Bruce Clay

دانية عقيل ومشاعل العبيدان أول سعوديتان تنافسان في رالي داكار

This slideshow requires JavaScript.

دخلت السائقتان السعوديتان دانية عقيل ومشاعل العبيدان التاريخ بمشاركتهما في منافسات النسخة الـ44 من رالي داكار العريق التي انطلقت في 1 يناير 2022. وتتسابق دانية ومشاعل في فئة “تي 3″، على متن مركبات “كان – آم مافريك” التي جهزها فريق ” ساوث ريسينغ”، وهي مركبات خفيفة تصل سرعتها إلى 135 كلم / ساعة وتقطع مسافات تصل إلى 600 كيلومتر يومياً، في ظل ظروف قاسية طوال برنامج شاق يمتد إلى 12 يوماً.

تدرك دانية ومشاعل أهمية هذا الإنجاز وقد عبّرتا عن فخرهما بتمثيل وطنهما في هذه الرياضة. وقالت مشاعل العبيدان: “تعتبر المشاركة في هذا الحدث الكبير في المملكة بمثابة الحلم الذي تحقق، فعندما علمت أول مرة باستضافة المملكة العربية السعودية لرالي داكار، تواصلت مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، للاستفسار حول إمكانية حصولي على ترخيص المنافسة”.

وأضافت: “واصلت المحاولة حتى تلقيت بعدها اتصالاً من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل، أخبرني خلاله أنني مستعدة للسباق وبالفعل انضممت إلى تجربة داكار في عام 2019، حيث شاركت في مرحلة واحدة. وفي العام الماضي تمت دعوتي لتجربة 12 يوماً كاملة لفهم الملاحة من جانب الطريق والآن في هذه السنة الثالثة، سيتحقق أحد أحلامي بالمشاركة في المنافسات على أرض الواقع”.

مشاعل العبيدان:  “نحن نمهّد الطريق للفتيات”

تعد “مشاعل العبيدان” أول سعودية تحصل على رخصة الدراجات النارية الترابية، وهي حاصلة على الترخيص والتدريب في “الستريت بايك” ومن ثم “الديرت بايك”، وكانت قد قرّرت المشاركة في عالم الراليات احترافيًّا قبل عدة أعوام، وكان “رالي الشرقية” أول رالي تشارك به في السعودية، ولها العديد من المشاركات الوطنية المُرضية في الراليات الصحراوية من خلال المشاركة في داكار الرياض وحائل، وجاءت مشاركتها في المنافسات المختلفة كسائقة في الراليات الصحراوية انطلاقا من حبها للمغامرة والتعلم، بينما تتطلع لصعود السلم تدريجياً لتحقيق ما تطمح إليه وتحقيق هدفها الأكبر في المشاركة في رالي داكار العالمي.

يذكر بأن مشاعل العبيدان كانت قد سجلت اسمها كأول فتاة سعودية وخليجية تشارك في “رالي عالمي” في أوروبا، من خلال مشاركتها منذ عدة أشهر في رالي باخا أراغوان إسبانيا، والذي يُعد خامس جولات بطولة كأس العالم للباها كروس كانتري المنظمة من طرف الاتحاد الدولي لسيارات FIA.

يشار إلى أنه في شهر مارس الماضي، فازت العبيدان بجولة في كأس العالم للكروس كاونتري للباها، والتي أقيمت في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، كما شاركت أيضاً في تحدي باها آراجون الإسباني في شهر أغسطس وحققت المركز السابع على مستوى العالم. وتؤكد هذه النتائج الإمكانات التي تتحلى بها السائقة التي تبلغ من العمر 33 عاماً للمنافسة في رالي داكار المقبل.

وأكملت مشاعل: “أدركت لاحقاً أن الإنجازات التي أحققها تسهم في فتح المجال وتخطي الحواجز، فنحن نمهد الطريق للفتيات لفهم الرحلة التي نخوضها والانضمام إلينا. وفي البداية لم أكن أعرف ما سيقوله الناس، لكن عندما بدأت في نشر صور لنفسي على دراجات ترابية ثم الراليات، شعرت بالمفاجأة، فقد أحبها الناس، وأحبتها النساء ولم أصادف تعليقات سلبية على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأضافت: “لدى الناس آراؤهم الخاصة، وقد يرى الكثيرون أن رياضة السيارات مخصصة للرجال، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، ولكن على مستوى العالم، إلا أننا قطعنا شوطاً طويلاً في الواقع وكل ما أحصل عليه هو الحب والدعم”.

