من القاهرة الى هوليوود خالد النبوي نجومية عزّزتها الموهبة والإتقان ودعم كبار المنتجين
يمكن لأي مشاهد تقويم المسلسلات التلفزيونية التي تعرض عليه على مساحة العالم العربي، ولا سيما مسلسلات موسم شهر رمضان المبارك من منطلقات عدّة.
إما من منطلق المضمون، أي موضوع المسلسل فـي جوهره والرسالة التي يسعى إلى إيصالها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهي غالبًا ما تكون إما ذات طابع إجتماعي أو تاريخي أو فلسفـي، فـيتمّ الحكم على المسلسل إستنادًا الى القناعات الشخصية أو الشعور القومي أو الفكري، أو إلى منظومة القيم الأخلاقية أو المجتمعية التي ينتمي إليها المشاهد، فـيقابل العمل بالإعجاب أو بالإنتقاد ؛ إما انطلاقًا من تقويم فني محض، وفقًا لمعايير موضوعية تتعلّق بالحبكة، والتشويق، وحسن أداء الممثلين؛ والديكور، والمرافقة الموسيقية، والتأثيرات البصرية وغيرها من المنطلقات.
إضافة إلى هذين الإعتبارين، فإن العديد من المشاهدين ينجذبون الى مسلسل بعينه أو الى مسلسل آخر، إستنادًا إلى بلد إنتاجه، سواء أكان عربيًا أم تركيًا أم هنديًا أم مكسيكيًا على سبيل المثال؛ أم الى شخصية الممثلين الذين يضطلعون فـيه بأدوار البطولة أو بأدوار رئيسية؛ إضافة إلى معايير مختلفة وعديدة.
وفـي هذا السياق، فإن أحد أبرز الفنانين العرب الذين يحظون بالكثير من الإعجاب والمتابعة على الساحة العربية، لا بل الدولية، هو الممثل المصري خالد النبوي، الذي تمكّن من الوصول إلى العالمية بفضل موهبته وحسن أدائه، وحصل منذ إنطلاقته على إعجاب ودعم كبار المنتجين.
فما هي سيرته الذاتية ومسيرته الفنية وأبرز أعماله وهواياته. . . ؟
إعتاد على التمثيل منذ صغره بفعل مشاركته فـي أعمال الفرق المسرحية التابعة لمدرسته، وكان يميل إلى الأدب والفنون. إلاّ أن والده كان يرغب على العكس فـي أن يراه يتعلّم الطب.
تمّ تشجيعه من قبل العديدين على إحتراف التمثيل، بعد أن لفت النظر بحسن أدائه خلال مشاركته فـي إحدى المسرحيات فـي «المعهد العالي للتعاون الزراعي الذي كان قد تسجل فـيه، ما دفعه للإلتحاق بـ«المعهد العالي للفنون المسرحية»، علمًا بأن والده عاد ورضي عنه لإختياره هذا المسار.
سطع نجمه سريعًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، بفضل موهبته وحسن أدائه؛ وهو الذي برز بإمتياز فـي الأفلام السينمائية، إضافة إلى مشاركته فـي أعمال مسرحية وفـي مسلسلات تلفزيونية مختلفة.
اللافت أنه يعتبر نفسه بأنه شخص خجول، بالرغم من إنطباع القوة والإقدام والثقة بالنفس الذي يعطيه على الشاشات؛ وهذا ما يقوله العديد من الفنانين عن أنفسهم، على إستغرابه، كباسل خياط وظافر العابدين وغيرهم.
وهو يعتقد دومًا، أنه بإمكانه تأدية العديد من الأدوار التي سبق له أن قام بها بصورة أفضل، فـي ما لو تمّ إعادة إنتاجها.
لا يحب الانتقاد غير الموضوعي، ويصنّف بعض منتقديه بألـ «صفر على الشمال»، بالرغم من أنه لا يعترف بسهولة، بوجود خلاف محدّد بينه وبين أحد من زملائه.
على الشاشة الفضية منذ العام 1990
إطلالته الأولى على الشاشة الصغيرة بدأت بتقديم برنامج «دنيا»، فـي تلفزيون «أبو ظبي»، طيلة سنة ونصف. كما شارك كضيف فـي البرنامج الترفـيهي «دارك».
