بين مهرجاني «البندقية» و«تورونتو» كندة علّوش اسم لامع فـي عالم الدراما العربية. . والعالمية
إضافة الى استعدادها لطرح فـيلمها الهندي Yellow Bus قريباً، تشارك النجمة كندة علوش خلال شهر سبتمبر فـي مهرجانين عالميين هما، مهرجان البندقية الدولى، ومهرجان تورنتو السينمائى الدولى حيث ستنافس فـي كلّ منهما بفـيلم مختلف. إذ تمثل فـي فـيلم «نزوح» للمخرجة سؤدد كعدان الذى سيشهد عرضه العالمى الأول فـي الدورة 79 من مهرجان البندقية السينمائى الدولي ضمن مسابقة Orizzonti Extra. كما ستكون حاضرة بقوة فـي فـيلم “السباحتان”، والذى تم اختياره لافتتاح دورة هذا العام من مهرجان تورونتو السينمائى الدولي، حيث سيشهد الفـيلم عرضه العالمى الأول فى قاعة روى تومسون الشهيرة.
مما لا شك فـيه أن كندة علوش تعتبر من أبرز وجوه الدراما العربية عموماً والسورية خصوصاً، وهي تجسّد من خلال الفـيلمين اللذين من المتوقّع عرضهما فـي مهرجاني البندقية وتورونتو أزمات الشعب السوري خلال سنوات الحرب التي عاشها ويعيشها.
«نزوح» أسطورة مليئة بالكوميديا السوداء
يشهد فـيلم «نزوح» للمخرجة الفرنسية من أصل سوري سؤدد كعدان، عرضــه العالمي الأول فـي النسخــــة 79 من مهرجان البندقية، فـي الفترة من 30 أغسطس حتى 10 سبتمبر، إذ يشارك فـي مسابقة Orizzonti Extra، وتدور أحداث العمل خلال الصراعات التي شهدتها سوريا فـي السنوات الماضية، حيث يدمر صاروخ سقف منزل فتاة عمرها 14 عاماً، لتنام بعدها لأول مرة تحت النجوم. ومع تصاعد العنف تصرّ والدتها التي تلعب شخصيتها كندة، على الرحيل، وتدخل فـي صراع مع زوجها سامر المصري، الذي يرفض أن يتحول إلى لاجئ ويمنع عائلته من ترك المنزل.
وتعليقاً على اختيار «نزوح» للمنافسة فى المسابقة، قال ألبيرتو باربيرا، مدير مهرجان البندقية السينمائي: «بعد فوزها بجائزة الفـيلم الأول فـي فـينيسيا، تعود سؤدد كعدان بفـيلمها الطويل الثاني، وهو قصة رمزية وأسطورة مليئة بالكوميديا السوداء».
الفـيلم من تأليف وإخراج سؤدد كعدان ويشارك فى بطولته مع كندة، كل من سامر المصري، هالة زين ونزار العاني، ودارينا الجندي، وتولت تصويره مديرة التصوير الشهيرة هيلين لوفار.
«السباحتان» قصة ملحمية
كما تشارك كندة علوش فـي فـيلم «السباحتان»، والذى تمّ اختياره لافتتاح دورة هذا العام من مهرجان تورنتو السينمائى الدولى فى الفترة من 8 إلى 18 سبتمبر، حيث سيشهد الفـيلم عرضه العالمي الأول فى قاعة روي تومسون الشهيرة.
الفـيلم مأخوذ عن القصة الحقيقية للسباحتين السوريتين يسرا وسارة مارديني اللتين اضطرتهما الحرب إلى الهرب من دمشق سباحة عبر أمواج البحر المتوسط وصولاً إلى المنافسة فـي دورة الألعاب الأولمبية فـي ريو دي جانيرو عام 2016، إخراج سالي الحسيني، وتشارك فـي بطولته الشقيقتان منال وناتالي عيسى.
«السباحتان» من إخراج سالى الحسيني فى ثاني تجاربها الروائية الطويلة بعد فـيلم أخي الشيطان الذى شهد عرضه العالمي الأول فى مهرجان سندانس عام 2012 ونال جوائز من مهرجان لندن السينمائى التابع لمعهد السينما البريطانى ومهرجان برلين السينمائى الدولي. وشاركت الحسيني فى كتابة الفـيلم مع البريطاني جاك ثورن مؤلف فـيلم Enola Holmes.
