أفضل المقتنيات للإستثمار حقائب اليد حاجة وشغف ومظهر من مظاهر الترف
لحقيبة اليد سحرها وحرمتها وأسرارها. . . قد تودع فـيها المفاتيح، والأوراق الثبوتية، وبطاقات الدفع، والهاتف الجوال، والنظارات، ومرآة صغيرة، وبعض أدوات الزينة. . . وقد تكون شبه خالية، لدواعي الأناقة المطلقة.
منها ما هو مصنوع من الجلد المعالج تمامًا، ومنها ما هو غير تام المعالجة، أو مصنّع بأنواع مختلفة من الأقمشة المتينة الخاصة، وإن كانت الخشية دومًا من التقليد والتزوير.
قد تحتار حاملتها، أو أنها قد تختار بدون تردد، بين الحقيبة الصغيرة الأكثر أناقة، والحقيبة الكبيرة الأكثر فائدة، بقطع النظر عن أناقتها الممكنة.
من هنا يتفنّن المصنّعون فـي تأمين صفتي الأناقة والفائدة فـي الحقيبة الواحدة على حد سواء.
وفـي مطلق الأحوال، غالبًا ما تلجأ العديدات الى معادلة الحقيبتين معًا، أو أكثر، أي الحقيبة الصغيرة للسهرة والزيارات واللقاءات الإجتماعية، والحقيبة الأرحب، للأنشطة الإجتماعية العادية، فـي المتاجر أو فـي صالات وميادين الترفـيه.
تكمل الأناقة
تبقى الحقيبة فـي جوهرها منتجًا مترافقًا مع الأناقة ومكمّلًا لها ومع والذوق والموضة والمكانة الإجتماعية، وعنصرًا متممًا، بأشكالها وأحجامها وألوانها للألبسة، ولا بل للأحذية.
إشتهرت بتصنيعها دور أزياء كبرى، مثل «برادا»، «غوتشي»، «شانيل»، «لويس ڤويتون»، «كلويه»، «بالنسياغا»، «جيفنشي»، «سيلين»، «فندي»، «إيڤ سان لوران»، «ديور» و«هيرمس»، خاصة وأنها رفـيقة لصيقة وبارزة، تحرص السيدات كثيرًا على حسن إختيارها، وحسن تنويعها.
الحقيبة الفاخرة كإستثمار
فـي هذا السياق بالذات، أفاد آخر تقرير صادر عن «نايت فرانك لوكسوري إنفستمنت إندكس»، الذي نشره فـي مارس ٠٢٠٢ الإستثماري الأول لمحبي ومحترفـي الجمع، من بين الحاجيات الراقية أو النادرة التي تمّ الإستحصال عليها عام ٩١٠٢.إضافة إلى كونها حاجة وشغف، أو مظهر من مظاهر الترف، فقد برزت بعض فئاتها فـي آخر التقارير، كأفضل إستثمار ممكن فـي فئة المقتنيات الفاخرة أو النادرة، التي يلجأ الهواة أو المستثمرون المحترفـون إلى جمعها، أي أنها غدت معادلة رابحة بصورة مضاعفة فـي جميع الحالات.
حقيبة Hermès Birkin
يضيف التقرير، أنه بالرغم من أن صناعة الحقائب تتوزّع بين علامات عديدة قيمة وجذابة، فقد برزت حقائب «هيرمس بيركين» وفقًا لإحصاءات «سيبستيان ديوتي» مدير «آرت ماركت ريسيرش»، على أنها كانت الأكثر تقدّمًا فـي هذا المجال، من حيث أنها بدت أكثر جذبًا وأكثر إستدراجًا لأعلى الأسعار، خلال عمليات البيع بالمزاد.
وكان هذا الإتجاه قد بدأ بالتبلور فـي الواقع منذ ٢٠١٧، حيث أن الحقيبة التي بيعت بالثمن الأغلى كانت حقيبة «هرمس بيركين هيمالايا كروكودايل داياموند». وقد بلغ ثمنها فـي نهاية المزاد الذي نظّمته فـي هونغ كونغ حينها شركة «كريستيز» البريطانية العريقة للمزادات، فـي حدود الـ ٠٨٣ ألف دولار أميركي. وهي مصنوعة باليد بإتقان من جلد تمساح النيل الأبيض، ومعالجة بصباغ خاص أبيض لؤلؤي يشبه جمال تلج جبال الهيمالايا الشاهقة، يتموج الى رمادي دخاني، وحلقاتها من الذهب الأبيض كذلك، ومرصعة بعشرات أحجار الماس.
من هذا المنظار، لا تبدو فقط كمجرد حقيبة يد، بل كقطعة جمالية، متلازمة مع عنصري الأناقة والغنى، مرصعة بالمجوهرات، ومصنوعة فـي فرنسا من إحدى كبريات العلامات التجارية العالمية الشهرة.