ثم شارك فـي مسلسلات تلفزيونية مختلفة منها : «شارع المواردي» عام 1990، على أربع حلقات؛
و«بوابة الحلواني» بدور حمزة الحلواني اعتبارًا من عام 1992؛ و«نحن لا نزرع الشوك»، بدور حمدي عام 1998؛ و«رجل طموح جدًا»، بدور صلاح مرتضى عام 2000؛ و«حديث الصباح والمساء» بدور أحبه كثيرًا هو دور «داوود باشا» فـي 15 حلقة، إعتبارًا من عام 2001، الى جانب ليلى علوي ودلال عبد العزيز وأحمد خليل وأحمد زاهر ونيللي كريم وغيرهم؛ علمًا بأن المسلسل من تأليف نجيب محفوظ وإخراج أحمد صقر، و«داوود» فـي المسلسل، هو الوطني المخلص، الذي تابع دروسه فـي الخارج، وقرّر أن يعود إلى بلاده ليداوي الفقراء.
وشارك فـي عام 2003 فـي مسلسل «مسألة مبدأ» بدور عادل؛ وفـي عام 2005 فـي «راجعلك يا إسكندرية» بدور أكرم؛ وفـي عام 2007 فـي «درب الأربعين» ، وهو مسلسل إذاعي؛ و«كافـي تشينو» عام 2008 بدور خالد؛ و«صدق وعده» بدور تيم عام 2009؛ و«إبن موت» بدور جابر الخواجا عام 2012؛ و«إستيفا» عام 2015 بدور المحقق خالد؛ و«سويتس»، بدور «ذي نيو مايك» عام 2016؛ و «سبع أرواح» عام 2016 مع الفنانة رانيا يوسف، وهو مسلسل مؤثر فـي تاريخ الدراما حقّق الكثير من النجاح؛ و«واحة الغروب» بمناسبة موسم شهر رمضان عام 2017، إمتد على 30 حلقة، وجسّد فـيه شخصية محمود عبد الظاهر، الى جانب الممثلة منة شلبي بدور كاثرين، وسيد رجب وغيرهم، وهو من إخراج كاملة أبو ذكري.
تجدر الإشارة إلى أن خالد تعرض لحادث سقوط عن صهوة الحصان خلال تمثيل مشهد من المسلسل، ما تسبّب له بكسر فـي أحد مفاصل عموده الفقري، إضطره لمتابعة العلاج فـي ألمانيا لفترة قصيرة، ليعود لمتابعة التمثيل قبل تعافـيه بالكامل.
أما «ممالك النار»، فقد فرض نفسه على الساحة الفنية، إعتبارًا من نوفمبر 2019، كأحد أبرز المسلسلات التاريخية التي لاقت نجاحًا واسعًا، وأثارت الكثير من التعليقات.
المسلسل من إنتاج «جينو ميديا» الإماراتية، تأليف محمد سليمان عبد المالك وأحمد ندا، وإخراج البريطاني بيتر ويبير؛ وهو يتطرّق الى الجانب الخاص بالعنف الذي طبع حقبة السيطرة العثمانية، وسعي العثمانيون لدخول القاهرة أيام السلطان سليم الأول، الذي جسّده الممثل السوري محمود نصر، والمقاومة التي واجهوها حينذاك، بقيادة المملوك «طومان باي الثاني- آخر سلطان المماليك فـي مصر-، الذي جسّده خالد النبوي؛ الى جانب الممثل السوري رشيد عساف، فـي دور «قنصوه الغوري»، وكندة حنا، فـي دور «دلباي» حبيبة «طومان باي»، ومنى واصف كضيفة شرف، وغيرهم.
تجدر الإشارة الى أن خالد صرّح لإحدى وكالات الأنباء منتصف شهر مايو 2020، أنه كان «يحلم بلعب دور طومان باي منذ أكثر من عشرين سنة»، وبأن والده سبق له أن حدّثه عن هذه المرحلة، وهو قرأ عنها الكثير ليؤدّي دوره على أفضل وجه.
رمضان 2020
من الأعمال الفنية التي شارك فـيها فـي موسم مسلسلات شهر رمضان هذا العام، مسلسل «لما كنا صغيرين»، من تأليف أيمن سلامة وإخراج محمد علي، قام فـيه بدور ياسين الجمال، بالتشارك مع ريهام حجاج ومحمود حميدة، إضافة إلى نسرين أمين ونبيل عيسى وهاني عادل وكريم قاسم ومحمود حجازي ومنة فضالي وأشرف زكي.
