Bruce Clay

أسبوع الموضة في باريس لربيع وصيف 2026  يفتتح عروصه مع سان لوران

قدّم المدير الإبداعي أنطوني فاكاريلو مجموعة سان لوران Saint Laurent لموسمي ربيع وصيف 2026 ضمن عرض استثنائي تميّز بجو سينمائي آسر، حيث تحوّلت الأزياء إلى لغة بصرية تحمل رموزًا ومعاني أبعد من حدود الموضة، في زمن يتراجع فيه الحوار وتزداد فيه الانقسامات.

الأناقة كلغة عالمية

في فلسفة فاكاريلو، لا تُختزل الجماليات في المظهر الخارجي، بل تصبح أداة للتواصل والتقارب، تعبر حدود الفن والمجتمع والسياسة. فبينما تفرّق الكلمات، يمكن للأناقة أن تخلق فضاءً مشتركًا وتفتح مجالًا لابتكار استعارات جديدة. أقيم العرض في ،Bourse de Commerce وقد حملت المجموعة بصمة مميّزة توازن بين البساطة المتأملة والقوة الهادئة.

This slideshow requires JavaScript.

من عرض مجموعة سان لوران لربيع وصيف 2026 في إفتتاح أسبوع الموضة في باريس

امرأة سان لوران بطلة ومعاصرة

استلهم Vaccarello المجموعة من المزج بين الروح الباريسية والحرية التي مثّلتها جزيرة ،Fire Island في السبعينيات والتي ارتبطت بالتحرّر والهوية الفردية. هذه المقاربة منحت العرض طابعًا شخصيًا حميميًا، حيث بدت كل إطلالة بمثابة تأكيد على فكرة أن الموضة ليست مجرّد لباس، بل لغة تعكس الذات ورغبتها في التحرّر.

تتجسّد المرأة في هذه المجموعة كبطلة معاصرة، أيقونية ومتعدّدة الأوجه، تتحرك في عوالم متناقضة فهي تشبه الأميرات حينًا بجلد أسود على طريقة صور روبرت مابلثورب، يزيّنها بريق المجوهرات الملكية. بينما تبرز حينًا آخر كامرأة غامضة تفرض قوتها قصّات مستوحاة من “ريف غوش”، مع أقمشة منسدلة وألوان جريئة. كما تتألق في أوقات أخرى كأنها إحدى وريثات عالم الأدب والفن مثل دوقة غيرمانت أو شخصية Madame X  الشهيرة بريشة جون سينغر سارجنت، وهي تتخلى عن الحرير الفاخر لصالح أقمشة تقنية حديثة تمنحها حضورًا مختلفًا.

بالنسبة للألوان استخدمت دار Saint Laurent ألوانًا هادئة إلى معتدلة مثل الرملي، البيج، الأزرق البارد، أخضر طحيني، وألوان ترابية مُشبّعة خفيفة. أما الأسود، اللون الأيقوني للدار، فقد حضر هذه المرة بدرجة أقل كثافة، ما سمح للألوان الترابية بأن تقود المزاج العام للعرض.

لغة تصميمية تستحضر الصمت والقوة

جاءت المجموعة لتؤكد على فلسفة Vaccarello في اعتماد الأناقة كحالة وجود أكثر من كونها استعراضًا. فالتصاميم لم تركّز على المبالغات أو الزخرفة، بل على الحضور الهادئ الذي تُعبّر عنه الملابس بخطوطها الدقيقة وتوازنها المتأني. وقد ظهرت الأكتاف الممتدة  كعنصر يمنح القطع هيبة خاصة. بينما منحت السراويل الواسعة والتنانير المتدلية الحركة خفة وانسيابية. كذلك برزت القطع الشفافة المصنوعة من الحرير والنايلون التي سمحت بلمحات من الجسد دون تكلف، مقدّمة أنوثة أنيقة ومتحرّرة في آن.

الجمال كحجة بصرية ورمزية

العرض جاء ليؤكد أن الملابس ليست مجرد مظهر، بل خطاب بصري ورمزي،  فهي تحاجج وتناقش وتعيد صياغة مفاهيم القوة، الأنوثة، والحرية. وفي تعددية الجمال التي عكستها المجموعة، تتحول الموضة إلى مساحة للتنوع والاندماج، وإلى لغة مقاومة ترفض الاختزال وتحتفي بالاختلاف.

هوية سان لوران المتجدّدة

بهذا العرض، يواصل أنطوني فاكاريلو مسار Yves Saint Laurent التاريخي في جعل الأزياء أكثر من مجرد موضة، بل أداة فكرية وثقافية.  مجموعة صيف 2026 تضع المرأة في موقع البطولة، تمنحها حضورًا قويًا ومتعدد الطبقات، وتؤكد أن الجمال ليس واحدًا، بل متعددًا، حرًا، وشاملًا.