كورونا يفرض تغييرات على قطاع الموضة
ممّا لا شك فـيه أن قطاع الموضة والأزياء هو أحد القطاعات الأكثر تضرّراً من وباء كوفـيد 19 الذي يجتاح العالم، إلاّ أن هذا لم يحل دون تحمّل كبريات شركات الأزياء والموضة لمسؤولياتها الإنسانية والوطنية والإجتماعية. . . والمساهمة على طريقتها بالتصدّي لهذا الوباء.
ويشهد عالم الأزياء – على وجه التحديد- أكثر الأوقات صعوبة، على خلفـية إضطرار الشركات إلى إلغاء وتأجيل فعالياتها الموسمية فـي جميع أنحاء العالم، إذ أُلغت بيوت التصميم عروض ريزورت 2021، بما فـيها أرماني وشانيل وديور وغوتشي وهيرميس وماكس مارا وبرادا وفـيرساتشي.
كما أُلغي أسبوع الموضة فـي ساوباولو-البرازيل، نسخة الربيع لعام 2020، الذي كان من المقرّر إقامته فـي أواخر أبريل.
وفـي الصين، حيث إنطلق فـيروس كورونا، قُرر تأجيل أسبوعي الأزياء فـي بكين وشنغهاي، وألغت طوكيو عرضها ضمن إجراءات الحدّ من إنتشار الوباء القاتل.
ولم ير أسبوع سيدني فـي نسخته الخامسة والعشرين النور، هذا العام، بعدما كان من المقرّر أن يبدأ فـي 11 مايو ويستمر حتى الـ 15 منه.
أسابيع موضة «أونلاين»
أسابيع موضة «أونلاين»
بما أن هذا الفـيروس لم ينحسر بالسرعة التي كانت متوقّعة ولا يزال من الصعب تحديد زمن للتخلّص منه، كان لا بدّ لدور الأزياء الراقية من البحث عن سبل مبتكرة للإستمرار بعملها ولو بالحدّ الأدنى، فكان القرار بتنظيم أسابيع الموضة «أونلاين».
ففـي فنلندا، سيقام أسبوع هلسنكي للأزياء فـي يوليو المقبل افتراضياً، وهو الحل الذي درجت على اللجوء إليه الشركات من مختلف القطاعات لتسيير أعمالها ومعارضها.
كذلك ينطلق أسبوع الموضة للأزياء الراقية فى باريس رقمياً فى شهر يوليو المقبل، ومن المقرّر أن تقام العروض بداية من 6 إلى 8 يوليو، وسينشر Fédération de la Haute Couture et de la Mode مقاطع فـيديو من بيوت الأزياء الراقية المعتمدة على منصة مخصّصة، وسيصاحب مقاطع الفـيديو، محتوى إضافى وسيتم طرحها وفقًا لجدول زمني، يحاكي تدفق أسبوع الموضة العادي، وفقاً لما ذكره موقع مجلة «vogue».
عروض الأزياء ستشرف عليها Chambre Syndicale de la Haute Couture، وسيشارك فى أسبوع الموضة الرقمي مجموعة من أشهر العلامات التجارية مثل Chanel
وChristian Dior وJean Paul Gaultier
و Maison Margiela وSchiaparelli وGivenchy.
ويمكن لجميع دور الأزياء الراقية البالغ عددها 41 المشاركة فى أسبوع تصميم الأزياء الرقمية، على الرغم أن بعضها قد اختار التأجيل، إذ أعلن جيورجيو أرماني أن مجموعة أرماني بريفـيه سيتم عرضها فى يناير المقبل.
وأعلن جان بول غوتييه، الذى سلّم زمام عمله فى مجال الأزياء الراقية إلى Chitose AbeÅفـيÅSacai، عن أن المجموعة الأولى فى سلسلة مجموعات المصمّمين، سيتم تأجيل عرضها حتى يناير.
كذلك من المحتمل أن يتم تأجيل عروض الأزياء الخاصة بشركة Givenchy الفرنسية، وأيضاً Balenciaga.