غضب خالد حينها، على ما أشيع، من الدعاية الخاصة بالمسلسل التي أظهرت «ريهام حجاج» كبطلة أولى، فـيما يقوم هو بدور ثانوي، خلافًا لضرورات إعتماد معايير الأقدمية والخبرة عند ترتيب الأولويات. وقيل بأنه هدّد بالإعتزال إذا لم تقم شركة الإنتاج ونقابة الممثلين بمعالجة الأمر.
لذا عاد وإنتشر ملصق نهائي ظهر فـيه خالد النبوي ومحمود حميدة وهما يجلسان على كراس جلدية، تعلو محياهما البسمة، بينما ظهرت فـي وسطهما وقوفًا وخلفهما بعض الشيء ريهام حجاج، بلباس أسود جذاب، وشعر منسدل، وحولهم جميعًا مجموعة من الممثلين. وبالرغم من ذلك، بقي الجدل قائمًا حول ما إذا كانت ريهام ما زالت تبدو كمتصدّرة، أم إذا كان الجدل بين الممثلين والمتابعين مجرد وسيلة تم إعتمادها، كي تخدم بطريقة أو بأخرى، تقنيات التشويق والتسويق للمسلسل.
فـي هذا السياق، وبالرغم من إصرار خالد على أنه لا مشكلة لديه مع زملائه، فهو يحرص على ألا يتم «تقديم أي فنان أقل خبرة أو أقدمية منه عليه، خاصة وأن متابعيه لا يتردّدون فـي إنتقاده، فـي ما لو وافق على أن يتم إظهاره فـي مواقع تبدو لهم ثانوية، فـي الشكل أو فـي الطابع، كما حصل فـي بعض المناسبات.
لامع في الأفلام السينمائية
أول أعماله السينمائية كانت مشاركته فـي فـيلم «ليلة عسل»، بدور أحمد عام 1989؛ و«المواطن مصري»، من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة الممثل العالمي عمر الشريف عام 1991؛ و«مصر منورة بأهلها»، ليوسف شاهين عام 1991.
أما الفـيلم الذي أطلقه إلى عالم الشهرة، فهو فـيلم «المهاجر» عام 1994، كتابة وإخراج الفنان الشهير يوسف شاهين، مستوحى من التاريخ القديم، وقام فـيه بدور «رام»، الى جانب يسرى ومحمود حميدة وحنان الترك وغيرهم من النجوم. ويحلو له أن يستذكر كيف إختاره يوسف شاهين وقال له: «شاهدتك فـي مسلسل بوابة الحلواني. . . أنت ممثل هائل»، وإصطحبه الى مطعم «أرابيسك» مع أحمد زكي للتحدّث بشأن الفـيلم الذي عرضه عليه.
تجدر الإشارة الى أن الممثل الفرنسي الشهير الراحل ميشال بيكولي أدّى دور «آدم» والد «رام»، فـي فـيلم «المهاجر»؛ ولم يتردّد خالد بتخصيصه برثاء فـي تدوينة خاصة له إثر إنتشار خبر وفاته فـي 12 مايو 2020، قائلاً: «يا له من يوم حزين. . هو ممثل عظيم. . . كما هو بالنسبة لي والدي الأعظم على الشاشة».
تلاه فـيلم «إحنا ولاد النهار ده» عام 1995؛ و«زمن الحلم الضائع»، و«المصير» عام 1997، بدور ناصر، وهو فـيلم من إخراج يوسف شاهين وكتابته، بالتشارك مع خالد يوسف ومحمود حميدة وليلى علوي؛ تدور حبكته فـي الأندلس فـي القرن الثاني عشر، ويضع الفكر اللبيرالي لإبن سينا الذي يجسّده الممثل نور الشريف، فـي مواجهة الفكر المتشدّد.
و«إسماعيلية رايح جاي» بدور عبد العزيز- زيزو، عام 1997، الى جانب محمد فؤاد ومحمد هنيدي وحنان ترك؛ و«من القاهرة الى الزقازيق» بدور مصطفى فـي السنة نفسها؛ و«حائط البطولات» عام 1998؛ إضافة إلى «القتل اللذيذ»، بدور عماد عام 1998 مع ميرفت أمين وإلهام شاهين؛ و«فتاة من اسرائيل» بدور طارق عام 1999؛ و«عمر 2000»، بدور عمر، عام 2000؛ تتشارك فـيه البطولة مع منى زكي؛ و«تايه فـي أمريكا»، بدور شريف المصري، عام 2002.
