الشيف «ماسيمو بوتورا» من مودينا الى دبي
لمسة سحرية تحوّل الأطباق الإيطالية التقليدية إلى تحف فنية تجمع بين المذاق المميّز والشكل المبتكر
تفتخر جميع الشعوب بتراثها وفنونها، بما فـي ذلك فن الطبخ وطيب مذاق أطباقها ومنتجاتها. وهذا شعور مشروع ومبرّر فـي إطار التنوّع البيئي والثقافـي والحضاري. إلاّ أن مجموعة محدودة تمكّنت من بلوغ العالمية، وشهدت إنتشار مطبخها ومطاعمها فـي أبرز العواصم والمدن حول العالم. منها المطعم الشرقي بشكل عام، واللبناني والمغاربي بشكل خاص، والصيني والياباني والأرميني والتركي واليوناني والفرنسي والإيطالي وغيرهم. . . وتبرز من رحم هذا الفن، أسماء أشخاص بعينهم، يطبعون بمواهبهم مطابخ بلادهم كالفرنسي الأشهر آلان دوكاس أو الإيطالي ماسيمو بوتورا، الذي سبق أن تدرّب على يدي دوكاس.
الشيف ماسيمو بوتورا مالك مطعم «أوستيريا فرنشسكانا» الذي يقع فـي مدينة مودينا الإيطالية، وفـي الوقت نفسه كبير الطهاة فـيه. . . متزوج من الأميركية لارا غليمور التي تساعده فـي أعماله.
صُنّف مطعمه على أنه الأول، أي الأفضل فـي العالم، لعامي ٦١٠٢ و٨١٠٢، حسب لائحة World’s 50 Best Restaurants التابعة لشركة «وليم ريد بزنس ميديا»، كما أشارت الى ذلك المجلة البريطانية Restaurants.
وكان قد سبق له وأن حاز عام ١١٠٢ ثلاث نجوم من «دليل ميشلان» الشهير، الذي يصنّف جودة المطاعم بصورة إرشادية؛ وجائزة «أفضل»شيف» دولي عام 2012.
فكيف أمكنه أن يتدرج الى أعلى مراتب الشهرة العالمية والتميز؟
مطعم تورنو سوبيتو
أول مطعم خارج إيطاليا للشيف العالمي ماسيمو
فـي فندق دبليو دبي، النخلة
إنتقلت مواهب وأطباق الشيف ماسيمو بوتورا الى دبي، إذ إفتتح فـي فبراير الماضي، مطعم تورنو سوبيتو ليكون أول مطعم له خارج إيطاليا وذلك فـي فندق دبليو دبي- النخلة التابع لشبكة فنادق ماريوت العالمية.
وقد استوحي المطعم الجديد تصميمه من ذكريات الطفولة للشيف والعطلات التي أمضاها على شواطئ مدينة ريميني فـي الريفـييرا الإيطالية فـي السيتينات.
ويعني إسم المطعم «تورنو سوبيتو» «سأعود بعد قليل» نسبة إلى اللافتات التي كان يعلّقها أصحاب المحلات على الباب عندما يأخذون إستراحة بعد الظهر.
أطباق إيطالية أصيلة
سيقدّم المطعم الجديد أطباقاً إيطالية أصيلة تعود بنا إلى الزمن الجميل وهي تختلف عن الطابع الفاخر الذي اشتهر به مطعم أوستيريا فرانشيسكانا.
ويستقبل المطعم ضيوفه للغداء والعشاء ليعود بهم إلى زمن الستينيات فـي إيطاليا ضمن أجواء إجتماعية وهادئة. ويجمع الشيف ماسيمو بين التقاليد والحداثة فـي قائمة طعام تضم أفضل أطباقه. وسيكون المطبخ بقيادة الشيف بيرناردو بالاديني الذي اختاره الشيف ماسيمو شخصياً بعد أن عمل إلى جانبه لسبعة أعوام فـي مودينا فـي مطعمي أوستيريا فرانشيسكانا وفرانشيسكيتا 58.
