Bruce Clay

فتيات شغوفات بالتكنولوجيا والابتكار «الحالمات» فريق يختصر أحلام النساء الطامحات إلى التميّز

This slideshow requires JavaScript.

يختصر‭ ‬فريق‭ ‬‮«‬الحالمات‮»‬‭ ‬الأفغاني‭ ‬الذي‭ ‬يضمّ‭ ‬فتيات‭ ‬شغوفات‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬والابتكار،‭ ‬أحلام‭ ‬النساء‭ ‬عامة،‭ ‬اللواتي‭ ‬يطمحن‭ ‬إلى‭ ‬الاستقلال‭ ‬والتميّز،‭ ‬والنساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الأفغانيات‭ ‬خاصة‭ ‬اللواتي‭ ‬عانين‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الإجحاف‭ ‬والإهمال‭. . . ‬والحرمان‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقهنّ،‭ ‬أي‭ ‬التعليم‭. ‬إذ‭ ‬نجحت‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬أي‭ ‬فـي‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬طالبان،‭ ‬فـي‭ ‬تأسس‭ ‬أول‭ ‬فريق‭ ‬لتطوير‭ ‬الروبوتات،‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬فتيات‭ ‬أفغانيات‭ ‬فـي‭ ‬خطوة‭ ‬دفعت‭ ‬أحلام‭ ‬الإناث‭ ‬فـي‭ ‬أفغانستان‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.‬

وهكذا‭ ‬بدأت‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬بالتعلّم‭ ‬والإبتكار‭ ‬حتى‭ ‬أنهن‭ ‬نافسن‭ ‬دولياً‭ ‬وفزن‭ ‬فـي‭ ‬إحدى‭ ‬المسابقات‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬جهاز‭ ‬تنفس‭ ‬منخفض‭ ‬التكلفة‭ ‬باستخدام‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬سيارات‭ ‬تويوتا‭ ‬القديمة‭. ‬‮ ‬

هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الأنثوي،‭ ‬اكتسب‭ ‬دعمًا‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬فـي‭ ‬بناء‭ ‬معهد‭ ‬Dreamer‭ ‬فـي‭ ‬كابول‭ ‬لتعليم‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬فـي‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬الى‭ ‬واجهة‭ ‬الحكم،‭ ‬شكّل‭ ‬تهديداً‭ ‬ليس‭ ‬لفريق‭ ‬الحالمات‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬لكل‭ ‬إنجازات‭ ‬السيدات‭ ‬فـي‭ ‬أفغانستان‭ ‬اللواتي‭ ‬حقّقن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقدّم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التطمينات‭ ‬التي‭ ‬بثّتها‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬بأنها‭ ‬باتت‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحاً،‭ ‬وتعهدها‭ ‬بإظهار‭ ‬صورة‭ ‬أكثر‭ ‬اعتدالاً،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬خصوصاً‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬‮«‬القيَم‭ ‬الإسلاميّة‮»‬،‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كافـياً،‭ ‬إذ‭ ‬لجأت‭ ‬الكثيرات‭ ‬الى‭ ‬طلبات‭ ‬اللجوء‭ ‬والهجرة‭ ‬ومنهن‭ ‬فريق‭ ‬‮«‬الحالمات‮»‬‭.‬

اكتسب‭ ‬فريق‭ ‬الروبوتات‭ ‬الأفغاني‭ ‬النسائي‭ ‬المعروف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الحالمات‮»‬‭ ‬مكانة‭ ‬مميّزة‭ ‬فـي‭ ‬قطر‭ ‬والبلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لجأن‭ ‬إليها‭ ‬بعدما‭ ‬تمّ‭ ‬إجلاؤهن‭ ‬من‭ ‬كابول‭. ‬وقد‭ ‬أجلت‭ ‬قطر‭ ‬تسع‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬وأمنت‭ ‬لهنّ‭ ‬التعليم‭ ‬والبيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬للتطوّر‭ ‬والابتكار‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬الفتيات‭ ‬اللواتي‭ ‬تم‭ ‬إجلاؤهن‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬فـي‭ ‬ثلاث‭ ‬مؤسسات‭ ‬حسب‭ ‬احتياجاتهن‭ ‬وحصلن‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬دراسية‭ ‬كاملة‭. ‬بعض‭ ‬زميلاتهن‭ ‬فـي‭ ‬الفريق‭ ‬لا‭ ‬يزلن‭ ‬فـي‭ ‬أفغانستان،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬فـي‭ ‬المكسيك‭ ‬والإمارات‭.‬

