المعرفة والوقاية. . . حياة صحية
بفضل التطوّر العلمي والأبحاث الدائمة التي يجريها أهل العلم والإختصاص، أصبح بالإمكان فهم طريقة عمل أجسامنا بشكل أفضل، وبات بمقدورنا التفريق بين ما هو صحي أو ضار دون تعقيدات أو مصطلحات علمية بحتة لا يفهمها إلاّ الأطباء والمتخصّصين، وذلك بفضل تقديمهم لأبحاثهم بشكل سلس مع نصائح، تطبيقها بسيط ويشكّل فرقاً فـي حياتنا اليومية وأسلوب عيشنا، سواء أكنا نعاني من مرض ما، أم نتمتّع بصحة جيدة.
وهذه بعض أحدث الدراسات التي تزيد من معرفتنا بجسمنا وكيفـية التعامل مع بعض الحالات المرضية التي ممكن أن نعانيها، لأن الوقاية كما يقال خير من قنطار علاج.
شرب القهوة يقلّل من إحتمالات الإصابة بمرض «الوردية» الجلدي
وفقًا لدراسة نشرت فـي مجلة «جاما ديرماتولوجي»، وشملت 82 ألف ممرض وممرضة، تبيّن أن الإكثار من تناول القهوة، يقلل من إحتمالات الإصابة بمرض »الوردية» الجلدي.
وحلّل باحثون فـي كلية وارن ألبيرت الطبية التابعة لجامعة براون الأميركية، أنماط تناول الممرضين والممرضات للقهوة والشاي والصودا، ومقدار الشوكولاتة التي يتناولونها، مع العلم أن جميع هذه الأصناف تحتوي على الكافـيين.
وتوصّل الباحثون، وفق ما نقلت صحيفة «صن» البريطانية، إلى أن أولئك الذين يتناولون 4 أكواب من القهوة أو أكثر يوميًا، لديهم أقل مستوى من الخطورة فـي تطوير حالة التورّد «الوردية»، مقارنة بأولئك الذين يتناولون القهوة مرة واحدة فـي الشهر، كما وجدت الدراسة أن القهوة الخالية من الكافـيين، ليست مرتبطة بإنخفاض مستوى خطورة التورّد.
ويعتقد العلماء أن الكافـيين يعمل على توسعة الأوعية الدموية، الأمر الذي يقلّل من الإحمرار أو التورّد وما يرافقه من إلتهابات أو أعراض أخرى.
وأقرّ الباحثون بأنهم بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات، وذلك من أجل تحديد مزايا وفوائد الكافـيين، لمن يعانون من هذا المرض.
الشوكولاتة تنشّط الذاكرة
يؤكّد الباحثون على أن تناول الشوكولاته بشكل منتظم يمكن أن يعود بالفعل بآثار مفـيدة على الأداء المعرفـي مع مرور الوقت، ولكن هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لذلك.
وترتبط الشوكولاته عمومًا بزيادة السعرات الحرارية، وبعض المركبّات الكيميائية الكامنة فـي الكاكاو مثل الكافـيين، والإضافات الأخرى مثل السكر أو الحليب.
ويقول الباحثون إن الحل يكمن فـي اللجوء إلى الشوكولاته الداكنة التي تحتوي على نسبة أقل من السعرات الحرارية، وفـي الوقت نفسه غنية بمركّبات «الفلافانول» التي يعتقد أنها مضادة للإلتهاب والأكسدة وتساعد فـي إسترخاء الأوعية الدموية وتعزيز صحة القلب.
اذا كنت تعاني من الربو. . . ابتعد عن هذه الأطعمة
هناك بعض الأطعمة المسبّبة للحساسية يجب على مريض الربو تجنّبها حرصًا على سلامته، ومن العلامات الفورية لعدم تقبّل الجسم لهذه الأطعمة القيء والغثيان والطفح الجلدي.
و حسب ما جاء فـي موقع «بولد سكاي» المعني بالصحة، هذه قائمة ببعض الأطعمة التي تزيد مشكلة الربو:
عصير الليمون الإصطناعي
يجب على مريض الربو الإبتعاد عن العصائر التي تحتوي على نكهة الليمون أو عصير الليمون الإصطناعي، وذلك لإحتوائه على مواد مثيرة لحساسية الصدر، وإستبداله بعصير الليمون الطازج بعد إستشارة الطبيب.
الفاكهة المجفّفة
قد تحتوي الفاكهة المجفّفة مثل المشمش والزبيب والكرز وغيرها، على مركّبات تؤدّي الى تفاقم مشكلة حساسية الصدر.
القريدس
يحتوي القريدس المجمّد على نسبة عالية من مادة السلفا التي تزيد من الربو، لذا ينصح بتناوله طازجًا لإحتوائه على نسبة أقل من السلفا.
المخللات
ينصح بعدم تناول المخللات الجاهزة والموجودة فـي الأسواق لإحتوائها على مواد حافظة تفاقم مشكلة الربو لدى من يعانون منها.