قائمة تحتفل بالتقاليد الإيطالية المتطوّرة
بحسب الشيف ماسيمو تحتفل قائمة الطعام بالتقاليد الإيطالية المتطوّرة. ويستطيع الضيوف تذوق أنواع مختلفة من الأطباق من شمالي وجنوب إيطالية والمحضّرة من مكوّنات إيطالية أصيلة. ستحتوي القائمة على بعض الأطباق الشهيرة من مطعم أوستيريا فرانشيسكانا كطبق تالياتيلي أل راغو وهي وصفة عائلية من جدّة الشيف ماسيمو تتضمّن مجموعة من أنواع لحم البقر المقطعة والمطهوة بعناية.
كما سيقدّم المطعم الجديد أطباقًا إيطالية تقليدية أصيلة بمعجناتها وخضارها وصلصاتها ومذاقاتها وألوانها، كما كانت تحضر أيام «الزمن الجميل» فـي الستينيات، الى جانب أطباق لما يسمى بالمطبخ الحديث.
والتورتلليني والرافـيولي وسلطة ثمار البحر والكالامار المشوي، إضافة إلى الكابوتشينو الى جانب البوظة والحلويات الإيطالية. . .
والأطباق الأفضل بالنسبة لماسيمو بوتورا ليست نتيجة مهارة تقنية فقط، بل كذلك وليدة ثقافة وخيال وفكر خلاق وشغف.
أجواء عالم العجائب
يتميّز تصميم المطعم بالحس الإبداعي للشيف إذ يعود بنا إلى أيام فـيليني ليستمتع الضيوف بأجواء عالم العجائب، الأثاث من تصميم باولا لينتي وصور لمناظر شاطئية تعبّر عن حب ماسيمو للأعمال الفنية. وقد صُممت أواني المائدة من قبل علامة ريتشارد جينوري خصيصاً للباستا بحجمين متوسط وكبير. ويقدّم المطعم عربة جيلاتو مميّزة تقدم أشهى النكهات الإيطالية الأصيلة من الڤانيلا والشوكولاتة إلى ستراتشياتيلا وغيرها من الابتكارات المميزة مثل نكهة زيت الزيتون.
فهنيئًا لدبي لجذبها دومًا لكل ما هو متميّز.
عن ماسيمو بوتورا
![]() |
ولد ماسيمو بوتورا فـي ٠٣ سبتمبر ٢٦٩١ ونشأ فـي مدينة «مودينا» فـي منطقة «إميليا رومانيا»، مدينة المطرب الأوبرالي الشهير لوشيانو باڤاروتي، وهي المعروفة بمطاعمها ومعامل سيارات فـيراري ومازيراتي ولامبورغيني.
أظهر إهتمامًا بالطهي منذ حداثة سنه، إذ كان يحلو له متابعة كيفـية عمل والدته وعمته وجدته فـي المطبخ، وتعاونهن لإعداد الأطباق الايطالية الشهية والمتنوعة.
نجح منذ أن بدأ بممارسة فن الطبخ، ولم يكن قد بلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد، وخاصة بعد أن إفتتح مطعم «أوستيريا فرنشيسكانا» عام ٥٥٩١، فـي أن يضفـي لمسة سحرية على الأطباق الإيطالية التقليدية، ليحوّلها الى تحفة فنية متكاملة، تجمع بين المذاق المميّز والشكل المبتكر.
من أبرز كتبه عن فن الطبخ «بريد إز غولد» و«نيفر ترست إي سكيني إيطاليان شيف»، أورد فـيه ٠٨ وصفة لأطباق شهية من إعداده. كما قام بتحويل منزل عائد للقرن الثامن عشر الى فندق فاخر صغير لإستقبال النزلاء فـي منطقة إميليانا أسماه «كازا ماريا لويجيا»، مؤلف من إثنتي عشرة غرفة، محاط بالحدائق وفـيه مطعم أسماه «فرانشسكانا آت ماريا لويجيا».
حرص بوتورا على الإنخراط فـي أعمال تعاضدية من خلال مشروع إجتماعي أسماه «فوود فور سول»، وعلى إدارة شبكة «ريفـيتوريو»، أي مطاعم شعبية خيرية، أطلق أحدها فـي ميلانو عام ٥١٠٢، وآخر فـي ريو دي جنيرو عام ٦١٠٢، وثالث فـي باريس عام ٨١٠٢، تقوم بتقديم وجبات محضّرة بعناية وبصورة مجانية للاجئين ولمن هم بلا مأوى.