إختاره المخرج العالمي ريد سكوت للمشاركة فـي الفـيلم الأميركي Kingdom of Heaven عام 2005، من تاليف وليم موناهان وإخراج ريدلي سكوت، وهو عمل يدور حول مدينة القدس، وقام فـيه خالد بدور «ملا»، أحد المقربين من صلاح الدين الأيوبي، الذي جسّده الممثل السوري غسان مسعود؛ ثم «زي الهوا» بدور يوسف عام 2006، الى جانب الممثلة المصرية داليا البحيري، وريهام عبد الغفور؛ و«حسن طيارة» بدور حسن عام 2007؛ و«دخان بلا نار» بدور خالد، مع سيرين عبد النور بدور يمنى عام 2009، وهو فـيلم شارك فـي مهرجان لندن السينمائي ومهرجان هامبورغ السينمائي؛
وثلاثة أفلام عام 2010 هي:
«المسافر»، بطولة عمر الشريف، بدور حسن فـي مرحلة الشيخوخة، وخالد بدور حسن فـي مرحلة الشباب، الى جانب سيرين عبد النور، وهو فـيلم شارك فـي مهرجان فـينيسيا السينمائي؛ و «الديلر»، بدور علي الحلواني، من إخراج أحمد صالح وتأليف مدحت العدل، مثل فـيه الى جانب أحمد السقا الذي أدّى دور البطولة، ومي سليم، وهو يحكي قصة شاب فقير يصطدم بواقع الأثرياء .
الفـيلم الأميركي «لعبة عادلة»Fair Gam e مع شون بن وناومي واتس، جسّد فـيه دور عالم عراقي إسمه حماد.
وفـي العام 2012 صدر فـيلم «المواطن» The Citezen، وهو فـيلم أميركي من إخراج سام قاضي، جسّد فـيه شخصية ابراهيم، المهاجر اللبناني-العربي الذي يصل الى نيويورك قبل يوم واحد من أحداث 11 سبتمبر 2001، مع ما يستتبع ذلك من إشكاليات وتداعيات.
وفـي العام 2013، الفـيلم القصير «فردي» Odd، من إخراج كريم الشناوي؛ وفـي عام 2015 «خطة بديلة» من إخراج أحمد عبد الباسط، يقوم فـيه بدور عادل عبد العزيز ابو الدهب، مع عزت أبو عوف وتيم حسن؛ وفـي عام 2015 «مهمة مستحيلة»، بدور ألكسندر.
و«آخر أفلامه فـي العام 2020 فـيلم «يوم وليلة» بدور منصور الدهبي؛ من إخراج أيمن مكرم وتأليف يحيي فكري، وذلك برفقة أحمد الفـيشاوي ودرة زروق وحنان مطاوع وخالد سرحان ومحمد عادل وحمزة العيلي وشادي أسعد.
على خشبة المسرح
شارك خالد من العام 2014 الى العام 2016، فـي عدة أعمال مسرحية ومنها: «البحر بيضحك ليه» و«الجنزير» و«لعب عيال» وأوبريت «كفاح طيبة».
كما جسّد شخصية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فـي مسرحية بعنوان «كمب دايفـيد»، إستمرت من العام 2014 الى العام 2016، وحصلت على إشادات كثيرة، خصوصًا أنه تمكن وفقًا للكثيرين، فـي أن يتحول شكلاً وأداءً الى الرئيس السادات الى حدّ كبير.
وكان قد إعترف أن أكثر ما كان يخشاه هو رد فعل السيدة جيهان على العمل، وهي الشخص الأكثر قدرة على تقويمه، وأنه إرتاح كثيرًا عندما عانقته وأعربت له عن تقديرها لحسن أدائه عندما شاهدت المسرحية الى جانب الرئيس السابق كارتر عام 2016. وقالت أنها شعرت كما لو أنها تشاهد زوجها فعلاً عندما تابعت تمثيل خالد. كما أن حفـيدة السادات قالت له كذلك، إنها لم تقابل جدها، إلا أنها شعرت كأنها تلتقيه عندما شاهدت المسرحية على اليوتيوب.
