس هناك ابتذال  ولا إثارة اجنسية ، كان هناك كتابة، عملت كثيرًا مع مصمم الأزياء. في البداية ، تعتقد دالفا أن زيها جزء منها، وأنه جزء من هويتها. عندما يُطلب منها خلع ملابسها في بداية الفيلم ، فهذا عنف رهيب بالنسبة لها.”

كتابة العمل لم تكن سهلة إذ تشرح نيكو: “استغرق مني وقتًا طويلاً لكتابة الفيلم، ولفترة طويلة لم يكن اللقاء مع الأب متوفرًا. في أفلامي القصيرة ، لم يتم تمثيل الجلاد على الإطلاق. لكنني كنت عالقة في قصتي. إن إنكار Dalva قوي جدًا لدرجة أن اعتراف الأب فقط هو الذي يمكن أن يخرجها من هذا الحجز ويحرّرها من التحكم.”