ويشارك كندة علوش فى بطولة فـيلم السباحتان كل من الشقيقتين منال وناتالي عيسى، علي سليمان، وأحمد مالك مع جيمس كريشنا فلويد وماتياس شوايغوفار.
. . . وفـيلم هندي
الى ذلك تنتظر كندة علوش طرح فـيلمها الهندي Yellow Bus، حيث تجسّد شخصية مديرة مدرسة تدخل فـي متاهات كبيرة بعد وفاة طالبة داخل الحافلة بسبب شدة الحرارة.
وكانت شبكة OSN قد أعلنت عن الانتهاء من تصوير إنتاجها الأصلي المرتقب هذا الذي من المقرّر توفّره على منصة OSN Streaming مباشرة بعد عرضه فـي قاعات السينما هذا العام.
وتدور أحداث «Yellow Bus» حول قصة طفلة تغفو فـي حافلة المدرسة دون أن ينتبه إليها أحد، فتُنسى بداخلها لتفارق الحياة بسبب الحرارة المرتفعة. وتتحدى الأم «أناندا» سيلاً من الأكاذيب والتضليل المتعمد حول ما حدث مع ابنتها، لكنها تحاول رغم كل المصاعب أن تصل إلى الحقيقة مهما كلّف الأمر.
الفـيلم من إخراج وتأليف ويندي بيدنارز وإنتاج ناديا عليوات وبطولة كندة علوش التي تلعب دور «ميرا» مديرة المدرسة، وتانيشثا شاترجي التي تلعب دور الأم أناندا، وآميت سيال فـي دور الأب، جاجان. ويناقش الفـيلم غريزة الأمومة وأشكال الظلم والتمييز والإهمال المؤسسي وهي مواضيع لها صدى ليس فـي منطقتنا فحسب، بل فـي العالم أجمع.
وفـي هذه المناسبة، قالت دارين الخطيب -نائب رئيس أول للمحتوى العربي والإنتاجات الأصلية فـي OSN: «إن قصة فـيلم «yellow Bus» مؤثرة وواقعية. العمل يبرز مشاعر الأم وكافة ما تمر به من ألم الفقدان والشعور بالظلم ويسلط الضوء على قضايا شائكة نادراً ما يتمّ التطرق إليها فـي منطقتنا». كما أكدت أن هذا العمل غير المسبوق لم يكن ليكتمل دون طاقم العمل المميّز إلى جانب براعة الإخراج والإنتاج.
وقالت كندة علوش: «عندما قرأت أول 10 صفحات من النص تيقّنت أنني أريد أن أكون جزءًا من هذا العمل لأنها قصة إنسانية قد تحدث فـي أي مكان فـي العالم. لم أقم بدور كشخصية ميرا من قبل، حيث أنني كلما تعمّقت أكثر فـي الدور كلما فهمت أبعادها. فدور «ميرا» يتشابك مع شخصية «أناندا» بحيث كلتيهما تخوضان رحلة لاستكشاف جوانب متعدّدة للأمومة والفقدان فـي هذا الفـيلم».
آخر أعمال كندة علوش
يعدّ مسلسل «ستات بيت المعادي» آخر أعمال كندة، الذي عرض مؤخرًا على منصة شاهد ضمن سلسلة أعمالها الأصلية، وهو النسخة العربية للمسلسل الأميركي Why Women Kill، وهو من إخراج محمد سلامة وسيناريو وحوار محمود عزت، وشاركت كندة فـي بطولته مع تارا عماد وإنجي المقدم. كما شاركت فـي مسلسل «حجر جهنم»، بطولة إياد نصار، وشيرين رضا، فريال يوسف، ومن إخراج حاتم علي، وفـيلم «الأصليين»، بطولة منة شلبي وماجد الكدواني، وإخراج مروان حامد، كما شاركت فى مسلسل «ضي القمر» من تأليف يسري الفخراني وعبير سليمان وإخراج أحمد حسن.
مسيرة لامعة فـي عالم الإخراج والإنتاج والتمثيل
ولدت كندة علوش فـي 27 مارس 1982 فـي مدينة حماة السورية لأب يعمل طبيب وأم مهندسة، درست الأدب الفرنسي فـي الجامعة قبل أن تنتقل إلى دراسة النقد المسرحي وتخرّجت فـي المعهد العالي للفنون المسرحية فـي دمشق، تزوجت من الممثل المصري عمرو يوسف، فـي يناير2017، وفـي الثاني من نوفمبر 2018 رزقت بابنتها الأولى «حياة».
