ليلى بختي نجمة فرنسية من الصفّ الأول. . . فخورة بأصولها العربية
«الممثلة الأبرع بين بنات جيلها» هكذا عرّفت مجلة مدام فـيغارو النجمة الفرنسية الجزائرية الأصل ليلى بختي التي نجحت بإثبات نفسها كنجمة من الصف الأول على الساحة الفرنسية والدولية خاصة مع نجاح مسلسلها الأخير «ذي أدي» الذي يعرض على منصة نتفليكس وتتشارك بطولته مع زوجها الممثل الفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم.
على الرغم من أنها أعلنت حملها بطفلها الثاني فـي أكتوبر 2019، إلا أن هذا لم يخفف من حماسة هذه الممثلة للعمل والإنتاج والإبداع، فشهد العام 2020 مشاركة ليلى بختي المميزة فـي المسلسل البريطاني الموسيقي «ذي إدي»، الذي يُعرض على منصة نتفليكس وكان قد سبق لها أن أطلقت فـيلمها «شانسون دوس» للمخرجة لوسي بيرليتو. ولا تتوقف بختي عن العمل، إذ قامت هذا العام كذلك بجولة ترويجية لفـيلمها «سأذهب حيثما تذهب»، كما تستعد للبدء بتصوير فـيلم جديد بعنوان «الحرب الثالثة».
«ذي إدي» نجاح على الساحة الدولية
شاركت ليلى بختي فـي المسلسل البريطاني الموسيقي «ذي إدي»، الذي أنتجته وعرضته «نتفليكس» فـي الولايات المتحدة الأميركية إعتباراً من الثامن من مايو ٠٢٠٢، وهو من تأليف داني هيريكورت وجاك ثورن، وإخراج داميان شازيل، إضافة الى منتجة الأفلام المغربية ليلى مراكشي وهدى بن يامنة وآلان باول.
وتؤدي ليلى فـي المسلسل دور «أميرة»، الى جانب أندري هولاند وجوانا كوليدج، وزوجها الشاب طاهر رحيم، الذي جسّد شخصية «فريد»، والممثل التونسي ظافر العابدين.
الأمر اللافت والمربك بالنسبة لها كما قالت، كان قيامها بالتمثيل مع زوجها فـي الفـيلم نفسه، وأن تتصرف كما لو أنها تقف فـي وجه شخص آخر، أي «فريد» ، لا «طاهر» الذي هو نفسه زوجها فـي الحياة الفعلية. تجري الأحداث فـي ناد للجاز فـي باريس، يملكه شخص إسمه «فريد» يؤدّيه طاهر رحيم. هذا وقد إعتبرت فـي مجال تقويمها للمسلسل، بأنه يشكّل فـي جوهره، إحتفالاً بالموسيقى والفن والناس، وبأن الموسيقى تريح، وتراضي، وتجمع، وتصالح الإنسان مع نفسه ومع الآخرين.
فخورة بفـيلم «شانسون دوس»
تبدو ليلى بختي فخورة بنجاحها وبفـيلمها الجديد «أغنية ناعمة» إذ تقول إنها أرادت الفوز بالدور بشدّة. الفـيلم مأخوذ عن رواية الكاتبة المغربية ليلى سليماني التي فازت قبل ثلاث سنوات بجائزة «غونكور» للرواية الفرنسية. وتدور الحبكة حول زوجين باريسيين يستخدمان مربية للعناية بطفليهما لكي يتاح للوالدة العودة إلى وظيفتها. لكن المربية تقود الأسرة إلى الكارثة. وقد استقت المؤلفة القصة من واقعة حقيقية نشرتها الصحف فـي باب أخبار الجرائم. وحين وقع الكتاب بين يدي ليلى بختي قرأته فـي جلسة واحدة. وشعرت بأنه يتناول مشكلات حقيقية تتعلق بالأمومة وبالجري المحموم للبشر وراء لقمة العيش. ثم إن هناك فـي القصة مواجهة حقيقية بين امرأتين، الأم والمربية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بختي لا تؤدّي دور المربية بل دور ميريام، الأم الباريسية التي يعميها عملها عن ملاحظة ما كان يجري فـي بيتها.