من جهتها، إنسحبت الدار الفرنسية للأزياء الراقية «سان لوران» كليًا من أسابيع الموضة ومن أية فاعليات مرتبطة بها سبق التعاقد عليها خلال هذا العام. وأصدرت بيانًا جاء فـيه: «إدراكًا للظروف الحالية وموجات التغيير الجذري المرتبطة بها، قرّرت سان لوران السيطرة على وتيرة العمل وإعادة تشكيل وتعديل جدولها الزمني».
أضاف البيان: «الآن أكثر من أي وقت مضى، تحتاج العلامة التجارية إلى فرض إيقاعها ورؤيتها الخاصة، إيمانًا منها وتقديرًا لقيمة الوقت والتواصل مع الناس على مستوى العالم من خلال الاقتراب منهم فـي مكانهم وحياتهم».
ولكن بالنسبة للعلامات التجارية المشاركة، توفّر الأيام الثلاثة من عروض الأزياء الراقية عبر الإنترنت فرصة جديدة، لعرض التصاميم الجديدة للجمهور أونلاين من خلال الإنترنت، ومن المقرّر أن يبدأ أسبوع الموضة بداية من 6 إلى 8 يوليو المقبل، حيث يسبق أسبوع باريس للملابس الرجالية المقرّر إفتراضياً كذلك خلال الفترة من 9 إلى 13 يوليو، وأسبوع ميلانو للأزياء الرقمية المقرّر عرضه من 14 إلى 17 يوليو.
معايير واستراتيجيات جديدة
ممّا لا شك فـيه أن العلامات التجارية باتت تستخدم أساليب جديدة للحصول على صور لمجموعات الأزياء التي ستطرحها فـي السوق. وشهدنا أن عرض «سافاج إكس فـينتي» الأخير، كان عبارة عن عرض خاص من أمازون برايم، جُرّبت فـيه جلسات التصوير التي أجراها سفراء العلامات التجارية فـي منازلهم، والتي تمّ تصميمها وتوجيهها عن بُعد، معزّزة بالأعمال الفنية لفنان الوسائط المختلطة رافائيل بيريز، المعروف أيضًا بإسم رافتون.
كذلك لم تستخدم مصمّمة الأزياء الشهيرة ماري أليس هاني، السجادات الحمراء لعرض مجموعتها، بل لجأت إلى العرض مع عملائها عبر تطبيق «زووم»، وهو تطبيق مخصّص لعقد اجتماعات العمل واللقاءات بالصوت والصورة. وقالت فـي رسالة عبر البريد الإلكتروني: «أتصور أنني سأفعل الشيء نفسه فـي سبتمبر».
أما المصور باري دوكوفـيتش فهو يقوم بتصوير الأزياء والمشاهير من شقته فـي نيويورك. وهو يعلق على طبيعة عمله الجديدة بالقول: «إذا كان لديهم جهاز كمبيوتر محمول وجهاز آيفون، فـيمكنني القيام بالتصوير. أنا حقًا لا أرى أن هذا الحل يجب أن يرتبط بكورونا، بل سيكون أحد حلولنا للمستقبل».
وعن هذا الموضوع يشرح ألكسندر دو بيتاك، أحد أهم مخرجي عروض الأزياء فـي فرنسا ومنسّقيها، ومؤسس وكالة «بيرو بيتاك» التي تدعم عروض أزياء العلامات الشهيرة، بما فـي ذلك «كريستيان ديور» و«سان لوران» و«كينزو»، ما يجري حاليًا من تغييرات، قائلًا: «أعتقد أن هذه بداية حقبة جديدة ولن نعود أبدًا إلى ما كنا عليه من قبل». وفـي مقابلة له مع مجلة فوغ الفرنسية يقول دي بيتاك أنه من شقته المطلّة على نهر السين فـي باريس، سيكون مسؤولًا عن أي تنسيق ستختاره العديد من العلامات التجارية للكشف عن مجموعات الأزياء. وهو يقول إن لديه شعورًا بأن المناسبات الدولية الكاملة لن تعود، إلى أن يتوصل الطب إلى لقاح لفـيروس كورونا.
وخلال أسابيع الموضة الرقمية لهذا الصيف، يقدّم دي بيتاك ما يصل إلى ستة سيناريوهات لكل مجموعة أزياء يريد إنتاجها؛ إذ لم يتضح بعد إذا كان بإمكان العارضات والمصمّمين السفر من أجل التجمّع حتى للتصوير. وهو يعبّر عن إستعداده للتصوير فـي مدن متعدّدة إذا لزم الأمر، وتجميع الصور فـي مقاطع فـيديو.