دانية عقيل: تكسر الصور النمطية

يتنافس مع مشاعل العبيدان، السعودية دانية عقيل التي بدأت كذلك في سباقات الدراجات. إذ خطت دانيا عقيل الحاصلة على درجة الماجستير في الأعمال الدولية من بريطانيا، خطواتها الأولى في رياضة السيارات في عام 2019، خلف مقود دراجة نارية وشاركت في سباقات على حلبات في الإمارات والبحرين.

وكانت دانية ابنة الـ 33 عاماً قد حُرمت من المشاركة كمتسابقة في رالي داكار 2021 ، بسبب حادث تعرّضت له على حلبة البحرين الدولية نتج عنه كسر في منطقة الحوض وشعر في العمود الفقري، فإضطرت للتوقف عن مزاولة رياضة السيارات لبعض الوقت، علماً أنها واكبت رالي داكار 2021 عبر تقديمها لحفلي الافتتاح والختام، مؤكّدة أنها تضع نصب عينيها الجلوس خلف المقود في أصعب راليات الكروس كانتري في 2022 وهذا ما حصل.

ومع كل خطوة في رحلتها غير العادية، حطمت نجمة رياضة السيارات السعودية دانيا عقيل الأسقف الزجاجية، وتركت الصور النمطية في غبار عجلات سباقاتها. برزت دانيا كأيقونة في رياضتها، وهي مصدر إلهام لملايين المعجبين.

ومما لا شكّ فيه أن اسم دانية عقيل قد حفر في تاريخ الرياضة إن على الصعيد الوطني السعودي أم العربي أو حتى العالمي. فهذه النجمة المتحدّرة من بلد كان حتى سنوات قليلة ماضية يمنع قيادة النساء للسيارات أصبحت ليس فقط أول امرأة سعودية تتأهل للحصول على رخصة مسابقة دراجات السرعة وأول سعودية تشارك في رالي دولي، بل أول امرأة على الصعيد العربي والعالمي تفوز بكأس راليات الباها للسباقات الصحراوية، علماً أنها حقّقت إنجازها هذا في مشاركتها الأولى في هذه البطولة. 

وعن مشاركتها في رالي دكار تقول دانية: “عليك أن تحترم داكار، إنه أطول رالي على الروزنامة كما تعد السعودية وجهة رائعة للحدث. فخلال عبور 200 كيلومتر يمكن أن تتغير المناظر الطبيعية والتضاريس والطقس ثلاث أو أربع مرات. وهناك مستويات متعددة لسباق مثل رالي داكار، وينبغي أن تكون لائقاً بدنياً ونفسياً وأن تحظى بعلاقة متينة مع شريكك في القيادة”.

أكملت دانية: “عليك أن تغامر عندما تكون الفرصة متاحة، والفرص التي أغتنمها الآن متاحة لكل امرأة سعودية. أشعر بدعم كبير في اتخاذ هذه القرارات. فالبلاد تشهد حالياً حراكاً ملحوظاً، وعملاً لبناء مستقبل يواكب رؤية المملكة 2030”.

رائدتان في عالم رياضة السرعة

يمكن اعتبار كل من دانية عقيل ومشاعل العبيدان من الرائدات ليس فقط في مجتمع سريع التغير، ولكن أيضاً في رياضة يهيمن عليها الرجال تقليدياً.

وقد سعت السائقتان السعوديتان أيضاً إلى استشارة جوتا كلاينشميت، إحدى سائقات رالي داكار سابقًا، والتي تمكنت من تغيير المفاهيم عندما أصبحت أول سائقة تفوز بأقوى وأطول رالي في العالم.

وكانت دانية عقيل ومشاعل العبيدان قد خاضتا تجربة رالي داكار على جانب الطريق في العام 2021مع كلاينشميت للحصول على تجربة الحدث وفهم الملاحة المطلوبة. وقالت دانية عقيل: “ما أحبه في جوتا هو أنها تعمل دائماً على شيء ما، لأنها تشعر أن مهمتها أو هدفها هو القيام بذلك، أنا أحترمها كثيراً وكانت النصيحة التي قدمتها لي لا تقدر بثمن. أخبرتني أن مفتاح فوزها في رالي داكار هو أنها ركزت على قيادتها الخاصة ولم تهتم بمنافسيها لأنك لست على عجلة من أمرك معهم. في نهاية المطاف، كسائق، تحتاج إلى تخطي حدودك الخاصة وتجاوز قدراتك، فهذه هي الطريقة التي تكتسب بها السرعة وتتحسن”.