تضجر ميريام من وظيفة ربة البيت وتشتاق للعودة لعملها كمحامية. إن البقاء فـي المنزل يجعلها تشعر بأنها وحيدة ومهجورة. ذلك لأنها تعيش فـي مجتمع يحدّد فـيه العمل كيان الفرد. وفـي الوقت نفسه كانت تشعر بتأنيب الضمير لأنها تترك طفليها فـي رعاية مربية. ودون وعي منها كانت تدعو الذئب إلى بيتها وأغلقت عينيها عن رؤية الخطر لأنها اختارت راحتها الشخصية وهدوء بالها. لكن الفـيلم ليس مرافعة ضد عمل المرأة ولا دعوة لبقائها أسيرة جدران بيتها. فالطموح الوظيفـي حق للجميع، ومنهم بختي نفسها. ولعلها محظوظة لأن شقيقتها تتولى رعاية ابنها عند انشغالها بتصوير فـيلم ما. لكن السؤال هو كيف تحافظ المرأة على التوازن بين مختلف واجباتها فـي محيط يريد منها أن تكون منتصرة على كل الجبهات. هل هناك وصفة سحرية تضمن للنساء العثور على التوازن؟ هل تتدخل الدولة لمساعدة الأمهات وتأمين مكافآت لمن تختار التوقف المؤقت عن العمل لحين يكبر أطفالها؟
مشاريعها المستقبلية
فـي أكتوبر ٩١٠٢ بدأت ليلى بالمشاركة فـي تصوير فـيلم بعنوان «الحرب الثالثة»، من إنتاج شركة «كابريزي» الفرنسية، وإخراج الإيطالي «جيوفني ألواي»، الى جانب الممثلين «أنطوني بوجون»، و«كريم لوكلو»، حول يوميات عساكر الخفر على الطرقات، وما سيستتبع ذلك من أحداث ومواجهات. كان من المفترض أن يعرض هذا الفـيلم فـي مهرجان «كان» هذا العام، وفـي الصالات فـي الخريف المقبل. إلا أن قيود جائحة كورونا الخاصة بالتباعد الإجتماعي أدخلت تعديلاً على هذه التوقعات.
إضافة الى أنه من المفترض أن تنجب مولودها الثاني قريبًا، وبالتالي لا مشاريع مستقبلية إضافـية خاصة لها على المدى المنظور، فـي ظل الظروف السائدة. إلا أنها تفكر بكتابة وإخراج فـيلم من وحي إختبارها وخبرتها فـي الحياة. لا بل أنها بدأت بكتابة النص، مستفـيدة من الوقت الذي وفرته لها فترة الحجر. إلا أنها أفادت بأنها لن تكون من بين الممثلين فـي هذا الفـيلم بالذات، عندما ستكتمل جميع عناصره ومستلزماته، وبأنها ستستشير بعض الأصدقاء حول جودة السيناريو، قبل إتخاذ قرارها النهائي حول قرار إيقافه أو المضيّ فـي إعداده.
مسيرة غنية بالنجاحات
على الرغم من أن ليلى البالغة من العمر 36 عاماً لم تدخل عالم التمثيل قبل العام 2005، إلا أنها تملك فـي رصيدها أكثر من ٤٤ فـيلماً سينمائياً وستة مسلسلات، سنأتي على ذكر أبرزها، نصفها من فئة الدراما، والباقي من نوع الكوميديا أو الأفلام البوليسية المثيرة.
لا تُخفـي ليلى أن دخول عالم التمثيل بالنسبة لها كان أشبه بالحلم المستحيل وكانت تتخيل أن مستقبلها لن يتعدى كونها بائعة على الصندوق فـي متجر، ومع ذلك لم تتخل عن هذا الحلم إذ كانت تصرّ منذ سن المراهقة على شراء المجلات الفنية، ولا سيما مجلة «كاستينغ»، والبحث عن الإعلانات الخاصة بطلبات العمل لممثلات مبتدئات.
وبالفعل بدأت مسيرتها الفنية بعد أن قرأت إعلان بحث عن ممثلة، لتأدية دور مهاجرة شابة فـي فـيلم مثير ومرعب بعنوان «شيطان»، للمخرج الفرنسي «كيم شابيرون» عام ٥٠٠٢. فتقدّمت بالطلب بتشجيع من أحد أصدقائها وخضعت للإختبار، فوقع عليها الإختيار، وهي المميزة بجمالها المغربي والمؤهلة للتمثيل، بفعل موهبتها ودراساتها.