شانيل تقدّم مجموعتها الأولى منذ بداية أزمة كورونا
تعتبر «شانيل» من أوائل العلامات التجارية للأزياء الراقية التي تغلّبت على حظر كورونا إذ كشفت فـي 8 يونيو عبر الإنترنت، عن مجموعتها الجديدة لموسم 2020-2021، بعد إلغاء عرض خاص بها كان مقرّراً تنظيمه فـي السابع من مايو، فـي مدينة كابري الإيطالية، بسبب أزمة كورونا الراهنة.
وأكدت فـيرجيني فـيار، التي خلفت كارل لاغرفـيلد فـي الإدارة الفنية لهذه الدار الفرنسية العريقة، فـي تصريحات لصحيفة «لوفـيغارو»، أن «هذه الانتكاسة لم تؤثّر كثيراً على المجموعة التي كنت أرغب فـي أن تكون، فـي كل الأحوال، أصغر وأخف على المستويات كافة. لدينا حوالي خمسين زياً (فـي مقابل 70 فـي العادة)».
وفـي المقابلة مع صحيفة «لوفـيغارو»، أكدت المديرة الفنية للدار أنها عادت لارتياد مكاتب شانيل فـي مطلع مايو، بعد أسابيع من «الاجتماعات مع المشاغل عبر الفـيديو».
وقالت «يجب إعادة تحريك عجلة العمل. لا نعلم كثيراً كيف سيُستأنف نشاطنا، لكن إذا لم نفعل شيئاً فإننا سنواجه كارثة».
عاصمة ليتوانيا تنظم «أسبوع موضة الكمامات»
من جهتها نظمت فـيلنيوس عاصمة ليتوانيا أسبوع موضة من نوع خاص يلائم وباء فـيروس كورونا، من دون منصّات لعرض الأزياء بل مجرد لافتات ومن دون أزياء أنيقة وإنما كمامات.
ونُشرت 21 لافتة فـي أنحاء المدينة المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تعرض صوراً لرجال ونساء وأطفال يضعون كمامات، ضمن ما يطلق عليه «أسبوع موضة الكمامات».
ويختار التصاميم أعضاء فـي مجموعة محلية على موقع فـيسبوك دشّنتها مصمّمة الأزياء يوليا يانوس لتبادل التصاميم الحديثة للكمامات ونصائح لصنعها فـي المنزل.
وقالت المصمّمة التي تبلغ من العمر 50 عاماً : «الكمامة طريقة جيدة لتُظهر إبداعك وتعبّر عن نفسك، وصنعها نشاط جيد بينما أنت جالس فـي المنزل مع الأطفال». وأضافت أن اللافتات تعرض كمامات مصنوعة من الصفر وكمامات طبية عليها تصاميم مطبوعة.
ويظهر فـي الصور فنانون وعازفو موسيقى محليون وأشخاص اختيروا عشوائياً من الشارع بالإضافة إلى رئيس بلدية العاصمة ريميجيوس شيماشيوس.
أزمة مورّدين ومصانع
وبعيداً عن منصات العرض تواجه دور الأزياء عموماً أزمة مورّدين ومصانع، إذ أن الكثير من المصانع والمورّدين متواجدين فـي الصين.
وتشعر مصادر من قطاع النسيج بالقلق إزاء حالة عدم اليقين المحيطة بصناعة الملابس الصينية. وتعمل العديد من مراكز التصنيع حالياً بأقل من 10 فـي المئة من طاقتها، ولا يظهر أي ضوء فـي آخر النفق لهذه الأزمة.
وبالنسبة لإدواردو زامكولا، رئيس جمعية أصحاب النسيج، فـي إسبانيا لا يوجد خطر على مجموعة الربيع والصيف من الأزياء، وهي موجودة بالفعل فـي المتاجر. ولا يوجد خطر للتعرّض للنقص، على الأقل فـي الوقت الحالي، حيث تتركّز المخاوف على مجموعات الخريف والشتاء للعام المقبل، والتي يجب توفـير المواد الخام لها بشكل مسبق.
