عارضة الأزياء إيمان همام من صدفة فـي أمستردام إلى المنصّات العالمية
لعالم الأزياء سحره ورونقه وجاذبيته، وهو نتيجة إلتقاء عناصر الجمال والأناقة، مع موهبة المصمّمين وهندساتهم، وإمكانيات الدور والشركات الحاضنة، وبريق فنون التصوير والتظهير والترويج، وصولاً الى قلوب المتابعين والمعنيين.
أحد عناصر هذا العالم الجميل عارضات الأزياء. صحيح أن بريق حياتهن المهنية لا يمتد سوى لسنوات محدودة. إلاّ أنه بأمكانهن خلال هذه السنوات القليلة، أن يكتسبن الشهرة والثروة، ولو بدرجات متفاوتة.
وبلوغ مرحلة النجومية العالمية بعينها، يتطلّب منهن، إضافة إلى حظوظ الحياة و رونق طلّتهن وخصوصيتها، إثبات جاذبيتهن بإستمرار، أكان فـي حفلات التصوير، أم على منصات عروض الأزياء العالمية، أم فـي صدارة أغلفة المجلات المتخصصة وفـي وسائل الإعلام، أم فـي صلب الحملات الترويجية لأشهر العلامات، أم من خلال إختيارهن كسفـيرات لكبرى علامات الموضة وكمالياتها، من عطور ومجوهرات ومساحيق تجميل.
ومن بين من بلغن العالمية وفقًا لهذه المقاييس، عارضات عربيات أو من أصل عربي، ومنهن العارضة المتميّزة إيمان همام، التي حالفها الحظ وهي فـي الرابعة عشرة من عمرها، وإرتقت بسرعة بفضل جدارتها، الى عالم عارضات الأزياء العالميات المرموقات.
إيمان همام، عارضة أزياء من أب مصري وأم مغربية، من مواليد هولندا، بتاريخ ٥ أكتوبر ٦٩٩١، تتكلم العربية والهولندية والإنكليزية. تحرص على تعريف نفسها على أنها نصف مصرية ونصف مغربية، من مواليد أمستردام، وأنها مسلمة، وفخورة بتراثها العربي والأفريقي وبجذورها، علمًا بأن البعض من غير المتابعين يعتقد بأنها صومالية أو سودانية أو هندية، وقد سجل فـي فترة من الفترات دخول أكثر من ٨١ ألف شخص للبحث عن معلومات بشأنها على «غوغل» شهريًا.
من اللافت، حرصها فـي مناسبات عدة، على تأكيد إلتزامها بالقضايا الإنسانية العامة، بما فـي ذلك تلك التي تنطوي على بعد إجتماعي أو سياسي، كحماية الحياة البرية، ومعالجة مشاكل الإكتئاب، ومحاربة عدم المساواة والطبقية والتمييز العنصري، بما فـي ذلك الحاجة إلى إقرار العدالة فـي فلسطين.
إستقرت فـي نيويورك بعد إرتباطها بعقد مع وكالة «دي. أن. آي»، إلاّ أنها لا تتردّد فـي زيارة وطنها الأم والعودة الى جذورها من وقت الى آخر، أكان فـي هولندا أم مصر أم المغرب.
صدفة أدخلتها إلى عالم عرض الأزياء
لاحظتها عن طريق الصدفة، إحدى عميلات وكالة «كود مانجمنت» عام ٠١٠٢، فـي أحد شوارع أمستردام، فلفتت نظرها بجمالها المميّز، وبطول قامتها البالغ ١٫٧٩، وكانت حينها ما زالت فـي الرابعة عشرة من عمرها، وعائدة من المدرسة مع صديقاتها. لحقت السيدة بها، وبادرتها بالسؤال عما إذا كانت ترغب فـي أن تصبح عارضة أزياء، ثم دعتها إلى التفكير بالأمر، وقدّمت لها بطاقة عملها.
بعد عودتها الى المنزل، أجرت إيمان مع والدتها بعض الأبحاث عن وكالة «كود مانجمنت»، فتبيّن لهما أنها جدية وتتعامل مع شركة برادا المرموقة. لذا، عاودت التواصل مع السيدة، فتمّ التوافق بينهما على التوقيع على أول عقد عمل لها، وإنفتحت أمامها آفاق مسيرة فنية تكلّلت سريعًا بالنجاح.