وتجتمع‭ ‬الفتيات‭ ‬فـي‭ ‬قطر‭ ‬بعد‭ ‬الدوام‭ ‬المدرسي‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬مشاركاتهن‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬‮«‬التحدي‭ ‬العالمي‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬للروبوتات‭.‬

وعندما‭ ‬سُئلن‭ ‬عن‭ ‬المدرسة‭ ‬فـي‭ ‬قطر‭ ‬بعد‭ ‬مغادرتهن‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬طائرة‭ ‬عسكرية‭ ‬قطرية‭ ‬وبقائهن‭ ‬فـي‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬وسط‭ ‬جائحة‭ ‬كوفـيد،‭ ‬ردّت‭ ‬الفتيات‭ ‬بصوت‭ ‬واحد‭ ‬‮«‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬عضو‭ ‬الفريق‭ ‬عايدة‭ ‬حيدربور‭ (‬17‭ ‬عامًا‭) ‬التي‭ ‬أحبت‭ ‬الهندسة‭ ‬الرقمية‭ ‬بفضل‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬سوبر‭ ‬ماريو‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬طفلة،‭ ‬إنّه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬متابعة‭ ‬الأحداث‭ ‬فـي‭ ‬أفغانستان‭. ‬ولكنها‭ ‬تأمل‭ ‬فـي‭ ‬العودة‭ ‬لفتح‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬فـي‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والهندسة‭ ‬والرياضيات‭.‬

وقالت‭ ‬مبتسمة‭ ‬‮«‬اعتاد‭ ‬جدي‭ ‬أن‭ ‬يسألني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬جهازه‭ ‬اللوحي‭ ‬وهاتفه‭. . . ‬الروبوتات‭ ‬جديدة‭ ‬فـي‭ ‬أفغانستان،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنساء‮»‬‭.‬

عملت‭ ‬والدتها‭ ‬مدرّسة‭ ‬فـي‭ ‬مدرّسة‭ ‬ثانوية‭ ‬للبنات،‭ ‬لكن‭ ‬المنشأة‭ ‬التعليمية‭ ‬لم‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬كابول‭ ‬فـي‭ ‬أيدي‭ ‬طالبان‭.‬

وبينما‭ ‬تحلم‭ ‬حيدربور‭ ‬بأن‭ ‬تعمل‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬مايكروسوفت‮»‬‭ ‬العملاقة‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬فإنّها‭ ‬تؤكّد‭ ‬أنها‭ ‬تريد‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬أفغانستان‭ ‬وخدمة‭ ‬شعبها‭.‬

وقالت‭ ‬قائدة‭ ‬الفريق‭ ‬سمية‭ ‬فاروقي‭ (‬18‭ ‬عاما‭) ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬زميلتها‭ ‬فلورانس‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬محرك‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬حزينة‭ ‬للغاية‭ ‬لأننا‭ ‬فقدنا‭ ‬عائلتنا‭ ‬ومدربينا‭ ‬وحياتنا‮»‬‭ ‬بمغادرة‭ ‬أفغانستان‭ ‬فجأة‭.‬

فريق‭ ‬مميّز

ساعدت‭ ‬رؤية‭ ‬محبوب،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسّسة‭ ‬شركة‭ ‬برمجيات‭ ‬أفغانية،‭ ‬فـي‭ ‬2012‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬جهاز‭ ‬تنفس‭ ‬منخفض‭ ‬التكلفة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬فـي‭ ‬ذروة‭ ‬انتشار‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭.‬

وتصدّرت‭ ‬الفتيات‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬فـي‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬منحهنّ‭ ‬تأشيرات‭ ‬للمشاركة‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬الروبوتات‭ ‬فـي‭ ‬واشنطن،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ويسمح‭ ‬لهن‭ ‬بالسفر‭. ‬وفـي‭ ‬العام‭ ‬ذاته،‭ ‬فازت‭ ‬الفتيات‭ ‬بجوائز‭ ‬مرموقة‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬الروبوتات‭. ‬