البطاطا المجمّدة
تحتوي البطاطا والأطعمة المجمّدة على مادة الكبريت والتي تؤثّر على التنفّس. فاذا كنت ترغب فـي التمتّع بالمذاق الشهي للبطاطا المقلية، يفضّل إعدادها طازجة فـي المنزل.
أطعمة أخرى
من الممكن أيصًا أن تسبّب أطعمة اخرى مثل الطماطم ومنتجات الصويا والسلمون والخس والثوم والبيض ونشا الذرة والثوم المعمر والهليون، الحساسية بشكل عام لأنها قد تحتوي على مادة الكبريت أيضاً.
البدانة الزائدة تضعف وظائف الكلى
أشارت دراسة هامة إلى أنه من الأرجح أن تتدهور وظائف الكلى مع زيادة البدانة بغض النظر عن معاناة الشخص من مشكلات فـي الكلى أم لا.
ووجدت الدراسة أن البالغين الذين يعانون من السُمنة المفرطة أكثر عرضة بمرتين للإصابة بضعف وظائف الكلى مقارنة بالبالغين الذين يعانون من مجرد الزيادة فـي الوزن.
وقال الدكتور أليكس تشانغ كبير باحثي الدراسة: «الوزن الزائد خاصة حول منطقة البطن يسبّب العديد من التأثيرات الأيضية السلبية التي تؤثّر على الكلى».
وأضاف تشانغ: «قد ينشّط الوزن الزائد، الجهاز العصبي الذي يفرز الهرمونات التي تزيد من احتباس الصوديوم ورفع ضغط الدم. كما أن هذا يجعل من الصعب على الجسم التخلّص من السكريات الإضافـية فـي الدم، ما يؤدّي إلى الإصابة بالسكري».
وأكّد: «كل هذه الأمور سيئة بالنسبة إلى الكلى كما أن الإلتهابات المرتبطة بالبدانة ودهون البطن المفرطة تضعف أيضًا وظائف الكلى.»
وتابع: «هناك 1.9 مليار بالغ يعانون من زيادة الوزن أو البدانة على مستوى العالم، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية. ويعاني نحو أربعة من كل عشرة بالغين من زيادة الوزن فـيما يعاني نحو واحد من كل عشرة بالغين من البدانة، وهي حالة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومشاكل المفاصل وبعض أنواع السرطان بالإضافة إلى مشاكل فـي الكلى».
ماذا تفعل بنفسك حين «تأكل بسرعة»؟
كشفت دراسات طبية عديدة عن مخاطر كثيرة لتناول الطعام بسرعة، إذ يؤكّد الباحثون والأطباء على ضرورة التروي ومضغ الطعام ببطء، وألا تقل عملية المضغ عن 15 دقيقة كحد أدنى، وهذه بعض المخاطر:
الإصابة بالسكري
وفق ما ذكر موقع »ميديكال ديلي» الطبي، فإن تناول الطعام بسرعة، هو من العوامل المساعدة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك نظرًا لأن الأكل بسرعة يبعث شعورًا بعدم الشبع، وحكمًا يؤدّي إلى أكل المزيد من الطعام، وهذا ما يحدث تقلّبات فـي الغلوكوز بالدم ومقاومة الأنسولين.
مشاكل فـي القلب
أجرت جامعة هيروشيما اليابانية، دراسة طبية، إختبر العلماء فـيها، تأثير الأكل السريع على صحة المشاركين فـي التجربة، وتوصلوا إلى أن السرعة فـي الأكل تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. كذلك فإن التمثيل الغذائي لمن يتناول طعامه بسرعة يرفع من خطر رفع ضغط الدم، وتراجع مستوى الكوليسترول المفـيد.
البدانة والوزن الزائد
تناول الطعام بسرعة يجعلنا نأكل كميات أكبر من الطعام، وذلك نظرا لتطلّب الدماغ لما يقارب الـ20 دقيقة لإرسال إشارات الشبع، وبالتالي يحتاج الشخص للأكل لفترة أطول قبل توقف الإحساس بالجوع.
حموضة المعدة
تدفق الطعام غير الممضوغ بشكل جيد إلى المعدة يمكن أن يؤدّي إلى إرتجاع الحمض والشعور بالحرقة.
ويرتبط الإسراع بالأكل بأوجاع عديدة مثل عسر الهضم، ويؤدّي إلى الإصابة بالإمساك والانتفاخ والغازات.
التسمم الغذائي
هناك إحتمال ألا يشعر الشخص عند تناوله للطعام بسرعة، بطعم الأكل، خصوصًا مع الوجبات السريعة، وهذا ما يرفع إحتمال الإصابة بالتسمم الغذائي.
