أول حكمة دولية بحرينية فـي كرة السلّة
فاطمة المتوّج «من صدفة إلى العالمية»
صفحة مشرقة جديدة من التاريخ الرياضي النسائي العربي، كتبتها هذه المرّة فاطمة المتوّج بعدما باتت أول حكمة فـي تاريخ البحرين تنال الشارة الدولية، عقب اجتيازها كل الإختبارات المطلوبة من الاتحاد الدولي لكرة السلة (فـيبا)، لتنضمّ إلى القائمة الجديدة الممتدة من 2023 حتى 2025.
قبل دخول عالم التحكيم كانت فاطمة المتوّج لاعبة كرة سلّة مميّزة وحتّى مدرّبة ناجحة، إذ تولّت تدريب فريق شعلة الشرقية النسائي الذي قادته عام 2021، لتحقيق المركز الثاني فـي بطولة أنجل الثلاثية للسيدات.
ولكن لماذا قرّرت المتوّج 27 عاماً والحائزة إجازة فـي علوم الصحة والرياضة فضلاً عن شهادة فـي التغذية الرياضية، الدخول الى عالم التحكيم؟
فـي الحقيقة لم تكن المتوّج تدرك أن قرار المشاركة فـي دورة تحكيمية عام 2015، سيغيّر مسارها المهني. فبعدما كانت لاعبة ومدرّبة قبل عام 2014، أصبحت اليوم واحدة من أفضل الحكام فـي العالم العربي، ولا نبالغ لو قلنا على الصعيد العالمي، بدليل حصولها على الشارة الدولية عن جدارة واستحقاق.
الطريق إلى القمة
فـي عام 2015، قرّرت فاطمة تطوير معرفتها فـي مجال التحكيم، لذلك شاركت فـي دورة تحكيم لتثقيف نفسها فـي قوانين اللعبة: «أصبحت حكماً بالصدفة». تقول فاطمة فـي إحدى مقابلاتها الصحافـية وتشرح: « شاركت فـي إحدى الدورات فـي نهاية عام 2014 ومطلع 2015، بهدف الاستفادة والتعلّم أكثر عن كرة السلة، خصوصاً أنني كنت لاعبة فـي ذلك الوقت. اتّخذت قراراً بالتخلّي عن اللعب وبدء مرحلة جديدة فـي حياتي أكثر صعوبة ومسؤولية».
ولكن بعد انتهاء الدورة، بدأت المتوّج تتعلّم وتتعمّق أكثر وأكثر فـي كل ما يتعلّق بهذا المجال الذي أحبّته، وطوّرت من نفسها كثيراً، حتى وصلت إلى الشارة الدولية. وشعرت بأنّ مستقبلها فـي التحكيم أفضل من اللعب.
دعم عائلي كبير
على الرغم من وصول المتوّج إلى مكان بعيد فـي كرة السلة، لتشرّف بذلك البحرين والمنطقة الخليجية والعربية، إلاّ أنّه لا يزال حتى الآن عدد الحضور النسائي متواضعاً فـي مجال التحكيم، ويعود ذلك بحسب المتوّج، إلى غياب التشجيع لهنّ للانخراط فـي هذا المجال. لا أحد يشجّع المرأة لأن تصبح حكمة كرة سلة، والرجال هم الذين يمارسون هذا الدور.
وقد تلقّت المتوّج دعماً كبيراً من عائلتها وأصدقائها، منذ قرّرت دخول مجال التحكيم، فصحيح أن والديها كانا خائفـين فـي البداية، لأنّهما يدركان المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الحكم والضغوط من الجماهير واللاعبين، لكن رأيهما تغيّر عندما رأيا كيف عملت فاطمة على تطوير قدراتها وشخصيتها. ومع حصولها على الشارة الدولية، أصبح والديها من أول الداعمين لها.
شغف كرة السلّة
تمارس فاطمة المتوّج العديد من الرياضات مثل: كرة القدم، السباحة، بادل، وغيرها من الرياضات، إضافة إلى اليوغا، إلاّ أنها شغوفة بشكل خاص بكرة السلّة، ذلك بسبب تأثرها بوالدتها التي كانت لاعبة سابقة، كما أنها لطالما اتخذت أسطورة لوس أنجلس ليكرز، الراحل كوبي براينت، قدوة لها فـي هذا المجال.
لا شيء مستحيل
تعرف لاعبة الأهلي والنجمة سابقاً، أنّ قيادة المباريات، سواء للرجال أم السيدات أم حتى فـي الفئات العمرية، هو «أمر صعب للغاية». بحسب تعبيرها، فكل مباراة لها ظروفها الخاصة، والحكم مطالب بأن يقود اللقاء بكل مسؤولية، ويطبّق القانون بشكل صارم وأن يكون مستعدّاً لجميع السيناريوهات.
وفـي رسالتها إلى المرأة العربية عموماً والبحرينية خصوصاً، تقول فاطمة فـي مقابلاتها: «الله لا يضيّع تعب أحد، دائماً عليك السعي وراء تحقيق هدفك. نمرّ فـي صعوبات ونفشل ونحاول ونتعلّم، وفـي النهاية سنصل إلى أحلامنا. لا شيء مستحيل».