تمّ عرض المسرحية ثلاث مرات، مرة أولى فـي واشنطن عام 2014، بحضور الرئيس كارتر وزوجته وجيهان السادات، ومرة ثانية فـي كولورادو كذلك فـي حضور كارتر، ومرة ثالثة فـي «سان دييجو» بحضور جمال السادات، نجل الرئيس الراحل والعائلة.
جوائز تقدّر أدواره وتكرّمه
وصفته وسائل إعلام أجنبية بأنه ممثل موهوب، وبارع، ومحترم، وصادق، وإستثنائي . . .
وحصل خالد على جوائز عدّة؛ وعلامات تكريم فـي مناسبات مختلفة، منها:
جائزة عام 1995 من مهرجان جوهنسبورغ الـ «أوول أفريكان فـيلم آواردس»، عن دوره فـي فـيلم «المهاجر». وتم» تعيينه كعضو لجنة التحكيم الدولية فـي مهرجان القاهرة الدولي عام 2006.
وحاز على جائزة الـ«حورس» عام1998، كأفضل ممثل مساعد فـي فـيلم «المصير»، من «مهرجان القاهرة القومي للسينما المصرية»، علماً بأنه تم تسمية الفـيلم لمهرجان «كان» السينمائي.
كما حاز جائزة «الموريكس دور»، كأفضل ممثل سينمائي عربي عن دوره فـي فـيلم «دخان بلا نار»؛
وجائزة فـي «مهرجان دبي للسينما» عام 2014. . .
مشاريعه المستقبلية
يصعب بطبيعة الحال الجزم بأية خطط مستقبلية فـي أجواء المخاطر والقيود التي تفرضها جائحة كورونا على أكثر من صعيد. تبقى بطبيعة الحال النوايا والعزم والإستعدادات.
وصرّح خالد فـي آخر مقابلاته أنه يعمل على كتابة وإخراج وتمثيل فـيلم سيقوم بلعب دور البطولة فـيه، دون أن يعطي أية تفاصيل إضافـية بشأنه.
كما أفاد بأن المسلسل التلفزيوني الأبرز الجاري إنتاجه والذي يعمل عليه لعام 2021، هو مسلسل «العلم والإيمان»، الذي يحكي السيرة الذاتية للعالم والمفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود؛ علمًا بأن محمود كان مقدم برنامج «العلم والإيمان» على التلفزيون المصري مساء كل يوم إثنين.
تجدر الإشارة الى أنه تم إعداد «البرومو التشويقي» للمسلسل، وكان من المفترض أن يبصر العمل النور عام 2016، إلا أن صعوبة إيجاد التمويل الكافـي لتغطية تكاليف إنتاجه حينها أخرت موعد المباشرة بإعداده.
من ناحية ثانية، وردًا على سؤال حول أي شخصية أخرى يهمه تجسيدها على الشاشة مستقبلاً، لم يتردّد فـي الإجابة بأنها شخصية رئيس جهاز المخابرات العامة، نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان على الصعيد المصري، وشخصية الثائر الأرجنتيني «تشي غيفارا» على الصعيد العالمي.
تعامله مع كورونا
إلتزم خالد كمعظم الفنانين بموجبات الحجر الصحي والتباعد الإجتماعي. ووضع على صفحته على الفـيسبوك رسائل تشجيع ونصائح لمتابعيه حول كيفـية الوقاية من فـيروس كورونا، وبشكل أساسي واجب الإلتزام بالتعليمات الحكومية. كما توجّه بالشكر إلى جنود الممرضين والأطباء والصيادلة على تضحياتهم وجهودهم.
إبن المنصورة.. مدين لوالدته
خالد محمد النبوي ممثل مصري من مواليد 12 سبتمبر 1966 فـي المنصورة، التي تقع على بعد 120 كلم شمال شرق القاهرة. بعد إنتهائه من دراساته فـي المعهد العالي للتعاون الزراعي، إنتسب الى «المعهد العالي للفنون المسرحية» وتخرج منه عام 1989.
يتحدّر من عائلة متوسطة الحال. والده كان ملازمًا فـي الجيش، إلاّ أنه أصيب فـي «حرب الإستنزاف» عام 1970 فـي عموده الفقري، وفقد الحياة. خالد كبير أخوته وأخواته وهم وليد الذي توفـي عام 2015، وإيمان، وشريف وإناس ووائل.