وقد أشارت لاحقًا فـي إحدى المناسبات، أنها كانت منجذبة أصلاً إلى عالم عروض الأزياء منذ كانت فـي التاسعة من عمرها، ودرّبت نفسها بشكل من الأشكال أمام المرآة إعتبارًا من الثالثة عشرة كي تصبح عارضة ناجحة. وكانت معجبة حينها بعارضات كالبرازيلية راكل زيمرمان و الأثيوبيتين ليا كيبيدي وإيمان عبد المجيد.
تقرّر إرسالها عام ٣١٠٢ الى باريس مع شركة «فـيفا موديل مانجمنت»، فأعطاها المصمّم والمخرج الأبداعي ريكاردو تيسي، إمتياز إفتتاح عرض جيڤنشي للأزياء فـي العاصمة الفرنسية فـي سبتمبر ٣١٠٢، لمجموعة ربيع ٤١٠٢، وذلك فـي أول إطلالة علنية بارزة لها. وشاركت مع وكالة «فـيفا» لاحقًا، فـي مجموعة عروض أخرى، فـي باريس وأمستردام ولندن وبرشلونة.
كما شاركت بصورة ملفتة، فـي عرض مجموعة جان بول غوتييه، لموسم خريف عام ٤١٠٢ للأزياء الراقية. وتعاملت مع وكالة «واي نوت مانجمنت» فـي ميلانو.
سافرت بعدها للتعاقد مع الوكالة الأميركية «دي. أن. آي مودل منجمنت» فـي مدينة نيويورك، التي أصبحت مقر إقامتها الرئيسي.
وهكذا، فقد تمكّنت من المشاركة خلال مسيرتها، فـي عروض أزياء عديدة لعلامات عالمية، ومن آخر أعمالها، قيامها الى جانب زميلتها العارضة المغربية-البريطانية نورا عتال، وعارضة مغربية-إيطالية صاعدة تدعى مالكة المصلوحي، بتقديم عرض أزياء وسط حقل واسع من سنابل القمح، تضمّنت إبتكارت لمصمّم الأزياء الفرنسي سيمون بورت جاكموس، للمجموعة الجديدة لربيع وصيف ١٢٠٢، لعلامة «آمور» الرومانسية، على إيقاع موسيقى المغربي-البلجيكي «حمزة الفارسي».
نجاح وشهرة
تصدّرت غلاف العديد من المجلات العالمية المتخصّصة، ومنها «بورتر»، و«فوغ»، و«تين فوغ»، و«ستايل»، و«ذي لاست ماغازين»، و«ألوور». . .
أما مجلة «فوغ» تحديدًا، التي ظهرت على غلافها للمرة الأولى فـي سبتمبر ٤١٠٢، فقد إختارتها كصورة غلاف رئيسية لها أكثر من ٨١ مرة، ما بين ٤١٠٢ و ٠٢٠٢، بما فـي ذلك ٤ مرات على نسختها الأميركية، إضافة لنسخاتها الهولندية والروسية والصينية واليابانية والفرنسية والبريطانية والإسبانية والبرتغالية والألمانية والإيطالية وغيرها، علمًا بأن رئيسة النسخة الأميركية للمجلة «آنا وينتور» تكن لها الكثير من التقدير.
ما يجدر ذكره بصورة موازية، أنها قامت بدور رئيسي فـي الفـيلم الجريء «نوود آريا»، نسبة لإطار حمامات الصونا للنساء، للمخرجة البولونية-الهولندية «أورسولا أنتونياك» عام ٤١٠٢.
تألّقت فـي حملات إعلانية وترويجية للعديد من كبريات العلامات والشركات، ولا سيما «توب شوب» و«ڤيڤيان وستوود» البريطانيتين، و«سيلين» و«بالمان» الفرنسيتين، و«ڤرساتشي» و«موسكينو» الإيطاليتين، وغيرها. كما شاركت فـي حملة مجموعة مصمّمة الأزياء الأيطالية «دوناتيلا ڤرساتشي» فـي أسبوع الموضة الرقمي فـي ميلانو فـي سبتمبر ٠٢٠٢، لمجموعات ربيع ١٢٠٢، ولا سيما مجموعة «فلاش فاشيون» الصغيرة، وستكون وجهها الترويجي لهذا العام، الى جانب العارضة والممثلة الأميركية لورا هاريير.