بدأت مسيرتها الفنية كمساعدة مخرج فـي المسرح ثم فـي السينما من خلال فـيلمي المهد للمخرج الهولندي هافال أمين، وحفلة صيد للمخرج السوري نبيل المالح. كما أخرجت الفـيلم الوثائقي فـي مهب الريح الذي يتحدث عن معاناة العمال السوريين فـي لبنان، وأعدت وساعدت فـي إخراج السلسلة الوثائقية «إغراء» التي تتحدث عن النجمة السورية إغراء.
وانطلقت فـي التمثيل بالدراما التلفزيونية السورية فـي 2005 بأعمال حقّقت نجاحاً كبيراً، من بينها أشواك ناعمة، شغف، الظاهر بيبرس، وفـي 2006 شاركت فـي مسلسلي «أحقاد خفـية» و«حسيبة»، وفـي العام التالي شاركت فـي بطولة «فجر آخر»، «سلطانة»، «ظل امرأة»، «حكم العدالة»، «جنون العصر»، «يوم ممطر آخر»، و«الاجتياح» وهو مسلسل يتناول أزمة اجتياح الجيش الإسرائيلي للقرى والمدن الفلسطينية فـي 2002، من إخراج شوقي الماجري، وفاز بجائزة إيمي التليفزيونية العالمية، وهو العمل العربي الوحيد الذي حقّق هذا الإنجاز.
وتألّق فـي عالم السينما
وفـي العام نفسه طرقت كندة أبواب السينما من خلال فـيلم حادثة على الطريق إخراج السورية رشا شربتجي، وبعدها فـي عام 2008 شاركت فـي بطولة فـيلمي حلاوة الروح للمخرجة السورية ليلى عوض، والتجلّي الأخير لغيلان الدمشقي للمخرج السوري هيثم حقي، وفـي 2013 شاركت فـي بطولة فـيلم الغرباء للمخرج عباس رافعي.
من سوريا الى مصر
أخذت موهبة كندة فـي التطور والنضج ما جذب إليها عددًا كبيرًا من العاملين فـي صناعة السينما والدراما التلفزيونية فـي جميع أنحاء العالم العربي، إذ شاركت فـي 2009 فـي بطولة مسلسل «هدوء نسبي» الذي يضمّ مجموعة كبيرة من النجوم العرب ومن إخراج الراحل التونسي شوقي الماجري، وفـي العام نفسه ظهرت لأول مرة بعمل مصري من خلال فـيلم ولاد العم للمخرج شريف عرفة، ثم قامت ببطولة مسلسل أهل كايرو (2010) الذي نالت عنه جائزة موريكس الذهبية كأفضل ممثلة. بينما استمر تواجدها فـي الدراما السورية من خلال «العشق الحرام» عام 2011 و«ولادة من الخاصرة» على جزئين.
بعد 2012 استقرت كندة فـي مصر لتشمل قائمة أعمالها الطويلة العديد من المسلسلات والأفلام البارزة، ففـي مجال الدراما التلفزيونية، شاركت فـي بطولة مسلسلي «نيران صديقة»، الذي نالت عنه جائزة التميّز فـي أوسكار 2013 ، و«العهد – الكلام المباح» عام 2015، وهما من إخراج خالد مرعي، وبينهما «عد تنازلي» عام 2014، ثم «أفراح القبة» عام 2016 من إخراج محمد ياسين، ومسلسلي «حجر جهنم» و«أهل الغرام» عام 2017.
وقدّمت كندة أدواراً فـي أفلام حقّقت نجاحاً فـي شباك التذاكر مثل المصلحة عام 2012، مع المخرجة ساندرا نشأت، «هيبتا – المحاضرة الأخيرة» عام 2016، صاحب أعلى إيرادات لفـيلم رومانسي فـي تاريخ السينما المصرية، وأفلام أخرى سجلت حضوراً فـي مهرجانات السينما الدولية، إذ قدّمت دور فتاة مسيحية تعيش حباً مستحيلاً فـي «واحد صحيح» عام 2011 ، للمخرج هادي الباجوري، الكوميديا الاجتماعية عن الفوارق الدينية «لا مؤاخذة» عام 2014 مع عمرو سلامة، وفـيلم الفانتازيا «الأصليين» عام 2017 مع مروان حامد. إضافة إلى أفلام أخرى مهمة مثل «برتيتا» و«الفاجومي» عام 2011، و«33 يوم» عام 2013 .