وقد جسّدت بنجاح شخصية «ياسمين» فـي الفـيلم، الى جانب النجم «فنسان كاسيل»، فكان عملها الأول نقطة إنطلاق جيدة لها.
44 فـيلماً
من هنا كانت الانطلاقة إذ سرعان ما تم إختيارها عام ٦٠٠٢، للقيام بدور رئيس فـي فـيلم «هاركيس»، وهو الإسم الذي كان يطلق على الجزائريين الذين قاتلوا الى جانب الجيش الفرنسي خلال فترة الإستعمار، وإكتشفت ليلى من خلال تصوير هذا الفـيلم تاريخ بلدها الأم.
وقد كان لها فـي العام نفسه مشاركة فـي فـيلم آخر بعنوان «باريس أحبك» بدور «زرقا». هكذا تتالت الأدوار فكانت لها مشاركة فـي فـيلم «سوء نية»، للفرنسي من أصل مغربي رشدي زي، بدور «مونيا»؛ كما شاركت فـي الفـيلم الطويل «عن الدمى والملائكة»، لـ نورا حمدي، بدور «ليا» عام ٧٠٠٢؛ وكذلك فـي فـيلم «إختيار الحب» عام ٧٠٠٢، بدور «سارة» لـ رشيد هامي.
وفـي العام 2008 كان لها دور فـي فـيلم «مسرين: غريزة الموت».
وقد شهد العام 2009 نقلة نوعية فـي مسيرتها إذ عرضت عليها صديقتها الممثلة الفرنسية من أصل جزائري جيرالدين نقاش، دوراً رئيساً الى جانبها، فـي فـيلم «كل ما يبرق»، بدور «ليا»، فلاقى الكثير من النجاح، ومكّنها من الحصول على جائزة «سيزار» لأفضل ممثلة واعدة، وكانت ما زالت فـي الـ ٦٢ من عمرها.
وقد شهد العام نفسه مشاركة ليلى فـي بطولة فـيلم درامي بعنوان «نبي»، من تأليف وإخراج «جاك أوديار» عام ٩٠٠٢، وحاز جوائز عديدة، منها جائزة لجنة التحكيم العليا فـي مهرجان «كان» عام ٩٠٠٢. وهو يتمحور حول قصة مالك مهاجر من أصل جزائري يدخل السجن فـي فرنسا، فـيقحم فـي صراع بين مجموعات مسلحة من أصل عربي، فـي مواجهة مجموعات مافـيوية من أصل كورسيكي. قامت ليلى فـي الفـيلم بدور «جميلة»، الى جانب الممثل رضا كاتب، الذي أصبح فـي ما بعد من أعز أصدقائها، و«طاهر رحيم» الذي اُغرمت به وتزوجته بعد ثلاث سنوات.
وعلى الرغم من غيابها عن شاشات السينما فـي العام 2010 إلا أنها عوّضت فـي العام 2011، إذ صوّرت 4 أفلام هي: «أيادي مسلحة: لرشدي زيم، بدور فتاة من جهاز الشرطة بإسم «مايا» ؛ و«نيو يورك»، بدور «سامية»، وفـيلم دراما فرنسي مغربي بعنوان «ينبوع النساء» تم تصويره فـي المغرب، تقوم فـيه بالدور الرئيس بشخصية «ليلى»، الى جانب الممثلة الفرنسية من أصل تونسي-جزائري حفصة حرزي، والمغربي محمد مجد؛ وهو فـيلم شارك فـي مهرجان كان السينمائي؛ إضافة الى فـيلم «حياة أفضل».
هكذا فرضت ليلى نفسها كممثلة فرنسية من الصف الأول وتوالت أدوارها التي من أبرزها:
-«الآن أو أبدًا» عام ٣١٠٢، بدور «جولييت»، الأم اليائسة التي تقوم بعمليات سطو على المصارف
-«نحن الثلاثة أو لا شيء»، عام ٤١٠٢، بدور «فراشة»
- «بالأسود والأبيض» للمخرجة والممثلة الفرنسية بريجيت سي، بعنوان «لاستراغال»، بدور «ألبرتين»، مع رضا كاتب عام ٥١٠٢
- «بيروت»، من إخراج براد أندرسون، تأليف طوني جيلروي. قامت فـيه بدور «ناديا»، الى جانب الممثلة روزاموند بايك، وجون هام. تدور أحداثه ومغامراته خلال حرب لبنان، وتمّ عرضه للمرة الأولى فـي الولايات المتحدة إعتبارًا من ١٣ إبريل ٨١٠٢.
