شركاء فـي العمل والحياة
يعتبر شهر فبراير مناسبة عالمية للاحتفال بالحب، وبما أنّ هذا الشهر يتزامن مع الإعلان عن الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار التي من المتوقّع عقدها فـي بداية مارس المقبل، كان لا بدّ لنا من جولة على أبرز الأفلام المرشحة التي تعاون على إنجازها شركاء ليس بالعمل فحسب. . وإنما فـي الحياة كذلك.
بينما يحرص الكثير من المحترفـين على تفادي العمل الإنتاجي مع شركائهم فـي الحياة خوفاً من المشاكل، يثبت آخرون أن العمل مع شركاء الحياة يزيد من القدرات الإبداعية. ولعل الأفلام العشر المرشحة لجوائز الأوسكار وفـي طليعتها فـيلمَي باربي وأوبنهايمر تقدّم الكثير من الأدلة على ذلك إذ تضم الفرق الإبداعية لهذه الأفلام ليس شركاء عمل فحسب إنما شركاء حياة.
Barbie، الفـيلم المستوحى من الدمية والذي حقّق نجاحاً كبيراً، يضمّ فريق عمله ثنائيتين: فالبطلة النجمة مارغو روبي وزوجها توم أكيرلي هما المؤسسان المشاركان لشركة LuckyChap Entertainment، الشركة التي أنتجت الفـيلم. إذ أسّست روبي هذه الشركة مع زوجها فـي عام 2014، بالتعاون مع أصدقائهما صوفـيا كير وجوسي ماكنمارا.
ومن فـيلم باربي كذلك تتنافس المخرجة غريتا غيرويغ على جائزة أفضل سيناريو مقتبس إلى جانب زوجها نواه بومباخ، علماً أن هذا الثنائي التقى لأول مرة أثناء تصوير فـيلم Baumbach’s 2010 film Greenberg.
من جهة أخرى يضمّ فـيلم Oppenheimer المرشح للعديد من جوائز الأوسكار شركاء حياة، فمخرج الفـيلم هو كريستوفر نولان وهو زوج منتجة الفـيلم إيما توماس.
وكان توماس ونولان قد إلتقيا عندما كانا طالبين فـي جامعة كوليدج لندن، وعملا معًا منذ فـيلمهما القصير الأول Doodlebug من إخراج نولان.
أما مخرجة فـيلم Anatomy of a Fall جوستين تريت فهي مرشحة لجائزة أفضل فـيلم الى جانب ترشح شريكها فـي الحياة ووالد طفليها آرثر هراري لجائزة أفضل السيناريو أصلي عن الفـيلم نفسه.
فـي مكان آخر فـي القائمة، هناك كاتب May December سامي بورش، الذي تشارك الكتابة مع زوجته أليكس ميشانيك.
ونجد فـي قائمة الترشيحات كذلك مخرج Napoleon Dynamite جاريد هيس، الذي شارك زوجته جيروشا فـي إخراج وكتابة فـيلم Ninety Five Senses المرشح لجائزة أفضل فـيلم رسوم متحركة قصير.
ظاهرة إيجابية ولكن ليست فريدة!
كل هؤلاء هم من المخضرمين فـي صناعة السينما اختاروا أن يعملوا معًا وقد حقّقوا نجاحاً لافتًا. ولا يمكن القول إن هذا هو الاتجاه الجديد فـي هوليوود، ولكنّ هذه الثنائيات تشكّل دون أدنى شك صدفة جميلة ولافتة ولكنها ليست ظاهرة فريدة.
إنه شكل من أشكال التعاون الإبداعي الذي ليس جديدًا بأي حال من الأحوال: فـي عام 1919، شاركت ماري بيكفورد، التي كانت آنذاك واحدة من أكبر نجوم هوليوود، فـي تأسيس استديو United Artists مع زوجها دوغلاس فـيربانكس، وكذلك فعل تشارلي شابلن ومخرجة فـيلم Birth of a Nation دي دبليو غريفـيث.
ومع ذلك، فمن الواضح أن بيئة إنتاج الأفلام الشديدة الضغط، يمكن أن تشكل صعوبات، وخاصة للأزواج. وفـي حين أن مخاطر صنع الأفلام معًا واضحة، فمن الواضح أنه فـي جولة الأوسكار هذا العام على الأقل، يمكننا رؤية الإيجابيات.
