الفهد الأسود يعود ليظهر بعد ١١٠ سنوات
شوهد الفهد الأسود آخر مرّة سنة ١٩٠٩، وظنّ الباحثون أنه انقرض ولم يعد موجوداً إلى أن شوهد فـي شهر يناير ٢٠١٩ أي بعد ١١٠ سنوات، بفضل مصور متخصّص فـي هذا المجال أخذ له هذه الصورة.
استطاع مصور الحياة البرية “ويل بورارد لوكاس” رصد نمر أسود فـي أفريقيا، فـي مخيم لايكيبيا البري فـي كينيا ونشر صورة له لتكون هذه المرة الأولى التي ترصد فـيها عدسة كاميرا نمرًا أسود الجِلد فـي القارة السمراء منذ مئة عام، كما يقال.
وأشار المصور “ويل” بأنه قد سمع شائعات عن وجود نمر أسود.
وبعد إقتفاء أثر النمر عبر الأدغال بالاستعانة بمرشد يُدعى “ستيف”، استقرّ المصور على مكان نصب فـيه الكاميرا.
ويقول ويل: “اعتدتُ على نصب الكاميرات وعدم إلتقاط أي صورة لأن الأمر محض تخمين −فأنت لا تعلم إذا ما كان الحيوان الذي تحاول رصْده سيمرّ فـي النطاق الذي سلطت عليه الكاميرا”.
ويضيف: “لم يحدث أبدًا أن فقدتُ الأمل، وبعد أول ليلتين لم تلتقط الكاميرات صورًا لهذا النمر، وكنت بدأت أعتقد أنني سأكون محظوظًا لو حصلت على صورة لنمر أرقط عادي، ناهيك عن هذا النمر الأسود. وفـي الليلة الرابعة، حالفني الحظ ولم أكد أصدق للوهلة الأولى أنني استطعت تحقيق ذلك، لقد كان أمرًا استثنائياً”.
ويضيف ويل لحظة التقاط الصورة بقوله: “فـيما تلتقطه هذه الكاميرات من صور مصحوبة بوميض (فلاش)، عادةً ما يظهر الحيوان بوضوح تام، لكن اختلاط سواد لون النمر بعتمة الليل جعلني لا أكاد أتبيّن سوى تلك العينين تحدقان من خلال الصورة”.
كيف يولد نمر أسود؟
من السهل الاعتقاد بأن النمور السوداء هي فصيلة حيوانية قائمة بذاتها، لكنْ ليس الأمر كذلك بحسب المصور ويل، الذي يقول: “يُطلق على المادة الوراثية التي تجعل هذه النمور سوداء، اسم “ميلانيزم” أو اسوداد الجلد، وهي مشابهة لحالة المَهَق (ابيضاض البشرة والشعر) ولكن بشكل معكوس”.
يتابع: “النمر الأسود هو بالأساس قط كبير مسودّ الجلد، وعادة ما يُطلق على القطة البرية الكبيرة المسوّدة الجلد فـي أفريقيا وآسيا اسم “نمر أسود”. وفـي أميركا الجنوبية يُطلق على الفهد الأرقط المسودّ الجلد اسم فهد أسود”. ويؤكّد: “إنه من الصعب الجزم بعدد الفهود الموجودة فـي شرق أفريقيا، بسبب ما تتميز به من التحفظ فـي الظهور “ناهيك عن فصيل نادر جدًا هو الفهد الأسود. وربما لا يوجد غير مجموعة صغيرة جدًا من الفهود السوداء فـي شرق أفريقيا”.