- «أذهب حيثما تذهب» عام ٨١٠٢، بدور «مينا».
-«صراع الطبقات»، فـي العام 2019، قامت فـيه بدور «صوفـيا»، المحامية الشابة اللامعة التي تسعى مع «بول» زوجها، العازف فـي فرقة موسيقى الهارد روك، لإقناع إبنهما الوحيدكورنتان، بالإلتحاق بثانوية حكومية مجانية فـي فرنسا، بينما تحدوه الرغبة فـي الإلتحاق بثانوية كاثوليكية خاصة. إلا أنهما يضطران لتناسي نشأتهما العلمانية، والتجاوب مع رغبة إبنهما، لأنه يريد أن يكون مع بقية رفاقه، ولأنه مقتنع بأن مستوى التدريس فـي المدرسة الخاصة أفضل مما هو عليه فـي الثانويات الحكومية، إن لجهة الأجواء التربوية العامة، أو حسن تدريس اللغة الإنكليزية على سبيل المثال، أو تسهيل الدخول الى ما يسمى بـ«كليات النخبة». الفـيلم فرنسي الإنتاج، من إخراج «ميشيل لوكلير»، المتزوج من فتاة جزائرية الأصل.
- شاركت فـي فـيلم رسوم متحركة إيطالي- فرنسي، من إخراج لورنزو ماتوتي، بعنوان «غزو الدببة الشهير لصقلية» عرض فـي فرنسا ابتداءً من التاسع من أكتوبر عام ٩١٠٢. وقد شاركت فـيه بالصوت كـ«ألميرينا»، الى جانب توماس بيدغان كـ«جدعون»، وجان-كلود كاريير بدور وصوت كبير الدببة، وأرثور دوبون بدور إبن ملك الدببة.
7 مسلسلات
على الرغم من غنى مسيرة ليلى سينمائياً إلاّ أن رصيدها فـي عالم المسلسلات لا يتعدى السبعة مسلسلات، علماً بأنها تعمل على تصوير المسلسل الثامن، وهذه لمحة عن مسلسلاتها:
-«لي تريشور» بين ٦٠٠٢ و ٩٠٠٢، بدور «فالي».
- «بور لامور دو ديو» عام ٦٠٠٢، بدور «مريم».
- ظهرت فـي مسلسل «علي بابا والـ ٤٠ لصًا» عام ٢٠٠٧.
- «خيار مريم» عام ٢٠٠٩، وهو عبارة عن قصص قصيرة تروي قصة وصول عائلة جزائرية للإقامة فـي فرنسا وكيفـية سعيها للتأقلم مع عالمها الجديد.
- «الشرخ»، بدور «زورا» عام ٢٠١٠.
-«جور بوليير» مسلسل بوليسي فرنسي-سويدي عام ٦١٠٢، عرض فـي تسع دول نقلاً عن قناتيّ «كنال بلوس» الفرنسية، و«إس. فـي. تي» السويدية، قامت فـيه بدور «كاهنة زادي»، ضابط شرطة فرنسية تحقق فـي سلسلة جرائم قتل.
- «ذي إدي»، الذي أنتجته وعرضته «نتفليكس» فـي الولايات المتحدة الأميركية إعتبارا من الثامن من مايو 2020.
-«لا فلام» مسلسل تعاقدت على تصوير 9 حلقات منه مع «كانال بلوس»، إلا أن قيود جائحة كورونا قد أعاقته، بعد أشهر من إنطلاق التصوير؛ علماً بأنه مقتبس من مسلسل «ذي باشلور»، ويروي بصورة طريفة محاولات عدة فتيات إغراء قائد طائرة جذاب وغير متزوج، لحمله على الزواج من إحداهن.
جوائز وتكريمات عالمية
على مدى مسيرتها الفنية التي تمتد حتى الآن على فترة 15 عاماً فقط حققت ليلى الكثير من الإنجازات، ففضلاً عن انتقالها من الأدوار الثانوية الى أدوار البطولة، تملك ليلى فـي رصيدها عدداً كبيراً من الجوائز أبرزها:
- جائزة أفضل ممثلة من مهرجان «سيلويت» للسينما، عن دورها فـي فـيلم «إختيار الحب» عام 2008.