إعتبرت من فئة «عارضة أزياء دولية» فـي إبريل ٤١٠٢. إختيرت من قبل مجلة «كوتوريسك ماغازين» الكندية، «عارضة أزياء العام» لعام ٦١٠٢؛ ومن قبل مجلة «هاربرس بازار» الأميركية، كـ«عارضة العام» لعام ٠٢٠٢.
عينتها شركة «ريفلون» لمستحضرات التجميل لتكون سفـيرة لها ووجهها الترويجي؛ وكذلك فعلت شركة «تيفاني أند كومباني» المختصة بالمجوهرات والحلي، الى جانب الأميركية كيندال جينر، والأرجنتينية «ميكا أرغانيارز».
وإختيرت مؤخرًا لتكون سفـيرة عالمية لمنظمة «شي إز ذي فـيرست»، التي تناضل من أجل عالم تتمكن فـيه كل فتاة من إختيار مستقبلها بنفسها، والحصول على حقها فـي التعليم والإحترام وإسماع صوتها. وأشارت فـي هذا الصدد، الى أن قيام والدتها لوحدها بتربيتها، وكونها شقت طريقها كمهاجرة فـي كنفها، من العناصر التي دفعتها لدعم النساء اللواتي تناضلن لوحدهن فـي الحياة، وتشجيعهن على الثبات فـي نضالهن من أجل تحقيق أحلامهن.
خط أزياء خاص بها
تميّزت فـي فبراير ٩١٠٢، خلال أسبوع نيويورك للموضة، بإطلاق خط أزياء خاص بها، معظم التصاميم للجنسين، صمّمتها بنفسها، بالتعاون مع العلامة التجارية «فريم»، ومقرها «لوس أنجلوس».
هواياتها
يريحها تمضية الوقت على الشاطىء، إذ تهوى السباحة ورياضة السورفـينغ لركوب الأمواج، وتفضل فصل الصيف على فصل الشتاء. وتتابع مباريات كرة القدم، لا بل أنها كانت تمارس هذه اللعبة مع الأصدقاء فـي صغرها من وقت الى آخر.
يحلو لها عندما تزور المغرب، أن تذهب الى «ساحة جامع الفنا» فـي مراكش، والى الشواطىء الجميلة، ولا سيما الى شاطىء قرية «تغازوت» الأماغيزية الشاطئية القريبة من «أغادير»، وتطل على ساحل المحيط الأطلسي جنوب المغرب، لممارسة رياضة «ركوب الأمواج». أما عندما تزور مصر، فـيسرها أن تمشي حافـية القدمين وإستشعار رمال الصحراء قرب الأهرام.
تحب الموسيقى، وتؤمن جدًا بفوائدها. درست العزف على الغيتار، وتستمتع بأغاني أم كلثوم. شجعت متابعيها مطلع عام ١٢٠٢، على الإطلاع على المزيج الموسيقي الجديد «أنجوي بيينغ إن ترنزيشون»، برعاية أحد مصمّمي الصوت الفرنسيين «ميشيل غوبير»، كي يكون دافعًا لتحقيق السلام الداخلي والوئام والإلهام، لمجتمع بات يشعر بالتعب والإكتئاب من جراء مصاعب العام ٠٢٠٢.
وقالت إنها بدأت فـي إصدار قوائم تشغيل شهرية من خدمة «سبوتيفاي» الموسيقية الرقمية، للمساهمة فـي رفع معنويات المعجبين، والحث على الأمل والتفاؤل عام ١٢٠٢.
تحب وضع الأساور المختارة بعناية فـي معصمها، والمجوهرات الأنيقة المتنوّعة والبسيطة، وغالبًا ما تتزيّن بخاتمين أو ثلاثة، وقلادة حول العنق، وأحلاق أذن جميلة ولافتة.
لباسها المفضل سترة قطنية مريحة و«دجينز» من ماركة «فريم»، وجزمة صغيرة. كما تحب أن يطبع أحيانًا على قميصها الـ«سويتشرت» الشبابية، كلمات أو عبارات مفـيدة هادفة، ومنها ما يتعلّق بالحرية والصبا والتمكين والتنوّع. وتعتبر أن من ميّزات المرأة أن تكون هادئة بلطف وجذابة وقوية.