أما الرقم الدقيق لحقائب «هيمالايا بيركن هرمس»، التي تصنع كل عام، فهو غير معلن، وإن كان يعد بالآلاف، إلا أن العدد الفعلي الذي تعرضه «هرمس» على كبار الزبائن من هذه الحقائب بالذات، محدود على ما يقول الخبراء، وقد لا يتجاوز سنويًا أصابع اليد. وكانت حقيبة «هيمالايا» الأولى، قد صمّمت وصنعت للمطربة والممثلة البريطانية «جين بيركين»، وسميت على إسمها بالذات عام ٤٨٩١.
تجدر الإشارة الى أن الفنانة الإماراتية «أحلام» قامت بنشر مقطع مصور على أحد حساباتها، تظهر فـيه وهي تعرض على زوجها مثل هذه «الشنطة» التي إستحصلت عليها، وهو ما حظي بإهتمام واسع على وسائل التواصل الإجتماعي.
فـي المقابل، تلقت عارضة الأزياء «نبيلة بن عطية»- إحدى شخصيات «تلفزيون الواقع»، وهي سويسرية-فرنسية الجنسية، أصول جزائرية، متزوجة من الرياضي والممثل التلفزيوني الفرنسي توماس فرغارا- فـي الثامن من فبراير ٠٢٠٢، من زوجها لمناسبة عيد ميلادها الـ ٢٨، حقيبة يد «هيمالايا بيركين».
كما أن المراهن الرياضي الأميركي المحترف «فـيغاس ديف»، إشترى حقيبة هيمالايا مؤخرًا بـ ٠٠٥ ألف دولار، على ما أفادت بعض وسائل الإعلام.
يذكر فـي هذا المجال أن لدى العديد من العلامات التجارية مجموعات كاملة من حقائب اليد المصنوعة من جلد التماسيح، بأسعار مرتفعة جدًا بمئات آلاف الدولارات، وبألوان متنوّعة من بينها الأرجواني الفاخر، ومطلية أو مزدانة بالذهب ومرصعة بالألماس الأبيض أو بالياقوت الوردي.
والواقع أن مجمل حقائب اليد الفاخرة الأغلى والأكثر طلبًا، هي التي عرفت فورة مبيعات العام الماضي، أكان ذلك من خلال مزادات علنية أم من طريق البيع «أون لاين» عبر الإنترنت.
مردود بيع الحقائب مقارنة بمقتنيات جمع أخرى
يظهر من مراجعة اللائحة المبينة فـي تقرير «نايت فرانك»، أن قيمة المردود العام للإستثمار عام ٩١٠٢ سجل إرتفاعًا مقداره ٤٣١ فـي المئة بالنسبة للحقائب خلال عام واحد (و١٠٨ فـي المئة خلال عشر سنوات، و٠٠٥ فـي المئة خلال الـ ٣٥ سنة الماضية)؛ مقابل ٦٫٤ فـي المئة للطوابع خلال عام (و ٦٤ فـي المئة خلال ١٠ سنوات)؛ و ٥٫٢ فـي المئة للتحف الفنية خلال عام (و ١٤١ فـي المئة خلال ١٠ سنوات)، بما فـيها اللوحات، وإن كانت هذه النسبة تعتبر جيدة بالنسبة للوحات القديمة التي تباع بملايين الدولارات وباتت تشهد المزيد من الاهتمام؛ و٢٫٧ لقطع النقد المعدنية القابلة للجمع، ولا سيما النادرة منها؛ و١٫٨ فـي المئة للساعات خلال سنة (و٠٦ فـي المئة خلال ٠١ سنوات)؛ و٠, ٣ فـي المئة للمفروشات. . . وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فـيها «نايت فرانك» حقائب اليد فـي طليعة سلم لوائحه؛ وإن كانت أسعار الحقائب قد إزدادت بنسبة مئة فـي المئة على أقل تقدير خلال السنوات العشر الماضية.
مؤشرات مستقبلية
باتت حقائب اليد فعلاً وبصورة رسمية فـي ضوء التقارير، من فئة الأصول، للمستثمرين الراغبين فـي توظيف رأس المال فـي معاملات جديدة ومختلفة.
أما معظم المؤشرات، بالرغم من الإرباك الحالي الناجم عن وباء كورونا، فتفـيد بأن ذوي الدخل المرتفع، ولا سيما فـي أوروبا والشرق الأوسط وآسيا والولايات المتحدة وأستراليا، سيستمرون مستقبلاً بتخصيص مبالغ مماثلة أو أعلى من ثروتهم، وبمئات آلاف الدولارات، من أجل شراء المنتجات الفاخرة الجديرة بالأقتناء والجمع، بما فـي ذلك حقائب اليد النادرة والأكثر طلبًا.