ولهذا السبب، بدأت العلامات التجارية فـي تنفـيذ خطط الطوارئ التي تهدف إلى منع الأضرار، وعلى وجه الخصوص، بدأت الطلبات من الصين فـي التحوّل إلى بلدان أخرى مثل بورما وتايلاند.
واحدة من مجموعات الأزياء الإسبانية الكبيرة «تندام» التي تضم علامات تجارية مثل: كورتيفـيل، سبرينغفـيلد، وومنز كريت، وبيدرو ديل هييرو، لديها أكثر من 100 مورّد فـي الصين وحدها، ويتم إنتاج حوالي 30 فـي المئة، من الملابس التي تشتريها العلامات التجارية للمجموعة فـي البلدان الآسيوية.
ومع ذلك، تعتقد الشركة أن لديها الموارد اللازمة لمواجهة العاصفة، ولديها شبكة إنتاج فـي أكثر من 30 دولة، ما يتيح لها مساحة كافـية للمناورة فـي حال استمر الوضع الحالي.
وعلى الرغم من أن المجموعة تصرّ على أنه من الصعب «التنبؤ بدقة» بما سيحدث، إلاّ أن التقديرات تشير إلى أن العرض سيتأثر بحلول بداية الصيف فـي حال استمرت الأزمة الحالية.
ومع وجود سبعة متاجر لها فـي منطقة ووهان التي خرج منها الفـيروس، لم تعلن شركة إنديتكس بعد عن الإجراءات التي ستتخذها فـي مواجهة أزمة كورونا وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على إنتاجها.
وتلقّت إنديتكس أول ضربة فـي سوق الأسهم بسبب فـيروس كورونا، مع إنخفاض بنسبة 6.2 فـي المئة على قيمة أسهمها، لتصل قيمة السهم إلى 32.12 دولار، مع خسائر تقدم بنحو 6.7 ملايين دولار.
أما شركة زارا، فلم تقدّم بعد معلومات عن البروتوكول الذي تقوم بتنشيطه فـي متاجرها فـي الصين، أو لمورّديها فـي الدولة الآسيوية للتعامل مع أزمة كورونا، بحسب موقع بورن تو إنفست.
شركات أزياء كبرى تغيّر خطوط إنتاجها
الفاخر فـي مواجهة كوفـيد 19
عندما أطلّ فـيروس كورونا، لم يكن فـي الحسبان أن تنزل شركات كبرى عن عرشها النخبوي؛ لتغيّر خطوط إنتاجها الفاخر، وتشرع فـي تصنيع الكمامات والألبسة الطبية. وإذ أسهمت علامات تجارية بمبالغ طائلة للقطاع الصحي الذي يعاني نقصاً شديداً فـي الإمدادات، حوّلت أخرى مسار حملاتها التسويقية الرامية إلى تحقيق الربح، نحو السعي إلى زيادة وعي الناس، بضرورة العزل المنزلي، وتطبيق التباعد الاجتماعي.
مع وصول جائحة كورونا الى القارة الأوروبية، شهد شهر مارس جملة من إعلانات الإلغاء والتأجيل لأسابيع الأزياء العالمية فـي مختلف أنحاء العالم، وتلقّى عالم الموضة، الذي يتميّز بنموه وتسارع حركته، ضربة أخرى تتمثّل فـي إغلاق مصانع الإنتاج باعتبارها ضمن الأعمال غير الضرورية فـي قائمة الحكومات.
أرماني تغيّر خطوط إنتاجها
فـي إيطاليا، أحد أكثر البلدان تضرّراً من كورونا، أوصدت «أرماني» أبواب متاجرها ومعاملها فـي العاشر من مارس، تطبيقاً لقرار السلطات لإحتواء انتشار الفـيروس، وتبرّعت المجموعة، ممثلة بمالكها، بمليوني دولار لمؤسسة الحماية المدنية، وأربعة مستشفـيات محلية.
وكانت أرماني قد غيّرت خطوط الإنتاج، إيذاناً ببدء صناعة ملابس طبية قابلة للإستخدام لمرة واحدة.