هل السكري هو مرض نقص ڤيتامين؟
أعطت أبحاث حديثة الأمل للملايين ممن يعانون من مرض السكري حول العالم. ففـي حين أن السبب الدقيق لمرض السكري قد حيّر الباحثين والأطباء لسنوات عديدة، فإن البحوث الجديدة المثيرة تبيّن أن نقص الڤيتامين قد يكون فـي الواقع سببًا أو واحداً من الأسباب للمرض المنهك، الذي غالبًا ما يهدّد حياة المريض. ويظهر البحث الذي نشر فـي مجلة «Endocrine Journal» أن ڤيتامين A ضروري للعمل السليم لخلايا «بيتا» فـي البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين الذي بدوره يساعد على تنظيم مستويات السكر فـي الدم. يذكر أن الڤيتامين A يوجد أساساً فـي البيض والمشمش والأسماك والجزر والقرع والشمام والبابايا والمانغو والبازيلا والقرنبيط واللفت وغيرها من الخضروات الورقية الداكنة. وعندما نتناول الأطعمة العالية فـي الـ«بيتا كاروتين» أو «الكاروتينيات» الأخرى، فإن جسمنا يحوّلها الى أشكال أكثر نشاطًا من ڤيتامين A.
ويفتقر العديد من مرضى السكري الى القدرة على تحويل الـبيتا كاروتين الى ڤيتامين A، لذلك قد يكون من الضروري الحصول على هذا الڤيتامين بشكل تكميلي، من خلال أقراص مكمّلات غذائية، أو من الأطعمة مثل الأسماك أو البيض. ولأن الكبد يمكنه تخزين الڤيتامين A، يجب الإلتزام بالجرعة المناسبة من هذا الڤيتامين، وإلاّ فإنه يمكن أن يحدث تراكم لمستويات مفرطة من ڤيتامين A فـي الجسم، ما يعود بالضرر على الصحة العامة.
الكسل المسبّب الأول للأمراض والرياضة تحمي الجسد من 22 مرضاً
كلما إزداد وعي الناس إلى فوائد ممارسة التمارين الرياضية كانوا أكثر نشاطاً من الناحية الجسمانية. هذا ما تؤكدّه نتائج دراسة أوسترالية.
وكان باحثون من جامعة «سنترال كوينزلاند» الأوسترالية، أجروا مسحاً على 615 شخصاً لمعرفة مدى إدراكهم لمنافع النشاط البدني ومخاطر الكسل. وتضمن المسح أسئلة لقياس الوقت الذي يمضونه فـي السير أو القيام بنشاط خفـيف مثل السباحة أو نشاط أكبر مثل ركوب الدراجات.
وبالرغم من إتفاق المشاركين فـي الدراسة على أن النشاط الجسدي مفـيد للصحة، إلا أنه لم يستطع أغلب المشاركين من تقدير المخاطر المتزايدة للإصابة بأمراض نتيجة عدم ممارسة الرياضة. كما لم يتمكّن أكثر من نصف المشاركين من معرفة أي نوع من الرياضة يعود على الجسم بالنفع.
ولكن المشاركين تمكّنوا من الربط بين 14 مرضاً وتراجع النشاط الجسدي من بين 22 مرضاً يمكن أن يصاب الإنسان بأي منها عندما لا يمارس الرياضة بانتظام.
السجائر الإلكترونية هل هي الطريقة المثلى للإقلاع عن التدخين؟
تقول دراسة حديثة إنّ السجائر الإلكترونية أكثر فعالية بمرتين تقريباً فـي مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين من وسائل أخرى بديلة للنيكوتين مثل اللاصقات والحبوب المحلاة والعلكة.
وأظهرت الدراسة، التي شملت قرابة 900 مدخن، أن 18 فـي المئة من مستخدمي السجائر الإلكترونية توقّفوا عن التدخين فـي غضون عام، مقابل 9.9 فـي المئة حاولوا الإقلاع باستخدام وسائل أخرى.
وقال الدكتور ريتشارد ميتش من جامعة ميشيغان فـي الولايات المتحدة، الذي أجرى دراسات حول السجائر الإلكترونية، ولكنه لم يشارك فـي الدراسة الجديدة: «هذه أنباء رائعة لمدخني السجائر الذين يرغبون فـي التوقف عن التدخين، هذا دليل مقنع».
ولا يُستخدم التبغ فـي السجائر الإلكترونية، ولكن تتألف من سوائل تحتوي على النيكوتين يستنشقها المستخدم فـي شكل دخان.
ويعتبر عدد من خبراء الصحة أنّ إستخدام السجائر الإلكترونية وسيلة فعّالة فـي مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التبغ، غير أن العلماء منقسمون بشأن فوائدها المحتملة على الصحة العامة.
وقال خبراء مستقلون إنّ الدراسة الأحدث، التي مولّها المعهد الوطني البريطاني للبحوث الصحية وأجراها باحثون من جامعة «كوين ماري» فـي لندن، قوية وأجريت بصورة جيدة.
وقد أشارت بعض الأبحاث السابقة إلى أنّ السجائر الإلكترونية قد تساعد المدخنين على التقليل أو وقف التدخين نهائياً، لكن دراسات أخرى، أثارت المخاوف بشأن استخدامها بين المراهقين.
ووجدت الدراسة الجديدة، التي نشرت فـي دورية «نيو إنغلاند الطبية»، تأثيراً أقوى للسجائر الإلكترونية من الدراسات السابقة. وقال الباحثون إنّ هذا قد يكون بسبب إشراك مدخنين يلتمسون المساعدة، وتوفـير الدعم المباشر لهم والسماح لمستخدمي السجائر الإلكترونية باختيار السوائل.