فقد والدته منذ سنتين، وهو يذكرها كل يوم فـي صلواته، ويعتبر بأنه مدين لها بالكثير، ولا ينسى بأنها كانت تعطيه النقود كي يشتري بها ما يلزم من كتب الفن والأدب، وأنها علمته بأن التعلق بالمبدأ وبالكلمة المعطاة، أهم من المال ومن المنافع الظرفـية.
«الأولاد وإن كانوا منكم، «ليسوا لكم، لأنهم أولاد الحياة»
العمر 11 سنة، يحب التمثيل كوالده على ما يبدو، وإن كان لا يزال فـي مرحلة الدراسة. . . وبالرغم من أنه يفضّل إبقاء حياته العائلية والخاصة بعيدًا عن الأضواء قدر الإمكان، فهو يظهر فـي صور عديدة وسعيدة مع إبنه «زياد»، الذي يعتبره الأكثر شبهًا له. كما أنه يعبر علنًا عن حبه لزوجته فـي مناسبات مختلفة، ولا سيما بمناسبة «عيد الحب» فـي الرابع عشر من فبراير من كل عام. وقد قال عنها فـي إحدى المقابلات أنها «سيدة عظيمة جدًا جدًا بالمعنى الحقيقي للكلمة»، وأن وجودها فـي حياته «هام للغاية، إذ يتجاوز دورها كزوجة وكحبيبة».
يذكر أن لخالد توأمان من زواج سابق عقده عام 1997، هما كريم ونور، وأصبحا اليوم فـي الثانية والعشرين من العمر. كريم متخصّص فـي مجال الإدارة الرياضية، «سبورتس ماناجمنت»؛ ونور الذي يميل للفن كوالده، تخصّص فـي التمثيل والإخراج فـي الولايات المتحدة وقام بأداء عدة تمثيليات لغاية تاريخه.
وبشكل عام، فهو يتحاور ويتناقش مع أولاده بإستمرار، حول شؤون الحياة والمواضيع التي تخصّهم، إلا أنه يترك لهم الخيار بعد ذلك، لأنه ديمقراطي الطبع على ما يؤكّد، ولأنه يؤمن بما قاله الشاعر «جبران خليل جبران»، بأن الأولاد وإن كانوا منكم، «ليسوا لكم، لأنهم أولاد الحياة».
وبالرغم من أنه تزوج مرتين فهو لا يحبّذ شخصيًا تعدّد الزوجات. ويعتبر على أية حال، بأن أسرته هي ملاذه، وبأنه متفاهم مع زوجته، ولا يدع الغيرة تتسلّل الى العلاقة بينهما، وهي علاقة مبنية على الحب والثقة المتبادلة.
وعكة صحية مرت على خير
بالرغم من حيويته، تعرض خالد لوعكة صحية جدية فـي الحادي والعشرين من يناير من هذا العام، تتطلّبت نقله الى مستشفى قصر العين. . . تبلغ جمهور المتابعين النبأ من خلال رسالة كتبتها زوجته منى المغربي على حسابها الشخصي على موقع الفـيسبوك فـي اليوم نفسه، تفـيد بأن «خالد تعبان أوي، ونقل الى المستشفى، أرجوكم تدعولو». وهذا ما أقلق جمهور محبيه الكثر فـي غياب أية تفاصيل إضافـية محدّدة فورية، بشأن وضعه الصحي.
تتالت ردود فعل الأصدقاء، ولا سيما الكاتبة فريدة الشوباشي وياسر حرب منتج مسلسل «ممالك النار»، متمنين له التعافـي السريع. وأعلن الدكتور فؤاد زامل مدير المستشفى حينها، أن النبوي أدخل الى المستشفى نتيجة أزمة قلبية، وأنه أجريت له عملية «قسطرة»، من قبل الدكتور هشام صلاح، وضعت له خلالها دعامة، وأنه نقل الى غرفة العناية الفائقة للمتابعة، مطمئنًا إلى أنه سيتعافى، وأنه من المفترض أن يخرج من المستشفى خلال 24 ساعة.