- ترشيح لجائزة «سيزار»، كأفضل ممثلة عن دورها فـي فـيلم «عن الدمى والملائكة» عام 2009.
- حصلت على الدور النسائي الوحيد عام ٩٠٠٢، فـي فـيلم «نبي» الذي حصد تسع جوائز «سيزار»، والجائزة الكبرى فـي مهرجان «كان» السينمائي.
- جائزة «الإوزة الذهبية» لإكتشاف المواهب النسائية عام ٠١٠٢ فـي مهرجان مدينة «كابور» الفرنسية للسينما.
- جائزة «سيزار» لأفضل ممثلة واعدة عام ١١٠٢، عن دورها فـي فـيلم «كل شيء يلمع».
- جائزة «سيزار» ثانية عام2011، عن دورها فـي فـيلم «ينابيع النساء»، من «غولدن ستارز أوف فرنش سينما»، وجوائز «غلوب دي كريستال».
- جائزة أفضل ممثلة فـي مسلسلات الدراما عام ٧١٠٢ من «غولدن نيمف أوارد».
- جائزة «سيزار» ثالثة لأفضل ممثلة مساعدة عام ٩١٠٢، عن دورها فـي فـيلم «الحمّام الكبير».
والجدير ذكره أن شركة «لوريال باريس» لمستحضرات التجميل اختارتها عام ١١٠٢، لتصبح سفـيرتها والوجه الإعلاني لعلامتها التجارية، الى جانب من سبقنها من ممثلات مثل «جاين فوندا» و«إيفا لونغوريا».
وباتت صورها تبرز على غلاف كبريات المجلات العالمية مثل «إيل»، و«فوغ»، و«فانيتي فـير»، التي ظهرت على غلافها، الى جانب زوجها، وذلك بصورة إستثنائية. . .
من علامات التكريم لهذه الممثلة الرائعة كذلك، عبارات الإطراء التي تكيلها لها الصحافة الفرنسية، كالقول أن جمالها ساحر، وشخصيتها مميزة، وبأنها تنير المشهد السينمائي الفرنسي، وأن لديها قدرة على تجييش عواطف المشاهدين الى حد البكاء أو الضحك، فـي أدوار الدراما أو الكوميديا، والإتيان دوماً بكل جديد، وتحفـيز المخرجين، وأن خبرة السنين لم تسلب منها نضارة البدايات. ويقال عنها أيضاً إنها خلال مسيرتها أثرت عالم الفن بالافلام والأغاني والفرح والجمال. . .
جذور جزائرية
إسمها الكامل ياسمين ليلى بختي، من أصل جزائري، من مواليد مدينة «إيسي مولينو»، جنوب غربي باريس، فـي السادس من مارس ٤٨٩١. ترعرعت فـي مدينة «بانيو» فـي ضاحية باريس الجنوبية. تحفظ عن طفولتها أطيب الذكريات، لأنها كانت محاطة بعطف وأمان أهلها وأفراد عائلتها.
حصلت على شهادة البكالوريا الفرع الأدبي، ثم تابعت لبعض الوقت دراسات بموضوع «العلاج عن طريق الفن»؛ كما درست التمثيل فـي عدة مدارس متخصّصة بالمسرح فـي باريس، ومنها أكاديمية «ستيفان غيلداس». وإضطرت للقيام ببعض الأعمال، كبائعة مع شقيقتها فـي متجر ملابس عائد لشقيقها فـي مدينة «أورليان»، والظهور فـي إعلانات تلفزيونية، من أجل تسديد نفقات دراساتها.
تمكّنت بالرغم من وضعها الإجتماعي المتواضع فـي بداياته، من أن تفرض نفسها سريعاً على لائحة نجوم الصف الأول للسينما الفرنسية.
وهي بالمناسبة تفتخر بأصولها، وبكونها تتكلم اللغة العربية بطلاقة.
ينحدر أهلها من قرية «سيدي بلعباس» غرب الجزائر، قبل أن يهاجروا الى فرنسا، ولها شقيق وشقيقة يكبرانها سناً، تتواصل معهما بصورة دائمة.