شانيل وغوتشي تواجهان نقص الكمامات
على خلفـية تذمّر الأطباء والعاملين على رعاية المسنين والشرطة من نقص الكمامات فـي فرنسا، حيث استخدم 40 مليون كمامة فـي أسبوع، اتجهت مجموعة الأزياء الفاخرة «شانيل» إلى إطلاق خط جديد لإنتاج الكمامات، فـي خطوة تهدف إلى تعزيز الإمدادات الطبية فـي جميع أنحاء البلاد. وقالت شانيل إنها لن تضع أياً من موظفـيها، البالغ عددهم 8500، فـي بطالة مؤقتة رغم الانكماش الحاد فـي النشاط الاقتصادي.
وفـي خطوة مماثلة، وعدت العلامة التجارية الإيطالية «غوتشي» بإنتاج الكمامات والتبرع بها لسد الحاجة، وتقول الشركة إنها يمكن أن تنتج ما يصل إلى مليون ومئة ألف كمامة، وخمسين ألف بدلة طبية، كما قدّمت تبرّعات إلى مجموعة من المستشفـيات الإيطالية فـي لومباردي وفـينيتو وتوسكانا ولاتسيو.
وتبرّعت غوتشي بأكثر من مليوني دولار، موزعة على صندوق الاستجابة للفـيروس التابع لمنظمة الصحة العالمية، ومؤسسة الحماية المدنية الإيطالية، وتستخدم أيضاً منصاتها فـي وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المتابعين على التبرع فـي حملة «كلنا فـي هذا معاً».
صناعة التجميل والعطور تتصدّى
فـي سياق متصل، تحوّلت بعض علامات التجميل إلى مساعدة المستهلكين على إعادة ترتيب خزائن الأدوية الخاصة بهم، وأعادت شركات مثل «فـين سكين كير» و«هيرو كوزميتكس»، بناء خططهما المستقبلية، من خلال تقييم الخطوط الموجودة، وتطوير منتجات جديدة، وإعطاء الأولوية لمطهرات اليد ومنتجات إضافـية مضادة للبكتيريا، وصولاً إلى إشباع احتياجات المستهلك المتغيرة خلال الأزمة الحالية.
وساعدت شركة العطور «LVMH»، التي تندرج تحتها ديور وجيڤنشي، السلطات الصحية الفرنسية من خلال تصنيع مطهرات اليدين وتزويدها مجاناً، حيث جنّدت جميع مرافق إنتاج عطورها ومستحضرات التجميل الخاصة بها لإنتاج كميات كبيرة من مطهر اليدين.
وبالتالي، استخدمت LVMH كافة منشآتها الإنتاجية التابعة لعلامات قسم العطور ومستحضرات التجميل (عطور كريستيان ديور Parfums Christian Dior و«غيرلان» Guerlain وعطور «جيڤنشي» Parfums Givenchy) فـي فرنسا لإنتاج كمّيات كبيرة من الجَل المطهّر للأيدي. وتمّ توزيع الجَل مجاناً للسلطات الصحية الفرنسية.
وأعلنت الشركة أنها تمكنت من تأمين طلب مع مورّد صناعي صيني بنحو 10 ملايين كمامة لتوزيعها، على أن يُكرر الطلب بعد مدة لا تقل عن أربعة أسابيع بكميات مماثلة، وصولاً إلى كمية متوقعة تقدر بـ40 مليون كمامة.
أرماني تنتج البزات الطبية
عندما أعلن رسمياً عن أول حالة وفاة فـي إيطاليا كان جيورجيو أرماني البالغ من العمر 85 عاماً يعرض مجموعته لموسم الخريف فـي ميلانو، فقرّر حينها إعادة تنظيم عمل شركته عازلاّ نفسه، مع الاستمرار بإدارتها.
وقال أرماني: «أنا خائف كما الجميع» من فـيروس كورونا المستجد، لكنه قرّر المواجهة من خلال إنتاج بزات طبية فـي مصانعه المكرّسة عادة للسلع الفاخرة.
وقال أرماني: «إنه إنتاج يكاد يكون يدوي الصنع، لأن كل المعدات فـي هذه المصانع لا تصلح لصنعه. ونحن نستخدم ماكينات الخياطة العادية».
وأكد أن البزات التي يوفّرها مجاناً حصلت على شهادة استخدام فـي المجال الطبي.
ومنذ عرض الأزياء الأخير فـي ميلانو، خفضّ المصمم اتصالاته بالخارج «إلى الحد الأدنى مع تخصيص مساحة عمل آمنة».