والواقع أن الحادث الطارىء الذي تعرض له مرتبط بما يعرف بـ«كهرباء القلب»، وقد حصل فجأة، فأغمي عليه ونقل على وجه السرعة الى الطوارىء، ومنها الى غرفة العمليات، ومن ثم الى غرفة العناية الفائقة.
وقد طوى هذه الصفحة بسرعة، وطمأن محبيه ومتابعيه بعبارة «الحمد لله أنا بخير».
يحب القراءة ويهوى الرياضة كضرورة ترفيه
شجّعه والده منذ الصغر على القراءة التي بات شغوف بها.
من هواياته إرتياد النادي الرياضي بصورة دورية، كضرورة وكترفـيه. والواقع أن الحادث الصحي المفاجىء الذي تعرض له مطلع العام، وأوجب دخوله السريع الى المستشفى وخضوعه لعملية على مستوى القلب، يعود على ما تم إستنتاجه، ليس الى الجهود الكبيرة التي يقوم بها خلال التمارين الرياضية بحدّ ذاتها، بل بسبب ما يشكّله الإرهاق والسفر والتمثيل أحيانًا من ضغط فائق، كما حصل له ذلك فـي مسلسل «ممالك النار». يضاف الى ذلك، عدم إلتزامه نظامًا غذائيًا مكتملاً على الدوام خلال العمل، ومجمل الضغوط النفسية والأحزان المكبوتة التي لا تخرج الى العلن، والتي لها تأثير سلبي على الشرايين والصحة العامة.
إلا أن الحادثة لن تثنيه عن الإستمرار فـي ممارسة التمارين الرياضية المناسبة، كالسباحة، والقيام برياضة الجري يوميًا.
هناك أنشطة رياضية كان عليه أن يتمرس فـيها لضرورات التمثيل، كإستعمال السيف وركوب الخيل. أما سبب وقوعه المؤسف عن صهوة الجواد خلال تصوير أحد مشاهد مسلسل «واحة الغروب»، فـيعود إلى عدم تدرّب الحصان بما فـيه الكفاية حينها على ضبط الحركة فـي مثل هذه الظروف .
وتستهويه أنشطة رياضية أخرى بشكل خاص، مثل التنيس والسكواش وكرة القدم. وهو يعتبر نفسه فـي هذا المجال «أهلاوي جدًا جدًا»، ومعجب بموهبة اللاعب المصري «محمد صلاح»، والفرنسي من أصل جزائري «زين الدين زيدان»، وإن كان يحب «اللعب الحلو» على أنواعه كما يقول.
أما أبسط ما يهوى، فهو الجلوس فـي أحد المقاهي المطلة على الشارع لإرتشاف القهوة، والتأمل بأشكال الحركة والحيوية المجتمعية المحيطة بالمكان.
أنشطة إجتماعية وإنسانية
لديه الكثير من الحماس للترويج لبلاده والسعي لإعلاء شأنها.
وقد بدا عليه التأثر فـي مناسبات عدة، عندما كان يدعو المشاركين فـي أنشطته خلال زياراته للخارج لزيارة مصر للسياحة والإستثمار، ويهمه كثيرًا أن يتحول كل فرد الى مواطن صالح، لما فـيه خير الوطن.
قاد كذلك سلسلة من الحملات المركّزة لمحاربة ظاهرة التحرش الجنسي، التي ما زالت سائدة فـي الأماكن العامة فـي مصر، وقام بنفسه بكتابة وإخراج وإنتاج الفـيديو المعبّر لهذا الغرض على حسابه الخاص، إضافة إلى إهتمامه بالبرامج التي تعمل على محاربة العنف ضد النساء.
قام بحملة مدروسة ومركّزة للتبرّع بالدم، فمنح لقب «سفـير لبنوك دم الهلال الأحمر» لهذا الغرض، تحت شعار «معًا لإنقاذ إنسان»، وذلك سعيًا إلى تأمين مخزون إحتياطي كاف فـي مصر، لإستعماله من قبل الهلال الأحمر عند الإقتضاء، علمًا بأن مثل هذا المخزون غير متوفر بعد إلاّ بنسبة خمسين بالمئة.
وبشكل عام، يهمه جدًا العمل على تحسين أخلاقيات المجتمع، الذي يجب أن يُبنى على العلم والأخلاق، وإبعاده عن أجواء المماحكات والشتائم الشائعة على أكثر من صعيد، وبالتالي، رفع نسبة إلتزام الشعب بالقيم.