حبّ بدأ فـي كواليس التصوير
إلتقت عام ٧٠٠٢ بالممثل الفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم (مواليد ٤ يوليو ١٨٩١)، خلال إشتراكهما فـي فـيلم «نبي» (بروفت)، وبدأت علاقة حب بينهما.
إرتبطا بعقد زواج، لكن بدون إحتفال عام ٠١٠٢. وهما لا يظهران كثيراً معاً فـي الصور أو على وسائل التواصل الإجتماعي، وذلك بقرار مشترك، إذ يحرصان على حماية خصوصيتهما ومستلزمات التركيز على عملهما، خاصة وأن لكل منهما مساره الفني المستقل. تكتفـي بالقول إن حياتها الزوجية تسير بهدوء وبإستقرار، مشيرة الى أنها أحبت زوجها منذ البداية، بعيوبه ومزاياه، وذلك رداً على أسئلة الصحفـيين. تضيف، بأن ما يربطها بزوجها هو الحب، والصداقة العميقة، والزمالة فـي التمثيل.
أنجبت إبنها البكر فـي يوليو ٧١٠٢، واسمه «سليمان». وكشفت خلال مقابلة مع مجلة «مدام فـيغارو» فـي أكتوبر ٩١٠٢، أنها حامل بولدها الثاني. كما صرحت فـي مناسبة أخرى، أنها تتمنى أن يصبح لديها ثلاثة أولاد، تيمناً بعدد العائلة التي تشكلها هي وشقيقها وشقيقتها.
هواياتها
لا يمكنها أن تبدأ نهارها كما تقول دون إرتشاف كوب من الشاي، ومن ثم الإستماع الى الموسيقى، كي تستيقظ بالكامل.
تمارس بعض الأنشطة الرياضية، وتحرص على إتباع نظام غذائي سليم، على سبيل الاهتمام بصحتها ولعدم الشعور بالتعب، وليس بالضرورة حرصاً على قامتها أو رشاقتها، وإن كانت تعشق الطبخ كما تعترف. وفـي هذا المجال فهي حريصة على حسن إختيار الأطعمة المفـيدة، وتقوم بإعداد أطباق خاصة لإبنها بنفسها.
تعتبر بأن الرياضة، والأكل السليم، والضحك، والتواصل مع الأهل والأصدقاء المقربين والمخلصين، هي من شروط المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية.
لا يدخل فـي نطاق إهتماماتها، تخصيص أوقات طويلة للتبرج والماكياج. تحب تزاوج اللونين الأسود والأحمر، وتكتفـي بوضع أحمر الشفاه الأقرب الى اللون الطبيعي للشفاه.
يريحها الإستماع الى الموسيقى والإستمتاع بأنغامها، لا سيما أغاني سيلين ديون، لا بل أنها تهوى الغناء، خاصة من خلال البلاي باك، كما فعلت فـي بعض أفلامها، أو ما نشرته على حسابها على وسائل التواصل الإجتماعي، بكثير من الدينامية وروح المرح.
مرحلة الحجر المنزلي
إستقرت خلال مرحلة الحجر المنزلي مع عائلتها الصغيرة فـي منزل شقيقة زوجها، لا سيما أنه قريب من منزل عمها الذي قد يحتاج اليها فـي مدينة مولووز على الحدود الفرنسية السويسرية، وتأقلمت مع الوضع كما هو متوجب، وأمضت المزيد من الوقت فـي تحضير الأطباق فـي المطبخ وفـي مشاهدة الافلام والتواصل مع الأصدقاء على الهاتف وشبكات التواصل الإجتماعي.
ولم تكتف بذلك، بل توجهت بنداء مطول ومؤثر بتاريخ ٦١ مارس ٠٢٠٢ على حسابها على الإنستغرام، طلبت فـيه من جميع متابعيها إلتزام منازلهم، وأشادت بتضحيات الجسم الطبي والممرضات والممرضين.
كما نشرت على حسابها على الإنستغرام فـي ٣١ إبريل ٠٢٠٢، مجموعة صور لها، بينها صورة بتسريحة جميلة وماكياج كامل، مذيلة بعبارة: «مع عائلة لوريال باريس»، وصورة ثانية من دون أي ماكياج
وتي- شيرت، مذيلة بعبارة:
«مع عائلة بختي. . . بإختصار»، كما نشرت بعض الصور لها مأخوذة من مرحلة الطفولة.